۞ منتديات كنوز الإبداع ۞
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

۞ منتديات كنوز الإبداع ۞


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 {؛«◙»؛} الرأفة سبب للألفة والمحبّة بين عباد اللّه المسلمين {؛«◙»؛}

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
القعقاع

عضو نشيط  عضو نشيط
القعقاع


الجنس : ذكر
العمر : 48
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 15/01/2012
عدد المساهمات : 61

{؛«◙»؛} الرأفة سبب للألفة والمحبّة بين عباد اللّه المسلمين {؛«◙»؛}  Empty
مُساهمةموضوع: {؛«◙»؛} الرأفة سبب للألفة والمحبّة بين عباد اللّه المسلمين {؛«◙»؛}    {؛«◙»؛} الرأفة سبب للألفة والمحبّة بين عباد اللّه المسلمين {؛«◙»؛}  Icon_minitimeالجمعة 23 مارس 2012, 1:41 am




{؛«◙»؛} الرأفة سبب للألفة والمحبّة بين عباد اللّه المسلمين {؛«◙»؛}


معنى الرأفة : مبالغة في رحمة مخصوصة هي رفع المكروه و إزالة الضر ، و ذكر الرحمة بعد الرأفة مطرد في القرآن الكريم لتكون أعم و أشمل . وصفةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله عَزَّ وجَلَّ، وذلك من اسمه (الرؤوف)، وهو ثابت بالكتاب العزيز.

الدليل:
قولـه تعالى: {وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللهَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [النور: 20].
قولـه تعالى: {وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر: 10].
والرأفة أشد وأبلغ من الرحمة.

الرأفة لغة:

مصدر قولهم: رؤف به يرؤف رأفة ورآفة وهو مأخوذ من مادّة (ر أف) الّتي تدلّ كما يقول ابن فارس على الرّقّة والرّحمة، قال- عزّ وجلّ- (وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ) [النور: 2] وقرئت رآفة، والرّأفة أشدّ الرّحمة، وقيل هي أرقّ من الرّحمة، ولا تكاد تقع في الكراهة، والرّحمة قد تقع في الكراهة للمصلحة، يقول أبو زيد: رؤفت بالرّجل أرؤف رأفة ورآفة، ورأفت به أرأف (كذلك) ورئفت به رأفا، قال: كلّ من كلام العرب [انظر مقاييس اللغة (2/ 471)، والصحاح (4/ 1362) ] . والرّءوف اسم للمولى- عزّ وجلّ- وصفة من صفات رسوله الكريم صلّى اللّه عليه وسلّم.

والرّءوف من أسماء اللّه الحسنى: فمن صفات اللّه- عزّ وجلّ- الّتي سمّي بها «الرّءوف» ومعناها الرّحيم لعباده العطوف عليهم بألطافه وفيه لغتان قرأ بهما جميعا: رءوف على فعول وهي قراءة أهل المدينة ورؤف على فعل، فمن الأوّل قول كعب بن مالك الأنصاريّ- رضي اللّه عنه-:

نطيع نبيّنا ونطيع ربّا *** هو الرّحمن كان بنا رءوفا

ومن الثّاني قول جرير:

يرى للمسلمين عليه حقّا *** كفعل الوالد الرّؤف الرّحيم

فاللّه- عزّ وجلّ- هو الرّءوف لأنّه المتناهي في الرّحمة بعباده لا راحم أرحم منه ولا غاية وراء رحمته، وقد يقال أيضا «رأف» بسكون الهمزة، ومن ذلك قول الشّاعر:

فآمنوا بنبيّ لا أبا لكم *** ذي خاتم صاغه الرّحمن مختوم

رأف رحيم بأهل البرّ يرحمهم *** مقرّب عند ذي الكرسيّ مرحوم

ونقل ابن منظور عن الفرّاء أنّه يقال (أيضا) رئف بكسر الهمزة [انظر الصحاح (4/ 1362)، ولسان العرب (1534) (ط. دار المعارف) ] .

