الجنس : العمر : 32 المدينة المنورة التسجيل : 11/03/2012عدد المساهمات : 24
موضوع: ⇭✵⇭ التشامل .. مخالفة لسنّة رسول اللّه ⇭✵⇭ السبت 17 مارس 2012, 8:08 pm
⇭✵⇭ التشامل .. مخالفة لسنّة رسول اللّه ⇭✵⇭
قاعدة الشريعة : تقديم اليمين في كل ما كان من باب الكرامة ، وتقديم الشمال في كل ما كان من باب المهانة ، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وتنبيها على تعظيم اليمين ، وتميزها ، وزيادة لشرفها ، وتفاؤلا أن يجعلنا الله من أهل اليمين .
مصدر قولهم: تشامل أي أخذ جهة الشّمال وهو ضدّ التّيامن، وهو مأخوذ من مادّة (ش م ل) الّتي تدلّ على الجانب الّذي يخالف اليمين» [انظر مقاييس اللغة (3/ 214) ] .
، ومن ذلك: اليد الشّمال ومنه: الرّيح الشّمال، لأنّها تأتي عن شمال القبلة إذا استند المستند إليها من ناحية العراق، ويقال للثّوب يغطّى به: الشّمال تسمية له باسم العضو الّذي يستره، والاشتمال بالثّوب: أن يلتفّ به الإنسان فيطرحه على الشّمال، وفي الحديث نهي عن اشتمال الصّمّاء، أي أن يجلّل جسده كلّه بالكساء أو الإزار وأشمل الرّجل من الشّمال (أي دخل في جهة الشّمال) كقولهم: أجنب من الجنوب، ويقال: أشمل القوم: إذا دخلوا في ريح الشمال فإذا أردت أنّها أصابتهم قلت: شملوا. والشّمال: الرّيح الّتي تهبّ من ناحية القطب وفيها لغات. عديدة وجمعها شمالات، وشمائل. وغدير مشمول: تضربه ريح الشّمال حتّى يبرد، ومنه قيل للخمر: مشمولة إذا كانت باردة الطّعم، والنّار مشمولة: إذا هبّت عليها ريح الشّمال ويقال: شملت الرّيح تشمل شمولا أي تحوّلت شمالا، ريح الشّمال، واليد الشّمال (بالكسر) خلاف اليمين والجمع أشمل لأنّها مؤنّثة وشمائل أيضا على غير قياس.
وقال ابن منظور: جمع الشّمال: أشمل وشمائل، وشمل. وفي التّنزيل العزيز: (عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ) [النحل: 48]. وفيه أيضا: (وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ) [الأعراف: 17] والعرب تقول: فلان عندي باليمين أي بمنزلة حسنة، وإذا خسّت منزلته قالوا: أنت عندي بالشّمال. والشّمال: الشّؤم حكاه ابن الأعرابيّ والشّمال: الطّبع والجمع شمائل، وهو أيضا: الخلق [مقاييس اللغة (3/ 214)، المفردات للراغب (267)، والصحاح (5/ 1740)، وبصائر ذوي التمييز (3/ 246)، ولسان العرب (4/ 2339) ] . ويرادف التّشامل: التّياسر.
التشامل اصطلاحا:
وإذا كان التّشامل نقيض التّيمّن ويرادف التّياسر، وكان التّيمّن: هو الابتداء في الأفعال باليد اليمنى والرّجل اليمنى والجانب الأيمن فإنّنا نستطيع على ضوء ذلك أن نعرّف التّشامل بأنّه: الابتداء في الأفعال باليد اليسرى أو الرّجل اليسرى والجانب الأيسر.
عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : « إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين، وإذا انتزع فليبدأ بالشّمال، لتكن اليمنى أوّلهما تنعل وآخرهما تنزع » [رواه البخاري- الفتح 10 (5856). واللفظ له. ومسلم (2097) ] .
عن ابن عمر- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : « إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإنّ الشّيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله » وفي رواية : « لا يأكلنّ أحد منكم بشماله، ولا يشربنّ بها؛ فإنّ الشّيطان يأكل بشماله ويشرب بها » [رواه مسلم (2020) ] .
عن سهل بن سعد السّاعديّ- رضي اللّه عنه- أنّه قال : « إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : أتي بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره أشياخ. فقال للغلام : أتأذن لي أن أعطي هؤلاء ؟ » فقال الغلام : لا، واللّه لا أوثر بنصيبي منك أحدا. فتلّه. رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في يده.[رواه البخاري- الفتح 5 (2451). ومسلم (2030) واللفظ له ] .
عن سلمة بن الأكوع- رضي اللّه عنه- أنّه قال: إنّ رجلا أكل عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بشماله، فقال: «كل بيمينك» قال: لا أستطيع. قال:«لا استطعت» ما منعه إلّا الكبر قال: فما رفعها إلى فيه» [رواه مسلم (2021) ] .
