۞ منتديات كنوز الإبداع ۞
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

۞ منتديات كنوز الإبداع ۞


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 [•♦◊♦•] حاجة الأمة الإسلامية إلى الرجال [•♦◊♦•]

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
القعقاع

عضو نشيط  عضو نشيط
القعقاع


الجنس : ذكر
العمر : 48
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 15/01/2012
عدد المساهمات : 61

[•♦◊♦•] حاجة الأمة الإسلامية إلى الرجال [•♦◊♦•] Empty
مُساهمةموضوع: [•♦◊♦•] حاجة الأمة الإسلامية إلى الرجال [•♦◊♦•]   [•♦◊♦•] حاجة الأمة الإسلامية إلى الرجال [•♦◊♦•] Icon_minitimeالجمعة 23 مارس 2012, 1:54 am



[•♦◊♦•] حاجة الأمة الإسلامية إلى الرجال [•♦◊♦•]


االأمة اليوم في حاجة أكثر مما مضى إلى رجال كأبي بكر وعمر وعلي وحمزة ومصعب بن عمير وغيرهم الكثير رضي الله عنهم.

الأمة في حاجة إلى رجال ربانيين، لهم القدرة بما يملكونه من قوة الإيمان وقوة الإرادة، على أن ينقلونها من الغثائية إلى الحضور الوازن، ومن الضعف إلى القوة، ومن الذل والهوان إلى الكرامة والحرية، ومن الشتات إلى الوحدة، ومن الاستضعاف إلى الاستخلاف والتمكين في الأرض.

والباعث على الأمل والحافز على العمل ما وعد الله به المؤمنين في الآخرة من جنات النعيم، وما وعد به الله المؤمنين في الدنيا من استخلاف وتمكين. والله لا يخلف الميعاد إلا أن نخلفه نحن بأن نكون دون الموعد ودون المهمة المطلوبة.


الرجولة لغة : الرّجل : الذّكر من نوع الإنسان خلاف المرأة.

وفي هذا يقول الرّاغب : الرّجل مختصّ بالذّكر من النّاس، ولذلك قال تعالى { وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا } [الأنعام: 9]
ويقال رجلة للمرأة : إذا كانت متشبّهة بالرّجل في بعض أحوالها.

قال الشّاعر: لم ينالوا حرمة الرّجلة [المفردات، للراغب (189) ] .

وقيل : إنّما يكون رجلا فوق الغلام، وذلك إذا احتلم وشبّ، وتصغيره رجيل ورويجل، على غير قياس، والجمع رجال. وفي التّنزيل العزيز: { وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ } [البقرة: 282] ، ورجالات جمع الجمع ، وقد يجمع رجل أيضا على رجلة. وقد يكون الرّجل صفة يعني بذلك الشّدّة والكمال. وقيل: في جمع الرّجل: أراجل، وترجّلت المرأة: صارت كالرّجل، وفي الحديث : « أنّه لعن المترجّلات من النّساء ». يعني اللّاتي يتشبّهن بالرّجال في زيّهم وهيآتهم، فأمّا في العلم والرّأي فمحمود، وفي رواية : « لعن اللّه الرّجلة من النّساء » بمعنى المترجّلة، ويقال: امرأة رجلة إذا تشبّهت بالرّجال في الرّأي والمعرفة. وفي الحديث : « كانت عائشة- رضي اللّه عنها- رجلة الرّأي ».

والرّجلة، بالضّمّ : مصدر الرّجل ، والرّاجل والأرجل ، يقال : رجل جيّد الرّجلة ، ورجل بيّن الرّجولة والرّجلة والرّجليّة والرّجوليّة وهي من المصادر الّتي لا أفعال لها.

وهذا أرجل الرّجلين أي أشدّهما، أو فيه رجليّة ليست في الآخر [لسان العرب لابن منظور (11/ 265- 267) ] .


