۞ منتديات كنوز الإبداع ۞
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

۞ منتديات كنوز الإبداع ۞


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 [◙]◄ العدل ومكانته في الشرائع ►[◙]

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سيف الدين

عضو جديد  عضو جديد
سيف الدين


الجنس : ذكر
العمر : 37
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 11/03/2012
عدد المساهمات : 23

[◙]◄ العدل ومكانته في الشرائع ►[◙]   Empty
مُساهمةموضوع: [◙]◄ العدل ومكانته في الشرائع ►[◙]    [◙]◄ العدل ومكانته في الشرائع ►[◙]   Icon_minitimeالسبت 24 مارس 2012, 5:02 am

[◙]◄ العدل ومكانته في الشرائع ►[◙]   YZV19228


[◙]◄ العدل ومكانته في الشرائع ►[◙]


احترام العدل تقليدٌ تتوارثه الأمم المحترمة ، وتقيم له الضمانات ، وتبني له السياجات ، من أجل أن يرسخ ويستقرَّ.

وإن الحضارات الإنسانية لا تبلغ أوج عزها، ولا ترقى إلى عز مجدها إلا حين يعلو العدل تاجها، ويتلألأ به مفرقها. تبسطه على القريب والغريب ، والقوي والضعيف ، والغني والفقير، والحاضر والباد.

العدل تواطأت على حسنه الشرائع الإلهية ، والعقول الحكيمة ، والفطر السوية. وتمدح بادعاء القيام به ملوك الأمم وقادتها، وعظماؤها وساستها.

حسن العدل وحبه مستقر في الفطر، فكل نفس تنشرح لمظاهر العدل مادام بمعزلٍ عن هوى يغلبها في قضية خاصة تخصها.

لقد دلت الأدلة الشرعية وسنن الله في الأولين والآخرين أن العدل دعامة بقاء الأمم ، ومستقر أساسات الدول، وباسط ظلال الأمن ، ورافع أبنية العز والمجد ، ولا يكون شيء من ذلك بدونه.

القسط والعدل هو غاية الرسالات السماوية كلها : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِٱلْبَيّنَـٰتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلْقِسْطِ وَأَنزْلْنَا ٱلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَـٰفِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِٱلْغَيْبِ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ }[الحديد:25].

إن أية أمة تعطلت من هذه الخلة الجليلة فلا تجد فيها إلا آفاتٍ جائحةً ، وزوايا قاتلةً ، وبلايا مهلكةً ، وفقرًا معوزًا ، وذلاً معجزًا ، ثم لا تلبث بعد ذلك أن تبتلعها بلاليع العدم وتلتهمها أمهات اللَّهم .

بالعدل قامت السموات والأرض ، وللظلم يهتز عرش الرحمن. العدل مفتاح الحق ، وجامع الكلمة ، ومؤلف القلوب.

إذا قام في البلاد عمَّر، وإذا ارتفع عن الديار دمَّر. إن الدول لتدوم مع الكفر مادامت عادلة ، ولا يقوم مع الظلم حقٌ ولا يدوم به حكم.

العدل في حقيقته تمكين صاحب الحق ليأخذ حقه. في أجواء العدل يكون الناس في الحق سواء لا تمايز بينهم ولا تفاضل ، بالعدل يشتد أزر الضعيف ويقوى رجاؤه ، وبالعدل يهون أمر القوي وينقطع طمعه. { لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ }[البقرة:279].

قال الله تَعَالَى : { إنَّ اللهَ يَأمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } [النحل:90].
وقَالَ تَعَالَى : { إنَّمَا المُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ } [الحجرات:10].
وقال تَعَالَى : { أذِلَّةٍ عَلَى المُؤمِنينَ أعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرينَ } [المائدة:54].
وقال تَعَالَى : { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ } [الفتح:29].

وإن أمة الإسلام هي أمة الحق والعدل ، والخير والوسط ، نصبها ربها قوامةً على الأمم في الدنيا، شاهدةً عليهم في الآخرة ، خير أمةٍ أخرجت للناس ، يهدون بالحق وبه يعدلون ، يتواصون بالحق والصبر، ويتنافسون في ميادين الخير والبر، ويتسابقون إلى موجبات الرحمة والأجر.

