بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليـــــــــــكم أحبتي هذه الأبيات التي تتحدث عن الموت
تفكر بالموت
قال مالك بن دينار رحمه الله : أتيت المقابر يوما لأنظر في الموت وأعتبر وأتفكر فيها وأنزجر فأنشدت أقول:
أتيت المقابر ناديتها فأين المعظم والمفتخر
وأين المدل بسلطانه وأين العزيز إذا ما قدر ؟؟؟
وأين الملبي إذا ما دعا وأين المزكي إذا حضر؟؟؟
فقال وإذا بصوت يجيبني :
تفانوا جميعاً فلا مخبر وماتوا جميعاً وهذا الخبر
تروح وتغدو بنات الثرى وتمحوا محاسن تلك الصدور
لقد قلد القوم أعمالهم فأما نعيم وإما سقر
وصاروا إلى ملك قادر عزيز مطاع إذا ما أمر
فيا سائلي عن أناس مضوا أمالك فيمن مضى معتبر
وقال آخر:
إلهي لست للفردوس أهلا ولا أقوى على نار الجحيم
فهب لي توبة واغفر ذنوبي فإنك غافر الذنب العظيم
وقال آخر:
تفكر في مشيبك والمآب ودفنك بعد عز في التراب
إذا وافيت قبراً أنت فيه تقيم به إلى يوم الحساب
وفي أوصال جسمك حين تبقى مقطعة ممزقة الإهاب
فلولا القبر صار عليك ستراً لنتنت الأباطح والروابي
خلقت من التراب فصرت حياً وعلمت الفصيح من الخطاب
وعدت إلى التراب فصرت فيه كأنك ما خرجت من التراب
فطلق الدنيا ثلاثاً وبادر قبل موتك بالمتاب
نصحتك فاستمع قولي ونصحي فمثلك لا يدل على صواب
خلقنا للممات ولو تركنا لضاق بنا الفسيح من الرحاب
ينادي في صبيحة كل يوم لدوا للدود وابنوا للخراب
فهذا الموت موعد كل حي إن حل بيتاً فرق الأحباب
وقال أحدهم:
تأهب للذي لا بد منه فأن الموت ميقات العباد
أترضى أن تكون رفيق قوم لهم زاد وأنت بغير زاد
وقال آخر:
يا من بدنياه اشتغل قد غره طول الأمل
الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل
وقال أحدهم:
ألا أيها الناسي رحيله أراك عن الموت المفرق لاهياً
ولا ترعوي بالظاعنين إلى البلى وقد تركوا الدنيا جميعاً كما هيا
ولم يخرجوا إلا بقطن وخرقة وما عمروا من منزل ظل خاليا
وهم في بطون الأرض صرعى جفا هم صديق وخل ظل خاليا
وأنت غداً أو بعده في جوارهم وحيداً فريداً في المقلبر ثاويا
جفاك الذي قد كنت ترجوا وداده ولم ترَ إنساناًَ بعهدك وافياً
فكن مستعداً للِحمام فإنه قريب ودع منك المنى والأمانيا
(الحمام بكسر الحاء يعني الموت)
وقال آخر:
أنت الذي ولدتك أمك باكياً والناس حولك يضحكون سروراً
فاعمل ليوم تكون إذا بكوا في يوم موتك ضاحكاً مسروراً
وقال أحدهم:
أموالنا لذوي الميراث نجمعها ودورنا لخراب الدهر نبنيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه وإن بناها بشر خاب من فيها