الرجولة اصطلاحا: لم تعرّف كتب المصطلحات لفظ الرّجولة بيد أنّها عرّفت الرّجل.

يقول الكفويّ: واسم الرّجل شرعا موضوع للذّات من صنف الذّكور من غير اعتبار وصف مجاوزة حدّ الصّغر أو القدرة على المجامعة أو غير ذلك، فيتناول كلّ ذكر من بني آدم [الكليات للكفوي (1/ 393) ] .

ومن هنا يمكن تعريف الرّجولة بأنّها اتّصاف المرء بما يتّصف به الرّجل عادة.

1- قوله تعالى : { وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ ما خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذلِكَ إِنْ أَرادُوا إِصْلاحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [البقرة: 228] .

2- قوله تعالى : { وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَسْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً } [النساء: 32] .

3- والرجولة قوامة على النساء : ومن لا يملك هذه القوامة ، ويرضى بأن تكون المرأة قوامة عليه حاكمة له ، ويدعها تنحرف وتتبرج ، وتفعل ما تمليه عليها أهواؤها، فهو لا يستحق وصف الرجولة ، وإنما وصف الذكورة فقط ، لأن الحق جل وعلا أكد أن الذي يملك القوامة هم أصحاب الرجولة حيث قال تعالى : { الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَبِما أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوالِهِمْ فَالصَّالِحاتُ قانِتاتٌ حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ بِما حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيًّا كَبِيراً } [النساء: 34] .

4- قوله تعالى : { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَما عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإِنْ كانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ إِذا ما دُعُوا وَلا تَسْئَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَوْ كَبِيراً إِلى أَجَلِهِ ذلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهادَةِ وَأَدْنى أَلَّا تَرْتابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً حاضِرَةً تُدِيرُونَها بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَلَّا تَكْتُبُوها وَأَشْهِدُوا إِذا تَبايَعْتُمْ وَلا يُضَارَّ كاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [البقرة: 282] .

5- قوله تعالى : { يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُها إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ فَإِنْ كانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كانُوا إِخْوَةً رِجالًا وَنِساءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [النساء: 176] .

6- قوله تعالى : { وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلَّا الْحُسْنى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ * لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ } [التوبة: 107- 108] .

7- والرجولة ثبات على الحق ، ومحافظة على العبودية لله ، وصمود أمام مغريات الدنيا وشهواتها ، وكل ما يشغل الناس العاديين ويلهيهم عن ذكر الله تعالى وطاعته والتقرب إليه ، يفهم هذا من وصفه سبحانه وتعالى لهذا النوع من المؤمنين بالرجولة في قوله تعالى : { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ * رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ } [النور: 36- 38] .

8- قوله تعالى : { لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً * وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً وَتَسْلِيماً * مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا * لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً } [الأحزاب: 21- 24] .

والرجولة وقوف في وجه الباطل، وصدع بكلمة الحق ، ودعوة مخلصة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، واستعلاء على الكافرين، وشدة على المنحرفين وأصحاب الأهواء، وابتعاد عن نفاق وتملق ومداهنة السلاطين وأصحاب النفوذ، ومواجهة للظلم والظالمين مهما عظم سلطانهم، ومهما كلف تحديهم، واستعداد للتضحية بالغالي والنفيس والجهد والمال والمنصب والنفس من أجل نصرة الحق وإزالة المنكر وتغييره.

كما يفهم من موقف الرجل الصالح (حبيب النجار) الذي سمع أن قومه قد كذبوا المرسلين، وهموا بقتلهم جميعًا، فلم يسكت عن هذا المنكر والظلم الذي سيقع على المرسلين، وقرر نصرتهم، فجاء مسرعًا من أقصى المدينة، ودعاهم إلى الحق، ونهاهم عن المنكر.

وقد فعل هذا وهو يعلم أن موقفه سيكلفه حياته، فحقق صفة الرجولة، واستحقها من الله تعالى، إذ قال سبحانه: { وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ وَمَا لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ } .

ودفع هذا المؤمن الرجل ثمن موقفه كما توقع، فقتلوه، فتقبله الله شهيدًا، ورضي عنه، ورفعه مباشرة إلى الجنة : { قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} ، وقد استحق بسبب رجولته وغضبته لله أن يغضب الله له وينتقم من أعدائه ويدمرهم : { وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ إِنْ كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ } .

عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: إنّ أعرابيّا أتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: دلّني على عمل إذا عملته دخلت الجنّة. قال: «تعبد اللّه لا تشرك به شيئا، وتقيم الصّلاة المكتوبة، وتؤدّي الزّكاة المفروضة، وتصوم رمضان». قال: والّذي نفسي بيده لا أزيد على هذا. فلمّا ولّى، قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «من سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا» [البخاري- الفتح 3 (1397) واللفظ له، ومسلم (14) ] .

عن أبي سعيد الخدريّ- رضي اللّه عنه- قال: خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، في أضحى أو في فطر إلى المصلّى، فمرّ على النّساء، فقال: «يا معشر النّساء تصدّقن، فإنّي أريتكنّ أكثر أهل النّار». فقلن: وبم يا رسول اللّه؟. قال: «تكثرن اللّعن، وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للبّ الرّجل الحازم من إحداكنّ». قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول اللّه؟. قال: «أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرّجل؟» قلن: بلى، قال: «فذلك من نقصان عقلها. أليس إذا حاضت لم تصلّ ولم تصم؟». قلن: بلى. قال: «فذلك من نقصان دينها» [البخاري- الفتح 1 (304) واللفظ له، ومسلم (79) ] .

عن ابن عمر- رضي اللّه عنهما- قال: رأيت في المنام كأنّ في يدي قطعة إستبرق. وليس مكان أريد من الجنّة إلّا طارت إليه. قال: فقصصته على حفصة. فقصّته حفصة على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «أرى عبد اللّه رجلا صالحا » [البخاري- الفتح 7 (3740)، ومسلم (2478) واللفظ له ] .

عن أنس- رضي اللّه عنه- قال: غاب عمّي أنس بن النّضر عن قتال بدر، فقال: يا رسول اللّه: غبت عن أوّل قتال قاتلت المشركين، لئن اللّه أشهدني قتال المشركين ليرينّ اللّه ما أصنع. فلمّا كان يوم أحد وانكشف المسلمون، قال: «اللّهمّ إنّي أعتذر إليك ممّا صنع هؤلاء» يعني أصحابه، «وأبرأ إليك ممّا صنع هؤلاء» يعني المشركين. ثمّ تقدّم فاستقبله سعد ابن معاذ، فقال: «يا سعد بن معاذ، الجنّة وربّ النّضر، إنّي أجد ريحها من دون أحد». قال سعد: فما استطعت يا رسول اللّه ما صنع. قال أنس: فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسّيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم، ووجدناه قد قتل وقد مثّل به المشركون فما عرفه أحد إلّا أخته ببنانه. قال أنس: كنّا نرى أو نظنّ أنّ هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ... الآية. [البخاري- الفتح 6 (2805) ] .

