الجنس : العمر : 43 المدينة المنورة التسجيل : 17/01/2012عدد المساهمات : 38
موضوع: ¦".×."¦ " لفظ الإنسان في القرآن " ¦".×."¦ السبت 04 فبراير 2012, 10:08 pm
¦".×."¦ " لفظ الإنسان في القرآن " ¦".×."¦
ورد لفظ "الإنسان" في 39 سورة من سور القرآن الكريم ، كلها مكية إلا 6 سور ، وهي : النساء والحج والأحزاب الرحمن والإنسان والزلزلة. تكرر هذا اللفظ 58مرة في 56 آية من القرآن الكريم . تكرر: في الإسراء 5 مرات. وفي القيامة 6 مرات. وفي العلق 3 مرات. وفي مريم ،والزمر ، وفصلت ، والشورى ، والرحمن ، والإنسان ، وعبس ، والفجر: 2 مرتين في كل سورة. وفي النساء ، ويونس ، وهود ، وإبراهيم ،والحجر ، والنحل ، والكهف ، والأنبياء ، والحج ، والمؤمنون ، والعنكبوت ، ولقمان ، والسجده ، والأحزاب ، ويس ، والزخرف ، والأحقاف، وق ، والمعارج ، والنازعات ، والانفطار ، والانشقاق ،والطارق ، والبلد ، والتين ، والزلزلة ، والعاديات ، والعصر: مرة واحدة في كل سورة. هذه الفائدة لمحبي الإحصاء والمهتمين بالعدد في القرآن الكريم.
الإنسان في الآيات المذكورة هل يراد به الكافر أم المؤمن أم العموم ؟ يمكن تقسيم الآيات إلى ثلاث أقسام بحسب المراد باللفظ كالآتي:
محتمله: (وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا ) الإسراء(11) وهذه الآية يراد بها الكافر والمؤمن وهي في حق الكافر آكد على معنى أنه يستعجل العذاب.
(قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا) الإسراء (100) وهذه يراد بها الكافر والمؤمن وهي في حق الكافر آكد ، لأن الأصل في المؤمن ألا يقتر وقد يحصل منه التقتير.
(وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآَنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ) الكهف(54) وهذه أيضاً في حق الكافر والمؤمن وهي آكد في حق الكافر ، والأصل أن المؤمن يبتعد عن الجدل وقد يحصل منه.
(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) الأحزاب(72) وهذه في حق المؤمن والكافر ، وإن كان تذييل الآياة بالوصفين " ظَلُومًا جَهُولًا " ترجح أن الكافر معني بهذه الآية أكثر من غيره.
(أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ) يس (77) هذه الآية تصدق في حق المؤمن والكافر ، لكن سياق الآيات يدل على أن الكافر هو المعني في الآية.
(فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ) الشورى (48) واللفظة الأولى تصلح في حق المؤمن والكافر ،إلا أن يكون المراد بالفرح هو البطر ، وأما اللفظة الثانية فهي قطعاً في حق الكافر.
(قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ) عبس (17) (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ) عبس (24) وكذلك هنا هو الإنسان الكافر.
(يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) الانفطار (6)) وكذلك هنا المراد الكافر.
(فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ) الطارق (5)) وهنا يترجح أن المراد الإنسان الكافر ،وإن كان المؤمن مطلوب منه النظر ليزداد إيماناً. (فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16)) الفجر (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى) الفجر (23)) وكذلك هنا في سورة الفجر فهي في حق الإنسان الكافر بدليل السياق.
(كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى (7)) العلق) (إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) العاديات (6) (إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ) العصر (2) وكذلك في سورة العلق والعاديات والعصر فالمراد هو الكافر بدليل الوصف.
وجاء لفظ "إنسان": مرة واحدة: (وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا) سورة الإسراء (13) وكل من ألفاظ العموم وهذا لا شك أنه في حق الكافر والمؤمن لفظاًومعناً.
وجاء لفظ "للإنسان" في ستة مواضع ثلاثة منها في حق الكافر والمؤمن وهي: (قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) سورة يوسف (5) (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا) سورة الإسراء (53) (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ) سورة النجم(39)
أما آية الفرقان فلاشك أنها في حق الكافر ، لأن الخذلان من الشيطان لايكون إلا لمن اغتر بوعوده وأمانيه. (يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا) سورة الفرقان (29)
وأما آية النجم فهي عامة بدليل الآية التي بعدها. (أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى) سورة النجم (24)
وأما آية الحشر فالمراد الإنسان الكافر وهو واضح. (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) سورة الحشر (16)
وبهذا يكون لفظ "الإنسان" معرفاً مجردا عن الزوائد قد ورد "58"مرة ، وداخلاً عليه حرف الجر اللام" للإنسان" 6 مرات ، ونكرة "إنسان" مرة واحدة.