۞ منتديات كنوز الإبداع ۞
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

۞ منتديات كنوز الإبداع ۞


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ¤ô☼ô¤ إقامة الحدود أمن للفرد والمجتمع ¤ô☼ô¤

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الإمبراطور

عضو مبدع  عضو مبدع
الإمبراطور


الجنس : ذكر
العمر : 54
الموقع إمبراطوريتي الخاصة
التسجيل : 18/10/2011
عدد المساهمات : 178

¤ô☼ô¤  إقامة الحدود أمن للفرد والمجتمع  ¤ô☼ô¤  Empty
مُساهمةموضوع: ¤ô☼ô¤ إقامة الحدود أمن للفرد والمجتمع ¤ô☼ô¤    ¤ô☼ô¤  إقامة الحدود أمن للفرد والمجتمع  ¤ô☼ô¤  Icon_minitimeالخميس 22 مارس 2012, 10:25 pm




¤ô☼ô¤ إقامة الحدود أمن للفرد والمجتمع ¤ô☼ô¤


إقامة الحدود صلاح للفرد والأمة والمجتمع ، فإقامة الحدود لها أهمية كبيرة ، أهمها :
1- نزع شوكة الفساد في الأرض، والحفاظ على ممتلكات الناس .
2- تحقيق مقاصد الشريعة من الحفاظ على الدين والنفس والعقل والمال والنسل .
3- استجلاب بركة الله تعالى بطاعته من خلال إقامة الحدود .
4- قيام مجتمع فاضل قائم على أسس الخير والبركة .


العقوبة في الشرع: جزاء مقرر على ارتكاب محرمات شرعية أو ترك فرائض دينية، حماية لمصالح الأفراد والمجتع.

أنواع العقوبة : العقوبة في الاسلام ثلاثة أنواع هي: الحدود والقصاص والتعزير، وفيما يلي تعريف مجمل لكل نوع:

1- الحدود: هي عقوبات مقدرة شرعاً على جرائم معينة، وهذه الجرائم هي: الردة والسرقة وشرب الخمر والزنا والقذف وقطع الطريق.

وسميت عقوبات هذه الجرائم بالحدود لسببين:

الأول: أنها كالحد الذي يحيط بالشيء ويمنع الوصول إليه، فالحدود تمنع الاعتداء على المصالح الأساسية للمجتمع.

الثاني: أنها عقوبات محددة المقدار لا يجوز فيها الزيادة أو النقصان.

2- القصاص: وهو عقوبة مقدرة شرعاً على جريمة الاعتداء على النفس أو الأعضاء، بمعاقبة الجاني بمثل ما فعل.

وسميت العقوبة بالقصاص: لأنها تقوم على أساس معاقبة المجرم بمثل ما فعل، فالذي يَقتُل يُقتَل، والذي يفقأ عين غيره تُفقأ عينه، والذي يَقطع أذن غيره تُقطع أذنه، وهكذا.

3- التعزير: وهو عقوبة فوّض الشارع تقديرها إلى الحاكم المسلم، على سائر الجرائم سوى جرائم الحدود والقصاص.

وسميت هذه العقوبة بالتعزير: لأن التعزير هو التأذب، والمقصود بها تأذيب المجرم بأية طريقة يراها الحاكم مناسبة، مثل: المخالفات المالية على تجاوزات قوانين السير.


الحدود وأثرها على المجتمع


الحدود جمع حد: وهو في اللغة المنع، ومنه سمي كل من البواب والسجان حدادا، لمنع الأول من الدخول والثاني من الخروج. وسمي المعرف للماهية حدا، لمنعه من الدخول والخروج. وحدود الله تعالى محارمه، لقوله تعالى: (تلك حدود الله فلا تقربوها).

الحد في الاصطلاح: عقوبة مقدرة وجبت حقاً لله تعالى، وعرفه الشافعية والحنابلة بأنه عقوبة مقدرة على ذنب وجبت حقاً لله تعالى كما في الزنى، أو اجتمع فيها حق الله وحق البعد كالقذف فليس منه التعزير لعدم تقديره، ولا القصاص لأنه حق خالص لآدمي.

وعرفه الفقهاء بأنه هو عقوبة مقدرة بتقدير الشارع، فيدخل القصاص.

وعرف الحد برهان الدين الرشداني المرغياني:

الحد لغة هو المنع، ومنه: الحداد للبواب، وفي الشريعة: هو العقوبة المقدرة حقاً لله تعالى حتى لا يسمى القصاص حدا لأنه حق العبد ولا التعزير لعدم التقدير، والمقصد الأصلي من شرعه الانزجار عما يتضرر به العباد، والطهارة ليست أصلية فيه بدليل شرعه في حق الكافر.

وعرف الحد الامام محمد بن اسماعيل الكحلاني:

الحدود جمع حد، والحد: أصله ما يحجز به بين شيئين فيمنع اختلاطهما. سميت هذه العقوبات حدوداً لكونها تمنع من المعاودة، ويطلق الحد على التقدير، وهذه الحدود مقدرة من الشارع ويطلق الحد على نفس المعاصي. حيث قال تعالى (تلك حدود الله فلا تقربوها). وعلى فعل فيه شيء مقدرة نحو قوله تعالى (ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه).