وقال الغزاليّ: الرّؤف (معناه) ذو الرّأفة، والرّأفة شدّة الرّحمة [المقصد الأسنى 140] . وقال ابن الأثير: هو الرّؤف بعباده العطوف عليهم بألطافه [النهاية لابن الأثير 2/ 176] .

الرءوف من صفة المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم والمؤمنين: جاء وصف النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بالرّءوف والرّحيم في قوله- عزّ وجلّ- (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) [التوبة: 128] فالرّءوف (هنا) شديد الرّحمة، (والرّحيم) الّذي يريد لهم الخير، وقيل رءوف بالطّائعين ورحيم بالمذنبين، قال ابن عبّاس: سمّاه (المولى) باسمين من أسمائه، وفي الجمع بينهما دلالة على أنّ في كلّ منهما معنى ليس في الآخر على نحو ما ذكره أهل العلم.

يقول النّيسابوريّ: ومن رأفته صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه أمر بالرّفق كما قال: إنّ هذا الدّين متين فأوغل فيه برفق ومن رحمته قيل له فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ (159 آل عمران) وههنا نكتة وهي أنّ رأفته ورحمته لمّا كانت مخلوقة اختصّت بالمؤمنين فقط وكانت رأفته- عزّ وجلّ- ورحمته للنّاس عامّة (إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) [البقرة: 143] وهناك نكتة أخرى هي أنّ رحمته صلّى اللّه عليه وسلّم عامّة للعالمين وأمّا رحمته المضمومة إلى الرّأفة فخاصّة بالمؤمنين، وكأنّ الرّأفة إشارة إلى ظهور أثر الدّعوة في حقّهم فالمؤمنون أمّة الدّعوة والإجابة جميعا وغيرهم أمّة الدّعوة فقط [زاد المسير (3/ 521)، وغرائب القرآن للنيسابورى (بهامش الطبري) (ج 11 ص 46) ] .

الرأفة اصطلاحا:

قال الكفويّ: الرّأفة مبالغة فى رحمة مخصوصة هي رفع المكروه وإزالة الضرّ [الكليات للكفوي (ص 378) ] .


الآيات الواردة في «الرأفة»

1- قوله تعالى: ( وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ ) [البقرة: 143] .

2- قوله تعالى: ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ * وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ * وَإِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهادُ * وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ ) [البقرة: 204- 207] .

3- قوله تعالى: (لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ * قُلْ إِنْ تُخْفُوا ما فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ ) [آل عمران: 28- 30] .

4- قوله تعالى: ( لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِيمٌ * وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) [التوبة: 117- 119] .

5- قوله تعالى: ( أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ * يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ * خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ * خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ * وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْ ءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ * وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ * وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ ) [النحل: 1- 9] .

6- قوله تعالى: ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ * وَهُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ ) [الحج: 63- 66] .

7- قوله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ * وَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ ) [النور: 19- 20] .

8- قوله تعالى: ( هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلى عَبْدِهِ آياتٍ بَيِّناتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ ) [الحديد: 9] .

9- قوله تعالى: ( لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ * فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) [التوبة: 128- 129] .

10- قوله تعالى: ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) [النور: 2] .

11- قوله تعالى: ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهِيمَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ * ثُمَّ قَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِرُسُلِنا وَقَفَّيْنا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ ) [الحديد: 26- 27] .


