【快】طاعة الرسول .. بين أهل السنة ومنكريها【快】
من أهم وأوضح الخلافات العقائدية فيما بين أهل السنة والقرآنيون منكروا السنة هى مسألة طاعة الرسول التى أمرنا الله ورسوله بها ..
وقد يتفاجئ السادة من أهل السنة بمقولتى بأن طاعة الرسول هى أمرا موجها للمؤمنين من الرسول ذاته إلى جانب الأمر بها من الله وتلك المفاجأة ليست إلا لأنهم قد إتخذوا قرآن ربهم مهجورا ودأبوا على عض الآيات وإخراجها عن سياقها الذى وضعه الله لها مُتجاهلين بأن ما يفعلوه هو ذاته ماسبقهم أكثر أهل الكتاب إليه وقد أخبر الله عنهم بأنهم يحرفون الكلم عن مواضعه (أى عن مقاصده التى وُضعت لأجلها) ..
وعلى هذا فقد دأب علمائنا وفقهائنا من أهل السنة على تكرار مقولة (أطيعوا الله وأطيعو الرسول) حتى حفظها عنهم الكافة من أتباعهم بذلك الشكل والمضمون على إعتبار أنها أمرا موجها للناس من ربهم مُتجاهلين بأن ذلك الأمر قد ورد أيضا على لسان الرسول ذاته بوحى من الله الذى أمره بأن يقول للناس بأن يطيعوا الله ويطيعوا الرسول وذلك فى عددا من الآيات التى تأمرنا بتلك الطاعة كـ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ
فأمر الطاعة هذا وكما ورد فى القرآن موجها مباشرة من الله .. فقد ورد كذلك كأمر من الرسول ذاته وبوحى من الله له موجها كذلك للمؤمنون ..
وكعادة أصحاب المذاهب والذين عادة ما يأخذون دينهم عن العلماء والفقهاء كما أهل الكتاب الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا حيث أخذوا دينهم عن أحبارهم ورهبانهم وإتخذوهم أربابا من دون الله .. لم يلحظ أصحاب المذاهب ذلك الفارق فيما بين الحالتان ولماذا الأمر ذاته يوجه من الله مباشرة كـ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ .. ثم يأتى الأمر ذاته موجها من الرسول بوحى الله له كـ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ
ونقول تبيانا لهذ الفارق فى صياغة الآيات .. بأن أمر الله المباشر الموجه للمؤمنون بطاعته وطاعة الرسول يدخل فيه النبى محمد ذاته ويُطبق عليه ذات الحكم بطاعة الرسول وبخاصة أنه أول المؤمنيين ..
إذا فالنبى محمد ذاته والذى قد آمن بالله وما أنزل إليه من ربه مأمور بطاعة الرســـــــول !!
بالطبع ستثور ثائرة من جعلوا مع الله إله آخر !!!!!
ولكن ذلك هو الحـــق الذى أنزله الله وأمن به الرسول ..
والآن .. ماهى طاعة الرسول التى أمر الله بها المؤمنون وهل تلك الطاعة مُطلقة أم مقيدة .. وهل تجب طاعة الرسول فى جميع ماتحدث وتلفظ به فى حياته أم أن الأمر مقتصر على طاعته فى أمر الرسالة فقط ؟؟
ونحن نعلم تماما مذهب أهل السنة وموقفهم من تلك المسألة.. حيث تتجه عقولهم وقلوبهم لدى سماعهم الأمر بطاعة الرسول بإتجاه كتب البخارى ومُسلم ومالك والترمذى وبن ماجة وأحمد والشافعى وأبو داوود والنسائى و....و......و......و..... وحتى المُحدث الشيخ الألبانى المتوفى منذ عشرة أعوام .. فهم قد تصوروا وآمنوا بأن طاعة الرسول والتى سيدخلنا الله بها فى رحمته حيث قد أمرنا بها تتلخص فى إتباع تلك الروايات التى كتبها اأمتهم بعد وفاة الرسول وصحابته وتابعيهم وتابعى التابعين وتابعى تابعى التابعين و...و... و... وأن طاعة الرسول لديهم تتمثل فى طاعة كل كلمة كتبها هؤلاء الرواة ونسبوها للرسول وقالوا عنها بأنها أحاديث صحيحة أو على شرط الصحة أو حسنة .. واما الأحاديث الضعيفة فيؤخذ بها فقط فى فضائل الأعمال !!!!
انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا
وللإجابة عن ذات التساؤلات من جهة منكرى السنة ... نقــــــول
بأن طاعة الرسول هى بالفعل طاعة مُطلقة لا قيد لها ولا شرط ويكفر بالله كل من عصاه ولو فى أمر واحد فقط مما بلغه حتى وإن أطاعه فى باقى الأمور جميعها !! وذلك هو الحــــــق
وأما عن التساؤل الثانى والأشهر والأكثر توجيها لنا من قبل أهل السنة وهو ما إن كانت طاعة الرسول تجب لجميع ما تلفظ وتحدث به فى حياته أم تقتصر طاعته على ما قد بلغه من أمر الرسالة مُمثلة فى القرآن ..
ودعونى قبل تقديم إجابة لذلك السؤال أن أُعلن دهشتى عن تلك الخيبة الثقيلة والهبل الممزوج بالإستهبال والإستعباط لأصحاب ذلك السؤال وأقــــــــــول ..
وهل الرسول (أى رسول) يتحدث بأى حديث أو يتلفظ بأى لفظ ليس من الرسالة المكلف بها !!!!!!!؟
تلك هى نقطة الخلاف الرئيسية ..
فنحن نؤمن بطاعة الرسول المُطلقة فى كل كلمة وكل حرف تلفظ به .. فذلك حق وأمر الله من ورسوله
ولكننا فى ذات الوقت نؤكد ونشُدد على طاعتنا للرســول فقط وليس سواه !!
وأن الرسول هو الذى يُبلغ بأمر الله ما أُنزل إليه من ربه ..
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ولذا فقد وجبت طاعته
أما أهل السنة فيعتبرون حديث النبى محمد أيا ما كانت مناسبته هو حديث رسول الله ويجب طاعته فيما حدث به !!
وعلى ذلك فقد آمنو بأن كل لفظ وكلمة ثحدث بها النبى هى مما أُنزلت إليه من ربه وأُمر بإبلاغها للناس !!
ونسأل ..هل من الممكن إطلاق صفة الرسول على نبى الله الذى يتحدث مع إحدى زوجاته فى أمورهم الخاصة !! وهل يعتبر حديثه لتلك الزوجة ضمن الرسالة المكلف بها يا أصحاب العقــــــول !!!
هل حديث نبى الله محمد الذى يتحدث به خلال ممارسته لعمله مع عملاءه يمكن أن نسميه بحديث رسول الله والذى أمرنا الله بطاعته ويصبح ذلك الحديث أيضا ضمن الرسالة المكلف بإبلاغها !!!!!!!!؟؟
ذلك هو ما دأب عليه أهل السنة حيث لا يجدون فارقا البته فيما بين محمد رسول الله وبين محمد النبى البشر الإنسان الذى سيسأله ربه عن مدى طاعته لرسول الله ..
عقول أهل السنة ترفض دائما وأبدا تصديق أن الرســــول (أى رسول) لا يكتسب ذلك المُسمى أو الوصف إلا حال إبلاغة لتلك الرسالة التى قد إستمد صفته ومُسماه منها ..
فلا يُطلق على الرسول (أى رسول) ذلك الوصف أو المُسمى إلا حال إبلاغه الرسالة ..
وتلك الرسالة هى حجة الله على العالمين وعلى الأنبياء ذاتهم ولذا فقد تكفل الله حفظها وحتى قيام الساعة .
أما بالنسبة لحديث الرسول (أى رسول) الخاص والذى ليس من وحــى الله فلا يمكن أن يُطلق عليه [حديث رسول الله] لأنه لم يتحدث به بصفته رسول من الله وإنما بصفته بشر مثلكم والفارق الذى بيّنه الله لنا بأن ذلك البشر [يوحى إليه] ولذلك فإن حديث النبى محمد خارج الرسالة هو حديث النبى البشر الإنسان الذى قد يُخطئ ويصيب والذى لا يقع أبدا تحت حكم الآيات التى تأمر بطاعة الرســـول وذلك لإرتباط وصف ومُسمى الرسول دائما وأبدا بالرسالة وحيث تميزت تلك الرسالة بأنها بلاغ من الله للناس لا يأتيها الباطل ولا الخطأ وقد أوحى بها لمن إصطفاه من رُسله ليبلغونها ويتبعونها ويطيعونها تماما كالأمر للناس بطاعتها
وأما لمن يقول.. بأن الله لو كان يقصد طاعة الرسول فيما بلغه من أمر الرسالة فقط لكان قد قال (أطيعوا القرآن) وأنتهى الأمر .. وكأن هؤلاء يعلمون ربهم بما يجب أن يقوله فى آياته ويعتبرون جهلهم بكتاب الله حجة علينا .. ولذا فنقــو لهم ..
بأن قُرآن الله قد شمل حديث الله المباشر والموجه للناس كافة بمن فيهم الرسول ذاته والذى أنزله على رسوله لإبلاغه للناس وأمر الجميع بطاعته ..
كما شمل القرآن كذلك حديث رسول الله وأوامره ونواهيه والذى أوحاه الله إليه وأمره بأن يقوله هو بذاته للناس كمثــــل ..
قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ........... فتلك طاعة الرسول
ومثـــــل ..
قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ........ وتلك طاعة الرسول
فهل لكم أن تتصوروا وتؤمنوا بأن النبى محمد ذاته مامور بطاعة رسول الله الذى قد بين تلك الأوامر والنواهى فى كتاب الله
فتدبروا القرآن يرحمكم الله .
أما من جعل حديث النبى (الإنسان وليس الرسول) والذى لم يأمره الله بإبلاغه للناس ضمن تلك الرسالة التى أمرنا الله ورسوله بإتباعها وطاعتها.. فليتفضل ليقدم دليله على أمر الله ورسوله للمؤمنين بوجوب طاعة كل ما تلفظ به محمدا عليه السلام منذ بداية بعثته وحتى توفاه الله سواء كان بصفته الرسول أو النبى أو البشر الإنسان
فإن لم تفعلوا .. ولن تفعلوا .. فاتقوا النار التى وقودها الناس والحجارة !!
وأترككم مع آيات الله المُبينات التى ترد على مسألتكم عسى أن يكون قد آن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نُزل من الحق .........
إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (163) وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (164) رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (165) لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (166)
هؤلاء هم الرسل .. وذلك هو رسول الله ولكـــن ... الله يشهد بما أنزل إليه حيث قد أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بربكم شهيدا يا ..... يا أولوا الألباب !!!!