بتتبُّع مواضع اللفظ نلاحظ أنَّه غالبًا ما يجرُّ معناه إلى غيره بحرْف المعنى "على"، كما أنَّ الافتراء هو خلاف الصِّدق (يوسف: 111) و(هود: 13) وغيرها، فالفري الإتيان بالعجب كالتقطيع، وقد يكون للإصلاح، والإفْراء للإفساد، والافتراء فيهما؛ لذا كان غالبُ موارده في القرآن أنَّه عُلق بقرينة تدلُّ على الإفساد بأن جعل الافتراء إمَّا للكذب، أو للإثم، أو الإفْك، أو البُهتان، أو السِّحر، أو الظلم؛ فالافتراء هو العظيم مِن الكذب؛ لذا يُقال لمن عمل عملاً فبالغ فيه: إنَّه يَفري الفِرَى، ومعنى افترى: افتَعَل واختلق ما لا يصحُّ أن يكون، وما لا يصحُّ أن يكون، أعمُّ مما لا يجوز أن يُقال، وما لا يجوز أن يُفْعل.
مِن خلال الآيات الواردة نَفْهم أنَّ الافتراء هو أعظمُ درَجات الكذب؛ لأنَّ درجاته كلَّها ألحقتْ به، فكان الافتراء للبُهتان والإفْك والكذب، وهذا راجع لأنَّها كلَّها ذات أصْل إلاَّ الافتراء، فهو كلامٌ لا أصلَ له.
نخلُص إلى نِقاط جامِعة لما سلف:
1- الفرى للإصلاح، والإفْراء للإفْساد، والافتراء فِيهما، وفي الإفْساد أكثر استعمالاً في القرآن.
2- استعمل الافتراء في القرآن في الكذِب والإفْك والبُهتان والشِّرْك والظُّلم.