أحاديث

1- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: وفدت وفود إلى معاوية، وذلك في رمضان، فكان يصنع بعضنا لبعض الطّعام، فكان أبو هريرة ممّا يكثر أن يدعونا إلى رحله، فقلت: ألا أصنع طعاما فأدعوهم إلى رحلي؟ فأمرت بطعام يصنع، ثمّ لقيت أبا هريرة من العشيّ فقلت: الدّعوة عندي اللّيلة، فقال سبقتني، قلت: نعم. فدعوتهم. فقال أبو هريرة: ألا أعلمكم بحديث من حديثكم؟ يا معشر الأنصار ثمّ ذكر فتح مكّة. فقال: أقبل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى قدم مكّة فبعث الزّبير على إحدى المجنبتين ، وبعث خالدا على المجنبة الأخرى، وبعث أبا عبيدة على الحسّر. فأخذوا بطن الوادي ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في كتيبة. قال: فنظر فرآني، فقال: «أبو هريرة؟». قلت: لبّيك يا رسول اللّه. فقال: «لا يأتيني إلّا أنصاريّ»- زاد غير شيبان- فقال: «اهتف لي بالأنصار». قال: فأطافوا به. ووبّشت قريش أوباشا لها وأتباعا. فقالوا: نقدّم هؤلاء. فإن كان لهم شيء كنّا معهم. وإن أصيبوا أعطينا الّذي سئلنا. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ترون إلى أوباش قريش وأتباعهم». ثمّ قال بيديه، إحداهما على الأخرى. ثمّ قال: «حتّى توافوني بالصّفا». قال: فانطلقنا. فما شاء أحد منّا أن يقتل أحدا إلّا قتله. وما أحد منهم يوجّه إلينا شيئا. قال: فجاء أبو سفيان فقال: يا رسول اللّه أبيحت خضراء قريش. لا قريش بعد اليوم. ثمّ قال: «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن» فقالت الأنصار، بعضهم لبعض: أمّا الرّجل فأدركته رغبة في قريته، ورأفة بعشيرته. قال أبو هريرة: وجاء الوحي. وكان إذا جاء الوحي لا يخفى علينا. فإذا جاء فليس أحد يرفع طرفه إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى ينقضي الوحي. فلمّا انقضى الوحي قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يا معشر الأنصار». قالوا: لبّيك يا رسول اللّه قال: «قلتم أمّا الرّجل فأدركته رغبة في قريته». قالوا: قد كان ذاك. قال «كلّا إنّي عبد اللّه ورسوله هاجرت إلى اللّه وإليكم، والمحيا محياكم والممات مماتكم». فأقبلوا إليه يبكون ويقولون: واللّه ما قلنا الّذي قلنا إلّا ضنّا باللّه وبرسوله. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ اللّه ورسوله يصدّقانكم ويعذرانكم». قال: فأقبل النّاس إلى دار أبي سفيان. وأغلق النّاس أبوابهم. قال: وأقبل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى أقبل إلى الحجر. فاستلمه. ثمّ طاف بالبيت. قال: فأتى على صنم إلى جنب البيت كانوا يعبدونه. قال: وفي يد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قوس. وهو آخذ بسية القوس. فلمّا أتى على الصّنم جعل يطعنه في عينه ويقول: «جاء الحقّ وزهق الباطل». فلمّا فرغ من طوافه أتى الصّفا فعلا عليه. حتّى نظر إلى البيت ورفع يديه، فجعل يحمد اللّه ويدعو بما شاء أن يدعو. [مسلم (1780) ] .

2- عن أسامة بن زيد- رضي اللّه عنهما- قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يأخذني فيقعدني على فخذه ويقعد الحسن بن عليّ على فخذه الآخر، ثمّ يضمّهما، ثمّ يقول: «اللّهمّ ارحمهما فإنّي أرحمهما» [البخاري- الفتح 10 (6003) ] .

3- عن عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- قال: قدم على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم سبي فإذا امرأة من السّبي تحلب ثديها تسقي إذا وجدت صبيّا في السّبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته. فقال لنا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «أترون هذه طارحة ولدها في النّار؟». قلنا: لا، وهي تقدر على أن لا تطرحه. فقال: «للّه أرحم بعباده من هذه بولدها» [البخاري- الفتح 10 (5999) واللفظ له، ومسلم (2754) ] .

4- عن مالك بن الحويرث- رضي اللّه عنه- قال: أتينا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ونحن شببة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، فظنّ أنّا اشتقنا أهلنا، وسألنا عمّن تركنا في أهلنا فأخبرناه، وكان رقيقا رحيما، فقال: «ارجعوا إلى أهليكم فعلّموهم، ومروهم، وصلّوا كما رأيتموني أصلّي، وإذا حضرت الصّلاة فليؤذّن لكم أحدكم، ثمّ ليؤمّكم أكبركم» [البخاري- الفتح 10 (6008) واللفظ له، ومسلم (674) ] .

5- عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: ألا أحدّثكم عنّي وعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. قلنا: بلى. قالت: لمّا كانت ليلتي الّتي كان النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فيها عندي، انقلب فوضع رداءه، وخلع نعليه، فوضعهما عند رجليه، وبسط طرف إزاره على فراشه، فاضطجع. فلم يلبث إلّا ريثما ظنّ أن قد رقدت، فأخذ رداءه رويدا، وانتعل رويدا، وفتح الباب فخرج. ثمّ أجافه رويدا. فجعلت درعي في رأسي ، واختمرت وتقنّعت إزاري. ثمّ انطلقت على إثره. حتّى جاء البقيع فقام. فأطال القيام. ثمّ رفع يديه ثلاث مرّات. ثمّ انحرف فانحرفت. فأسرع فأسرعت. فهرول فهرولت. فأحضر فأحضرت. فسبقته فدخلت. فليس إلّا أن اضطجعت فدخل. فقال: «مالك؟ يا عائش حشيا رابية. قالت: قلت: لا شيء. قال: «لتخبريني أو ليخبرنّي اللّطيف الخبير». قالت: قلت: يا رسول اللّه بأبي أنت وأمّي، فأخبرته. قال: «فأنت السّواد الّذي رأيت أمامي؟». قلت: نعم.، فلهدني في صدري لهدة أوجعتني. ثمّ قال: «أظننت أن يحيف اللّه عليك ورسوله؟». قالت: مهما يكتم النّاس يعلمه اللّه. ثمّ قال: «فإنّ جبريل أتاني حين رأيت، فناداني، فأخفاه منك ، فأجبته، فأخفيته منك. أو لم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك، وظننت أن قد رقدت، فكرهت أن أوقظك، وخشيت أن تستوحشي. فقال: إنّ ربّك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم». قالت: قلت: كيف أقول لهم؟ يا رسول اللّه. قال: «قولي: السّلام على أهل الدّيار من المؤمنين والمسلمين ويرحم اللّه المستقدمين منّا والمستأخرين. وإنّا إن شاء اللّه بكم للاحقون» [مسلم (974) ] .

6- عن ابن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لن تؤمنوا حتّى ترحموا». قالوا: كلّنا رحيم يا رسول اللّه، قال: «إنّه ليس برحمة أحدكم صاحبه، ولكنّها رحمة النّاس، رحمة العامّة» [قال الحافظ في الفتح (10/ 453): أخرجه الطبراني ورجاله ثقات، وقال الألباني في الصحيحة (1/ 270) ] .

7- عن شدّاد بن أوس- رضي اللّه عنه- أنّه قال: ثنتان حفظتهما عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: «إنّ اللّه كتب الإحسان على كلّ شيء. فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذّبح، وليحدّ أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته» [مسلم (1955) ] .

8- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «بينما كلب يطيف بركيّة كاد يقتله العطش، إذ رأته بغيّ من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فسقته فغفر لها به» [البخاري- الفتح 6 (3467)، مسلم (2245) ] .

9- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا صلّى أحدكم للنّاس فليخفّف، فإنّ في النّاس الضّعيف والسّقيم وذا الحاجة» [البخاري- الفتح 2 (702). ومسلم (467) واللفظ له ] .

10- عن أبي قتادة- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّي لأقوم في الصّلاة أريد أن أطوّل فيها. فأسمع بكاء الصّبيّ فأتجوّز في صلاتي كراهية أن أشقّ على أمّه» [البخاري- الفتح 2 (707) واللفظ له، ومسلم (470) ] .

آثار

1- قال كعب بن مالك الأنصاريّ- رضي اللّه عنه-:
نطيع نبيّنا ونطيع ربّا *** هو الرّحمن كان بنا رءوفا
[الصحاح للجوهري (4/ 1362) ] .

2- قال أبو سليمان الدّارنيّ- رحمه اللّه تعالى-: جلساء الرّحمن يوم القيامة من جعل في قلبه خصالا: الكرم والسّخاء والحلم والرّأفة والشّكر والبرّ والصّبر . [عدة الصابرين (144) ] .

