►〖〗◄ الطيف السياسي ►〖〗◄
ترجع أصول مصطلحي اليمين ( يمينية) و اليسار ( يسارية ) إلى الثورة الفرنسية وترتيبات الجلوس التي اتبعها الأرستقراطيون والراديكاليون في الاجتماع الأول لمجلس الطبقات عام 1789.لكن الاستخدامات الأكثر اتساعاً للمصطلحين تكشف عن قيمتهما العامة في تعيين المواقف السياسية والأيديولوجية .
التعريف
يُستخدم مصطلحا اليمين و اليسار كوسيلة مختصرة لوصف الأفكار والمعتقدات السياسية والمواقف الأيديولوجية للسياسيين والأحزاب والحركات السياسية المختلفة. وعادة ما يتم التعامل مع اليمين واليسار بوصفهما يعبران عن القطبين أو اللونين الرئيسيين للطيف السياسي، وهو ما يمكِّن المحالين من الإشارة إلى " يسار الوسط centre – left و" أقصى اليمين far right""وهكذا .. و يُعد التمثيل الخطي للمجال السياسي من اليمين إلى اليسار إحدى أكثر التطبيقات انتشاراً لمفهومي اليمين واليسار ، حيث تقع في أقصى اليمين الخط المتصل الفاشية ، و الأيديولوجية المحافظة ، ثم الليبرالية ، ثم إلى اليسار تقع الاشتراكية و الشيوعية
إلا أنه ينبغي إدراك عدم وجود معنى محدد لمفهومي اليمين واليسار ؛ فالطيف السياسي- في معناه الضيق- يلخص التوجهات المختلفة تجاه الاقتصاد ودور الدولة: حيث تؤيد الرؤى اليسارية تدخل الدولة والمذهب الجماعي ، بينما تفضل الرؤى اليمينية آليات السوق والمذهب الفردي. لكن يفترض أن يعكس هذا التميز اختلافات قيمية وأيديولوجية أكثر عمقاً وإن لم تكن محددة على نحو واضح فثمة أفكار ذات طابع يساري مثل الحرية، المساواة، الإخاء، و الحقوق، والتقدمية، والإصلاح، والعالمية.بينما تعتبر أفكار أخرى أكثر ارتباطاً باليمين مثل السلطة والهيراركية والنظام الواجب والتقاليد والرجعية والقومية.وفي بعض الأحيان، يستخدم مصطلحا اليمين واليسار للإشارة إلى تجمعات من الأفراد أو الجماعات والأحزاب التي يربط فيما بينها تشاركها في مواقف أيديولوجية متشابهة.
بعض القضايا و الانتقادات التي يثيرها المفهوم
لا ينبغي إغفال الطابع الاختزالي التعميمي للمصطلحين ، و ما يفرضه ذلك من ضرورة التزام الحذر في التعامل معهما. ويمكن تعداد بعض مشكلات التقسيم التقليدي لليمين واليسار على النحو التالي (Heywood,2000,27):
• عدم تقديم مكان مناسب لتسكين الأيديولوجية الفوضوية (الأناركية أو اللاسلطوية ) التي يمكن اعتبارها يسارية متطرفة أو يمينية متطرفة في الآن ذاته.
• تجاهل التصنيف التقليدي لوجود تشابهات بين الشيوعية و الفاشية نتيجة اشتراكها في النزوع نحو الشمولية .
• اعتماد التصنيف التقليدي لليمين واليسار على اختزال الظاهرة السياسية في بعد واحد هو انقسام الدولة- السوق، مع تجاهل التمايزات الأخرى مثل انقسام التحرري- التسلطي، والأوتوقراطي- الديمقراطي وغيرها .. وفي محاولة لمعالجة هذا القصور، طرحت العديد من التصورات للطيف النضوي ( على شكل حدوة حصان ) والطيف ثنائي الأبعاد لتقديم صورة أكثر اكتمالاً في تمثيل مختف المواقف السياسية .
• عدم ملائمة التصنيف التقليدي التعامل مع ظروف قضايا واتجاهات سياسية جديدة مثل النسوية ، و البيئية الأيكولوجية ، وحقوق الحيوان، فضلاً عن تطوير سياسات " الطريق الثالث " التي أظهرت قدراً كبيراً من التكرار بين أفكار اليمين واليسار