║۩║ القوة والجدية في التعامل مع شرع الله ║۩║أولا: القوة
القوة لغة:
اسم مأخوذ من مادّة (ق وى) الّتي تدلّ كما يقول ابن فارس على معنيين: أحدهما على شدّة وخلاف ضعف، والآخر القواء وهو الأرض الخربة[ انظر المقاييس (5/ 37) ]، والقوّة هنا مأخوذة من المعنى الأوّل، والوصف من ذلك: القويّ خلاف الضّعيف، وأصل ذلك من القوى الّتي هي جمع قوّة من قوى الحبل، والمقوي: الّذي أصحابه وإبله أقوياء، ورجل شديد القوى أي شديد أسر الخلق [انظر [المقاييس (5/ 36) ]، وقال الرّاغب: القوّة تستعمل تارة في معنى القدرة نحو قوله (خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ) [البقرة: 63، 93]، وتارة للتّهيّؤ الموجود في الشّيء نحو أن يقال: النّوى بالقوّة نخل، أي متهيّء ومترشّح أن يكون منه ذلك، ويستعمل ذلك في البدن تارة وفي القلب أخرى، مثال الأوّل قوله تعالى: (وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً) [فصلت: 15] فالقوّة هنا قوّة البدن ومثال الثاني قوله- عزّ وجلّ- (يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ) [فصلت: 15] فالقوّة هنا قوّة البدن ومثال الثاني قوله- عزّ وجلّ- (يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ) [مريم: 12] أي بقوّة قلب، وقد تستعمل القوّة ويراد بها المعاون من خارج كما في قوله تعالى: (قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً) [هود:80] قيل معناه من أتقوّى به من الجند أو من المال، وقد تستعمل في القدرة الإلهيّة نحو قوله- عزّ من قائل-: (إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحديد: 25] [المفردات للراغب (419) ] .
وقال الجوهريّ: القوّة: خلاف الضّعف، والقوّة الطّاقة من الحبل وجمعها قوى (بالضّمّ) وقوى (بالكسر)، يقال: قوي الضّعيف قوّة فهو قويّ، وتقوّى مثله، وقوّيته أنا تقوية [الصحاح (6/ 2470) ]، وقال ابن منظور: يقال: أقوى الحبل والوتر جعل بعض قواه أغلظ من بعض، وقوله- عزّ وجلّ- لموسى حين كتب له الألواح: (فَخُذْها بِقُوَّةٍ) [الأعراف: 145] قال الزّجّاج: أي خذها بقوّة في دينك وحجّتك. وقال ابن سيده: قوّى اللّه ضعفك أي: أبدلك مكان الضّعف قوّة [لسان العرب لابن منظور: (15/ 207) ] .
القوة اصطلاحا:
قال الجرجانيّ: القوّة: هي تمكّن الحيوان (أي الكائن الحيّ) من الأفعال الشّاقّة، فإن كان الكائن نباتا سمّيت قوّته قوّة طبيعيّة، وإن كان حيوانا سمّيت قوّته قوّة نفسانيّة وإن كان إنسانا سمّيت قوّته قوّة عقليّة، والقوى العقليّة باعتبار إدراكها للكلّيّات تسمّى القوّة النّظريّة، وباعتبار استنباطها للصّناعات الفكريّة من أدلّتها بالرّأي تسمّى القوّة العمليّة [انظر التعريفات للجرجاني (188)، والتوقيف على مهمات التعاريف للمناوي (276) بتصرف يسير] .
وقال الرّاغب: القوّة الّتي تستعمل للتّهيّؤ في البدن أو القلب يقال بها على وجهين: الأوّل: لما هو موجود ولكنّه لا يستعمل، والآخر لمن يمكن أن يحصل منه الفعل. مثال الأوّل: فلان كاتب بالقوّة لمن يعرف الكتابة، ولكنّه لا يكتب، ومثال الثّاني: فلان كاتب لمن يمكنه تعلّم الكتابة [مفردات الراغب (419) بتصرف يسير] .
ثانيا: الشدة:
أصل الشّدّة: شدّة العقد، وتدلّ أيضا على القوّة في الشّيء، وفي البدن، وفي قوى النّفس [مقاييس اللغة لابن فارس 3/ 180، والصحاح 2/ 453]، وقال ابن منظور: الشّدّة الصّلابة وهي نقيض اللّين وتكون في الجواهر والأعراض، وكلّ شيء أحكم فقد شدّ، وفي الحديث الشّريف: «...من يشادّ هذا الدّين يغلبه» [قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 4086 في صحيح الجامع] أي يقاويه ويقاومه، ويكلّف نفسه من العبادة فوق طاقته والشّدّة أيضا: النّجدة وثبات القلب، وكلّ شجاع شديد [لسان العرب 3/ 232 (ط. بيروت) والنهاية لابن الأثير 2/ 452] .
الشّدّة اصطلاحا:
لم تذكر كتب المصطلحات الشّدّة ضمن مصطلحاتها ويمكن في ضوء ما أورده اللّغويّون والمفسّرون أن نعرّفها بأنّها: القوّة الزّائدة في ممارسة التّعامل مع النّفس أو مع الآخرين وهي حينئذ بمعنى التّشدّد الزّائد في أداء الأعمال، وضدّها الرّفق واللّين، وتقاربها الغلظة.
1- قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [البقرة: 63] .
2- قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قالُوا سَمِعْنا وَعَصَيْنا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) [البقرة: 93] .
3- قوله تعالى: (وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْها بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ) [الأعراف: 145] .
4- قوله تعالى: (وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [الأعراف: 171] .
5- قوله تعالى: (يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) [مريم: 12] .
6- قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذابِ ) [البقرة: 165] .
7- قوله تعالى: (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقابِ ) [الأنفال: 52] .
8- قوله تعالى: (فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) [هود: 66] .
9- قوله تعالى: (وَلَوْ لا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا وَوَلَداً ) [الكهف: 39] .
10- قوله تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) [الحج: 39- 40] .
11- قوله تعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ) [الحديد: 25] .
12- قوله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ ) [الأنفال: 60] .
1- عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: خرجنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في أشهر الحجّ وليالي الحجّ، وحرم الحجّ، فنزلنا بسرف. قالت: فخرج إلى أصحابه، فقال: «من لم يكن منكم معه هدي فأحبّ أن يجعلها عمرة فليفعل، ومن كان معه الهدي فلا». قالت: فالآخذ بها والتّارك لها من أصحابه. قالت: فأمّا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ورجال من أصحابه فكانوا أهل قوّة وكان معهم الهدي فلم يقدروا على العمرة. قالت: فدخل عليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأنا أبكي ... الحديث.[البخاري- الفتح 3 (1560) ] .
2- عن عثمان بن أبي العاص- رضي اللّه عنه- أنّه قال: أتاني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وبي وجع قد كاد يهلكني، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «امسح بيمينك سبع مرّات وقل: أعوذ بعزّة اللّه وقوّته من شرّ ما أجد». قال: ففعلت. فأذهب اللّه ما كان بي، فلم أزل آمر به أهلي وغيرهم» [مسلم (2022). والترمذي (2080) واللفظ له] .
3- عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لأبي بكر: «أيّ حين توتر؟». قال: أوّل اللّيل، بعد العتمة. قال: «فأنت يا عمر؟». فقال: آخر اللّيل. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «أمّا أنت يا أبا بكر، فأخذت بالوثقى. وأمّا أنت يا عمر، فأخذت بالقوّة» [ابن ماجه (1202) وقال الألأباني صحيح] .
4- عن ابن عمر- رضي اللّه عنهما- قال: قلّما كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقوم من مجلس حتّى يدعو، بهؤلاء الدّعوات لأصحابه «اللّهمّ اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلّغنا به جنّتك، ومن اليقين ما تهوّن به علينا مصيبات الدّنيا، ومتّعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوّتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منّا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدّنيا أكبر همّنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلّط علينا من لا يرحمنا»[ الترمذي (3502). وحسنه الألباني: صحيح الترمذي (2783). والبغوي في «شرح السنة» (5/ 174) وابن السني في «عمل اليوم والليلة» (448) ] .
5- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «المؤمن القويّ خير وأحبّ إلى اللّه من المؤمن الضّعيف، وفي كلّ خير. احرص على ما ينفعك، واستعن باللّه ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أنّي فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر اللّه، وما شاء فعل. فإنّ لو تفتح عمل الشّيطان» [مسلم (2664) ] .
6- عن عقبة بن عامر- رضي اللّه عنه- قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وهو على المنبر يقول: «وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة. ألا إنّ القوّة الرّمي. ألا إنّ القوّة الرّمي. ألا إنّ القوّة الرّمي» [مسلم (1917) ] .
7- عن حمزة بن عمرو الأسلميّ- رضي اللّه عنه- أنّه قال: يا رسول اللّه، أجد بي قوّة على الصّيام في السّفر، فهل عليّ جناح؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «هي رخصة من اللّه. فمن أخذ بها فحسن. ومن أحبّ أن يصوم فلا جناح عليه» [مسلم (1121) ] .
8- عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما- قال: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يا عبد اللّه، ألم أخبر أنّك تصوم النّهار وتقوم اللّيل؟» فقلت: بلى يا رسول اللّه. قال: «فلا تفعل، صم وأفطر، وقم ونم، فإنّ لجسدك عليك حقّا، وإنّ لعينيك عليك حقّا، وإنّ لزوجك عليك حقّا، وإنّ لزورك. عليك حقّا، وإنّ بحسبك أن تصوم في كلّ شهر ثلاثة أيّام، فإنّ لك بكلّ حسنة عشرة أمثالها، فإذن ذلك صيام الدّهر كلّه»، (قال عبد اللّه
فشدّدت فشدّد عليّ، قلت: يا رسول اللّه إنّي أجد قوّة، قال: «فصم صيام نبيّ اللّه داود عليه السّلام ولا تزد عليه»، قلت: وما كان صيام داود عليه السّلام؟ قال: «نصف الدّهر»، فكان عبد اللّه يقول بعد ما كبر: يا ليتني قبلت رخصة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.[ البخاري- الفتح (1975)، ومسلم (1159)، واللفظ للبخاري] .
9- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إنّ الدّين يسر، ولن يشادّ الدّين أحد إلّا غلبه، فسدّدوا ، وقاربوا ، وأبشروا ، واستعينوا بالغدوة والرّوحة، وشيء من الدّلجة» [البخاري- الفتح (39) ] .
10- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «ليس الشّديد بالصّرعة ، إنّما الشّديد الّذي يملك نفسه عند الغضب» [البخاري- الفتح (6114)، ومسلم (2609) متفق عليه] .
11- عن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- قال: «دخل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فإذا حبل ممدود بين السّاريتين، فقال: «ما هذا الحبل؟» قالوا هذا حبل لزينب، فإذا فترت تعلّقت ، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا، حلّوه، ليصلّ أحدكم نشاطه، فإذا فتر فليقعد» [البخاري- الفتح (1150) ] .
12- عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: كانت عندي امرأة من بني أسد، فدخل عليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: من هذه؟ قلت: فلانة، لا تنام اللّيل- تذكر من صلاتها- فقال (صلّى اللّه عليه وسلّم): «مه عليكم ما تطيقون من الأعمال، فإنّ اللّه- عزّ وجلّ- لا يملّ حتّى تملّوا» [البخاري- الفتح (1151) ] .
1- قال مجاهد في قوله تعالى: (خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ) [البقرة: 63] بقوّة أي بعمل ما فيه. [تفسير ابن كثير 1/ 109] .
2- قال قتادة في الآية الكريمة نفسها: القوّة: قوّة الجدّ. [تفسير ابن كثير 1/ 109] .
3- قال أبو العالية والرّبيع بن أنس في هذه الآية: بقوّة أي بطاعة. [تفسير ابن كثير 1/ 109] .
4- عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- في قوله تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ) [الفتح: 29]، قال: كان أهل الحديبية أشدّاء على الكفّار أي غلاظ عليهم كالأسد على فريسته.[تفسير القرطبي 16/ 292، والبحر المحيط 8/ 100] .
1- قال ابن كثير في قوله تعالى: (يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ) [مريم: 12] أي بجدّ وحرص واجتهاد. [تفسير ابن كثير 1/ 119] .
2- قال ابن كثير في الآية السّابقة: هذه صفة المؤمنين أن يكون أحدهم شديدا عنيفا على الكفّار، رحيما برّا بالأخيار عبوسا غضوبا في وجه الكافر، ضحوكا بشوشا في وجه أخيه المؤمن.[تفسير ابن كثير 4/، 218] .
3- قال القرطبيّ في الآية الكريمة نفسها؛ وقيل المراد بالّذين آمنوا جميع المؤمنين، وكون الصّفات المذكورة (من الشّدّة والرّحمة في جملة أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أشبه أي أقرب إلى الصّواب. [تفسير القرطبي 16/ 262] .
4- قال الإمام ابن حجر- رحمه اللّه- تعليقا على الباب الّذي عقده البخاريّ لما يجوز من الغضب والشّدّة لأمر اللّه تعالى: يشير بذلك إلى أنّ ما ورد من صبره من الأذى إنّما هو فيما كان من حقّ نفسه، وأمّا إذا كان للّه تعالى فإنّه يمتثل فيه أمر اللّه من الشّدّة. [فتح الباري 10/ 534] .