عن أبي سعيد- رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أبصر نخامة في قبلة المسجد فحكّها بحصاة، ثمّ نهى أن يبزق الرّجل بين يديه أو عن يمينه ولكن عن يساره أو تحت قدمه اليسرى.[رواه البخاري- الفتح 1 (414) واللفظ له. ومسلم (548) ] .
عن أبي قتادة- رضي اللّه عنه- أنّه قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «الرّؤيا من اللّه، والحلم من الشّيطان، فإذا حلم أحدكم حلما يكرهه فلينفث عن يساره ثلاثا، وليتعوّذ باللّه من شرّها؛ فإنّها لن تضرّه» [رواه البخاري- الفتح 12 (6986). مسلم (2261) واللفظ له ] .
عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- أنّه قال: خطب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: «يا أيّها النّاس، إنّكم محشورون إلى اللّه حفاة عراة غرلا. ثمّ قال: )كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ( [الأنبياء: 104]إلى آخر الآية. ثمّ قال: «ألا وإنّ أوّل الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم. ألا وإنّه يجاء برجال من أمّتي فيؤخذ بهم ذات الشّمال، فأقول: يا ربّ، أصحابي، فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصّالح: (وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلمّا توفّيتني كنت أنت الرّقيب عليهم). فيقال إنّ هؤلاء لم يزالوا مرتدّين على أعقابهم منذ فارقتهم» [رواه البخاري- الفتح 8 (4625) واللفظ له. ومسلم (2860) ] .
عن أنس- رضي اللّه عنه- أنّه قال:قدم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم المدينة وأنا ابن عشر. ومات وأنا ابن عشرين، وكنّ أمّهاتي يحثثنني على خدمته فدخل علينا دارنا فحلبنا له من شاة داجن وشيب. له من بئر في الدّار. فشرب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال له عمر- وأبو بكر عن شماله-: يا رسول اللّه أعط أبا بكر، فأعطاه أعرابيّا عن يمينه وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «الأيمن فالأيمن» [رواه البخاري- الفتح 5 (2571) مسلم (2029) واللفظ له ] .
عن عائشة- رضي اللّه عنها- أنّها قالت: «كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا اغتسل بدأ بيمينه فصبّ عليها من الماء فغسلها، ثمّ صبّ الماء على الأذى الّذي به بيمينه، وغسل عنه بشماله. حتّى إذا فرغ من ذلك صبّ على رأسه» [رواه البخاري- الفتح 1 (258) مسلم (321) واللفظ له] .
عن أبي قتادة- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا يمسكنّ أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول، ولا يتمسّح من الخلاء بيمينه. ولا يتنفّس في الإناء» [رواه البخاري- الفتح 1 (153). مسلم (267) واللفظ له ] .
قال أنس بن مالك- رضي اللّه عنه-: من السّنّة إذا دخلت المسجد أن تبدأ برجلك اليمنى، وإذا خرجت أن تبدأ برجلك اليسرى.[ فتح الباري (1/ 623) وعزاه للحاكم ] .
قال بعض الشّعراء : ولربّما اعتضد الحليم بجاهل *** لا خير في اليمنى بغير يسار [الآداب الشرعية (2/ 218) ] .
قال ابن عبد البرّ- رحمه اللّه تعالى-: من بدأ بالانتعال في اليسرى أساء لمخالفة السّنّة، ولكن لا يحرم عليه لبس نعله.[الفتح (10/ 312) ] .
قال الحليميّ- رحمه اللّه تعالى-: وجه الابتداء بالشّمال عند الخلع أنّ اللّبس كرامة لأنّه وقاية للبدن، فلمّا كانت اليمنى أكرم من اليسرى بدىء بها في الملبس وأخّرت في الخلع لتكون الكرامة لها أدوم وحظّها منها أكثر. [الفتح (10/ 312) ] .
قال النّوويّ- رحمه اللّه تعالى-: يستحبّ البداءة باليمين في كلّ ما كان من باب التّكريم أو الزّينة، والبداءة باليسار في ضدّ ذلك كالدّخول إلى الخلاء ونزع الخفّ والخروج من المسجد والاستنجاء وغيره من جميع المستقذرات.[ الفتح (10/ 324) ] .
من مضار (التشامل)
(1) مخالفة سنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. (2) أنّ أهل الشّمال في الآخرة هم أهل النّار. (3) أنّه يحرم التّوفيق في أموره. (4) أنّ البدء بالشّمال يكون في الأمور الدّنيّة والأحوال غير الكريمة. (5) فيه تشبّه بالشّيطان الرّجيم والكفّار أصحاب الجحيم. (6) تنزع البركة ممّن يأكل بشماله ويشرب بشماله.