~¤¦¦§¦¦¤~ عالم الصبر والصابرين ~¤¦¦§¦¦¤~
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى(( وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ)) ال عمران/146
المقدمة:-
الحمد لله الذي أمر المؤمنين بما أمر المرسلين وجعل الصبر صفات أهل اليقين وحثهم عليه في الحكم المبين بقوله تعالى
()يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ ُفْلِحُونَ)) آل عمران:200
نحمده تعالى و نسأله العفو والعافية والهداية إلى أقوم سبيل ونشهد أن لا اله إلا الله امرنا بالصبر ووعد عليه بالثواب الجزيل ونشهد أن محمد عبده ورسوله المأمور بالصبر الجميل في محكم التنزيل ،وفضيلة الصبر اعظم الفضائل ومنزلته عند الله فوق المنازل واسعد الناس من رزق بلسان ذاكر وقلب شاكر وجسد على البلاء صابر وذلك هو المؤمن الكامل0
واعلم يا آخي ان الصبر هو النتيجة الحتمية للأيمان الذي نتمتع به نحن المسلمون ولكن درجات الصبر تتفاوت من واحد إلى أخر، أي حسب درجة إيمانه وصدق توكله و إخلاصه في عبادته وقربه من رب العباد فيبدأ بأعلى درجات الصبر إلا وهم الأنبياء ثم الذين يلونهم أي الأمثل ثم الأمثل إلى أن يتناقص وصلا إلى الصفر فيتجه الصبر إلى يأس ثم إلى قنوط من رحمة الله ومن ثم إلى الكفر العياذ بالله0
الصبر نصف الإيمان وهو خلقا فاضلا من أخلاق النفس ومن تحلى بالصبر فقد اعان نفسه وقادها الى طاعة الله عز وجل والنفس تحتاج لأن تتحلى بصفة الصبر كحاجتها للطعام والشراب ..
ولشدة أهمية الصبر في حياة الناس اردت ان اكتب نبذه عن هذه الصفه أعرفها تعريف بسيط وأذكر فضلها .
أولا :تعريف الصبر
هو حبس النفس عن الجزع ،واللسان عن الشكوى ،والجوارح عن لطم الخدود وشق الثياب ونحوهما .
الصبر معناه لغة:الحبس والكف
ومنه قتل فلان صبرا إذا امسك وحبس
وقوله تعالى()وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ)) الكهف: من الآية28
أي احبس نفسك معهم
وسئل عنه الجنيد فقال :هو تجرع المرارة من غير تعبس.
والصبرللنفس بمنزلة الخطام والزمام فهو الذي يقودها في سيرها الى الجنة أو النار،فإن لم يكن للمطية خطام ولا زمام شردت في كل مذهب .
أنواع الصبر
1- صبر بالله :الاستعانة به لأنه هو المصبر وان صبر العبد بربه لا بنفسه كما قال تعالى((وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ )) النحل: 127
وهذا يعني ان لم يصبرك هو لم تصبر
وهو صبر العامة و أضعفها أي رجاء ثوابه وخوف عقابه
2- صبر لله:هوان يكون الباعث له على الصبر محبة الله و إرادة وجهه والتقرب إليه لا إظهار قوة النفس و أستحماد الخلق وغير ذلك من الأغراض
وهو صبر المريدين أي بقوة الله ومعونته بل (لا حول ولا قوة إلا بالله)علما ومعرفة وحالا
3- صبر مع الله: هو دوران العبد مع مراد الله الدينية مع الأحكام الدينية صابرا نفسه عليها سائرا لا معها مقيما بإقامتها يتوجه لينما توجهت وينزل إذا نزلت وهو اشد أنواع الصبر و أصعبها
وهو صبر السالكين إذ صاحبه يشهد المتصرف فيه فهو يصبر على أحكامه الجارية عليه جالبة عليه ما جلبت من محبوب او مكروه
4-صابر بالله لا لله :حال الفاجر القوي
والصبر ثلاثة أنواع حسب نوع الصبر نفسه
1- صبر طاعة
2- صبر عن معصية
3- صبر على امتحان الله
فالأولان صبر على ما يتعلق بالكسب والثالث صبر على مالا كسب للعبد فيه،ليس للعبد فيها حيلة غير الصبر إما الصبر عن المعصية فهو صبر اختيار ورضى ومحاربة النفس0
درجات الصبر
1- الصبر على المصيبة 300درجة(بملاحظة حسن الجزاء وانتظار الفرج وتهوين البلية بذكر النعم)
2- الصبر على الطاعة600 درجة(المحافظة عليها دوما برعايتها و إخلاصها وبتحسينها علما)
3- الصبر عن المعصية 900 درجة(بمطالعة الوعيد:إبقاء على الإيمان،وحذرا من الحرام واحسن منها الصبر حياء ا)
