۞ منتديات كنوز الإبداع ۞
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

۞ منتديات كنوز الإبداع ۞


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ►•◄ مكة.. عبادة ودعوة ومعاملة ►•◄

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الملتزم

عضو مبدع  عضو مبدع
الملتزم


الجنس : ذكر
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 21/10/2011
عدد المساهمات : 341

►•◄ مكة.. عبادة ودعوة ومعاملة ►•◄  Empty
مُساهمةموضوع: ►•◄ مكة.. عبادة ودعوة ومعاملة ►•◄    ►•◄ مكة.. عبادة ودعوة ومعاملة ►•◄  Icon_minitimeالأربعاء 28 ديسمبر 2011, 3:11 am


مكة.. عبادة ودعوة ومعاملة
ابتداء من نزول إبراهيم عليه السلام في واد غير ذي زرع ترك فيه زوجه وابنه، مرورا بالعهد المكي ما بين غار حراء وغار ثور، وصولا إلى ختام العهد النبوي بيوم الفتح وحجّة الوداع.. لا يوجد مشهد من مشاهد الأحداث إلاّ وفيه أعمق الدروس وأبعدها تأثيرا عمّا ينبغي أن يرسخ في التكوين التربيوي والسلوكي لدى المسلمين أفرادا وأمّة.
رغم ذلك لم تتحوّل مكة المكرمة في واقع حياتنا إلى حدث دائم الحيوية، ودائم التفاعل مع ميادين التأثير في تربيتنا وسلوكنا، بل يكاد يكون التعامل معها جبالا وأودية، وطرقا وأبنية، منفصلا عن التعامل معها كمفاعل تاريخي في صناعة الإنسان نفسه.
أحجار مكة بحدّ ذاتها -حتى الحجر الأسود- لا تنفع ولا تضرّ، أولا ينفع تقبيله ولا يضرّ، كما يُروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. لولا الحدث الكامن من ورائه، فقد رأى رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم يقبّله.
القرآن الكريم لا يروي لنا كيف وضع إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام أحجار الكعبة فوق بعضها بعضا، بل يروي لنا ما كانا يدعوان به أثناء تشييد البناء، وعن الغاية من البناء، ولا يفوتنا أنّ في الدعاء الدعوة ببعثة محمد صلى الله عليه وسلّم مع التنويه بمقوّمات الأمة المبعوث فيها، علما وحكمة وتزكية، أو معرفة وتربية وسلوكا {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} –البقرة 129-
كما أنّ ذكرَ أسماء مكّة المكرّمة في كتاب الله تعالى حافل بالتنويه في سياق الآيات بالمعاني المرتبطة بتلك الأسماء، والمحورية في تكوين الإنسان نفسه، مثلما يرتبط ذكر أماكن قائمة في مكة بالحدث التاريخي ومغزاه من وراء الموقع الجغرافي المحض، حتى أنّ الصفا والمروة يحملان مباشرة وصفَ "من شعائر الله"، فوجودهما مندمج مباشرة بشعيرة السعي نفسها، وليس قائما بذاته كمرتفعين جبليين.
وقد بوركت مكة فجاء التعبير القرآني عن ذلك بمباركة بيت الله الحرام فيها، وهو المذكور كمحطة انطلاق لتجارة قريش في الشتاء والصيف، فكان المنّ على قريش بذلك وبتأمينهم من الجوع والخوف مقترنا بذكر الله عز وجل: ربِّ هذا البيت. وعند القسم الربّاني بمكّة المكرمة، سمّاها البلد الأمين، فكأنّ هذه الصفة هي التي تجعلها جديرة بأن يقسم ربّ العزة بها.
المطلوب من وراء هذه الامثلة هو التأكيد أن الحديث عن الجانب التربيوي والسلوكي في إطار الكلام عن موقع مكة المكرمة، مرتبط ارتباطا وثيقا، بترسيخ ألا تكون النظرة إليها منفصلة عن الحدث المعني.
ليست مكة المكرمة مجرّد بلدة في أرض الحجاز، بل هي مهبط الوحي، ودار الدعوة الأولى، والمسرح التاريخي الحيّ لمشاهد التعامل مع العدوان والتعذيب، ومع الحصار والتشريد.. وهي دار تنزيل الآيات المكية الأولى حول التعامل مع الرقيق والأرحام، والفقراء والأيتام، ومع الوالديْن وإن بقيا على كفرهما، ومع المطفّفين في معاملاتهم الدنيوية.. مثلما كانت من بعدُ الدارَ التي شهدت مشارفُها صلح الحديبية، وشهدت شوارعها العفو الكريم عند المقدرة بعد النصر.
ينبغي أن نتجاوز النظر إلى مكة المكرمة كنظرتنا إلى أي مدينة أخرى، وأن نستوعب مغزى جعلها مقرّا لقبلة المسلمين في صلاتهم وحجهم، لتكون قبلتنا أيضا في التعامل معها وهي في موقع النموذج الحي للحياة الإسلامية بكل جوانبها، وآنذاك لن نفتقد تحت عنوان مكة المكرمة أيّ جانب من جوانب التربية والسلوك، في كافّة أحوال الحياة الفردية والجماعية للمسلمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
►•◄ مكة.. عبادة ودعوة ومعاملة ►•◄
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۞ منتديات كنوز الإبداع ۞ :: ۞ المنتديات الإسلامية ۞ ::  ۩ مكة المكرمة ۩-
انتقل الى: