ǁǁ من مظاهر ضعف الإيمان .. الغفلة عن الله ǁǁ
الغفلة لغة:
الغفلة: السّهو عن الشّيء. وهو مصدر غفل يغفل غفلة وغفولا، يقول ابن فارس: الغين والفاء واللّام أصل صحيح يدلّ على ترك الشّيء سهوا، وربّما كان عن عمد. والغفلة: غيبة الشّيء عن بال الإنسان، وعدم تذكّره له، وقد استعمل فيمن تركه إهمالا، وإعراضا، كما في قوله تعالى: (وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ) [الأنبياء: 1] يقال منه: غفلت عن الشّيء غفولا، من باب قعد، وله ثلاثة مصادر، غفول، وهو أعمّها، وغفلة وزان تمرة. وغفل وزان سبب، وغفّلته تغفيلا، صيّرته كذلك، فهو مغفّل، أي ليست له فطنة، وأغفلت الشّيء إغفالا، تركته إهمالا من غير نسيان، وتغفّلت الرّجل، ترقّبت غفلته، وتغافل، أرى من نفسه ذلك، وليس به. والأغفال: الموات، يقال أرض غفل، لا علم بها، ولا أثر عمارة، وقال الكسائيّ: أرض غفل، لم تمطر، ودابّة غفل، لا سمة عليها، وقد أغفلتها، إذا لم تسمها ورجل غفل، لم يجرّب الأمور.
ويقول سيبويه: «غفلت: صرت غافلا، وأغفلته وغفلت عنه: وصّلت غفلي إليه، أو تركته على ذكر، قال اللّيث: أغفلت الشّيء، تركته غفلا، وأنت له ذاكر، والتّغفّل: ختل في غفلة، والغفول من الإبل، البلهاء الّتي لا تمتنع من فصيل يرضعها، ولا تبالي من حلبها، والغفل: المقيّد الّذي أغفل، فلا يرجى خيره، ولا يخشى شرّه، والجمع أغفال.
وقال ابن منظور: يقال غفل عنه يغفل غفولا وغفلة وأغفله عنه غيره. وأغفل الشّيء: تركه وسها عنه.
وأغفلت الرّجل: أصبته غافلا، وعلى ذلك فسّر بعضهم قوله عزّ وجلّ: (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا) [الكهف: 28] قال: ولو كان على الظّاهر لوجب أن يكون قوله واتّبع هواه، بالفاء دون الواو.
وسئل أبو العبّاس عن هذه الآية فقال: من جعلناه غافلا. وكلام العرب أكثره أغفلته سمّيته غافلا، وأحلمته سمّيته حليما.
قال ابن سيده: وقوله تعالى: (وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ) [الأعراف: 136] يصلح أن يكون- واللّه أعلم- كانوا في تركهم الإيمان باللّه والنّظر فيه والتّدبّر له بمنزلة الغافلين. قال: ويجوز أن يكون: وكانوا عمّا يراد بهم من الإثابة عليه غافلين، والاسم الغفلة والغفل، والغفلان. وفي الحديث: «من اتّبع الصّيد غفل» والتّغافل: تعمّد الغفلة. والتّغفيل: أن يكفيك صاحبك وأنت غافل لا تعنى بشيء. والمغفّل: الّذي لا فطنة له [لسان العرب: (11/ 497- 499)، والنهاية في غريب الحديث: (3/ 375)، ومقاييس اللغة (4/ 386)، الصحاح (5/ 1773) ] .
الغفلة اصطلاحا:
قال المناويّ: الغفلة: فقد الشّعور بما حقّه أن يشعر به [التوقيف على مهمات التعاريف (540) ] .
وقال الرّاغب: سهو يعتري الإنسان من قلّة التّحفّظ والتّيقّظ [المفردات (375)، وبصائر ذوي التمييز (4/ 140- 141) ] .
وقيل: متابعة النّفس على ما تشتهيه.
وقال الجرجانيّ: الغفلة عن الشّيء هي أن لا يخطر ذلك بباله، وقيل: إبطال الوقت بالبطالة [ التعريفات للجرجاني (162) ] .
وقال الكفويّ: الغفلة عدم إدراك الشّيء مع وجود ما يقتضيه [الكليات (506) ] .
