الجنس : العمر : 37 المدينة المنورة التسجيل : 11/03/2012عدد المساهمات : 23
موضوع: أحكام أيام التشريق الأحد 22 أبريل 2012, 6:47 am
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..أمابعد: فأيام التشريق من المواسم العظيمة فقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى ". سميت بذلك ؛لأن لحوم الأضاحي تشرق فيها أي: تشرح وتنشر في الشمس وقيل: لأن الهدى لا ينحر حتى تشرق الشمس وقيل: غير ذلك. ومما يتعلق بهذه الأيام من الأحكام: أولاً: أن هذه الأيام أيامُ أكلٍ وشربٍ وذكرٍ لله تعالى فلا يجوز صيامها لما تقدم من قوله عليه الصلاة والسلام: ((أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى)) ،ولما جاء في الصحيح من قول ابن عمر وعائشة رضي الله عنهم: ((لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي)) ،وقال حرملة بن عبد الله رضي الله عنه في أيام التشريق: (( إنها الأيامُ التي نهى رسول الله عن صومهن وأمر بفطرهن)) أخرجه أبو داود وصححه ابن خزيمة والحاكم. قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب غفر الله لهم أجمعين –قال- :ومن صامها-يعني من السلف- أو رخص فيه فإنه لم يبلغه النهي أ.هـ كلامه رحمه الله.[حاشية المقنع1/378]. ثانياً: أنها أيام ذكر لله جل وعلا فاذكروا الله تعالى فيها بالتكبير وغيره من الطاعات ، كما قال تعالى: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ)(الحج: من الآية28) فأكثروا فيها من التكبير وسائر الذكر. وفي جواب للجنة الدائمة للإفتاء ما نصه[8/312]: (يشرع في عيد الأضحى التكبير المطلق والمقيد فالتكبير المطلق في جميع الأوقات من أول دخول شهر ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق ،وأما التكبير المقيد فيكون في أدبار الصلوات المفروضة من صلاة الصبح يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق ،وقد دل على مشروعية ذلك الإجماع وفعل الصحابة رضي الله عنهم) أ.هـ وقالت اللجنة في موضع آخر[8/309]: (وأصح ما ورد في صفة التكبير في ذلك ما أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن سلمان الفارسي رضي الله عنه، أنه قال: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرًا" ، وقيل: يكبر ثنتين، بعدهما: لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد. جاء ذلك عن عمر وابن مسعود رضي الله عنهما) ا.هـ وقالت اللجنة [8/311] لكن التكبير الجماعي بصوت واحد ليس بمشروع بل ذلك بدعة؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، ولم يفعله السلف الصالح، لامن الصحابة، ولا من التابعين ولا تابعيهم، وهم القدوة، والواجب الاتباع، وعدم الابتداع في الدين)ا.هـ ثالثاً: أنها كلَّها أيامُ ذبح فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((كل أيام التشريق ذبح))[الصحيحة2476]. فتكون أيام الذبح والنحر أربعة: يوم العيد وثلاثة أيام التشريق ،وهذا على الصحيح من أقوال العلماء ،قال الشيخ محمد بن إبراهيم غفر الله له: (وهذا اختيار الشيخ-يعني شيخ الإسلام ابن تيمية-وعليه العمل والفتوى)أ.هـ كلامه رحمه الله.[6/153-154]. رابعاً: يستحب فيها اجتماع الناس على الطعام ،قال شيخ الإسلام[25/298]: (جمع الناس للطعام في العيدين وأيام التشريق سنة ،وهو من شعائر الإسلام التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم)أ.هـ واحذروا من الإسراف فإن الله تعالى قال: (ولا تسرفوا إنه لايحب المسرفين)(الأنعام:141). واحذروا أيضاً من اللهو المحرم كسماع الغناء ومشاهدة الأفلام والاختلاط وسائر المناهي ،فإن في ديننا الفسحة الشرعية التي هي خيرٌ واللهِ وأسعدُ من هذه المنكرات. والله أعلم وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.