الامتناع عن اثارة الخصم
1-وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [الانعام 108]
(ولا تسبوا الذين يدعونـ) ـهم (من دون الله) أي الأصنام (فيسبوا الله عدوا) اعتداء وظلما (بغير علم) أي جهلا منهم بالله (كذلك) كما زينا لهؤلاء ما هم عليه (زينا لكل أمة عملهم) من الخير والشر فأتوه (ثم إلى ربهم مرجعهم) في الآخرة (فينبئهم بما كانوا يعملون) فيجازيهم به
الدعوة بلسان القوم وبما يفهمونه
1-وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [ابراهيم 4]
(وما أرسلنا من رسول إلا بلسان) بلغة (قومه ليبين لهم) ليفهمهم ما أتى به (فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز) في ملكه (الحكيم) في صنعه
2-وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ [فصلت 44]
(ولو جعلناه) أي الذكر (قرآنا أعجميا لقالوا لولا) هلا (فصلت) بينت (آياته) حتى نفهمها قرآن (أأعجمي) ونبي (وعربي) استفهام إنكار منهم بتحقيق الهمزة وقلبها ألف باشباع ودونه (قل هو للذين آمنوا هدى) من الضلالة (وشفاء) من الجهل (والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر) ثقل فلا يسمعونه (وهو عليهم عمى) فلا يفهمونه (أولئك ينادون من مكان بعيد) أي هم كالمنادى من مكان بعيد لا يسمع ولا يفهم ما ينادى به
دفع السيئة بالحسنة
1-وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ [الرعد 22]
(والذين صبروا) على الطاعة والبلاء وعن المعصية (ابتغاء) طلب (وجه ربهم) لا غيره من أعراض الدنيا (وأقاموا الصلاة وأنفقوا) في الطاعة (مما رزقناهم سراً وعلانية ويدرؤون) يدفعون (بالحسنة السيئة) كالجهل بالحلم والأذى بالصبر (أولئك لهم عقبى الدار) أي العاقبة المحمودة في الدار الآخرة هي
2-جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ [الرعد 23]
(جنات عدن) إقامة (يدخلونها) هم (ومن صلح) آمن (من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم) وإن لم يعملوا بعملهم يكونون في درجاتهم تكرمة لهم (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب) من أبواب الجنة أو القصور أول دخولهم للتهنئة
3-ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ [المؤمنون 96]
(ادفع بالتي هي أحسن) أي الخصلة من الصفح والإعراض عنهم (السيئة) أذاهم إياك وهذا قبل الأمر بالقتال (نحن أعلم بما يصفون) يكذبون ويقولون فنجازيهم عليه
4-وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً [الفرقان 63]
(وعباد الرحمن) مبتدأ وما بعده صفات له إلى اولئك يجزون غير المعترض فيه (الذين يمشون على الأرض هونا) بسكينة وتواضع (وإذا خاطبهم الجاهلون) بما يكرهونه (قالوا سلاما) أي قولا يسلمون فيه من الإثم
5-أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ [القصص 54]
(أولئك يؤتون أجرهم مرتين) بإيمانهم بالكتابين (بما صبروا) بصبرهم على العمل بهما (ويدرؤون) يدفعون (بالحسنة السيئة) منهم (ومما رزقناهم ينفقون) يتصدقون
6-وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [فصلت 34]
(ولا تستوي الحسنة ولا السيئة) في جزئياتهما لأن بعضهما فوق بعض (ادفع) السيئة (بالتي) بالخصلة التي (هي أحسن) كالغضب بالصبر والجهل بالحلم والاساءة بالعفو (فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) فيصير عدوك كالصديق القريب في محبته إذا فعلت ذلك فالذي مبتدأ وكأنه الخبر وإذا ظرف لمعنى التشبيه
7-وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [فصلت 35]
(وما يلقاها) يؤتي الخصلة التي هي أحسن (إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ) ثواب (عظيم)
ضرب المثل
1-إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ [البقرة 26]
(إن الله لا يستحيي أن يضرب) يجعل (مثلاً) مفعول أول (ما) نكرة موصوفة بما بعدها مفعول ثان أي مثل كان أو زائدة لتأكيد الخسة فما بعدها المفعول الثاني (بعوضةً) مفرد البعوض وهو صغار البق (فما فوقها) أي أكبر منها أي لا يترك بيانه لما فيه من الحكم (فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه) أي المثل (الحق) الثابت الواقع موقعه (من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا) تمييز أي بهذا المثل ، وما استفهام إنكار مبتدأ ، وذا بمعنى الذي بصلته خبره أي: أي فائدة فيه قال تعالى في جوابهم (يضل به) أي بهذا المثل (كثيرا) عن الحق لكفرهم به (ويهدي به كثيرا) من المؤمنين لتصديقهم به (وما يضل به إلا الفاسقين) الخارجين عن طاعته
2-تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ [ابراهيم 25]
(تؤتي) تعطي (أكلها) ثمرها (كل حين بإذن ربها) بإرادته كذلك كلمة الإيمان ثابتة في قلب المؤمن وعمله يصعد إلى السما ويناله بركته وثوابه كل وقت (ويضرب) يبين (الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون) يتعظون فيؤمنوا
3-وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً [الفرقان 33]
(ولا يأتونك بمثل) في إبطال أمرك (إلا جئناك بالحق) الدافع له (وأحسن تفسيرا) بيانا لهم
4-وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ [الزمر 27]
(ولقد ضربنا) جعلنا (للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون) يتعظون
المجادلة بالتي هي احسن
1-ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [النحل 125]
(ادع) الناس يا محمد (إلى سبيل ربك) دينه (بالحكمة) بالقرآن (والموعظة الحسنة) مواعظه أو القول الرقيق (وجادلهم بالتي) أي المجادلة التي (هي أحسن) الدعاء إلى الله بآياته والدعاء إلى حججه (إن ربك هو أعلم) أي عالم (بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) فيجازيهم وهذا قبل الأمر بالقتال ونزل لما قتل حمزة ومثل به فقال صلى الله عليه وسلم وقد رآه لأمثلن بسبعين منهم مكانك
2-وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً [الإسراء 53]
(وقل لعبادي) المؤمنين (يقولوا) للكفار الكلمة (التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ) يفسد (بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا) بين العداوة والكلمة التي هي أحسن هي
3-وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً [الكهف 54]
(ولقد صرفنا) بينا (في هذا القرآن للناس من كل مثل) صفة لمحذوف أي مثلا من جنس كل مثل ليتعظوا (وكان الإنسان) أي الكافر (أكثر شيء جدلا) خصومة في الباطل وهو تمييز منقول من اسم كان المعنى وكان جدل الإنسان أكثر شيء فيه
4-وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [العنكبوت 46]
(ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي) أي المجادلة التي (هي أحسن) كالدعاء إلى الله بآياته والتنبيه على حججه (إلا الذين ظلموا منهم) بأن حاربوا وأبوا أن يقروا بالجزية فجادلوهم بالسيف حتى يسلموا أو يعطوا الجزية (وقولوا) لمن قبل الاقرار بالجزية إذا أخبروكم بشيء مما في كتبهم (آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم) ولا تصدقوهم ولا تكذبوهم في ذلك (وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون) مطيعون
5-وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ [الزخرف 57]
(ولما ضرب) جعل (ابن مريم مثلا) حين نزل قوله تعالى إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم فقال المشركون رضينا أن تكون آلهتنا مع عيسى لأنه عبد من دون الله (إذا قومك) المشركون (منه) من المثل (يصدون) يضحكون فرحا بما سمعوا
6-وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ [الزخرف 58]
(وقالوا أآلهتنا خير أم هو) أي عيسى فنرضى أن تكون آلهتنا معه (ما ضربوه) المثل (لك إلا جدلا) خصومة بالباطل لعلمهم أن ما لغير العاقل فلا يتناول عيسى عليه السلام (بل هم قوم خصمون) شديدو الخصومة
7-إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ [الزخرف 59]
(إن) ما (هو) عيسى (إلا عبد أنعمنا عليه) بالنبوة (وجعلناه) بوجوده من غير أب (مثلا لبني إسرائيل) أي كالمثل لغرابته يستدل بها على قدرة الله تعالى على ما يشاء