¦۞¦ الغضب نزعة من نزعات الشيطان¦۞¦1- قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) [الشورى:37].
2- قال تعالى: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران133-134].
أحاديث
1- عن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال: استب رجلان عند النبى صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسب صاحبه مغضبا قد احمر وجهه فقال النبى صلى الله عليه وسلم: (إنى لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم). فقالوا للرجل: ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم؟! قال: إني لست بمجنون رواه البخاري ومسلم.
2- عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني. قال: (لا تغضب). فردد مراراً، قال
لا تغضب) رواه البخاري.
3- عن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) رواه البخاري ومسلم.
4- عن أبي ذر رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع) رواه أبو داود وأحمد وصححه الألباني.
5- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا غضبت فاسكت) رواه ابن شاهين في الفوائد، وحسنه الألباني.
آثار
1- قال لقمان الحكيم: " ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان: من إذا رضي لم يخرجه رضاه إلى الباطل، وإذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق، وإذا قدر لم يتناول ما ليس له ".
2- قال ابن القيم: " فإن الغضب عدو العقل، وهو له كالذئب للشاة قلَّ ما يتمكن منه إلا اغتاله " إغاثة اللهفان في طلاق الغضبان.
3- وقال رحمه الله: " وأما الغضب فهو غول العقل يغتاله كما يغتال الذئب الشاة وأعظم ما يفترسه الشيطان عند غضبه وشهوته " التبيان في أقسام القرآن لابن القيم.
4- وقال رحمه الله: " إن الغضب مرض من الأمراض، وداء من الأدواء؛ فهو في أمراض القلوب نظير الحمى والوسواس والصرع في أمراض الأبدان، فالغضبان المغلوب في غضبه كالمريض والمحموم والمصروع المغلوب في مرضه والمبرسم المغلوب في برسامه " إغاثة اللهفان في طلاق الغضبان.
5- وقال رحمه الله: " إذا اقتدحت نار الانتقام من نار الغضب ابتدأت بإحراق القادح، أَوْثِقْ غضبك بسلسلة الحلم؛ فإنه كلب إن أفلت أتلف " الفوائد.
6- وقال رحمه الله: " وهكذا الغضبان فإنه إذا اشتد به الغضب يألم بحمله فيقول ما يقول، ويفعل ما يفعل؛ ليدفع عن نفسه حرارة الغضب، فيستريح بذلك, وكذلك يلطم وجهه, ويصيح صياحاً قوياً, ويشق ثيابه, ويلقي ما في يده؛ دفعاً لألم الغضب, وإلقاء لحمه منه, وكذلك يدعو على نفسه وأحب الناس إليه فهو يتكلم بصيغة الطلب والاستدعاء والدعاء, وهو غير طالب لذلك في الحقيقة فكذلك يتكلم بصيغة الإنشاء وهو غير قاصد لمعناها, ولهذا يأمر الملوك وغيرهم عند الغضب بأمور يعلم خواصهم أنهم تكلموا بها دفعاً لحرارة الغضب، وأنهم لا يريدون مقتضاها فلا يمتثله خواصهم، بل يؤخرونه، فيحمدونهم على ذلك إذا سكن غضبهم, وكذلك الرجل وقت شدة الغضب يقوم ليبطش بولده أو صديقه، فيحول غيره بينه وبين ذلك، فيحمدهم بعد ذلك كما يحمد السكران والمحموم ونحوهما من يحول بينه وبين ما يهم بفعله في تلك الحالة " إغاثة اللهفان في طلاق الغضبان.
7- قال ابن حبان: " والخلق مجبولون على الغضب، والحلم معا، فمن غضب وحلم في نفس الغضب فإن ذلك ليس بمذموم ما لم يخرجه غضبه إلى المكروه من القول والفعل على أن مفارقته في الأحوال كلها أحمد " روضة العقلاء.
8- قال رحمه الله: " سرعة الغضب من شيم الحمقى كما أن مجانبته من زي العقلاء, والغضب بذر الندم؛ فالمرء على تركه قبل أن يغضب أقدر على إصلاح ما أفسد به بعد الغضب " روضة العقلاء.
9- عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال ( علموا وبشروا ولا تعسروا وإذا غضب أحدكم فليسكت ).
* قال ابن رجب: " هذا دواء عظيم للغضب؛ لأن الغضبان يصدر منه في حال غضبه من القول ما يندم عليه في حال زوال غضبه كثيراً من السباب وغيره مما يعظم ضرره, فإذا سكت زال هذا الشر كله عنده " جامع العلوم والحكم.
10- قال ابن تيمية: " ما تجرع عبد جرعة أعظم من جرعة حلم عند الغضب، وجرعة صبر عند المصيبة؛ وذلك لأن أصل ذلك هو الصبر على المؤلم، وهذا هو الشجاع الشديد الذي يصبر على المؤلم، والمؤلم إن كان مما يمكن دفعه أثار الغضب، وإن كان مما لا يمكن دفعه أثار الحزن، ولهذا يحمر الوجه عند الغضب لثوران الدم عند استشعار القدرة، ويصفر عند الحزن لغور الدم عند استشعار العجز " الاستقامة.
11- قال ابن رجب: " والغضب: هو غليان دم القلب المؤذي عنه خشية وقوعه أو طلباً للانتقام ممن حصل له منه الأذى بعد وقوعه، وينشأ من ذلك كثير من الأفعال المحرمة؛ كالقتل والضرب وأنواع الظلم والعدوان، وكثير من الأقوال المحرمة كالقذف والسب والفحش, وربما ارتقى إلى درجة الكفر كما جرى لجبلة بن الأيهم " جامع العلوم والحكم.
12- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ليس الشديد بالصُّرَعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب).
* قال ابن تيمية: " ولهذا كان القوي الشديد هو الذي يملك نفسه عند الغضب حتى يفعل ما يصلح دون ما لا يصلح، فأما المغلوب حين غضبه فليس هو بشجاع ولا شديد " الاستقامة.
* قال الزرقاني: " لما كان الغضبان بحالة شديدة من الغيظ, وقد ثارت عليه شدة من الغضب, فقهرها بحلمه, وصرعها بثباته، وعدم عمله بمقتضى الغضب - كان كالصرعة الذي يصرع الرجال ولا يصرعونه " شرح الزرقاني على موطأ مالك.
13- قال الشيخ عبد الرحمن السعدي: " ومن الأمور النافعة أن تعلم أن أذية الناس لك وخصوصا في الأقوال السيئة لا تضرك بل تضرهم إلا إن أشغلت نفسك في الاهتمام بها, وسوغت لها أن تملك مشاعرك, فعند ذلك تضرك كما ضرتهم, فإن أنت لم تصنع لها بالاً, لم تضرك شيئاً " الوسائل المفيدة للحياة السعيدة لابن سعدي.
14- قال رحمه الله: " ومن الأسباب الموجبة للسرور وزوال الهم والغم: السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم , وفي تحصيل الأسباب الجالبة للسرور , وذلك بنسيان ما مضى من المكاره التي لا يمكنه ردُّها , ومعرفته أن اشتغال فكره فيها من باب العبث والمحال , وأن ذلك حمق وجنون " الوسائل المفيدة للحياة السعيدة لابن سعدي.
قصص
1- عن عائشة زوج النبى صلى الله عليه وسلم ورضي عنها حين قال لها أهل الإفك ما قالوا، فبرأها الله مما قالوا كل حدثنى طائفة من الحديث - فأنزل الله ( إن الذين جاءوا بالإفك ) العشر الآيات كلها فى براءتى. فقال أبو بكر الصديق -وكان ينفق على مسطح لقرابته منه-: والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا، بعد الذى قال لعائشة. فأنزل الله (ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولى القربى) الآية. قال أبو بكر: بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي. فرجع إلى مسطح النفقة التى كان ينفق عليه، وقال: والله لا أنزعها عنه أبداً.
2- قال أبو مسعود البدري رضي الله عنه: كنت أضرب غلاما لي بالسوط فسمعت صوتاً من خلفي (اعلم أبا مسعود) فلم أفهم الصوت من الغضب -قال- فلما دنا مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يقول: (اعلم أبا مسعود اعلم أبا مسعود). قال: فألقيت السوط من يدي فقال: (اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام). قال: فقلت: لا أضرب مملوكاً بعده أبداً.
3- قال نوح بن حبيب: كنت عند ابن المبارك فألحوا عليه. فقال: هاتوا كتبكم حتى أقرأ. فجعلوا يرمون إليه الكتب من قريب ومن بعيد، وكان رجل من أهل الري يسمع كتاب الاستئذان فرمى بكتابه فأصاب صلعة ابن المبارك حرفُ كتابه فانشق، وسال الدم , فجعل ابن المبارك يعالج الدم حتى سكن ثم قال: سبحان الله كاد أن يكون قتال ثم بدأ بكتاب الرجل فقرأه.
4- قال مورق العجلي: " ما امتلأتُ غضباً قط، ولا تكلمتُ في غضب قط بما أندم عليه إذا رضيت ".
5- عن وائل رضي الله عنه قال: إني لقاعد مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ إذ جاء رجل يقود آخر بنسعة، فقال: يا رسول الله! هذا قتل أخي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (أقتلته)؟ فقال: إنه لو لم يعترف أقمت عليه البينة. قال: نعم قتلته، قال: (كيف قتلته)؟ قال: كنت أنا وهو نحتطب من شجرة، فسبني، فأغضبني، فضربته بالفأس على قرنه، فقتلته. رواه مسلم.