عن سلمة بن الأكوع- رضي اللّه عنه- قال: قدمنا الحديبية مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ونحن أربع عشرة مائة، وعليها خمسون شاة لا ترويها. قال: فقعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على جبا الرّكيّة ، فإمّا دعا وإمّا بسق فيها ... الحديث وفيه: فلمّا كشفوا جلدها رأوها غبارا. فقالوا: أتاكم القوم. فخرجوا هاربين. فلمّا أصبحنا قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة. وخير رجّالتنا سلمة». قال: ثمّ أعطاني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سهمين: سهم الفارس وسهم الرّاجل. فجمعهما لي جميعا. ثمّ أردفني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وراءه على العضباء. راجعين إلى المدينة. قال: فبينما نحن نسير. قال: وكان رجل من الأنصار لا يسبق شدّا قال: فجعل يقول: ألا مسابق إلى المدينة؟ هل من مسابق؟ فجعل يعيد ذلك. قال: فلمّا سمعت كلامه قلت: أما تكرم كريما، ولا تهاب شريفا؟ قال: لا. إلّا أن يكون رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. قال: قلت: يا رسول اللّه بأبي وأمّي ذرني فلأسابق الرّجل. قال: «إن شئت». قال: قلت: أذهب إليه، وثنيت رجليّ فطفرت فعدوت. قال: فربطت عليه شرفا أو شرفين أستبقي نفسي ثمّ عدوت في إثره. فربطت عليه شرفا أو شرفين. ثمّ إنّي رفعت حتّى ألحقه. قال فأصكّه بين كتفيه. قال قلت: قد سبقت واللّه. قال: أنا أظنّ قال: فسبقته إلى المدينة ... الحديث. [مسلم (1807) ] .

عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- قال: إنّما سعى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بالبيت وبين الصّفا والمروة، ليري المشركين قوّته. [البخاري- الفتح 3 (1649) ] .

عن جبير بن مطعم- رضي اللّه عنه- أنّه بينما هو يسير مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ومعه النّاس مقفله من حنين، فعلقت النّاس يسألونه حتّى اضطرّوه إلى سمرة فخطفت رداءه فوقف النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: «أعطوني ردائي، لو كان لي عدد هذه العضاه نعما لقسمته بينكم، ثمّ لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا» [البخاري- الفتح 6 (2821) ] .

عن البراء- رضي اللّه عنه- قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يوم الأحزاب ينقل التّراب وقد وارى التّراب بياض بطنه وهو يقول: «لولا أنت ما اهتدينا، ولا تصدّقنا ولا صلّينا، فأنزل السّكينة علينا، وثبّت الأقدام إن لاقينا، إنّ الألى قد بغوا علينا، إذا أرادوا فتنة أبينا» [البخاري- الفتح 6 (2837) واللفظ له، ومسلم (1803) ] .

عن أنس- رضي اللّه عنه- قال: كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أحسن النّاس، وأشجع النّاس، وأجود النّاس. ولقد فزع أهل المدينة، فكان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم سبقهم على فرس، وقال: «وجدناه بحرا» [البخاري- الفتح 6 (2820) واللفظ له، ومسلم (2307) ] .

سأل رجل البراء- رضي اللّه عنه- قال: يا أبا عمارة، أولّيتم يوم حنين؟. قال البراء- وأنا أسمع -: أمّا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لم يولّ يومئذ، كان أبو سفيان بن الحارث آخذا بعنان بغلته، فلمّا غشيه المشركون نزل فجعل يقول: «أنا النّبيّ لا كذب، أنا ابن عبد المطلّب». قال: فما رئي من النّاس يومئذ أشدّ منه. [البخاري- الفتح 6 (3042) واللفظ له، ومسلم (1776) ] .

عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عشرة رهط سريّة عينا، وأمّر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاريّ جدّ عاصم بن عمر ابن الخطّاب، فانطلقوا حتّى إذا كانوا بالهدأة، وهو بين عسفان ومكّة، ذكروا لحيّ من هذيل يقال لهم بنو لحيان، فنفروا لهم قريبا من مائتي رجل، كلّهم رام، فاقتصّوا آثارهم حتّى وجدوا مأكلهم تمرا تزوّدوه من المدينة، فقالوا: هذا تمر يثرب، فاقتصّوا آثارهم. فلمّا رآهم عاصم وأصحابه لجأوا إلى فدفد، وأحاط بهم القوم، فقالوا لهم: انزلوا وأعطونا بأيديكم، ولكم العهد والميثاق ولا نقتل منكم أحدا. فقال عاصم بن ثابت أمير السّريّة: أمّا أنا فو اللّه لا أنزل اليوم في ذمّة كافر. اللّهمّ أخبر عنّا نبيّك، فرموهم بالنّبل فقتلوا عاصما في سبعة، فنزل إليهم ثلاثة رهط بالعهد والميثاق. منهم خبيب الأنصاريّ وابن دثنة ورجل آخر. فلمّا استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيّهم فأوثقوهم. فقال الرّجل الثّالث: هذا أوّل الغدر، واللّه لا أصحبكم، إنّ لي في هؤلاء لأسوة- يريد القتلى- وجرّروه وعالجوه، على أن يصحبهم فأبى فقتلوه، فانطلقوا بخبيب وابن دثنة حتّى باعوهما بمكة بعد وقيعة بدر، فابتاع خبيبا بنو الحارث بن عامر بن نوفل ابن عبد مناف، وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر، فلبث خبيب عندهم أسيرا فأخبرني عبيد اللّه ابن عياض أنّ بنت الحارث أخبرته أنّهم حين اجتمعوا استعار منها موسى يستحدّ بها، فأعارته، فأخذ ابنا لي وأنا غافلة حتّى أتاه، قالت: فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده. ففزعت فزعة عرفها خبيب في وجهي. فقال: تخشين أن أقتله؟ ما كنت لأفعل ذلك. واللّه ما رأيت أسيرا قطّ خيرا من خبيب، واللّه لقد وجدته يوما يأكل من قطف عنب في يده وإنّه لموثق في الحديد، وما بمكّة من ثمر. وكانت تقول: إنّه لرزق من اللّه رزقه خبيبا. فلمّا خرجوا من الحرم ليقتلوه في الحلّ، قال لهم خبيب: ذروني أركع ركعتين، ثمّ قال: لولا أن تظّنّوا أنّ ما بي جزع لطوّلتها. اللّهمّ أحصهم عددا.

ولست أبالي حين أقتل مسلما *** على أيّ شقّ كان للّه مصرعي

وذلك في ذات الإله وإن يشأ *** يبارك على أوصال شلو ممزّع

فقتله ابن الحارث، فكان خبيب هو سنّ الرّكعتين لكلّ امرئ مسلم قتل صبرا. فاستجاب اللّه لعاصم بن ثابت يوم أصيب، فأخبر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أصحابه خبرهم وما أصيبوا، وبعث ناس من كفّار قريش إلى عاصم حين حدّثوا أنّه قتل ليؤتوا بشيء منه يعرف، وكان قد قتل رجلا من عظمائهم يوم بدر، فبعث على عاصم مثل الظّلّة من الدّبر ، فحمته من رسولهم، فلم يقدروا على أن يقطعوا من لحمه شيئا. [البخاري- الفتح 6 (3045) ] .