3- بلغ عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- أنّ جماعة من رعيّته اشتكوا من عمّاله فأمرهم أن يوافوه، فلمّا أتوه قام فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: أيّها النّاس أيّتها الرّعيّة إنّ لنا عليكم حقّا:النّصيحة بالغيب والمعاونة على الخير، أيّتها الرّعاة إنّ للرّعيّة عليكم حقّا فاعلموا أنّه لا شيء أحبّ إلى اللّه ولا أعزّ من حلم إمام ورفقه، ليس جهل أبغض إلى اللّه ولا أغمّ من جهل إمام وخرقه، واعلموا أنّه من يأخذ بالعافية فيمن بين ظهريه يرزق العافية ممّن هو دونه. [إحياء علوم الدين، للغزالي (3/ 188، 189) ] .


أشعار

1- قال الشّاعر:
فآمنوا بنبيّ لا أبا لكم *** ذي خاتم صاغه الرّحمن مختوم
رأف رحيم بأهل البرّ يرحمهم *** مقرّب عند ذي الكرسيّ مرحوم
[ لسان العرب (3/ 1536) ] .

2- ورحم الله من قال:
قضى الله أن لا تعبدوا غيره حتما *** فيا ويح شخص غير خالقه أما
وأوصاكموا بالوالدين فبالغوا *** ببرهما فالأجر في ذاك والرحما
فكم بذلا من رأفة ولطافة *** وكم منحا وقت احتياجك من نعما
وأمك كم باتت بثقلك تشتكي*** تواصل مما شقها البؤس والغما
وفي الوضع كم قاست وعند ولادها *** مشقا يذيب الجلد واللحم والعظما
وكم سهرت وجدا عليك جفونها *** وأكبادها لهفا بجمر الأسى تحمى
وكم غسلت عنك الأذى بيمينها *** حنوا واشفاقا وأكثرت الضما
فضيعتها لما أسنت جهالة *** وضقت بها ذرعا وذوقتها سما
وبت قرير العين ريان ناعما *** مكبا على اللذات لا تسمع اللوما
وأمك في جوع شديد وغربة *** تلين لها مما بها الصخرة الصما
أهذا جزاها بعد طول عنائها *** لأنت لذو جهل وأنت إذا أعمى


من فوائد (الرأفة)

(1) مدعاة لرضى اللّه ورسوله صلّى اللّه عليه وسلّم وتكون سببا في دخول الجنّة.
(2) صاحبها يحمل صفة يتحلّى بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
(3) أنّها سبب للألفة والمحبّة بين عباد اللّه المسلمين
(4) من رزق الرّأفة فقد جمع كثيرا من خصال الخير.
(5) أنّ صاحبها ينال درجة عالية من الأجر؛ لأنّها أشدّ الرّحمة وأرقّها.

قال الشّيخ عبد الرّحمن بن ناصر السّعديّ- رحمه اللّه تعالى-: إنّ الشّريعة كلّها مبنيّة على الرّحمة في أصولها وفروعها، وفي الأمر بأداء الحقوق سواء كانت للّه أو للخلق، فإنّ اللّه لم يكلّف نفسا إلّا وسعها، وإذا تدبّرت ما شرعه اللّه- عزّ وجلّ- في المعاملات والحقوق الزّوجيّة وحقوق الوالدين والأقربين، والجيران، وسائر ما شرع وجدت ذلك كلّه مبنيّا على الرّحمة، ثمّ قال: لقد وسعت هذه الشّريعة برحمتها وعدلها العدوّ والصّديق، ولقد لجأ إلى حصنها الحصين الموفّقون من الخلق. [الرياض الناضرة والحدائق النيرة الزاهرة في العقائد والفنون المتنوعة الفاخرة (61- 65) بتصرف ] .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
{؛«◙»؛} الرأفة سبب للألفة والمحبّة بين عباد اللّه المسلمين {؛«◙»؛}
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۞ منتديات كنوز الإبداع ۞ :: ۞ المنتديات الإسلامية ۞ ::  ۩ الإسلام .. دين السلام ۩-
انتقل الى: