°•.♥.•° الحب في الله من أوثق عرى الإيمان °•.♥.•°
1- قَالَ الله تَعَالَى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) [الفتح: 29] إِلَى آخر السورة
2- قالَ تَعَالَى: (وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ) [الحشر: 9].
3- قَالَ تَعَالَى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [آل عمران: 31 ].
4- قالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [المائدة: 54].
عن أنسٍ رضي الله عنه، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاوَةَ الإيمانِ: أنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سَوَاهُمَا، وَأنْ يُحِبّ المَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إلاَّ للهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ بَعْدَ أنْ أنْقَذَهُ الله مِنْهُ، كَمَا يَكْرَهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
عن أَبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إلاَّ ظِلُّهُ: إمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأ في عِبَادَةِ الله عز وجل، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِالمَسَاجِدِ، وَرَجُلاَنِ تَحَابّا في اللهِ اجْتَمَعَا عَلَيهِ وتَفَرَّقَا عَلَيهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأةٌ ذَاتُ حُسْنٍ وَجَمَالٍ، فَقَالَ: إنِّي أخَافُ الله، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ، فَأخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ الله خَالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وعنه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: (إنّ الله تَعَالَى يقول يَوْمَ القِيَامَةِ: أيْنَ المُتَحَابُّونَ بِجَلالِي؟ اليَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لاَ ظِلَّ إلاَّ ظِلِّي) رواه مسلم.
وعنه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: (والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا تَدْخُلُوا الجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أوَلاَ أدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بينكم) رواه مسلم.
وعنه، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم: (أنَّ رَجُلاً زَارَ أخاً لَهُ في قَرْيَةٍ أخْرَى، فَأرصَدَ اللهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكاً ..) وذكر الحديث إِلَى قوله: (إنَّ الله قَدْ أحبَّكَ كَمَا أحْبَبْتَهُ فِيهِ) رواه مسلم، وقد سبق بالباب قبله.
عن البرَاءِ بن عازب رضي الله عنهما، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قَالَ في الأنصار: (لاَ يُحِبُّهُمْ إلاَّ مُؤمِنٌ، وَلاَ يُبْغِضُهُمْ إلاَّ مُنَافِقٌ، مَنْ أحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ الله، وَمَنْ أبْغَضَهُمْ أبْغَضَهُ الله) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
عن معاذ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (قَالَ الله عز وجل: المُتَحَابُّونَ في جَلالِي، لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ). رواه الترمذي، وَقالَ: (حديث حسن صحيح).
عن أَبي إدريس الخولاني رحمه الله، قَالَ :دخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقَ، فَإذَا فَتَىً بَرَّاق الثَّنَايَا وَإِذَا النَّاسُ مَعَهُ، فَإِذَا اخْتَلَفُوا في شَيْءٍ، أَسْنَدُوهُ إِلَيْه، وَصَدَرُوا عَنْ رَأيِهِ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَقيلَ: هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَل رضي الله عنه. فَلَمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ، هَجَّرْتُ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي بالتَّهْجِيرِ، ووَجَدْتُهُ يُصَلِّي، فانْتَظَرتُهُ حَتَّى قَضَى صَلاتَهُ، ثُمَّ جِئْتُهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيهِ، ثُمَّ قُلْتُ: وَاللهِ إنّي لأَحِبُّكَ لِله، فَقَالَ: آلله؟ فَقُلْتُ: اللهِ، فَقَالَ: آللهِ؟ فَقُلْتُ: اللهِ، فَأخَذَنِي بِحَبْوَةِ رِدَائِي، فجبذني إِلَيْهِ، فَقَالَ: أبْشِرْ! فإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (قَالَ الله تَعَالَى: وَجَبَتْ مَحَبَّتي لِلْمُتَحابين فيَّ، وَالمُتَجَالِسينَ فيَّ، وَالمُتَزَاوِرِينَ فيَّ، وَالمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ) حديث صحيح رواه مالك في الموطأ بإسناده الصحيح.
قوله: (هَجَّرْتُ) أيْ بَكَّرْتُ، وَهُوَ بتشديد الجيم قوله: (آلله فَقُلْت: الله) الأول بهمزة ممدودة للاستفهام، والثاني بلا مد.
وعن أَبي كَرِيمَةَ المقداد بن معد يكرب رضي الله عنه، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أخَاهُ، فَليُخْبِرْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ) رواه أَبُو داود والترمذي، وَقالَ: (حديث صحيح).
عن معاذ رضي الله عنه: أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدهِ، وَقالَ: (يَا مُعَاذُ، وَاللهِ، إنِّي لأُحِبُّكَ، ثُمَّ أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لاَ تَدَعَنَّ في دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ تَقُولُ: اللَّهُمَّ أعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ) حديث صحيح، رواه أَبُو داود والنسائي بإسناد صحيح.
عن أنس رضي الله عنه: أنَّ رَجُلاً كَانَ عِنْدَ النَّبيِّ، صلى الله عليه وسلم، فَمَرَّ رَجُلٌ بِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أنِّي لأُحِبُّ هَذَا، فَقَالَ لَهُ النَّبيّ: (أأعْلَمْتَهُ؟) قَالَ: لا. قَالَ: (أعْلِمْهُ) فَلَحِقَهُ، فَقَالَ: إنِّي أُحِبُّكَ في الله، فَقَالَ: أَحَبَّكَ الَّذِي أحْبَبْتَنِي لَهُ. رواه أَبُو داود بإسناد صحيح.
عن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله تَعَالَى قَالَ: مَنْ عَادَى ليَ وَلِيّاً، فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيهِ، وَمَا يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بِهَا، وَرجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإنْ سَألَنِي أعْطَيْتُهُ، وَلَئِن اسْتَعَاذَنِي لأعِيذَنَّهُ) رواه البخاري.
معنى (آذنته ): أعلمته بأني محارِب لَهُ. وقوله: (استعاذني) روي بالباءِ وروي بالنون.
وعنه، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (إِذَا أَحَبَّ اللهُ تَعَالَى العَبْدَ، نَادَى جِبْريلَ: إنَّ الله تَعَالَى يُحِبُّ فُلاناً، فَأَحْبِبْهُ، فَيُحِبُّهُ جِبريلُ، فَيُنَادِي في أَهْلِ السَّمَاءِ: إنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلاناً، فَأحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ القَبُولُ في الأرْضِ) متفق عليه. وفي رواية لمسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله تعالى إذا أحب عبداً دعا جبريلَ، فقال: إنّي أُحِبُّ فلاناً فأحببهُ، فيحبُّهُ جبريلُ، ثمَّ ينادي في السماءِ، فيقول: إنَّ اللهَ يحبُّ فلاناً فأحبوهُ، فيحبُّهُ أهلُ السماءِ، ثمَّ يوضعُ لهُ القبولُ في الأرضِ، وَإِذَا أبْغَضَ عَبْداً دَعَا جِبْريلَ، فَيَقُولُ: إنّي أُبْغِضُ فُلاناً فَأبْغِضْهُ. فَيُبغِضُهُ جِبريلُ ثُمَّ يُنَادِي في أَهْلِ السَّماءِ: إنَّ الله يُبْغِضُ فُلاناً فَأبْغِضُوهُ، ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ البَغْضَاءُ في الأَرْضِ).
عن عائشة رضي الله عنها: أنَّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً عَلَى سَريَّة فَكَانَ يَقْرَأُ لأَصْحَابِهِ في صَلاَتِهِمْ فَيَخْتِمُ بـ (قُل هُوَ الله أَحَدٌ)، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذلِكَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: (سَلُوهُ لأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذلِكَ)؟ فَسَألُوهُ فَقَالَ: لأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمانِ فَأَنَا أُحِبُّ أنْ أقْرَأ بِهَا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: (أخْبِرُوهُ أنَّ اللهَ تَعَالَى يُحِبُّهُ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: " إذا أصاب أحدكم ودًّا من أخيه فليتمسك به؛ فقلما من يصيب ذلك " قوت القلوب لأبي طالب المكي.
قال علي -رضي الله عنه-: " فقد الأحبة هو الغربة ".
وقال -رضي الله عنه-: " الغريب من لم يكن له حبيب ".
وقال -رضي الله عنه-: أحبب لغيرك ما تحب لنفسك، واكره ما تكره لها ".
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: " والله لو قام رجل بين الكعبة والمنبر يعبد الله سبعين سنة إلا حشر يوم القيامة مع من أحب ".
قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: " عادِ في الله، ووالِ في الله؛ فإنه لا ينال ولاية الله إلا بذاك، ولا يجد رجل طعم الإيمان -وإن كثرت صلاته وصيامه- حتى يكون كذلك " شعب الإيمان للبيهقي.
قال ابن السماك عند موته: " اللهم إنك تعلم أني إذا كنت أعصيك كنت أحب من يطيعك فاجعل ذلك قربة لي إليك " إحياء علوم الدين.
قال الحسن البصري -رحمه الله-: " من ادعى أنه يحب عبداً لله -تعالى، ولم يبغضه إذا عصى الله -تعالى- فقد كذب في دعواه أن يحبه لله ".
قال إبراهيم بن أدهم: " من علامة صدق المتحابين في الله - عز وجل - أن يبادر كل منهم إلى مصالحة صاحبه إذا أغضبه؛ فإنا لم نجد قط محبوباً إلى إخوانه وهو لا يواصلهم، كما أنا لم نجد قط غضوباً مسروراً " مواعظ الإمام إبراهيم بن أدهم للشيخ محمد الحمد.
وقال بلال بن سعد: " أخ لك كلما لقيك ذكرك بحظك من الله خير لك من أخ كلما لقيك وضع في كفك ديناراً " البداية والنهاية.
قال محمد بن واسع : " ما بقي في الدنيا شيء ألذ به إلا الصلاة جماعة, ولقي الإخوان " حلية الأولياء.
قال الفضيل: " حب المؤمن في الله، وحب المنافق في الشيطان " المتحابين في الله لابن قدامة.
قال أيضاً: " إذا ظهرت الغيبةُ ارتفعت الأخوة في الله " حلية الأولياء.
قال الإمام عبدالله بن المبارك: " ما أعياني شيء كما أعياني أني لا أجد أخاً في الله - عز وجل – " الصداقة والصديق لأبي حيان التوحيدي.
قال سفيان الثوري - رحمه الله - "إذ أحببت الرجل في الله، ثم أحدث في الإسلام فلم تبغضه عليه فلم تحبه في الله" حلية الأولياء.
قال أبو بكر الأبرري: " إذا أحببت أخاً في الله فأقل مخالطته في الدنيا " سير أعلام النبلاء.
قال مسروق: " حب أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- ومعرفة فضلهما من السنة " طبقات المحدثين لأبي الشيخ.
قال ابن عقيل -رحمه الله- " لولا أن القلوب تُوقن باجتماع ثانٍ لتفطرت المرائر لفراق المُحبين " المنتظم في تاريخ الملوك والأمم.
قال شيخ الإسلام: " واعلم أن كل من أحب شيئاً لغير الله - فلا بد أن يضره محبوبه، ويكون ذلك سبباً لعذابه.
ولهذا كان الذين يكنزون الذهب والفضة، ولا ينفقونها في سبيل الله يمثل لأحدهم كنزه يوم القيامة شجاع أقرع يأخذ بلهزمتيه، يقول: أنا كنزك أنا مالك " مجموع الفتاوى.
لقد تكلم ابن تيمية عن (عقد الأخوة) هذا، وبين أن الحقوق التي ينشئها إذا كانت من جنس ما أقره النبي -صلى الله علية وسلم- في أحاديثه لكل مؤمن على المؤمنين فإنما هي: "حقوق واجبة بنفس الإيمان والتزامها بمنزلة التزام الصلاة والزكاة والصيام والحج، والمعاهدة عليها كالمعاهدة على ما أوجب الله ورسوله، وهذه ثابتة لكل مؤمن على كل مؤمن، وإن لم يحصل بينهما عقد مؤاخاة " مجموع الفتاوى.
عن زيد بن أسلم أن موسى -عليه السلام- قال: يا رب أخبرني بأهلك، الذين هم أهلك، الذين تؤويهم في ظل عرشك، يوم لا ظل إلا ظلك، فقال: قال: هم الطاهرة قلوبهم، البريئة أيديهم، الذين يتحابون لجلالي، الذين إذا ذكرت ذكروا بي، وإذا ذكروا ذكرت بهم، الذين يسبغون الوضوء على المكاره، وينيبون إلى ذكري كما تنيب النسور إلى وكرها، الذين يغضبون لمحارمي إذا استحلت، كما يغضب النمر إذا حرب، والذين يكلفون بحبي كما يكلف الصبي بحب الناس، الذين يعمرون مساجدي، ويستغفرون بالأسحار.
عن أبي إدريس الخولاني -رحمه الله-: " قال دخلت مسجد دمشق فإذا فتى براق الثنايا، وإذا الناس معه؛ فإذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه، وصدروا عن رأيه، فسألت عنه، فقيل، هذا معاذ بن جبل -رضي الله عنه-.
فلما كان من الغد هجرت فوجدته قد سبقني بالتهجير، ووجدته يصلي، فانتظرته حتى قضى صلاته، ثم جئته من قِبَل وجهه، فسلمت عليه، ثم قلت: والله إني لأحبك لله، فقال: آلله؟ فقلت: ألله، فقال: آلله؟ فقلت: ألله، فأخذني بحبوة ردائي، فجبذني إليه، فقال: أبشر؛ فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: " قال الله تعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيَّ، والمتجالسين فيَّ، والمتزاورين فيَّ، والمتباذلين فيَّ " حديث صحيح رواه مالك في الموطأ.
من لم يكن ذا خليل *** يقضى إليه بسره
ويستريح إليه *** في خير أمر وشره
فليس يعرف طعما *** من حلو عيش ومره
[إسحاق بن إبراهيم الموصلي]
أحب الصالحين ولست منهم *** لعلي أن أنال بهم شفاعه
وأكره من تجارته المعاصي *** ولو كنا سواء في البضاعه
[الشافعي]
يا رب كن لي وليا *** بالعون حتى أطيعك
لئن ذممتَ صنيعي *** لقد حمدتُ صنيعك
إن كنت أعصيك إني *** أحبّ فيك مطيعك
[محمود الوراق]
ولقد بلوت الناس ثم سبرتهم *** وخبرت ما وصلوا من الأنساب
فإذا القرابة لاتقرب قاطعاً *** وإذا المحبة أقرب الأنساب
[أحمد بن يحيى]
ما تاقت النفس إلى شهرة *** ألذ من حب صديق أمين
من فاته ود أخ صالح *** فذلك المغبون حق الغبين
[عبيد بن عمير]
ولا خير في الدنيا اذا أنت لم تزر *** خليلاً ولم ينظر إليك حبيب
[.............]
1- يا بني؛ صل أقاربك، وأكرم إخوانك، وليكن خِلانك من إذا فارقوك وفارقتهم لم تغب عنهم.
2- ليس المحب الذي يرجو من محبوبه عوضاً، أو يطلب منه عرضاً؛ فإن المحب من يبذل لك، ليس من المحب من يبذَل له.
3- من مات محبًّا مات شهيداً، ومن عاش مخلصاً عاش سعيداً؛ وكلا الأمرين بتوفيق الله.
4- من أحب الناس والأصدقاء بإخلاص أحب نفسه.
5- الحبة في المتابعة.
6- عين الحب عمياء.
7- المحبة توجب الألفة.
8- المنفعة توجب المحبة.
9- العدل يوجب اجتماع القلوب، والجور يوجب المباعدة.
10- الانبساط يوجب المؤانسة، والانقباض يوجب الوحشة.
11- حسن الخلق يوجب المودة، وسوء الخلق يوجب الوحشة.
12- بحسن المعاشرة تدوم المحبة.
13- بخفض الجانب تأنس النفوس.