و ذكر الصبر في القران في نحو تسعون موضعا وهو واجب بإجماع الأمة وهو نصف الإيمان (أي الإيمان نصف صبر ونصف شكر) وهو بمنزلة الرأس من الجسد ولا إيمان من لا صبر له، فكيف يعيش جسد بلا راس،والصبر مثل اسمه مر مذاقه لكن عواقبه أحلى من العسل ،وان ترضى بتلف نفسك في رضى من تحب ،والصبر هو مفتاح كل خير و مغلاق كل شر، حيث به تعلو الهمة و الأخلاق وترفع به الدرجات، وان الدنيا هي دار ابتلاء وما علينا إلا الصبر كما صبر الأنبياء عليهم السلام تجاه أقوامهم وما ألم بهم من فقر ومكاره وعذاب من الجاهلين حتى اتهموهم بالجنون والمقاطعة ورغم كل ذلك لم ييئسوا منهم ولكن كل ذلك لم ينهاهم عن الدعوة والفضل،كل ذلك يعود إلى الصبر لأنه مفتاح الفرج أي أن نهاية صبره هو الفوز بكسب الآخرين واجتذابهم إليه ودخولهم في دعوته وجعلهم من اتباعه فيفرح كثيرا بذلك لان أنقذ رجلا من النار وادخله إلى الجنة بالإضافة إلى ما له من الأجر والثواب عند رب الأرباب ومسبب الأسباب0
ترك الذنوب لا يصير إلا بالصبر والصبر لا يتيسر إلا بالخوف والخوف لا يتحقق إلا بالعلم والعلم لا يأتي إلا بالتعلم
وان ضرر الذنوب لا يحصل إلا بتصديق الله ورسوله،فان لم يترك الذنوب ويصر عليها لم يصدق الله ورسوله وبالتالي زوال الإيمان
واعلم أن المصيبة واحدة إن جزعت صارت اثنين المصيبة و ذهاب اجرها، ومن شكا مصيبته إنما يشكو ربه
وقيل في معنى الآية()يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا)) آل عمران: من الآية200
الصبر دون المصابرة والمصابرة دون المرابطة
وقيل اصبروا بنفوسكم على طاعة الله وصابروا بقلوبكم عن البلوى في الله تعالى وربطوا بأسراركم على الشوق إلى الله تعالى وقيل اصبروا في الله تعالى وصابروا بالله تعالى وربطوا مع الله تعالى
*صفات الصـابريـن
*يا أخي في الله اصبر على ما أصابك في الدنيا واعلم سواء صبرت أ م لم تصبر وكلا هما ينقضي وكن من الصابرين حتى يحبك الله تعالى واليك صفات الصابرين تضعها نصب عينك لتكن لك عونا في الدنيا لتطبقها في حياتك العملية :-
1-التوكل على الله
قال تعالى((الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)) النحل/42
2-عند الرسالة
قال تعالى((وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ)) يونس:109
3- عند خروج الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم قال تعالى((وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)) الحجرات:5
4-على طاعة الله ورسوله
قال تعالى((وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا)) الأنفال/46
5-على إقامة الطاعات
قال تعالى((وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً وَيَدْرَأُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ)) الرعد/22
6-على الصلاة
قال تعالى((وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ )) البقرة/45
7-الجهاد
قال تعالى(( حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ)) محمد/31
8- عند القتال
قال تعالى((وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)) البقرة: من الآية177
9- المرابطة في الثغور
قال تعالى((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) آل عمران:200 10- عمل الصالحات
قال تعالى((إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)) هود/11
11-الهجرة
قال تعالى((ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)) النحل:110 12-عدم اطاعة الكفار
قال تعالى((فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً)) الإنسان:24
13- على أهل الكتاب
قال تعالى((وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)) آل عمران:186
حال الناس مع الصبر
منهم من تكون قوة صبره على فعل ماينتفع به اقوى من صبره عما يضره ؛فيصبر على مشقة الطاعة ولا صبرله عن داعي هواه إلى ارتكاب مانهي عنه .
ومنهم من تكون قوة صبره عن المخالفات والمعاصي اقوى من صبره على مشقة الطاعات.
ومنهم لاصبر له على هذا ولا على ذاك .
