لماذا نشأ النظام السياسي ؟
نشأ النظام السياسي نتيجة حاجة المجتمعات البشرية إلى السلطة كجهاز يضبط وينظم علاقات الأفراد والجماعات في المجتمع وذلك انطلاقا من مقولة أن الطبيعة البشرية محكومة بقانون الأنانية وحب الذات والحفاظ عليها ومن هنا تنشأ إرادات متعارضة ومتصارعة ومتصادمة من اجل الحصول على الموارد اللازمة للبقاء كالغذاء والماء والأمن كما أن الإنسان يحتاج إلى الشعور بقوته ونفوذه لذا فهو يبحث عن أدوات القوة ليحكم الآخرين ومن هنا نستطيع القول أن نشأة النظام السياسي كمؤسسات وأجهزة رسمية وغير رسمية لضبط هذا التنازع بين الأفراد والجماعات وفق مبادئ وعقائد معينة وضعية كانت أم سماوية أي سيادة القانون الوضعي أو الإداري ولكن الأسنان يجهد باحثا ومناضلا لتحقيق الحرية ومن هنا نشأت المعارضة بأنظمة الحكم التي سلبته حريته وحق تقرير مصيره الحياتي حتى أن الإنسان يحاول أحيانا أن ينفي وجود الإله ليكون حرا لاتقيده سلطة ومن هنا نقول أن الإنسان يبقى تتجاذبه الحرية من جهة والضرورة من جهة أخرى ، الطاعة من جهة والتمرد من جهة أخرى لذا وجود النظام السياسي يعتبر ضرورة لتنظيم وضبط التفاعلات لسعي نحو القوة والنفوذ في ظل أنظمة قانونية وضعها الإنسان نفسه أو ادعى أنها من صنع الخالق وان النظام كسلطة سياسية وان كان لم يطلق عليه هذا الاسم في وثائق مكتوبة كانت موجودة منذ بداية التجمع البشري على شكل جماعات أولية بدائية أو جماعات أكبر كالقبيلة والعشيرة حيث كان ينضبط التفاعل داخل هذه التجمعات الأولية أو القبلية في قواعد عرفية وتقاليد وعادات فرعية وعندما ظهرت الدول كجهاز سياسي منظم تشكل السلطة السياسية أحد ركائزها زاد أمر ووضوح وجود النظام السياسي فيها ولكنها سلطة تنظيم العلاقات بين كافة المجموعات داخلها وليست مختصرة على جماعة معينة أو قبلية معينة من هنا ظهرت فكرة المواطنة الحديثة القائمة على الرابط القانونية ودون غيرها من الروابط القرابية أو الهوية .