إقامة الحدود صلاح للفرد والأمة والمجتمع، فإقامة الحدود لها أهمية كبيرة، أهمها :
1- نزع شوكة الفساد في الأرض، والحفاظ على ممتلكات الناس .
2- تحقيق مقاصد الشريعة من الحفاظ على الدين والنفس والعقل والمال والنسل .
3- استجلاب بركة الله تعالى بطاعته من خلال إقامة الحدود .
4- قيام مجتمع فاضل قائم على أسس الخير والبركة .

بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الدالة على الحدود:

قَالَ الله تَعَالَى: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأخُذْكُمْ بِهِمَا رَأفَةٌ فِي دِينِ اللهِ إنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ ) [النور:2].

- (تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون). سورة البقرة، آية : 299

- (ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها). سورة النساء، آية : 14

- (وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه). سورة الطلاق، آية : 1

- (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون). سورة المائدة، آية : 44

- (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون). سورة المائدة، آية : 45

- (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون). سورة المائدة، آية : 47

إن التشريع في الإسلام تشريع شامل، ينظِّم العلاقة بين الإنسان وربه، وبين الإنسان وأسرته، وبين الإنسان ومجتمعه، وبين الحاكم والمحكوم، وبين الأغنياء والفقراء، والملاك والمستأجرين، وبين الدولة الإسلامية وغيرها في حالة السلم وحالة الحرب، فهو قانون مدني وإداري ودستوري ودولي... إلخ، إلى جانب أنه قانون ديني.

ولهذا اشتمل الفقه الإسلامي على العبادات، والمعاملات، والأنكحة، والمواريث، والأقضية، والدعاوى، والحدود، والقصاص، والتعازير، والجهاد، والمعاهدات، والحلال والحرام، والآداب، فهو ينظم حياة الإنسان من أدب قضاء الحاجة للفرد، إلى إقامة الخلافة والإمامة العظمى للأمة.

والإسلام هو الدين الوحيد الذي جاء بهذا الشمول والكمال، ولهذا ختم الله به الأديان وأتم به النعمة، كما قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا﴾ (المائدة: من الآية 3).

ففيه نظام سياسي يضمن سلامة المجتمع وحفظ كرامته وحقوق أفراده وحصول هيبته بين المجتمعات، وفيه نظام اقتصادي يضمن الوفرة والرفاهية والعيش الكريم لمن يعيشون تحت لوائه، وفيه نظام أمني وقضائي يضمن حقوق الناس وأمن المجتمعات، وفيه نظام أخلاقي يعتمد على تربية الضمير الحي في النفس والمراقبة الإلهية أساسًا ومنطلقًا للأخلاق، وفيه نظام اجتماعي يحقق إقامة الأسر والبيوت على أساس متين من الترابط والحب، وهكذا تجد في هذا الدين القويم كل النظم التي يحتاجها الفرد وتحتاجها الجماعة للعيش الآمن الرغيد، والحياة الكريمة المستقرة في الدنيا، وللفوز برضوان الله وجنات النعيم في الآخرة.

أما الحدود فليست سوى السياج والإعلان الناطق بأن المجتمع المسلم يرفض جرائم معينة، ولا يسمح بها بحال من الأحوال، وبأنه مجتمع منضبط غير منفلت، وأنَّ من لم تستقم فطرته، ولم يتوافق مع مجتمعه، ومن يسعى في الإفساد في الأرض بغير حق؛ يجب ضبطه بهذه الحدود لإيقاف شره، ودفع ضُرّه، وزجر غيره ممن هم على شاكلته، أو تحدثهم أنفسهم بمثل إفساده، وقد يَزَعُ الله بالسلطان ما لا يَزَعُ بالقرآن.

أخرج الإمام النسائي وغيره وصححه ابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حدٌ يقام في الأرض خيرُ من مطر أربعين صباحًا" وفي روايةٍ "حدٌ يقام في الأرض خيرُ للناس من أن يُمْطَروا ثلاثين أو أربعين صباحًا".

هذا الحديث الجليل ذكره الإمام ابن حبان تحت عنوان (ذكر الأمر بإقامة الحدود في البلاد, إذ إقامة الحد في بلدٍ يكون أعم نفعًا من أضعافه القطر إذا عمته) أي من كثرة المطر إذا عم البلاد. فتعالوا بنا نتأمل هذا الهدي الكريم.

1- عن عائشة رَضِيَ اللهُ عنها: أنَّ قُرَيْشاً أهَمَّهُمْ شَأْنُ المَرْأَةِ المَخْزُومِيَّةِ الَّتي سَرَقَتْ، فقَالُوا: مَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلاَّ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حِبُّ رَسُولِ اللهِِ صلى الله عليه وسلم. فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ، فَقَالَ رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (أتَشْفَعُ في حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ تَعَالَى؟!) ثُمَّ قَامَ فاخْتَطَبَ، ثُمَّ قَالَ: (إنَّمَا أهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيِهمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ، أَقَامُوا عَلَيْهِ الحَدَّ، وَايْمُ اللهِ لَوْ أنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا) متفق عَلَيْهِ .
وفي روايةٍ: فَتَلوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: (أتَشْفَعُ في حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ!؟) فَقَالَ أُسَامَةُ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ بِتِلْكَ المَرْأَةِ فَقُطِعَتْ يَدُهَا.
2- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله الله صلى الله عليه وسلم: " من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في خلقه " رواه أبو داود.