6- رُوي أن جبلة بن الأيهم بن أبي شمر الغساني لما أراد أن يسلم، كتب إلى عمر بن الخطاب يعلمه بذلك ويستأذنه في القدوم عليه، فسرّ عمر لذلك والمسلمون، فكتب إليه: أن اقدم ولك ما لنا وعليك ما علينا، فخرج جبلة في خمسمائة فارس، فلما دنا من المدينة لبس جبلة تاجه وألبس جنوده ثياباً منسوجة من الذهب والفضة، ودخل المدينة؛ فلم يبق أحد إلا خرج ينظر إليه حتي النساء والصبيان، فلما انتهى إلى عمر رحَّب به وأدنى مجلسه! ثم أراد الحج، فخرج معه جبلة؛ فبينا هو يطوف بالبيت إذ وَطِئَ على إزاره رجل من بني فزارة، فحلّه، فالتفت إليه جبلة مغضباً، فلطمه فهشم أنفه، فاستعدى عليه الفزاري عمر بن الخطاب، فبعث إليه، فقال: ما دعاك يا جبلة إلى أن لطمت أخاك هذا الفزاري فهشمت أنفه؟! فقال: إنه وطئ إزاري، فحلّه ولولا حرمة البيت لضربت عنقه، فقال له عمر: أما الآن فقد أقررت؛ فإما أن ترضيه، وإلا أقدته منك، قال: أتقيده مني وأنا ملك وهو سوقة؟! قال عمر: يا جبلة! إنه قد جمعك وإياه الإسلام؛ فما تفضله بشيء إلا بالتقوى والعافية، قال جبلة: والله لقد رجوت أن أكون في الإسلام أعز مني في الجاهلية، قال عمر: دع عنك هذا؛ فإنك إن لم تُرْضِ الرجل أقدته منك، قال جبلة: إذن أتنصر، قال: إن تنصرت ضربت عنقك، فقال جبلة : أخّرني إلى غدٍ يا أمير المؤمنين، قال: لك ذلك، ولما كان الليل خرج جبلة وأصحابه من مكة، وسار إلى القسطنطينية فتنصّر، ثم إن جبلة طال به العهد في الكفر، فتفكر في حاله، فجعل يبكي، وأنشأ يقول:
تنصرت الأشراف من عار لطمة *** وما كان فيها لو صبرت لها ضرر
تكنفني منهـا لجـاج ونخـوة *** وبعت لها العين الصحيحة بالعـور
فيا ليت أمـي لم تلدني وليتني *** رجعت إلى القول الذي قال لي عمر
ويا ليتني أرعى المخاض بقفرة *** وكنت أسير في ربيعـة أو مضـر
ويا ليت لي بالشام أدنى معيشة *** أجالس قومي ذاهب السمع والبصر
7- قال مروان بن الحكم في وصيته لابنه عبد العزيز : " وإن كان بك غضب على أحد من رعيتك - فلا تؤاخذه به عند سورة الغضب، واحبس عنه عقوبتك حتى يسكن غضبك، ثم يكون منك ما يكون وأنت ساكن الغضب منطفئ الجمرة؛ فإن أول من جعل السجن كان حليماً ذا أناة ".
8- كتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى إلى عامل من عماله " أن لا تعاقب عند غضبك، وإذا غضبت على رجل فاحبسه، فإذا سكن غضبك فأخرجه، فعاقبه على قدر ذنبه ".
9- قال المعتمر بن سليمان: كان رجل ممن كان قبلكم يغضب, ويشتد غضبه، فكتب ثلاث صحائف, فأعطى كل صحيفة رجلاً, وقال للأول: إذا اشتد غضبي فقم إلي بهذه الصحيفة وناولنيها، وقال للثاني: إذا سكن بعض غضبي فناولنيها، وقال للثالث: إذا ذهب غضبي فناولنيها. وكان في الأولى: اقصر فما أنت وهذا الغضب إنك لست بإله إنما أنت بشر يوشك أن يأكل بعضك بعضاً، وفي الثانية: ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء، وفي الثالثة : احمل عباد الله على كتاب الله؛ فإنه لا يصلحهم إلا ذاك.
10- قال المسترشد بالله في وصيته لقاضيه علي بن الحسين الزينبي: " أن يجعل التواضع والوقار شيمته, والحلم دأبه وخليقته؛ فيكظم غيظه عند احتدام أواره، واضطرام ناره، مجتنباً عزة الغضب الصائرة إلى ذلة الاعتذار ".
11- قال ابن عباس رضي الله عنهما استأذن الحر بن قيس لعيينة فأذن له عمر، فلما دخل عليه قال: هي يا ابن الخطاب؛ فوالله ما تعطينا الجزْل- أي العطاء الكثير-، ولا تحكم بيننا بالعدل، فغضب عمر حتى همَّ به. فقال له الحر: يا أمير المؤمنين! إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) [الأعراف:199] وإن هذا من الجاهلين. والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه, وكان وقافاً عند كتاب الله.
12- خطب معاوية يوماً فقال له رجل: كذبت. فنزل مغضباً فدخل منزله، ثم خرج عليهم تقطر لحيته ماءً، فصعد المنبر فقال: أيها الناس إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان من النار، فإذا غضب أحدكم فليطفئه بالماء، ثم أخذ في الموضع الذي بلغه من خطبته.
13- قال عروة بن محمد: لما استعملت على اليمن قال لي أبي: أوليت اليمن؟ قلت: نعم، قال: فإذا غضبت فانظر إلى السماء فوقك وإلى الأرض أسفل منك ثم أعظم خالقهما.
14- هذه جارية لعلي بن الحسين جعلت تسكب عليه الماء, فتهيأ للصلاة, فسقط الإبريق من يد الجارية على وجهه فشجه, فرفع علي بن الحسين رأسه إليها، فقالت الجارية: إن الله -عز وجل- يقول: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ) فقال لها: قد كظمت غيظي. قالت: (وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ) فقال لها: قد عفا الله عنك. قالت: (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) قال: اذهبي فأنت حرة.
أشعار
وعين الرضا عن كل عيب كليلة *** ولكن عين السخط تبدي المساويا
[..........]
وعين البغض تبرز كل عيب *** وعين الحب لا تجد العيوبا
[..........]
وتغضب حتى إذا ما ملكتَ *** أطعتَ الرضا وعصيتَ الغضب
[..........]
يخاطبني السفيه بكل قبح *** فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة وأزيد حلمـا *** كعود زاده الإحراق طيبا
[..........]
ولم أر في الأعداء حين اختبرتهم *** عدواً لعقل المرء أعدى من الغضب
[الكريزي]
ليست الأحلام في حال الرضا *** إنما الأحلام في حال الغضب
[..........]
والحلم آفته الجهل المضرُّ به *** والعقل آفته الإعجاب والغضب
[..........]
لا تغضبن على قوم تحبهم *** فليس ينجيك من أحبابك الغضب
[..........]
حكم
1- الغضب صدأ العقل.
2- إضمارك الغضب على من فوقك مهلكٌ أو مضنٍ.
3- أحضر الناس جواباً من لم يغضب.
4- احذر أخاك إذا غضب.
5- الغضب يثير كامن الحقد.
6- أقرب ما يكون العبد من غضب الله إذا غضب.
7- من أضاع غضبه أطاع أدبه.
8- لا يقوم عز الغضب بذل الاعتذار.
9- أبق لرضاك من سخطك، وإذا طرت فقع قريباً.
10- الغضب يصدأ العقل حتى لا يرى صاحبه فيه صورة حسنٍ فيفعله، ولا صورة قبيحٍ فيجتنبه.
11- أول الغضب جنونٌ، وآخره ندمٌ.
12- شدة الغضب تعثر المنطق، وتقطع مادة الحجة، وتفرق الفهم.
13- غضب الجاهل في قوله، وغضب العاقل في فعله.
14- من ظهر غضبه قلّ كيده.
15- لا يحملنك الغضب على اقتراف إثمٍ؛ فتشفي غيظك، وتسقم دينك.
16- أشد الجهاد مجاهدة الغيظ.
17- عقوبة الغضب تبدأ بالغضبان، فتثلم دينه وتقبح صورته، وتعجل ندمه.
18- الغضب غول الحلم.
19- قيل: أفضل البر ثلاثة: الصدق في الغضب، والجود في العسرة، والعفو عند المقدرة.
20- سئل أحد الحكماء: ما الذي يهرم؟ فقال: الغضب والحسد، وأبلغ منهما الغم.
21- سئل أحد الحكماء ما الذي في الملك من التزيين والتهجين؟ فقال: أما التزيين فعمارة الذهن بالحكمة، وجلاء العقل بالأدب، وقمع الشهوة بالعفاف، وردع الغضب بالحلم، وقطع الحرص بالقنوع، وإماتة الحسد بالزهد، وتذليل المرح بالسكون، ورياضة النفس حتى تصير مطية قد ارتاضت فتصرفت حيث صرفها فارسها في طلب العليات، وهجر الدنيات. ومن التهجين: تعطيل الذهن من الحكمة، وتوسيخ العقل بضياع الأدب، وإثارة الشهوة بأتباع الهوى، وإضرام الغضب بالانتقام، وإمداد الحرص بالطلب.