1- قوله تعالى: ( مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ * ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ * أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ * لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخاسِرُونَ) [النحل: 106- 109 ] .
2- قوله تعالى: ( وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ ) [الأعراف: 205 ] .
3- قوله تعالى: ( سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ ) [الأعراف: 146 ] .
4- قوله تعالى: ( وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ ) [الأعراف: 179 ] .
5- قوله تعالى: ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ) [الكهف: 28 ] .
6- قوله تعالى: ( وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ * آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آياتِنا لَغافِلُونَ * وَلَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ) [يونس: 90- 93 ] .
7- قوله تعالى: ( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ * ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ * قالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) [الأنبياء: 1- 4 ] .
8- قوله تعالى: ( يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ * تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ * لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ) [يس: 1- 7 ] .
9- قوله تعالى: ( يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ ) [الروم: 7 ] .
10- قوله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا وَرَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَاطْمَأَنُّوا بِها وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آياتِنا غافِلُونَ * أُولئِكَ مَأْواهُمُ النَّارُ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ ) [يونس: 7- 8 ] .
1- عن عبد اللّه بن عمرو- رضي اللّه عنهما- أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «القلوب أوعية وبعضها أوعى من بعض فإذا سألتم اللّه- عزّ وجلّ- أيّها النّاس، فسألوه وأنتم موقنون بالإجابة فإن اللّه لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل»[رواه أحمد (2/ 177) واللفظ له وقال الشيخ أحمد شاكر في تخريج المسند (10/ 140): إسناده صحيح. وقال الهيثمي (10/ 148): إسناده حسن وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ( 1652) ] .
2- عن يسيرة - رضي اللّه عنها- وكانت من المهاجرات؛ قالت: قال لنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «عليكنّ بالتّسبيح والتّهليل والتّقديس، واعقدن بالأنامل، فإنهنّ مسؤولات مستنطقات، ولا تغفلن، فتنسين الرّحمة» [أخرجه الترمذي (3583). وحسنه الألباني، صحيح الترمذي (2835) ] .
3- عن عبد اللّه بن عمر وأبي هريرة- رضي اللّه عنهم- أنّهما سمعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول على أعواد منبره: «لينتهينّ أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمنّ اللّه على قلوبهم. ثمّ ليكوننّ من الغافلين»[مسلم (865) ] .
4- عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «من سكن البادية جفا، ومن اتّبع الصّيد غفل، ومن أتى السّلطان افتتن» [الترمذي (2256) وقال: حسن صحيح غريب، وأبو داود (2859)، وقال الألباني (2/ 552): صحيح ] .
5- عن ابن عمر- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين » [الدارمي (2/ 555). والحاكم في المستدرك (1/ 556) واللفظ له وورد فى (1/ 555) من حديث أبي هريرة رضي اللّه عنه، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وصححه الألباني فس صحيح الترغيب والترهيب (1436) ] .
6- عن عديّ بن حاتم- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إذا أرسلت كلبك وسمّيت فأمسك وقتل فكل وإن أكل فلا تأكل، فإنّما أمسك على نفسه. وإذا خالط كلابا لم يذكر اسم اللّه عليها فأمسكن فقتلن فلا تأكل، فإنّك لا تدري أيّها قتل. وإن رميت الصّيد فوجدته بعد يوم أو يومين ليس به إلّا أثر سهمك فكل، وإن وقع في الماء فلا تأكل» [البخاري- الفتح 9 (5484) واللفظ له، ومسلم (2018) ] .
7- عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- أنّه سمع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «إذا دخل الرّجل بيته، فذكر اللّه عند دخوله وعند طعامه، قال الشّيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء. وإذا دخل فلم يذكر اللّه عند دخوله، قال الشّيطان: أدركتم المبيت. وإذا لم يذكر اللّه عند طعامه، قال: أدركتم المبيت والعشاء» [مسلم (2018) ] .
8- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «ما اجتمع قوم فتفرّقوا عن غير ذكر اللّه إلّا كأنّما تفرّقوا عن جيفة حمار وكان ذلك المجلس عليهم حسرة» [أحمد (2/ 389) واللفظ له، أبو داود (4855) وقال الألباني في صحيح سنن أبي داود (3/ 920): صحيح، وهو في الصحيحة (77)، والحاكم في المستدرك (1/ 492) وصححه ووافقه الذهبي ] .
9- عن أبي موسى- رضي اللّه عنه- قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «مثل الّذي يذكر ربّه والّذي لا يذكر ربّه مثل الحيّ والميّت» [البخاري- الفتح 11 (6407) واللفظ له، ومسلم (779) ] .
10- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: «من قعد مقعدا لم يذكر اللّه فيه كانت عليه من اللّه ترة، ومن اضطجع مضجعا لا يذكر اللّه فيه كانت عليه من اللّه ترة» [أبو داود (4856)، وقال الألباني (3: 920) حسن صحيح. وقال الأرناؤوط في تعليقه على «جامع الأصول» (4/ 472): إسناده حسن ] .
1- عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: من قرأ في ليلة خمسين آية لم يكتب من الغافلين.[الدارمي (2/ 555) ] .
2- عن أبي بكرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا يقولنّ أحدكم صمت رمضان كلّه ولا قمته كلّه». قال الحسن: قال أبي وقال يزيد مرّة قال قتادة: اللّه أعلم أخاف على أمّته التّزكية أو لا بدّ من راقد أو غافل؟. [أحمد (5/ 40) ] .
3- عن معاذ بن جبل- رضي اللّه عنه- قال: ليس تحسّر أهل الجنّة إلّا على ساعة مرّت بهم لم يذكروا اللّه- عزّ وجلّ- فيها.[الوابل الصيب من الكلم الطيب (59) ] .
1- روى الواحدي في كتاب «قتلى القرآن» أن رجلاً من أشراف أهل البصرة كان منحدرًا إليها في سفينة، ومعه جارية له، فشرب يومًا وغنته جاريته بعود لها، وكان معهم في السفينة فقير صالح، فقال له: يا فتى: تحسن مثل هذا؟ قال: أحسن ما هو أحسن منه- وكان الفقير حسن الصوت- فاستفتح وقرأ: { قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا * أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ } [النساء: 77، 78] فرمى الرجل ما بيده من الشراب في الماء، فقال: أشهد أن هذا أحسن مما سمعت، فهل غير هذا؟ قال: نعم فتلا عليه: { وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا } [الكهف: 27] فوقعت في قلبه، فرمى ببقية الشراب في الماء وكسر العود. ثم قال: يا فتى: هل ههنا فرج؟ قال: نعم { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [الزُّمَر: 53] فصاح صيحة عظيمة، فنظروا إليه فإذا هو قد مات- رحمه الله. [ المبادرة إلي التوبة وانقسام الناس ص252] .
1- قال ابن القيّم- رحمه اللّه- لا سبيل للغافل عن الذّكر إلى مقام الإحسان، كما لا سبيل للقاعد إلى الوصول إلى البيت.[الوابل الصيب (62) ] .
2- قال ابن القيّم- رحمه اللّه-: على قدر غفلة العبد عن الذّكر يكون بعده عن اللّه.[الوابل الصيب (62) ] .
3- قال ابن القيّم- رحمه اللّه-: إنّ حجاب الهيبة للّه- عزّ وجلّ- رقيق في قلب الغافل .[الوابل الصيب (62) ] .
4- قال ابن القيّم- رحمه اللّه-: إنّ الغافل بينه وبين اللّه- عزّ وجلّ- وحشة لا تزول إلّا بالذّكر .[الوابل الصيب (62) ] .
5- قال ابن القيّم- رحمه اللّه- : إنّ مجالس الذّكر مجالس الملائكة ومجالس اللّغو والغفلة مجالس الشّياطين فليتخيّر العبد أعجبهما إليه وأولاهما به فهو مع أهله في الدّنيا والآخرة .[الوابل الصيب (65) ] .
6- قال ابن القيّم- رحمه اللّه-: إنّ كلّ مجلس لا يذكر العبد فيه ربّه تعالى كان عليه حسرة وترة يوم القيامة.[الوابل الصيب (65) ] .