أن الحدود والعقوبات الشرعية التي فرضها الشارع على من يخالف أحكامه التي نزل بها, إنما هي نوع من الضوابط الاجتماعية, التي تضيف إلى ضمير الفرد رقابةَ المجتمع؛ لتضمن حسن سلوك الفرد والجماعة, ولتضمن أمن الناس وأمانهم, على أن الإسلام في منهجه دائمًا ما يسبق هذا التطبيق, بإيجاد الفرد المسلم والمجتمع المسلم, وتطبيق القيم الإسلامية, بأنواعها المختلفة, وتأتي هذه الضوابط أو العقوبات المشار إليها؛ لكي تكون سياجًا حاميًا لهذه القيم ولهذه المبادئ, ولهذا المجتمع الذي طهره الإسلام ولهذا الفرد الذي طهر الإسلام ضميره, فالتشريع- تشريع الحدود- ليس إلا ضابطًا يُضاف إلى جملة الضوابط التي تتربى في ضمير الفرد وفي ضمير الجماعة؛ ليحفظ على المجتمع أمنه وسلامته, وعفته وطهارته, ولا يمكن لأي مجتمع أن تنضبط أموره إلا بمثل هذا الضبط.

1- قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول: " لو أخذت شارباً لأحببت أن يستره الله، ولو أخذت سارقاً لأحببت أن يستره الله " الإصابة في معرفة الصحابة.
2- عن عثمان رضي الله عنه قال: " ليس عليه -أي السارق- قطع حتى يخرج بالمتاع من البيت " المصنف للصنعاني.
3- قال عمر رضي الله عنه: " لقد خشيت أن يطول بالناس زمان حتى يقول قائل لا نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ألا وإن الرجم حق على من زنى وقد أحصن إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف " صحيح البخاري.
4- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " من كفر بالرجم فقد كفر بالقرآن من حيث لا يحتسب قوله -عز وجل- "يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب" [المائدة:15] فكان الرجم مما أخفوا " رواه النسائي والحاكم في مستدركه، وقال صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
5- قال الإمام أحمد: " لا أعلم حداً بعد القتل ذنباً أعظم من الزنا " المجموع للنووي.
6- قال ابن حزم: " لم يصف الله تعالى حدا من العقوبة محدودا لا يتجاوز في النفس أو الاعضاء أو البشرة الا في سبعة أشياء وهي:
1- المحاربة. 2- الردة. 3- الزنا. 4- القذف بالزنا. 5- السرقة. 6- جحد العارية. 7- تناول الخمر في شرب أو أكل " المحلى لابن حزم.
7- قال ابن تيمية: " من زنا بأخته مع علمه بتحريم ذلك - وجب قتله؛ والحجة في ذلك ما رواه البراء بن عازب قال مر بي خالي أبو بردة ومعه راية فقلت: أين تذهب يا خالي؟ قال: بعثني رسول الله إلى رجل تزوج بامرأة أبيه فأمرني أن أضرب عنقه وأخمس ماله " مجموع الفتاوى.

أنواع الحدود: اختلف الفقهاء من حيث تصنيف أنواع الحدود ، اتفق الفقهاء على أن ما يطبق على جريمة كل من الزنى والقذف والسكر والسرقة ، وقطع الطريق يعتبر حداً ، ذهب الحنفية على أنها ستة، بإضافة حد الشرب للخمر خاصة.

ويرى المالكية أن الحدود سبعة فيضيفون على المتفق عليه الردة والبغي.

ويعتبر بعض الشافعية القصاص أيضاً من الحدود. وقالوا أنها ثمانية.

واعتبر المالكية والشافعية قتل تارك الصلاة عمداً من الحدود.

والحقيقة أن الحدود ليست إلا وسيلة من وسائل الضبط الاجتماعي، ينبغي أن يسبقها إيجاد الفرد المسلم والمجتمع المسلم وتطبيق القيم والأخلاق الإسلامية بأنواعها المختلفة، ثم تأتي بعد ذلك الحدود التي هي الضوابط التي تحمي ذلك المجتمع وتلك الأخلاق، ولا شك أن تغافل تطبيق الحدود يعتبر نقصًا في النظام الاجتماعي من الناحية الشرعية؛ إذ لا يمكن للمجتمع- أي مجتمع- أن تنتظم أموره دون ضبط اجتماعي.

1- عن الفرافصة الحنفي قال: مروا على الزبير بسارق فتشفع له، قالوا: أتشفع لسارق؟ فقال: نعم، ما لم يؤت به إلى الامام، فإذا أتي به إلى الامام فلا عفى الله عنه إن عفى عنه.
2- عن عكرمة قال: سرقت عيبة لعمار بالمزدلفة فوضع في أثرها حقته ودعا القافة فقالوا: حبشي، واتبعوا أثره حتى انتهى إلى حائط وهو يقلبها، فأخذها وتركه، فقيل له فقال: أسترُ عليه؛ لعل الله أن يستر عليَّ.
3- عن عكرمة أن ابن عباس وعمار والزبير أخذوا سارقاً فخلوا سبيله، فقلت لابن عباس: بئسما صنعتم حين خليتم سبيله، فقال: لا أم لك؛ أما لو كنت أنت لسرك أن يخلى سبيلك؟!.
4- عن داود عن أبي حرب بن أبي الاسود أن لصاً نقب بيت قوم فأدركه الحراس فأخذوه، فرفع إلى أبي الاسود فقال: وجدتم معه شيئاً؟، فقالوا: لا، فقال للناس: أراد أن يسرق فأعجلتموه. فجلده خمسة وعشرين سوطاً.
5- عن عمر وبن دينار أنه سمع سعيد بن المسيب يقول: ذكر الزنا بالشام فقال رجل قد زنيت البارحة، فقالوا ما تقول؟ فقال أو حرمه الله؟ ما علمت أن الله حرمه، فكتب إلى عمر فقال: إن كان علم أن الله حرمه فحدوه، وإن لم يكن علم فعلموه فإن عاد فحدوه.
6- عن ربيعة بن أبى عبد الرحمن أن الزبير بن العوام لقي رجلاً قد أخذ سارقاً وهو يريد أن يذهب به إلى السلطان فشفع له الزبير؛ ليرسله، فقال: لا حتى أبلغ به السلطان، فقال الزبير: إذا بلغت به السلطان فلعن الله الشافع والمشفع.

أشعار

قل إن رجم الزانيين كليهما *** فرض إذا زنيا على الإحصان
والرجم في القرآن فرض لازم *** للمحصنين ويجلد البكران
[القحطاني]

آثار إقامة الحدود على الفرد والمجتمع

وقبل مغادرة هذا الموضوع أذكر لك أيها الأخ الكريم بعض آثار إقامة الحدود, على الفرد والمجتمع؛ حتى يستبين الصبح لكل ذي عينين, ويتأكد لديك زيف ادعاء القسوة والوحشية, الذي يردده المرجفون.

1- تحقيق مقاصد الشريعة من الحفاظ على الدين والنفس والعقل والمال والنسب:

جاءت الشريعة لتحفظ على الإنسان دينه, ولتحفظ عليه عقله, ولتحفظ ماله, ولتحفظ عليه نفسه, ولتحفظ له نسله, ومن ثم جاءت العقوبات والحدود الشرعية, لحماية هذه الحاجات الضرورية التي لا بد من حمايتها, وجاء الحق تبارك وتعالى بهذه الشريعة ليعلن للناس أنه لا سعادة إلا بالانضباط بهذه الحدود, فقال تباركت أسماؤه: ﴿...... فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)﴾ (طه).

وهذا يُبين لك أن شريعة الله التي أنزل بها آدم, وأنزلها على الرسل من بعد آدم حتى خاتمهم, محمد- صلى الله عليه وسلم- هي وحدها العاصمة من الضلال في الدنيا, ومن الشقوة في الآخرة, ولهذا فهي ليست شريعة مقتصرة على إقامة بعض الفروض التعبدية, إنما شريعة شاملة لحاجات الإنسان في هذه الحياة؛ لتحقق له الإطعام من جوع, والأمن من خوف، والراحة من تعب, وتيسر سبيل الأمن في هذا المجتمع.

ولكن الشيطان الرجيم أخذ على نفسه, عداء آدم وذريته, واستطاع أن يحتال طائفة كبيرة من بني آدم عن طريق الحق, وأن يصرفهم عن شريعة ربهم جل وعلا, إلى شرائع أخرى اخترعوها لأنفسهم, فوقع بها الشر والفساد والظلم في الأرض, وأُزهقتْ فيها الأرواح, وسُفكت بسببها الدماء, وسُلبت الأموال, وانتُهكت الأعراض, وعمت الفتن ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وإذا كانت البشرية في عصورها السابقة, لم تمتلك التجارب الكافية التي تمكنها من المقارنة, أو الموازنة بين تطبيق شريعة الله وبين شرائع الشيطان, فإنها في عصرنا هذا تمتلك تراثًا ضخمًا, للإسلام وللجاهليات المختلفة عبر العصور, وتستطيع أن تشاهد إلى أي مدى يوجد فارق شاسع, بين المجتمع الذي يطبق فيه شرع الله فيحل فيه العدل والنور والصلاح, وتحفظ فيه الأرواح والأموال والممتلكات, ويحل فيه الأمن والرخاء, وبين المجتمع الذي يطبق شرائع الشيطان فينتشر الظلم, ويعم الفساد بكل صوره وأشكاله.

2- استجلاب بركة الله بهذه الطاعة وإقامة هذه الحدود:

وهذه هي الفائدة الثانية من فوائد إقامة الحدود, فإن بركات الشريعة المطهرة لا تُحصى, والله تبارك وتعالى قد جعل خير الآخرة والأولى منوطًا بتطبيق أمره واجتناب نهيه, قال تبارك وتعالى عن أهل الكتاب: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66)﴾ (المائدة), وإذا كان هذا في أهل الكتاب من اليهود والنصارى, فهو أيضًا ينسحب على المسلمين, فقد قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96)﴾ (الأعراف) ولهذا ما أرسل الله رسولاً, إلا ذكَّر قومه بأن طاعة الله هي السبيل إلى استدرار رحمته في الدنيا, وإلى استدرار رحمته في الآخرة.

هذا سيدنا نوح- عليه السلام- يقول لقومه: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)﴾ (نوح).

وهذا هود- عليه السلام- يقول لقومه ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52)﴾ (هود).

وهذا نفسه ما أمر الله نبيه- صلى الله عليه وسلم- أن يخاطب به الناس, حيث استفتح سورة هود بقول الله جل وعلا: ﴿الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2) وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3)﴾ (هود).

ولا شك أن المؤمنين يصدقون بوعد الله, ويعلمون يقينًا أن خير الدنيا والآخرة هو في اتباع أمره، وتطبيق حدوده وطلب مرضاته.

3- قيام المجتمع على أساس من الفضيلة:

هذا هو الأثر الثالث من آثار إقامة الحدود، وإذا كان هناك من يكذب بهذا الوعد, وعد الخير في الدنيا واستدرار الرحمة بطاعة الله, ولا يرى رابطًا بين إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والصوم من جهة, وبين نزول المطر ووفور الزراعات ورواج التجارات من جهة أخرى, إذا كان هناك من لا يصدق بهذا الوعد الإلهي فإن ثمة روابط مادية كثيرة يشاهدها كل ذي بصر من مؤمن وكافر, بين تَنَزُّل رحمة الله وحفظ الأمن وسعة الرزق، وبين تطبيق أمر الله تبارك وتعالى، فالعبادات تربيةٌ وتزكيةٌ لضمير الفرد, وتوجيهٌ له نحو البر والإحسان, ومحبة الخير للناس, والذي يحافظ على الصلاة يعلم أنها تنهاه عن الفحشاء والمنكر, والذي يؤدي الزكاة تربط قلبه بقلوب الناس رابطة من الشفقة والمحبة, والذي يصوم حقيقةً يرق قلبه ويمتلئ بتقوى الله- جل وعلا-, وهذا بلا شك يجعل الإنسان يجيد عمله, يجيد في صناعته, يجيد في زراعته, لا يغش في تجارته, لا يقبل الرشوة, يحافظ على الأموال العامة من الضياع, يخاف من ربه تبارك وتعالى. والمجتمع الذي يكون أفراده على هذه الأخلاق الكريمة, أو على الأقل تكون أكثرية أفراده على هذا النحو سيكون مجتمعًا للرخاء والثروة وزيادة الإنتاج.

ولا شك أيضًا أن في إخراج الزكاة أعظم فائدة في نماء الأموال، والقضاء على الثورات والشحناء التي تشل الاقتصاد, وتوصل البلدان إلى الخراب والدمار.

والحج الذي قد لا يبدو للناس أن له صلة بما نحن فيه, الحج هو عبادة تقرب بين الشعوب, وتجمع بين القلوب, وتقرب المسلمين من الأقطار المختلفة, فتحصل المودة ويحصل التبادل, للمنافع التجارية والزراعية وأخرى وغيرها, والعالم كله يسعى لعقد مؤتمر كالحج, تنتفي فيه الفروق بين البشر, لكنه لا يستطيع.

إذًا تطبيق شريعة الله ومن ضمنها الحدود, تجعل المجتمع قائمًا على أساس من الفضيلة, وبالتالي يتعاون الأفراد مع بعضهم على حفظ مجتمعهم.

وأختم هذه الفوائد بفائدة في غاية الأهمية، وهي:

4- نزع شوكة الفساد من الأرض:

في مجال المعاملات نجد أن تطبيق أحكام الشريعة لها نتائج هي أعظم النتائج في حياة الناس, إذ الشريعةُ بما قرر بها الحق- جل وعلا- تستهدف رفع الظلم, وإقامة العدل في الأرض, ولا شك أن الظلم يتبعه الخراب, وأن العدل يتبعه الرخاءُ والنماء, والظلم مدمر, والعدل معمر, ومن ثمّ فتطبيق شريعة الله تعني انفتاح البركات وزيادة الخيرات ولا شك عند كل ذي لب, من مؤمن أو كافر, أن إقامة الحدود, أعني العقوبات الشرعية, هي من أكبر أسباب زيادة الخيرات والبركات, لأن قطع يد السارق تعني المحافظة على الأموال, وخروجها من المخابئ, ليعمل بها الناس في التجارات, والزراعات, والصناعات؛ لأن رأس المال كما يقولون جبان, فإذا توفرت له الحماية خرج, وفي خروجه مصلحة للأمة وللبشرية, لكن إذا انتشرت اللصوصية, وقطعت الطرق, وإذا انتشر الظلم, فإن المال يختبئ, وإن صاحبه يهرب به.

وأيضًا قتل القاتل فيه ردع عن الجريمة المسببة لخراب العمران, وتقطيع أوصال المجتمعات.

وتنفيذ حد الزنا قاطع لدابر البغاء, وإنفاق الأموال في غير وجهها. كم من الأموال تصرف في هذه الرذيلة, وفي هذا البغي؟ إذا قُطع دابر الزنا فإن هذه الأموال تنفق في وجهٍ صحيح, ولا تتجه إلى تدمير طاقات الأمة, كذلك إقامة حد الزنا يقطع الطريق على إنجاب أولاد الزنا, أو من يُسمّوْن بالأولاد غير الشرعيين, الذين هم آفة المجتمعات؛ لأن الطفل الذي ينشأ لا يعرف له أبًا, يمتلئ قلبه بالحقد والكراهية على هذا المجتمع, ويسعى في ظلم الناس متى وجد الفرصة لذلك, إذ يرى أن هذا المجتمع ظلمه, حين حرمه من أبٍ يحتضنه, أو من أبوةٍ صحيحةٍ, وأبوةٍ شرعيةٍ راشدةٍ, ولهذا فإن غالب المنحرفين والمجرمين في المجتمعات هم من هذه الفصيلة.

أما المجتمع الإسلامي الذي يظهر على ذلك النحو من النظافة والطهر, فلا شك أنه سيكون مجتمع الخير, والبركة والنماء. ففيما الإنكار إذًا؟

على أن ثمة روابط وأسبابًا مباشرةً, تراها كل عين ويفقهها كل قلب, بين تطبيق الشريعة المطهرة ومنها إقامة الحدود, وبين الرخاء المادي والسعادة الدنيوية, وصدق الله العظيم ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)﴾ (النحل).

نعم أيها الأخ الكريم! "إقامة حدٍ في الأرض خيرٌ من مطر أربعين صباحاً" وإن نظرةً فاحصةً إلى حال المجتمعات التي تطبق هذه الشريعة, وحال المجتمعات التي تخلت عن تطبيقها, وإن قراءةً سريعةً في إحصائيات الجرائم في هذه البلاد وتلك؛ ليكشف بجلاء مدى الأمن الذي تتمتع به البلاد التي تطبق أمر الله, ومدى الرعب والخوف الذي يسكن في قلوب المجتمع الذي لا يطبق هذه الحدود الشرعية.

سنوضح كل نوع من أنواع الحدود فيما يلي:


حد الزنا:

الزنا: هو الجماع بين الرجل والمرآة من غير عقد شرعي، ولا يدخل في الزنا أي ممارسات بين الرجل والمرآه دون اجماع.

وقال تعالى: (ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما، يضعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا). (سورة الفرقان، آية : 68 � 69 ) وقال تعالى: (ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا). (سورة الاسراء، آية : 32)

ويقام حد الزنا بالرجم المحصن والجلد لغيره . بشرط العقل والبلوغ والقصد عن علم واختيار بلا شبهة.


بعض الآيات الشريفة والأحاديث النبوية التي تدل على حد الزنا:

(واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا). (سورة النساء، آية : 15)

(الزانية والزاني فاجلدوا كل واحدٍ منهما مائة جلدة ولا تأخدكم بهما رأفةٌ في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر). (سورة النور، آية : 2/3 )

- قال النبي (صلى الله عليه وسلم) (لا يزنى الزاني وهو مؤمن).

- قال النبي (صلى الله عليه وسلم): (لا يحل دم امرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث: كفر بعد إيمان، وزنا بعد احصان، وقتل النفس بغير حق). (6)

- ( عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي (صلى الله عليه وسلم) ضرب وغرب وأن أبا بكر ضرب وغرب وأن عمر ضرب وغرب. رواه الترمذي ورجاله ثقات، إلا أنه اختلف في رفعه ووقفه) وأخرج البيهقى أن عليا عليه السلام جلد ونفى من البصرة إلى الكوفة ومن الكوفة إلى البصرة، وتقدم تحقيق ذلك في التغريب، وكأنه ساقه المصنف ردا على من زعم نسخ التغريب. (7)



حد القذف:

القذف: هو اتهام إنسان لآخر بالزنا تصريحاً أو تلميحاً، دون أن يكون لديه بينة على هذا الاتهام. (Cool وعد الاسلام القذف من السبع الموبقات التي تدخل صاحبها النار،


فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (اجتنبوا السبع الموبقات) . قالوا: يا رسول الله، وما هن ؟ قال: (الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات) .

ويقام حد القذف بالجلد حدا ثمانين جلدة ولا تقبل له شهادة . بشرط أن يكون محصنا مسلما عاقلا ذا عفة ظاهرة عما رمى به يتأتى منه ما قذف منه .


بعض الآيات الشريفة والأحاديث النبوية التي تدل على حد الزنا:

(إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم) .(سورة النور ,آية : 23)

(إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون) . (سورة النور، آية : 19)



- عن عائشة (رضي الله عنها) قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأصحابه أي الربا أربى عند الله ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: أربى الربا عند الله استحلال، على امرىء مسلم ثم قرأ (والذين يرمون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وأثما مبينا) . (5)

- وروى أنه سُأل عليا (رضي الله عنه) أرأيت لو شاهدت واقعة زنى وأنا الخليفة وأخبرت بها، أيكفى ذلك لإقامة الحد ؟ قال: لا . اما أن تأتي ببقية الشهود الأربعة وإلا فيقام حد القذف في ظهرك. (6) وقال تعالى في ذلك (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون) .(سورة النور، آية : 4 )

- وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): من قذف مملوكه يقام عليه الحد يوم القيامة إلا ان يكون كما قال.


حد شرب الخمر:

الخمر: هو كل شراب مسكر يؤدي إلى زوال العقل أيا كان نوعه . قال (صلى الله عليه وسلم): (كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام) .

جمع الصحابة في عهد عمر الخطاب(رضي الله عنهم جميعا) على جلد شارب الخمر ثمانين جلدة . بشرط أن يكون عاقلا بالغا .


بعض الآيات الشريفة والأحاديث النبوية التي تدل على حد شرب الخمر:

- (إنما الخمر والميسر والأنصاب رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون).(سورة المائدة ، آية : 90 )

- (وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه) . (سورة الطلاق ، آية : 1 )

- روى أنس بن مالك قال: (لعن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الخمر عشرة: عاصرها، وشاربها، وحاملها، والحمولة إليه، وساقيها، وبائعها، وآكل ثمنها، والمشتري لها، والمشتراه له) .

- عن معوية عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال في شارب الخمر: (إذا شرب فاجلدوه، ثم إذا شرب فاجلدوه، ثم إذا شرب الثالثة فاجلدوه، ثم إذا شرب الرابعة فاضربوا عنُقَهُ) .



حد السرقة:

السرقة: هي أخد مال أو امتناع شخص آخر على وجه الخفية، قاصداً بذلك تملك الشيء المأخوذ .

حد السرقة يقام بمعاقبة السارق حدا بقطع يده اليمنى . لقوله تعالى: (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبوا نكلاً من الله والله عزيز حكيم ) سورة المائدة ، آية 38 ، بشرط أن يكون الجاني عاقلا وأن يكون قصده التملك .

بعض الأحاديث النبوية التي تدل عل حد السرقة:

عن عائشة (رضي الله عنها) قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : (لا تُقطع يد السارق إلا في ربع دينار فصاعداً).

عن عبد الرحمن بن عوف (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (لا يغرم السارق إذا أقيم عليه الحد ).

قال النبي (صلى الله عليه وسلم) في السرقة: (تقطع يده اليمنى من الكوع، فإن سرق ثانياً قطعت رجله اليسرى ، فإن سرق ثالثاً قطعت يده اليسرى ، فإن سرق رابعاً قطعت رجله اليمنى ، فإن سرق بعد ذلك عزر) .

قال النبي (صلى الله عليه وسلم) ( وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرق لقطعت يدها) .


حد الحرابة (قطع الطريق) :

الحرابة: هي خروج فرد أو جماعة مسلحة على الآمنيين من الناس لأخذ أموالهم وترويعهم وقتلهم . وذكر الله تعالى حد الحرابة في قوله تعالى: (إنما جزاؤا الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلف أو ينفوا من الأرض). سورة المائدة ، آية : 33

ويقام حد الحرابة بمعاقبة الجاني بالقتل إذا قتل سواء استولى على المال أو لم يستولٍِ، وبقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى إذا استولى على المال بغير قتل، ويعاقب أيضا بالسجن إذا أخاف السبيل . ومن الشروط الواجب توافرها لإقامة هذا الحد هو الاستيلاء على مال الغير مغالبة، وقطع الطريق على الكافة ومنع المرور منها بقصد الاخافة .

بعض الآيات الشريفة والأحاديث النبوية التي تدل على حد الحرابة:

- (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) . سورة المائدة ، آية : 48

- (إن الذين يحادّون الله ورسوله أولئك في الأذلين كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز) . سورة المجادلة ، آية : 20/21

- قال النبي (صلى الله عليه وسلم): (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) .



حد الردة:

الردة: هو الرجوع عن الاسلام بعد اعتناقه إلى أي دين أخر أي (ترك الاسلام). (10) قال تعالى: (ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت اعمالهم


في الدنيا والأخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) . سورة البقرة ، آية 217

ويقام حد الردة بمعاقبة المرتد حدا بالإعدام، وبالسجن تعزيراً . بشرط أن يكون المرتد عاقلا مختارا، وأن يكون عالما بحكم عمله وامتنع عن الرجوع عن الاسلام.

بعض الأحاديث النبوية التي تدل على حد الردة:

- قال النبي (صلى الله عليه وسلم): (من بدّل دينه فاقتلوه) .

- قال (صلى الله عليه وسلم): (لا يحل دم امرىء مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزانى، والمارق من الدين التارك الجماعة) .

- عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (لا أزال أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوا لا إله إلا الله فقد عصموا مني أموالهم وأنفسهم إلا بحقها، وحسابهم على الله عز وجل) .


من أحكام الحدود:

1- عدم جواز العفو عن الحدود، لأنها اعتداء على أمن المجتمع بأسره، فإذا علم القاضي بأمر الجريمة، وتحقق من ثبوتها وجب عليه إقامة الحد ولا تسقط بالعفو منه أو من غيره، فعن عبد الله بن صفوان عن أبيه أنه نام في المسجد وتوسد رداءه، فأخذ من تحت رأسه، فجاء بسارقه إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فأمر به النبي (صلى الله عليه وسلم) أن يقطع. فقال صفوان: يا رسول الله لم أرد هذا، ردائي عليه صدقة. فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (فهلا قبل أن تأتيني به) .



2- لا تجوز الشفاعة في الحدود، وروي عن عائشة (رضي الله عنها) أن قريشاً أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت، فقال ومن يكلم فيها رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟ فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد، حب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فكلمه أسامة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (أتشفع في حدّ من حدود الله)؟ ثم قام فاختطب، ثم قال: (إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحدّ، وايم الله، لو أن فاطمة ابنة محمد سرقت لقطعت يدها) .

3- لا يقام الحد إلا بثبوت الجريمة، ويكون ذلك بإقرار الجاني نفسه واعترافه بالجريمة، أو بشهادة الشهود على جريمته.

4- لا تقام الحدود عند وجود شبهة، كأن يشرب المرء خمراً ظناً منه أنه شراب حلال، كإسقاط عمر بن الخطاب حد السرقة في عام الرمادة الذي أصاب الناس فيه قحط شديد .

5- كون الحدود عقوبات مقدرة من الشارع، فلا يجوز لأحد أن يزيد عليها أو ينقص منها .

6- تقام الحدود على مرأى من الناس، وبشكل علني، حتى تكون زواجر لمن تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه المحظورات، قال تعالى: (وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين) . سورة النور ، آية : 2


أثر التوبة على الحدود:

- لا خلاف بين الفقهاء في أن حد قطاع الطريق والردة يسقطان بالتوبة إذا تحققت توبة القاطع قبل القدرة عليه. وكذلك حد ترك الصلاة عند من اعتبره حدا حيث قال تعالى: (إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم، فاعلموا أن الله غفور رحيم) . سورة المائدة ، آية 34

- ذهب جمهور الفقهاء إلى أن بقية الحدود بعد رفعها إلى الحاكم لا تسقط التوبة، أما قبل ذلك فذهب الحنفية والشافعية في مقابل الأظهر، والحنابلة في رواية إلى أن الحد سقط بالتوبة.

ذهب المالكية والشافعية في الأظهر والحنابلة في رواية أخرى إلى أنه لا يسقط بالتوبة ولو كان قبل الرفع إلى الإمام .


أثر الحدود على المجتمع:

لم تشرع الحدود في الاسلام بهدف الانتقام من المجرمين وإلحاق الأذى بهم، وإنما لها غايات وأهداف عظيمة .

ويترتب على إقامة الحدود أثار عظيمة منها:

1- الحفاظ على المصالح الأساسية للمجتمع وهي الدين، والنفس، والعقل، والمال، والنسل .

2- ردع المجرم عن ارتكاب الجريمة . فعندما يعاقب المجرم يعرف أنه إذا عاد إلى الجريمة عوقب مرة أخرى، فيرتدع عن تكرار جريمته خوفاً من تكرار عقوبتها عليه .

3- ردع غير المجرم عن تقليد المجرم في جريمته، فعندما يرى كل من تسول له نفسه ارتكاب جريمة ما حل بجرم ارتكبها قبله، فإنه سيرتدع عن افترافها، خوفاً من أن يناله من العقوبة ما حل بغيره .

4- تهذيب نفس المجرم وتأذيبه وإصلاحه. فليس المقصود من العقوبة الانتقام من المجرم أو مجرد إلحاق الأذى به، بل يقصد إصلاحه وتحقيق مصلحته، فعن أبي هريرة قال أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) بسكران، فأمر بضربه، فمنّا من يضربه بيده، ومنّا من يضربه بنعله، ومنّا من يضربه بثوبة، فلما انصرف قال رجل: ما له أخزاه الله . فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم) .


أسأل اللهَ العظيمَ أن يهيئ لأمتنا أمرًا رشدًا, تُطبق فيه شريعته, ويؤمر فيه بالمعروف ويُنهى فيه عن المنكر, ويكتب الله فيه لهذه الأمة السعادة والهناء, والاستقرار والرخاء, إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
¤ô☼ô¤ إقامة الحدود أمن للفرد والمجتمع ¤ô☼ô¤
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 〣闦〣 خطورة الوهن على الفرد والمجتمع 〣闦〣
» إقامة الشهادة طاعة لأوامر الله
» 闦童闦 أثر إتباع الهوى على الفرد والمجتمع 闦童闦
»  ⋐::❖::⋑ أثر الذكر على الفرد والمجتمع ⋐::❖::⋑
» 【☻】آثار الغدر على الفرد والمجتمع 【☻】

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۞ منتديات كنوز الإبداع ۞ :: ۞ المنتديات الإسلامية ۞ ::  ۩ الإسلام .. دين السلام ۩-
انتقل الى: