شباب الأمة
الشباب هم الطاقة الكامنة في كيان كل أمة ، فبهم تندفع إلى تحقيق أهدافها ، وعلى جهودهم تبني حضارتها ، وببسالتهم وتضحياتهم تصدُّ أعداءها فينكفئون مدحورين مهزومين .
ولقد عرف الإسلام قيمة الشباب ، فتوجَّه إليهم في كثير من توجيهاته وتربيته ، ليغذي عقولهم بالعقيدة الصحيحة والفكر السديد ، وليبني أجسامهم بكل ما يقويها ويُعدُّها للمهمات والمسؤوليات ، وليزكي أخلاقهم بأسمى الفضائل وأرقى الآداب .
ولقد حظي الشباب من اهتمام رسول الله صلى الله عليه وسلم بنصيب كبير ، كيف لا والذين حملوا معه أمانة الدعوة في أيامها العصيبة الأولى كانوا شباباً كعلي بن أبي طالب وأبي بكر الصديق ومصعب بن عمير رضي الله عنهم أجمعين .
و كُتبُ السنة الشريفة تروي لنا أحاديث نبوية عظيمة كانت وصايا غالية ثمينة توجَّه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشباب ، منها وصيته لابن عمه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما حين قال : ( يا غلام احفظ اللهَ يحفظك ، احفظ اللهَ تجده تجاهك ....... ) ومنها وصيته إلى الشباب عامة يوجههم إلى إشباع غريزتهم الجنسية بطريق حلال آمن طريقِ الزواج لكي يتفرغوا لشؤون وهموم أمتهم وأوطانهم فقال : ( يا معشر الشباب مَن استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج ، ومَن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) .
و لقد ضرب الشباب المسلم الملتزم بدينه وأمته على مر السنين أروع الأمثلة في الوعي وتحمل المسؤولية ، والثبات على المبدأ والتضحية في سبيله ، غير ملتفتين للتهديد ولا عابئين بالإغراء ، فكانوا بحق مشاعل النور والبطولة والفداء في مختلف الميادين ، فما من مرحلة من مراحل التاريخ الإسلامي إلا وكان الشباب في طليعة الأمة إقداماً وجهاداً وبذلاً.
هذه الأفكار و غيرها حول هذا الموضوع تستمعون إليها في هذه الخطبة للشيخ نذير مكتبي بعنوان شباب الأمة