ولهذا قيل: (الصبر ثبات باعث العقل والدين في مقابلة باعث الهوى والشهوة)
أن حالات الصبر كثيرة وسنذكر بعض منها:-
1- عند المصيبة
قال تعالى((الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)) الحج:35
ال تعالى((وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ )) لقمان:17
2-على العقوبة
قال تعالى((وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ)) النحل/126
3-على قلة الرزق
قال تعالى((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ )) البقرة/154
4-على القول
قال تعالى((وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ )) المزمل/10
5- عند المكر والضيق
قال تعالى((وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ)) النحل:127
6-عند عدم الزواج قال تعالى(( ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)) النساء: من الآية25
7-عند الأذى قال تعالى((وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ)) إبراهيم:12
8-عند الابتلاء قال تعالى((لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)) آل عمران:186
أهمية الصبر للفرد المسلم
قال تعالى يكاد يكون الصبر من اعظم واهم الخصائص الاجتماعية التي خص الله تعالى بها أمة محمد صلى الله عليه واله ويمكن تقسيم الأهمية إلى عدة نقاط وهي:-
1-هو أساس الثبات عند الشدائد واحتماله المحن والمصائب
2-تحمل أذى الناس
3-يهب للإنسان القوة بوجه الأعداء مجسدا لقوة الإيمان والعقيدة التي يحتل الصبر جزءا كبيرا منها
4-ينمي الشجاعة والعفاف والحلم والأقدام والمروءة
5-فيه ثبات روحية الإنسان من هول البلايا التي تنزل عليه وهو عاجز عن ردها إلا بإذن الله تعالى
6-فيه شفاء للقلوب والتقوى وجلاء الهم والحزن و الألم والنجاح في الدنيا والفوز بنعيم الآخرة
7-يدخل السكينة والاطمئنان وبكون بلسما لجراحته لأنه يتألم ويعاني منه و يسأله اللطف والغفران
8-لولاه لاكتأب الإنسان ضجر و أدي به إلى الانتحار العياذ بالله
على المؤمنين ان يكون صبرهم وعلى مايلي لينالوا الاجر من الله تعالى
1- لوجهه تعالى
قال تعالى((وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً)) الرعد: من الآية22
قال تعالى()وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ)) المدثر:7
قال تعالى((فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ)) القلم:48
2-التأسي بصبر الرسل
قال تعالى((وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا )) الأنعام: من الآية34
قال تعالى((وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ)) الأعراف:87
3-احتساب الصبر
قال تعالى((وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ)) النحل/127
4-التواصي به
قال تعالى((ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ)) البلد:17
قال تعالى((إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)) العصر:3
5- الانتظار قال تعالى((فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ))
الأعراف: من الآية87
6- الدعاء قال تعالى((وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)) البقرة:250
قال تعالى((رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ)) الأعراف: 126
فضل الصبر
1-اجر الصابر مضاعف عن غيره ويكون أجره بغير حساب وان الله معهم بهدايته ونصره قال تعالى : (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) وقال تعالى: (إن الله مع الصابرين)"
2-ان في الصبرخيرلأهله وأن الله أخب في كتابه الكريم عن حبه للصابرين قال تعالى: (والله يحب الصابرين)"
3-ان الله جمع لهم امورا لم يجمعها لغيرهم وهي الصلاة منه عليهم،ورحمته لهم،وهدايته اياهم
قال تعالى: (وبشر الصابرين،الذين اذا اصابتهم مصيبه قالو إنا لله وإنا إليه راجعون، أولآئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولآئك هم المهتدون)"
4-الصبر سبب في الفلاح قال تعالى: (ياأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)"
فوائد الصبر
للصبر فوائد جمة منها في الدنيا ومنها في الآخرة والصبر على المصيبة هو تكفير الخطايا والابتلاء يكون حسب الدين وأخر الفائدة هو دخول الجنة ومحبة الله تعالى
أما في الدنيا هي:-
1-أساس النجـاة
أن الصبر هو أساس النجاة وضرب لنا سبحانه وتعالى مثلا في الأقوام السابقة في كتابه العزيز حيث:
قال تعالى((وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ )) الأعراف: من الآية137
قال تعالى((وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ)) الأعراف: من الآية137
2-الإمـداد من الملائكة
كما فعل الله تعالى في معركة بدر حين أمددهم بالملائكة لغرض نصرتهم فقرأ: قوله تعالى((بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةُ مُسَوِّمِينَ))آل عمران:125
3-النــــصر
أن النصر مع الصبر ربطا معا وهناك أمثال كثيرة على ذلك فقرا:
قوله تعالى((وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ)) الأعراف: من الآية137
4-الإرث
قال تعالى((قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)) الأعراف:128
5-أهل العـــزائم
قال تعالى)وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)الشورى:43 6-الإمـــــــــامة
ان الصبر يورث درجة الإمامة لمن يريدها فقرأ:
قوله تعالى((وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ)) السجدة:24
7-العـــــــــاقبة
قال تعالى((فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ)) هود: من الآية49
أما في الآخرة هي:-
1- لهم الـــخير
قال تعالى((وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ)) النحل/126
2- معـفرة واجر كبير
قال تعالى((إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ)) هود/11
3-الجـــــزاء
قال تعالى((وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُون)) النحل/96
5-الضعـــــف
قال تعالى((أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَأُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)) القصص:54
6-عـــدم اإضاعة الأجر
قال تعالى((وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)) هود:115
قال تعالى((إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ))يوسف: من الآية90
7-المعية مع النبين
قال تعالى((وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ)) الأنبياء:85
8-المعية مع الله
قال تعالى((وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)) الأنفال/46
9-المحبـــة
قال تعالى((وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ)) آل عمران/146
10- الســـلام
قال تعالى((سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)) الرعد:24
11-البشــــرى
قال تعالى(( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)) البقرة/155
12-ثـــواب الله
قال تعالى((وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ)) القصص:80
13-اجرهم بغير حساب
قال تعالى((قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)) الزمر:10
14- لهم عقبى الدار
قال تعالى((وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ 00 أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ)) الرعد/23
15-الجــــــنة
قال تعالى((وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)) فصلت:35
قال تعالى((أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً)) الفرقان:75
قال تعالى((وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً)) الإنسان:12
قال تعالى((سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)) الرعد:24
سماهم الله تعالى
1-الفائزين
قال تعالى((إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ)) المؤمنون/111
2-المفلحون
قال تعالى((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) آل عمران/200
3-المحسنين
قال تعالى((وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)) هود:115 4-المتقين
قال تعالى((وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)) البقرة: من الآية177
5-جعلهم أئمة
قال تعالى((وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ)) السجدة:24
مراتب الصبر
1-الصبر بالله ،ومعناها الإستعانة بالله (واصبر وما صبرك الا بالله)"
2-الصبر لله، وهو ان يكون الباعث له على الصبر محبة الله ، وارادة وجهه والتقرب اليه لا لطلب الحمد من الخلق.