عن البراء بن عازب- رضي اللّه عنهما- قال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى أبي رافع، عبد اللّه بن عتيك، وعبد اللّه بن عتبة في ناس معهم، فانطلقوا حتّى دنوا من الحصن، فقال لهم عبد اللّه بن عتيك: امكثوا أنتم حتّى أنطلق أنا فأنظر. قال: فتلطّفت أن أدخل الحصن، ففقدوا حمارا لهم، قال: فخرجوا بقبس يطلبونه، قال: فخشيت أن أعرف، قال فغطّيت رأسي ورجليّ كأنّي أقضي حاجة. ثمّ نادى صاحب الباب: من أراد أن يدخل فليدخل قبل أن أغلقه. فدخلت، ثمّ اختبأت في مربط حمار عند باب الحصن، فتعشّوا عند أبي رافع وتحدّثوا حتّى ذهبت ساعة من اللّيل، ثمّ رجعوا إلى بيوتهم. فلمّا هدأت الأصوات ولا أسمع حركة خرجت، قال: ورأيت صاحب الباب حيث وضع مفتاح الحصن في كوّة، فأخذته ففتحت به باب الحصن، قال: قلت: إن نذر بي القوم انطلقت على مهل، ثمّ عمدت إلى أبواب بيوتهم فغلّقتها عليهم من ظاهر، ثمّ صعدت إلى أبي رافع في سلّم، فإذا البيت مظلم قد طفأ سراجه فلم أدر أين الرّجل. فقلت: يا أبا رافع. قال: من هذا؟ قال فعمدت نحو الصّوت فأضربه، وصاح، فلم تغن شيئا. قال: ثمّ جئت كأنّي أغيثه فقلت: مالك يا أبا رافع؟ وغيّرت صوتي. فقال: ألا أعجبك، لأمّك الويل، دخل عليّ رجل فضربني بالسّيف. قال فعمدت له أيضا فأضربه أخرى، فلم تغن شيئا، فصاح، وقام أهله. قال: ثمّ جئت وغيّرت صوتي كهيئة المغيث، فإذا هو مستلق على ظهره، فأضع السّيف في بطنه، ثمّ أنكفأ عليه حتّى سمعت صوت العظم، ثمّ خرجت دهشا، حتّى أتيت السّلّم أريد أن أنزل فأسقط منه، فانخلعت رجلي فعصبتها، ثمّ أتيت أصحابي أحجل، فقلت: انطلقوا فبشّروا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فإنّي لا أبرح حتّى أسمع النّاعية. فلمّا كان في وجه الصّبح صعد النّاعية، فقال: أنعي أبا رافع. قال فقمت أمشي ما بي قلبة ، فأدركت أصحابي قبل أن يأتوا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فبشّرته. [البخاري الفتح 7 (4040) ] .

عن ابن عيينة وحمّاد بن زيد: لا تتمّ الرّئاسة للرّجال إلّا بأربع. علم جامع وورع تامّ، وحلم كامل وحسن التّدبير، فإن لم تكن هذه الأربع فمائدة منصوبة وكفّ مبسوطة، وبذل مبذول وحسن المعاشرة مع النّاس، فإن لم تكن هذه الأربع فبضرب السّيف وطعن الرّمح وشجاعة القلب وتدبير العساكر، فإن لم يكن فيه من هذه الخصال شيء فلا ينبغي له أن يطلب الرّئاسة. [شعب الإيمان للبيهقى (6/ 76) ] .

وعند التأمل في واقع المسلمين اليوم على ضوء مفهوم الرجولة في القرآن الكريم يتبين لنا أن الأمة تعاني فعلاً من أزمة رجولة؛ وعند الأزمات تشتد الحاجة لوجود الرجال الحقيقيين، الذين يثبتون الناس على شرع الله.

نحتاج إلى رجال يبصرون الناس بالدين، إلى رجال يكونون قدوة للناس، إلى رجال يثبتون الناس على شرع الله. وفقنا الله وإياكم لأن نكون رجالاً نقاتل في سبيل الله، ونجاهد في سبيل الله بأموالنا وأنفسنا، وأن نكون من الذين اجتباهم الله تعالى فأقامهم على الصراط المستقيم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
[•♦◊♦•] حاجة الأمة الإسلامية إلى الرجال [•♦◊♦•]
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  ミ☸ミ حاجة الأمة إلى الدعاء ミ☸ミ
»  ~*¤ô§ô¤* الفرق بين الرجال -- واشباه الرجال *¤ô§ô¤*~
» ::[♦❀♦]:: حاجة الإنسان الماسة إلى الدعاء ::[♦❀♦]::
»  ~*¤ô§ô¤*~ الحضارة الإسلامية ~*¤ô§ô¤*~
» {㊣}▒◄ شباب الأمة ►▒{㊣}

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۞ منتديات كنوز الإبداع ۞ :: ۞ المنتديات الإسلامية ۞ ::  ۩ الإسلام .. دين السلام ۩-
انتقل الى: