الجنس : العمر : 30 المدينة المنورة التسجيل : 12/03/2012عدد المساهمات : 53
موضوع: 〖۞〗فضل الإنقياد لله تعالى〖۞〗 السبت 17 مارس 2012, 5:24 am
〖۞〗فضل الإنقياد لله تعالى〖۞〗
الانقــــياد والتســــليم لأوامــــر الله تعــــــالى ونواهـــيه .. من نهج الصحابة رضوان الله عليهم .. ومن طريقة المؤمنين .. حين حققوا العبودية الحقة .. لله الحي القيوم .
فمن حق الله على عباده وجوب الانقياد له وطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر ، وألا يُعبد الله إلا بما شرع سبحانه أو شرعه نبيه صلى الله عليه وسلم ، فينقاد ويسلم بما جاء في كتاب الله عز وجل وبما جاء في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
ومن حق الله على عباده أن يتحاكموا إليه سبحانه ولا يقبلوا حكم غيره ، فإذا عظمت محبة الله في قلب العبد قادته إلى الاستقامة على طاعة الله عز وجل، وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، فهو يطيعه محبة له ورغبة ورهبة.
وذلك بأن نعلم ونوقن بأنه لا إله إلا الله وحده حق له العبادة والطاعة حق منه الخشية والخوف, ونترك العائق الذي يقف أمامنا ألا وهو اتباع الهوى والرغبة في متاع الدنيا, فاذا نحن وصلنا الى هذه القناعة وهذا الايمان, فلن يكون حينذاك أية قيمة لتهديد أو ترغيب يمارس علينا, ونكون قد خرجنا بأنفسنا من حيز الإنقياد للعباد إلى حيز الإنقياد إلى رب العباد.
قال شيخ الإسلام إبن تيمية في كتابه «الصّارم المسلول» (3/966) : « وكلام الله : خبر وأمر، فالخبر يستوجب تصديق المخبر، والأمر يستوجب الانقياد له والاستسلام وهو عمل في القلب، جماعه الخضوع والانقياد للأمر وإن لم يفعل المأمور به، فإذا قوبل الخبر بالتّصديق، والأمر بالانقياد، فقد حصل أصل الإيمان في القلب ».
- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: (للهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ) الآية [البقرة: 283] اشْتَدَّ ذلِكَ عَلَى أصْحَابِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَأتَوا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ثُمَّ بَرَكُوا عَلَى الرُّكَبِ، فَقَالُوا: أيْ رسولَ الله، كُلِّفْنَا مِنَ الأَعمَالِ مَا نُطِيقُ: الصَّلاةَ والجِهَادَ والصِّيامَ والصَّدَقَةَ، وَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيْكَ هذِهِ الآيَةُ وَلا نُطيقُها.قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: (أتُرِيدُونَ أنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الكتَابَينِ مِنْ قَبْلِكُمْ: سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا؟ بَلْ قُولُوا سَمِعنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ) فَلَمَّا اقْتَرَأَهَا القومُ، وَذَلَّتْ بِهَا ألْسنَتُهُمْ أنْزَلَ اللهُ تَعَالَى في إثرِهَا: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) [البقرة: 285] فَلَمَّا فَعَلُوا ذلِكَ نَسَخَهَا اللهُ تَعَالَى، فَأنزَلَ الله عز وجل: (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) [البقرة: 286] قَالَ: نَعَمْ (رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا) قَالَ: نَعَمْ (رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِه) قَالَ: نَعَمْ (وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) قَالَ: نَعَمْ.رواه مسلم.
1- قال ابن عباس رضي الله عنه أول شيء كتبه الله في اللوح المحفوظ : أنا الله لا إله إلا أنا ، محمد رسولي ، فمن استسلم لقضائي ، وصبر على بلائي ، وشكر نعمائي ، كتبته صديقاً ، وبعثته مع الصديقين ، ومن لم يستسلم لقضائي ، ولم يصبر على بلائي ، ولم يشكر نعمائي ، فليتخذ رباً سوائي " تفسير ابن عجيبة. 2- قال أبو الدرداء رضي الله عنه: " ذروة الإيمان أربع خصال الصبر للحكم والرضاء بالقدر والإخلاص للتوكل والاستسلام للرب " الزهد والرقائق لعبد الله بن المبارك. 3- قال رحمه الله: " فمن الممتنع أن يكون الرجل مؤمناً إيماناً ثابتاً في قلبه، بأن الله فرض عليه الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، ويعيش دهره لا يسجد لله سجدة، ولا يصوم من رمضان، ولا يؤدي لله زكاة، ولا يحج إلى بيته، فهذا ممتنع، ولا يصدر هذا إلا مع نفاق في القلب، وزندقته لا مع إيمان صحيح، ولهذا إنما يصف – سبحانه – بالامتناع من السجود الكفّار كقوله – تعالى – (( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ، خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ) " مجموع الفتاوى. 4- يقول إسحاق بن راهويه: " وقد أجمع العلماء أن من دفع شيئاً أنزله الله، وهو مع ذلك مقر بما أنزل الله، أنه كافر " التمهيد لابن عبد البر باختصار. 5- يقول ابن القيم: " إن قوله: ( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ ) نكرة في سياق الشرط تعمّ كل ما تنازع فيه المؤمنون من مسائل الدين دقّه وجلّه، جليله وخفيه، ولو لم يكن في كتاب الله ورسوله،بيان حكم ما تنازعوا فيه، ولم يكن كافياً لم يأمر بالرد إليه، إذ من الممتنع أن يأمر – تعالى – بالرد عند التنازع إلى من لا يوجد عنده فصل النزاع. ومنها أنه جعل هذا الرد من موجبات الإيمان ولوازمه، فإذا انتفى هذا الرد من انتفى الإيمان، ضرورة انتفاء الملزوم لانتفاء لازمه، ولا سيما التلازم بين هذين الأمرين، فإنه من الطرفين، وكل منهما ينتفي بانتفاء الآخر، ثم أخبرهم أن هذا الرد خير لهم، وأن عاقبته أحسن عاقبة " أعلام الموقعين. 6- يقول ابن كثير: " فما حكم به كتاب الله وسنة رسوله، وشهد له بالصحة، فهو الحق، وما ذا بعد الحق إلا الضلال ؟ ولهذا قال -تعالى-: ( إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) أي ردوا الخصومات والجهالات إلى كتاب الله وسنة رسوله، فتحاكموا إليهما فيما شجر بينكم، فدلّ على أن من لم يتحاكم في محل النزاع إلى الكتاب والسنة، ولا يرجع إليهما في ذلك، فليس مؤمناً بالله، ولا باليوم الآخر " تفسير ابن كثير. 7- يقول محمد رشيد رضا عند تفسيره لقوله – تعالى -: ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ ): " والآية ناطقة بأن من صدّ، وأعرض عن حكم الله ورسوله عمداً، ولا سيما بعد دعوته إليه وتذكيره به، فإنه يكون منافقاً لا يعتدّ بما يزعمه من الإيمان، وما يدّعيه من الإسلام " تفسير المنار. 8- قال رحمه الله -عند قوله تعالى (( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ ) الآية-: " لما كان اليهود والنصارى يُحرّمون ما حرّم أحبارهم ورهبانهم، ويحلّون ما أحلّو، كانت هذه ربوبية صحيحة، وعبادة صحيحة، قد دانوا بها، وسمّى الله – تعالى – هذا العمل اتّخاذ أرباب من دون الله وعبادة،وهذا هو الشرك بلا خلاف " الفصل. 9- قال محمد رشيد رضا – في بيان معنى الشرك في الربوبية: " وهو إسناد الخلق، والتدبير إلى غير الله – تعالى – معه أو أن تؤخذ أحكام الدين في عبادة الله – تعالى – والتحليل والتحريم عن غيره، أي غير كتابه ووحيه الذي بلغه عنه رسله " تفسير المنار. 10- قال الشيخ السعدي: " فإن الربّ والإله هو الذي له الحكم القدري، والحكم الشرعي، والحكم الجزائي، وهو الذي يُؤلَّه ويُعبد وحده لا شريك له، ويُطاع طاعة مطلقة، فلا يعصى بحيث تكون الطاعات كلها تبعاً لطاعته " القول السديد. 11- قال سيّد قطب في قوله – تعالى -: (( وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ)) (المائدة:43) قال: " فهي كبيرة مستنكرة أن يحكموا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فيحكم بشريعة الله، وعندهم – إلى جانب هذا – التوراة فيها شريعة الله، فيتطابق حكم رسول الله، -صلى الله عليه وسلم- وما عندهم في التوراة، مما جاء القرآن مصدقاً ومهيمناً عليه، ثم يتولون من بعد ذلك ويعرضون، سواءً كان التولي بعدم التزام الحكم، أو بعدم الرضا به. ولا يكتفي السياق بالاستنكار، ولكن يقرر الحكم الإسلامي في مثل هذا الموقف ( وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ)، فما يمكن أن يجتمع الإيمان، وعدم تحكيم شريعة الله، أو عدم الرضى بحكم هذه الشريعة، والذين يزعمون لأنفسهم، أو لغيرهم أنهم ( مؤمنون ) ثم هم لا يحكمون بشريعة الله في حياتهم، أو لا يرضون حكمها إذا طبق عليهم، إنّما يدّعون دعوى كاذبة، وإنّما يصطدمون بهذا النص القاطع ( وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ) " في ظلال القرآن. 12- قال الشنقيطي: " الإشراك بالله في حكمه، والإشراك به في عبادته، كلها بمعنى واحد، لا فرق بينهما ألبتة، فالذي يتبع نظاماً غير نظام الله، وتشريعاً غير تشريع الله، كالذي يعبد الصنم،ويسجد للوثن، لا فرق بينهما ألبتة بوجه من الوجوه، فهما واحد، وكلاهما مشرك بالله " الحاكمية في تفسير أضواء البيان لعبد الرحمن السديس باختصار. 13- قال أيضاً: " ومن أصرح الأدلة في هذا أن الله – جل وعلا – في سورة النساء، بيّن أن من يريدون أن يتحاكمون إلى غير ما شرعه الله، يتعجّب من زعمهم أنهم مؤمنون، وما ذلك إلا لأن دعواهم الإيمان مع إرادة التحاكم إلى الطاغوت بالغة من الكذب ما يحصل منه.. " أضواء البيان.
هوِّن عليك فإن الأمور *** بكفِّ الإله عقاد يسرها فليس بآتيك منهيها *** ولا قاصر عنك مأمورها [.......]
العبد ذو ضجر والرب ذو قدر *** والدهر ذو دول والرزق مقسوم والخير أجمع في ما اختار خالقنا *** وفي اختيار سواه اللوم والشوم [.......]
1- (وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ). 2- ما صنع الله فهو خير. 3- من رضيَ حظيَ. 4- رنَّة النجاح تُسمع عند قرع باب الرضا من الله؛ ارض عن الله، ونم مرضياً؛ ولك الأمن. 5- من علم أن الله يفعل ما يريد – فوض الأمر إلى الفعَّال المقتدر، وفرش جبينه على تراب التسليم.