الجنس : العمر : 34 المدينة المنورة التسجيل : 06/09/2011عدد المساهمات : 220
موضوع: ۩۞۩ مقام إبراهيم ياقوتة من الجنة على الأرض ۩۞۩ الأحد 09 أكتوبر 2011, 6:25 am
هو حجر رخو من نوع حجر الماء، لونه بين البياض والسواد والصفرة، وهو مربع الشكل وطوله حوالي نصف متر، ومقام إبراهيم هو الحجر الذي قام عليه نبي الله إبراهيم الخليل (عليه الصلاة والسلام) حين ارتفع بناؤه للبيت، وشق عليه تناول الحجارة، فكان يقوم عليه ويبني، وإسماعيل (عليه السلام) يناوله الحجارة. وهو أيضًا الحجر الذي قام عليه للنداء والأذان بالحج في الناس.
روى البخاري (رحمه الله) في صحيحه من حديث ابن عباس (رضي الله عنهما) في قصة إبراهيم (عليه السلام) وبنائه للبيت، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "فعند ذلك رفعا -إبراهيم وإسماعيل- القواعد من البيت؛ فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة، وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه، وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجر وهما يقولان: ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، قال: فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت، وهما يقولان: ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم".
وفي هذا الحجر المكرم معجزة أثر قدمي إبراهيم (عليه السلام) حيث جعل الله تعالى تحت قدميه من ذلك الحجر في رطوبة الطين حتى غاصت قدماه وبقي أثرهما ظاهرًا حتى يومنا هذا، وقد تغير أثر قدميه في ذلك الحجر عن هيئته وصفته الأصلية؛ وذلك بمسح الناس له بأيديهم خلال هذه القرون الطويلة، قبل وضع المقام في مقصورة مغلقة.
يقول أنس (رضي الله عنه) قال: رأيت المقام فيه أصابع إبراهيم وأخمص قدميه، غير أنه أذهبه مسح الناس بأيديهم.
شبه قدمي الرسول (صلى الله عليه وسلم) بقدمي سيدنا إبراهيم (عليه السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في حديث الإسراء في وصف سيدنا إبراهيم (عليه السلام): "ورأيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به". (صحيح البخاري).
وكان أبو جهم بن حذيفة القرشي العدوي الصحابي الجليل، يقول: ما رأيت شبهًا كشبه قدم النبي (صلى الله عليه وسلم) بقدم إبراهيم التي كنا نجدها في المقام.
فضل المقام
ذكر الله تعالى المقام الكريم في كتابه العزيز في آيتين عظيمتين كريمتين: ذكره الله تعالى في آية بينة من أعظم آيات حرم الله كما أمر المؤمنين باتخاذه مصلى قال تعالى: "وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى" (البقرة: آية 125).
وقال تعالى في ثنائه وذكره للبيت والمقام: "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ*فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ" (آل عمران: 96-97).
وهكذا أبقى الله تعالى ذكر هذا المقام الكريم يُذكر مع بيت الله وحجه، ومع الصلاة والدعاء خلفه إلى ما شاء الله تعالى.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص (رضي الله عنهما) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: "الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة، ولولا أن الله طمس على نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب" رواه الترمذي، وهو صحيح. وعن أ نس (رضي الله عنه) قال: قال عمر (رضي الله عنه): "وافقت ربي في ثلاث، فقلت: يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت: "وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى" (البقرة: آية 125)، وروى البخاري في صحيحه عن ابن عمر (رضي الله عنهما) قال: "قدم النبي (صلى الله عليه وسلم) فطاف بالبيت سبعًا، وصلى خلف المقام ركعتين، ثم خرج إلى الصفا"، وقد قال الله تعالى: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ" (الأحزاب: آية 21) وذكر الحديث.
وروى مسلم في صحيحه عن جابر (رضي الله عنه) في صفة حجة النبي (صلى الله عليه وسلم): "حتى إذا أتينا البيت معه (صلى الله عليه وسلم) استلم الركن فرمل ثلاثًا، ومشى أربعًا ثم نفذ إلى مقام إبراهيم (عليه السلام) فقرأ: "وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى" (البقرة: آية 125) فجعل المقام بينه وبين البيت، وكان يقرأ في الركعتين "قل هو الله أحد"، و"قل يا أيها الكافرون"؛ لذلك يشرع بعد الطواف صلاة ركعتين خلف المقام ولا يشرع مسح المقام فضلا عن تقبيله، وكان ابن الزبير (رضي الله عنهما) ينهى عن ذلك ويقول: "إنكم لم تؤمروا بالمسح وإنما أمرتم بالصلاة". وكان ابن عمر (رضي الله عنهما) إذا أراد أن يصلي خلف المقام جعل بينه وبين المقام صفا أو صفين أو رجلا أو رجلين.
موضع المقام روى الأزرقي في أخبار مكة بأسانيد صحيحة أن المقام كان في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) وأبي بكر وعمر في الموضـع الذي هو فيه الآن حتى جاء سيل في خلافة عمر (رضى الله عنه) فاحتمله حتى وجد أسفل مكة فأتي به، فربط إلى أستار الكعبة حتى قـدم عمر فاستثبت في أمره حتى تحقق موضعه الأول فأعاده إليه وبنى حـوله.
حلية المقام أول من حلَّى المقام الخليفة المهدي العباسي؛ لما خشي عليه أن يتفتت فهو من حجر رخو، فبعث بألف دينار، فضببوا بها المقام من أسفله إلى أعلاه، وفي خلافة المتوكل زيد في تحليته بالذهب، وجعل ذلك فوق الحلية الأولى، وذلك في مصدر سنة 236هـ.
ولم تزل حلية المهدي على المقام حتى قلعت عنه في سنة 256هـ لأجل إصلاحه فجدد وصب عليه حتى يشتد، وزيد في الذهب والفضة على حليته الأولى، فعمل له طوقان من ذهب فيهما 992 مثقال وطوق من فضة، وأحضر المقام إلى دار الإمارة وأذيبت له العقاقير بالزئبق وشد بها شدا جيدًا حتى التصق، وكان قبل ذلك سبع قطع قد زال عنها الالتصاق لما قلعت الحلية عنه في سنة 255هـ لأجل إصلاحه. وكان الذي شده بيده في هذه السنة بشر الخادم مولى أمير المؤمنين المعتمد العباسي، وحمل المقام بعد اشتداده، وتركيب الحلية إلى موضعه وذلك 256هـ.
من المعلوم أن هذا الحجر كان داخل مقصورة نحاسية مربعة الشكل وعليها قبة قائمة على أربعة أعمدة تحتل مساحة كبيرة بجوار الكعبة، إلا أن كثرة الحجاج في السنوات الأخيرة أوجبت توسعة المطاف بعـد أن ضاق بالطائفين فكان وجـود القبة عائقا لهذه التوسعة. ودارت مناقشات بين علماء المسلمين حول جـواز نقل المقام من موضعه واختلفت الآراء بين القول بالجـواز أو عـدمه.
وانتهى الأمر إلى قرار من رابطة العالم الإسلامي في جلسة الرابطة المنعقدة بتاريخ (25 من ذي الحجة 1384هـ) بإزالة جميع الزوائد الموجـودة حول المقام، وإبقـاء المقام في مكانه على أن يُجعل عليه صندوق من البلوري السميك القوي على قدر الحاجة وبارتفاع مناسب يمنع تعثر الطائفين ويتسنى معه رؤية المقام، ووافق الملك فيصل بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية -رحمه الله- وأصدر أمره بتنفيذ ذلك، فعمل له غطاء من البلور الممتاز، وأحيط هذا الغطاء بحاجز حديدي، وعملت له قاعدة من الرخام نصبت حول المقام لا تزيد مساحتها عن 180 في 130 سنتمترا بارتفاع 75 سنتمترا، وتم ذلك في رجب 1387هـ؛ حيث جرى رفع الستار عن الغطاء البلوري في حفل إسلامي، واتسعت رقعة المطاف وتسنى للطائفين أن يؤدوا مناسك الطواف في راحة ويسر، وخفت وطأة الزحام كثيرا.
أما عام 1998م وفي عهد الملك فهد بن عبد العزيز، فقد تم تجديد غطاء مقام إبراهيم (عليه الصلاة والسلام) من النحاس المغطى بشرائح الذهب والكريستال والزجاج المزخرف، وتم وضع غطاء من الزجاج البلوري القوي الجميل المقاوم للحرارة والكسر على مقام إبراهيم (عليه السلام)، وشكله مثل القبة نصف الكرة، ووزنه 1.750 كجم، وارتفاعـه 1.30 م، وقطره من الأسفل 40 سم، وسمكه 20 سم من كل الجهات، وقطره من الخارج من أسفله 80 سم، ومحيط دائرته من أسفله 2.51 م.