3-الصبر مع لله، وهو دوران العبد مع مراد الله منه ومع احكامه،صابرا نفسه معها،سائرا بسيرها،مقيما بإقامتها،يتوجهمعها اينما توجهت،وينزل معها اينما نزلت،جعل نفسه وقفا على اوامر الله ، وهذا أشد أنواع الصبر وأصعبها وهو صبر الصديقين.
قال الجنيد: (المسير من الدنيا إلى الآخرة سهل هين على المؤمن،وهجران الخلق في جنب الله شديد،والمسير من النفس إلى الله صعب شديد،والصبر مع الله أشد)
ربـط الـصبر
1- مع التوكل
قال تعالى((الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)) العنكبوت:59
2- مع التقوى قال تعالى((قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)) يوسف:90
3-مع المغفرة
قال تعالى()وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)) الشورى:43
4-مع الاستغفار
قال تعالى((فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْأِبْكَارِ)) غافر:55
5- مع الفقراء
قال تعالى((وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ )) الكهف: من الآية28
6- مع الصادقين
قال تعالى((الصَّابِرِين وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِين َالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ)) آل عمران:17
امورا تقدح في الصبر وتنافيه
1-الشكوى إلى المخلوق،فإذا شكا العبد ربه الى مخلوق مثله فقد شكا من يرحمه ويعافيه الى من لايرحمه وليس بيده نفع ولا ضر.وهذا من ضعف الإيمان
ولا ينافي الصبر الشكوى الى الله،فقد شكا يعقوب عليه السلام الى ربه فقال: (إنما أشكو بثي وحزني الى الله)"
ولاينافي الصبر ايضا إخبار المخلوق بحاله،كإخبار المريض الطبيب بحاله،وإخبار المظلوم لمن ينتصر به ،اذا كان للإستعانه بإرشاده أو معاونته على زوال الضر.
2-شق الثياب من الامور التي تنافي الصبر وكذلك لطم الخدود ونتف الشعر والدعاء بالويل .
ولاينافي الصبر البكاء والحزن من غير صوت ولا كلام محرم
قال تعالى عن يعقوب: (وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم)"
3- ومما يقدح في الصبر إظهار المصيبه والتحدث بها وقيل:كتمان المصائب رأس الصبر
4-الهلع والجزع عند المصائب من الأمور التي تنافي الصبر
قال تعالى(إن الإنسان خلق هلوعا ،إذا مسه الشر جزوعا ،واذا مسه الخيرمنوعا)"
الوصايا
1-وصية من الله
قال تعالى((تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ)) هود:49
قال تعالى((فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ)) الروم:60
قال تعالى((فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً)) الإنسان:24
2-وصية الرسل قال تعالى()فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ))
الإحقاف: من الآية35 3-يوسف ويعقوب عليها السلام
قال تعالى((وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ)) يوسف:18
قال تعالى((قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)) يوسف:83
4-لقمان الحكيم لابنه
يا بني اصبر على ما أصابك لا ن القيام بالدعوة إلى الله و إقامة الطاعات التي أوجبها الله علينا و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمصائب في الدنيا وحياتك كلها تحتاج إلى صبر فيا بني تسلح به فهو الذي يوصلك إلى الأمان
وقال تعالى()يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)) لقمان:17 5-موسى عليه السلام
قال تعالى((اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ)) الأعراف/128
مع العبد الصالح
قال تعالى((قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً)) الكهف:67
6-إسماعيل و إدريس وذا الكفل عليه السلام
قال تعالى()وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ)) الأنبياء:85 7-محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى((فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى)) طـه:130
قال تعالى((وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً)) الفرقان:20
قال تعالى((وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً)) المزمل:10
قال تعالى((فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً)) المعارج:5
قال تعالى((فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ)) القلم:48
قال تعالى((فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ)) الإحقاق:35
قال تعالى((اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ)) صّ:17
قال تعالى((فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْأِبْكَارِ)) غافر:55
صبر الأنبياء
وضرب الله لنا مثلا في كتابه المجيد القران الكريم مسالة الصبر عند الأنبياء عليهم السلام لتكون لنا عبرة وعظة وسيرة عطرة حتى نفوز بخير العمل في الدنيا والآجر الجزيل في الآخرة
أيوب عليه السلام
كان أيوب عليه السلام رجلا من الروم،كانت له ارض ثنية في الشام بجمالها وما كان ما فيها من أصناف الفاكهة وجميع النعم من الإبل والغنم والخيل والحمير وجميعها لها رعاة يرعونها في ارض مزروعة وكان له من الولد والبنات كثيرون وله حفدة يسكنون في قصر ولكن كل هذه الثروة لمن تمنعه من عبادة الله تعالى فكان كثير الشكر وتقيا ورعا محبا للمساكين ويكفل الأرامل و الأيتام ويكرم الضيف ويبلغ ابن السبيل ومؤديا لحق الله في أمواله وان إبليس الملعون لم يغلبه كما يغلب الأغنياء يشغلهم في الدنيا ويليهم طول الأمل وينسيهم الآخرة وعبادة الله تعالى0
فاتجه إبليس الملعون إلى الله تعالى قال يا رب أن أيوب يعبدك لكثرة النعم التي عنده فقال الله تعالى أني سلطتك على أمواله ،فجمع جنده وقال من منكم لديه القوة ؟فقال أحدهم أني افعل ما تريد ،قال أن لدى أيوب ابل و أريدك أن تفعل ذلك فقام الأخير فأرسل صاعقة فأحرقت الإبل مع رعاتها وجاء الملعون بثياب راعي فقال يا أيوب أن الإبل قد احترقت هي ورعاتها وان ربك الذي تعبده هو الذي فعل ذلك فقال أيوب عليه السلام أن الله أعطى والله اخذ فسجد شاكرا فذهب الملعون وقال لأعوانه من منكم يستطيع أن يفعل ببقية الدواب قال أحدهم أنا ففعل ما فعل الأول فجاء المعلون بثياب الرعي للغنم فقال مثل الأولى و أجاب أيوب عليه السلام مثل ما أجاب واستغرق في صلاته ، وكذا فعل للزرع، فاتجه إبليس الملعون إلى الله تعالى قال يا رب أن أيوب يعبدك لكثرة عياله فقال الله تعالى سلطتك عليهم فقام عدو الله بزلزال القصر حتى أسقطه عليهم فجاء الملعون بثوب المعلم بأنه كان يعلم عياله الحكمة فاخبره بما جدث للقصر وكيف قتل أبنائه جميعهم ويوصف لهم كيف ماتوا فاخذ أيوب عليه السلام يحثو التراب على رأسه من هول المصيبة ففرح إبليس بفعلته هذه فرجع إلى ربه ليقول له ما فعل ولكن أيوب استغفر واسترجع الله عما فعل ،فقال الملعون سلطني على بدنه قال الله تعالى سلطتك على بدنه إلا قلبه ولسانه وعقله فجاءه الملعون فوجوده ساجدا لربه فنفخ في منخره حتى ظهرت عليه ألفا ول في كل جسمه ما ان يحكه حتى تسقط فتقطع لحمه وخرجت منه رائحة نتنه فطردته القرية إلى خارجها لن يبقى معه إلا زوجته هي التي تدير شؤونه وظهر الدود وهو يتغذى على لحمه حتى أن أحدها سقطت فأرجعها إلى مكانها فقال لها كلي مما رزقك الله ومرت عليه سبع سنوات على هذا الحال حتى جاء اثنين يتكلمان بقربه فقال لما لا يدعي أيوب ربه؟
فقال أيوب أن استحييت أن أساله فكنت في نعمة أربعين عاما وهذه البلوى لم تمر عليها سبع فدعا الله تعالى((وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)) الأنبياء:83
أجابه الله تعالى بقوله()فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ)) الأنبياء:84
فعاد كما كان عليه في الأول ورجع أولاده و أمواله كلها وضاعفه له ورد إبليس الملعون خائبا بعد كل الذي فعل0
الابتلاء الذي تعرض له أيوب عليه السلام
1-زالت جميع النعم التي يمتلكها من ابل وغنم وارض زراعية
2-قتل أولاده ولم يجزع
3-ذهبت جميع أمواله
4-ابتلاء في نفسه حتى طرد من قريته لريح نتنة تخرج منه ولم يبقى له من مال أو ولد واشتغلت زوجته في خدمة الناس حتى تجلب له الطعام ورغم كل ما حصل لم يجزع، فصبر ونال الجزاء والثواب في الدنيا والآخرة وذكره الله تعالى وسماه النبي الصابر عرف به الناس وانزل فيه قرانا يتلى إلى يوم الدين0
فيا آخي فقرا وتدبر ذلك وخذ العبرة من هذه السطور القليلة ليكون لمن خلفه آيه وعبرة لأهل البلاء وعزة للصابرين لما لهم من الجزاء والثواب في الدنيا والآخرة0
أبراهيم عليه السلام
أن النمروذ قد رأى رؤيا مفادها بان رجلا يولد يقضي على ملكه فاصدر أمرا بقتل كل طفل يولد وحبست النساء عن الرجال ولكن الله متم حكمه فجاء أبو إبراهيم زوجته فحملت، فأخذها زوجها وهرب بها عند الوضع خوفا من أن يذبح هذا الوليد فولد بأمان وشب سريعا وكبر إبراهيم عليه السلام وكسر أصنامهم إلا كبيرهم وعندما رجعوا وجدوا أصنامهم هكذا فعرفوا الفاعل فأجمعوا له حطبا لغرض إحراقه فاتخذوا من المنجنيق فرموه في وسط نار عظيمة أعدت له وفي الطريق جاء إليه ملك فقال: أنا ملك الهواء هل تريد أن أخمد لك النار؟ قال:إبراهيم لا حاجة لي إليكم ثم رفع رأسه إلى السماء فجاءه جبريل هل لك حاجة؟
فقال: إبراهيم إما لك فلا إما لله فنعم، فجاءت الإجابة من الله تعالى بدون واسطة فقرا
قوله تعالى)قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ)الأنبياء:69
فجعلت تلك النار العظيمة بردا وسلاما حتى قال عنها عليه الإسلام خير أيامي عندما كنت في النار لما فيها من نعيم وحياة هانئه ،ثم تزوج من سارة وذهب إلى ملك مصر فأراد أن يتزوجها ولكنه لم يستطيع فتركها و أهدى لها جارية يقال لها هاجر التي ولدت إسماعيل عليه السلام،وقالت سارة لإبراهيم لا أريد أن تساكني هاجر في بلد واحد وأمر إبراهيم بذلك فأخذها هي وابنها إلى مكة فتركهما هناك بلا مأوى ولا أناس ثم انصرف عنها وتبعته هاجر فقالت إلى من تكلنا؟فلا يرد عليها شيئا فقالت الله أمرك بهذا فقال نعم فقالت آذن لا يضعنا ثم انصرف عنها وتركها وعاد إلى الشام
فعطشت هاجر هي وابنها و بدأت تهرول لبحث عن الماء من الصفا إلى المروة سبع مرات لذا فرضت على المسلمين هذه الاشواط السبعة للسعي بين الصفا والمروة0 فرجع إبراهيم عليه السلام ورأى ابنه قد كبر واصبح شابا يافعا فرأى إبراهيم في المنام أن يذبح إسماعيل وقد تروى (اليوم الثامن من ذي الحجة)(يوم التروية)ورأى مرة أخرى نفس الرؤيا فعرف إنها من الله تعالى(اليوم التاسع من ذي الحجة)(يوم عرفة)) فقص على ابنه الرؤيا فقال له إسماعيل: يا أبت افعل ما تأمر وستجدني صابرا لقوله تعالى((فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)) الصافات:102
فاخذ إبراهيم عليه السلام ابنه إسماعيل ومعه حبلا وسكينا ،فاصبح بين الجبال فقال لإسماعيل يل لبتي اشدد ربطي حتى لا اضطرب واكفف عني ثيابك حتى لا ينضح عليها دمي فينتقص اجري وتراه أمي فتحزن واشحذ شفرتك و أسرع بمر السكين على حلقي ليكون أهون للموت علي وإذا أتيت أمي فقرئها مني السلام وان أردت أن تريها قميصي أليها فافعل فقال إبراهيم نعم العون يا بني أنت على أمر الله فاقبل عليه وقبله وقد ربط وهو يبكي والابن يبكي ووضع السكين على حلقه فلم يجزع ولم يعمل السكين فقال إسماعيل ضعني على وجهي حتى لا تراني ويرق قلبك لي فلم تنفذ أمر الله ففعل ذلك ولكن السكين لم تذبح فقال تعالى ()فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ)) الصافات:103
ثم ناداه الله تعالى إبراهيم عليه السلام فقال تعالى()قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)) الصافات:105
وفداه بذبح عظيم أبدل بكبش من الجنة فقال تعالى ()وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ)) الصافات:107
أن ابتلاءات إبراهيم عليه السلام هي:
1-عندما كان طفلا كيف أراد أن يذبح من قبل نمروذ
2-القي في النار عندما كسر أصنامهم ولم يستنجد بملك و إنما ترك أمره إلى الله تعالى
3-ذبح ابنه ولم يجزع
على هذه الابتلاء صبر واصبح خليلا لله وانزل فيه قرانا يتلى إلى يوم الدين0
فهل يعني لك ذلك شيئا؟
الأنبياء عليهم السلام
كان نوح عليه السلام يدعو قومه تسعمائة وخمسون سنة ولم يجزع بل بقى صبرا يدعوهم رغم ما تعرض له من آذى والكذب واتهام بالجنون حتى نفذ أمر الله تعالى في غرقهم ولكن لن يمنع أمر الله تعالى من الكثرة الكافرة و تنجية القلة المؤمنة وتصور يا أخي من صبر هذا النبي أن عدد المؤمنين الذين أمنوا لو قسمناهم لخرج لنا أن كل خمسة عشر عاما يؤمن واحد فقط تصور ذلك0
قال تعالى((حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ)) هود:40
أن يونس عليه السلام لبث في بطن الحوت يقال أربعين عاما ولكن لم يمنعه ذلك من الصبر في تحمل الابتلاء والبقاء على ذكر الله تعالى رغم انه عاش في ظلمات ثلاث ولم يرى النور طيلة تلك الفترة التي لبث في بطن الحوت قال تعالى((فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ)) الصافات:142 قال تعالى((وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)) الأنبياء:87
وهو خاتم النبيين محمد عليه الصلاة السلام تصور ما تحمل من الابتلاءات لا يعلمها إلا الله ولنضرب أمثلة قليلة على ذلك:
منها ما تعرض لضرب الصبيان بالحجارة له يوم الطائف وصبر على ذلك حتى نزل عليه ملك الجبال فقال:له هل تريد أن أطبق عليهم الإخشبين؟ فقال رسول الله :ا أن قومي جهلاء وعسى الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله0
ومنها تعرضه إلى حصار في شعب أبى طالب،سال أحد الصحابة إحدى زوجات رسول الله صلى الله عليه واله عن معيشتهم في الدنيا فقالت :كنا نمكث الهلال ثم الهلال ثم الهلال (3شهور) ولم نارا في بيت رسول الله قال: يا أماه ماذا كنتم تأكلون؟ قالت: على الأسودين قال:وما الأسودين؟ قالت: التمر والماء وهناك الكثير لا يمكننا التطرق أليه
كيد الكافرين قال تعالى((إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)) آل عمران:120
الصبر والصابرين في الحديث النبوي
((عجبا لأمر المؤمن أن أمره كله خير،وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن:أن أصابته سراء شكر فكان خير له،وان إصابته ضراء صبر فكان خيرا له)) مسلم
((أن اعظم الجزاء مع عظم البلاء،وان الله تعالى إذا احب قوما ابتلاهم،فمن رضي فله الرضا،ومن سخط فله السخط)) الترمذي
((أن أناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم،ثم سألوه فأعطاهم،حتى نفد ما عنده،فقال لهم حين انفق كل شيء بيدهما يكن عندي من خير فلن ادخره عنكم،ومن يسستعفف يعفه الله،ومن يستغن يغنه الله،ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطى أحد عطاء خيرا و أوسع من الصبر)) البخاري/مسلم
((لا يتمنين الموت لضر أصبه،فان كان لابد فاعلا فليقل:اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي)) البخاري/مسلم
((مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر فقال(اتقي الله واصبري))فقالت:إليك عني؛فانك لم تصب بمصيبتي !ولم تعرفه،فقيل لها:انه النبي صلى الله عليه وسلم،فاتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين فقالت:لم أعرفك،فقال:إنما الصبر عند الصدمة الأولى)) البخاري/مسلم
((الصيام نصف الصبر)) أبي داود
((ليس أحد اصبر على أذى سمعه من الله،انهم ليدعون له ولد ويجعلون له أندادا،وهو مع ذلك يعافيهم ويرزقهم))
البخاري /مسلم
((ما رزق عبد خيرا له و لا أوسع من الصبر)) الحاكم
((نعم سلاح المؤمن الصبر والدعاء))
((إذا كثرت ذنوب العبد فلم يكن له من العمل ما يكفرها ابتلاه الله بالحزن ليكفرها عنه)) احمد
((إذا احب الله عبدا ابتلاه ليسمع تضرعه)) البيهقي
((إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل أنا لله وأنا إليه راجعون ،اللهم عندك احتسب مصيبتي فأجرني فيها و أبدلني بخيرا منها))
أبي داود/الحاكم
((صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر)) احمد
((ما لعبادي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة)) البخاري
((أن الله عز وجل قال:إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة)) أي عينيه البخاري
((الصبر والاحتساب افضل من عتق الرقاب،ويدخل الله صاحبهن الجنة بغير حساب)) الطبراني
الصبر عند الكافرين
عبـادة الأصنـام : قال تعالى((وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ)) صّ:6
الأختصــــــام : قال تعالى((وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ)) إبراهيم:21 العـــــــــذاب
قال تعالى((إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً)) الفرقان:42
النـــــــــار : أن الكافرين لم يصبروا على ابتلاء الله في الدنيا فكيف يصبروا على عذاب النار في الآخرة؟
قال تعالى((أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ)) البقرة:175
قال تعالى((فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ)) فصلت:24 قال تعالى((اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)) الطور:16
قا لوا في الصبر
قال الله تعالى
((أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام تخلق بأخلاقي وان من أخلاقي وان من أخلاقي أنني أنا الصبور وقيل تجرع الصبر فان قتلك قتلك شهيدا وان أحياك أحياك عزيزا))
قال رسول الله(صلى الله عليه واله)
((الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملان الميزان وسبحان الله والحمد لله تملان ما بين السموات والأرض والصدقة برهان والصبر ضياء والقران حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها او موبقها)) مسلم
قال عمر بن الخطاب(رضي الله عنه)
((خير عيش أدركناه بالصبر))
قال علي بن ابي طالب(كرم الله وجهه)
((الصبر مطية لا تكبو))
((الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد))
قال شيخ الإسلام(رحمه الله)
((الصبر على أداء الطاعات اكمل من الصبر على اجتناب المحرمات وافضل فان مصلحة فعل الطاعة احب إلى الشارع من مصلحة ترك المعصية ومفسدة عدم الطاعة ابغض إليه واكره من مفسدة وجود المعصية))
قال جنيد البغدادي(رحمه الله)
((المسير من الدنيا إلى الآخرة سهل هين على المؤمن وهجران الخلق في جنب الله شديد والمسير من النفس إلى الله صعب شديد والصبر مع الله اشد))
وسئل عن الصبر؟فقال:تجرع المرارة من غير تعبس
قال ذنون المصري(رحمه الله)
((الصبر التباعد من المخالفات والسكون عند تجرع غصص البلية و إظهار الغنى مع حلول الفقر بساحات المعيشة))
قال الخواص(رحمه الله)
((هو الثبات مع على أحكام الكتاب والسنة))
قال ابت عطاء(رحمه الله)
((الصبر الوقوف مع البلاء بحسن الأدب))
الــخاتـــمة
الحمد لله الذي فاز الصابرين بمحبته وقربهم أليه وجعلهم من أهل جنته بحوله وقوته حيث قال عز من قائل
(( وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ)) آل عمران: من الآية146
وان يجعلكم ممن إذا انعم عليه شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا أذنب استغفر،والصبر هو حبس النفس عن السخط بالمقدور وحبس اللسان عن الشكوى وحبس الجوارح عن المعصية(شق الجيوب ولطم الخدود ونتف الشعر) فان قام بذلك انقلبت المحنة إلى منحة واستحالت البلية إلى عطية وصار المكروه محبوبا، فان الله تعالى لم يبتليه ليهلكه، و إنما ليمتحن صبره وعبوديته فان صبر ظفر ونال الجزاء والثواب والمحبة من عنده سبحانه وتعالى،وان جزع نال السخط والعقوبة والمصيبة باقية لن تتغير0
والله تعالى امرنا بالصبر لقوله تعالى((فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ )) غافر: من الآية77
والنهي عن ضده حيث أن الفرار من المعركة هو عدم الصبر لقوله تعالى((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ)) الأنفال:15
أن إعطاء الصدقات إلى الفقراء ثم اتباع ذلك بالمن والأذى هو عدم الصبر على الطاعة ورجاء الثواب من الله تعالى
لقوله تعالى((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى)) البقرة: من الآية264
أن الوهن والحزن عندما يصيبنا مصيبة هو عدم تحمل الألم وهو ضد الصبر لقوله تعالى()وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا)) آل عمران:139
واعلم انه يعلمك سواء كانت صابرا أم جازعا لقوله تعالى
((وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)) آل عمران: من الآية142
ومن هنا كانت محبة الناس أكثرها كاذبة لأنهم ادعوا محبة الله تعالى فحين امتحنهم بالمكاره أنخلعوا عن حقيقة المحبة ولم يثبت معه إلا الصابرون فلولا تحمل المشاق وتجشم المكاره بالصبر لما ثبتت صحة محبتهم لهذا وصف الله الصبر لحبيبه أيوب في كتابه((أنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً)) صّ: من الآية44
ثم أثنى عليه فقال تعالى((نعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)) صّ: من الآية44
ألا تريد الله أن يكفر خطاياك فعليك بالصبر ومصدقا لقوله عليه الصلاة والسلام((ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولاهم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه)) البخاري/مسلم
وفي حديث أخر:
((ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة)) الترمذي
إذا ابتليت وصبرت فاعلم بان وراء ذلك مغفرة وان لم تبتلى فاعلم أن ورائك عقوبة في الآخرة العياذ بالله ومصدقا لقوله عليه الصلاة والسلام((إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا وإذا أراد الله بعبده الشر امسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة)) الترمذي
فاز الصابرون بعز الدارين لانهم نالوا من الله تعالى معيته حيث قال تعالى((إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِين)) البقرة: من الآية153
ونالوا محبته حيث قال تعالى((وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ))
آل عمران: من الآية146
عليك بالصبر في طاعة الله والدوام عليها لأنها تعتق رقبتك من النار وتفوز بالجنان ومحبة الله تعالى،والصبر عن المعصية،لأن المعصية تؤدي إلى الفسوق والفجور وعاقبتها وخيمة على صاحبهما ،لان لذه لمدة دقيقة ورائها عذاب مقيم، والصبر على مختلف المصائب لان في ذلك الأجر والثواب وتذكر ما كان
موضوع: ~¤¦¦§¦¦¤~ عالم الصبر والصابرين ~¤¦¦§¦¦¤~ 
الإثنين 31 أكتوبر 2011, 3:04 am