أمةٌ أمرها ربها بإقامة العدل في كتابه أمرًا محكمًا وحتمًا لازمًا: { إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ ٱلامَـٰنَـٰتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِٱلْعَدْلِ إِنَّ ٱللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً }[النساء:58].

{ يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِٱلْقِسْطِ شُهَدَاء للَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ ٱلْوٰلِدَيْنِ وَٱلاْقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَٱللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }[النساء:135].

لا أعدل ولا أتم ولا أصدق ولا أوفى من عدل شريعة الله ، فهي مبنية على المصالح الخالصة أو الراجحة ، بعيدة عن أهواء الأمم وعوائد الضلال ، لا تعبأ بالأنانية والهوى ، ولا بتقاليد الفساد. إنها لمصالح النوع البشري كله ليس لقبيلة أو بلد أو جنس.

{ فَلِذَلِكَ فَٱدْعُ وَٱسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ ءامَنتُ بِمَا أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَـٰبٍ وَأُمِرْتُ لأَِعْدِلَ بَيْنَكُمُ ٱللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَـٰلُنَا وَلَكُمْ أَعْمَـٰلُكُمْ لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ٱللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ }[الشورى:15].

عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما : أنَّ أباه أتَى بِهِ رسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال : إنِّي نَحَلْتُ ابْنِي هَذَا غُلاماً كَانَ لِي، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : ( أكُلَّ وَلَدِكَ نَحَلْتَهُ مِثْلَ هَذَا ؟ ) فقال : لا، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : (فَأرْجِعهُ).
وفي روايةٍ: فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : (أَفَعَلْتَ هذَا بِوَلَدِكَ كُلِّهِمْ؟)) قال: لا، قال : ( اتَّقُوا الله واعْدِلُوا فِي أوْلادِكُمْ ) فَرَجَعَ أبي، فَرَدَّ تِلْكَ الصَّدَقَةَ.
وفي روايةٍ : فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (يَا بَشيرُ ألَكَ وَلَدٌ سِوَى هَذَا؟)) فقالَ: نَعَمْ، قال: (أكُلَّهُمْ وَهَبْتَ لَهُ مِثْلَ هذَا؟) قال: لا، قال: (فَلاَ تُشْهِدْنِي إذاً فَإنِّي لاَ أشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ).
وفي روايةٍ : ( لاَ تُشْهِدْنِي عَلَى جَوْرٍ).
وفي رواية : ( أشْهِدْ عَلَى هذَا غَيْرِي !) ثُمَّ قال : ( أيَسُرُّكَ أنْ يَكُونُوا إلَيْكَ في البِرِّ سَواءً ؟ ) قال: بَلَى، قال: (فَلا إذاً). متفق عليه.


إن الإسلام صدقٌ كله ، خيره وحكمه عدلٌ : { وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدّلِ لِكَلِمَـٰتِهِ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ }[الأنعام:115].

عدل الإسلام يسع الأصدقاء والأعداء ، والأقرباء والغرباء ، والأقوياء والضعفاء ، والمرؤوسين والرؤساء. عدل الإسلام ينظم كل ميادين الحياة ومرافقها ودروبها وشؤونها. في الدولة والقضاء ، والراعي والرعية ، والأولاد والأهلين. عدلٌ في حق الله. وعدل في حقوق العباد في الأبدان والأموال ، والأقوال والأعمال. عدلٌ في العطاء والمنع ، والأكل والشرب. يُحق الحق ويمنع البغي في الأرض وفي البشر.

قال وهب بن منبه : " إذا هم الحاكم بالجور أو عمل به أدخل الله النقص على أهل مملكته حتى في الأسواق والأرزاق والزرع والضرع وكل شيء وإذا هم بالخير أو العدل أدخل الله البركة في أهل مملكته كذلك " الكبائر للذهبي.

وقال شيخ الإسلام : " كل نعمة منه فضل، وكل نقمة منه عدل " مجموع الفتاوى.

وقال رحمه الله : " جماع الحسنات العدل، وجماع السيئات الظلم " مجموع الفتاوى.

وقال رحمه الله : " وكل عمل يؤمر به فلا بد فيه من العدل فالعدل مأمور به في جميع الأعمال والظلم منهي عنه نهيا مطلقا ولهذا جاءت أفضل الشرائع والمناهج بتحقيق هذا كله وتكميله فأوجب الله العدل لكل أحد على كل أحد في كل حال " مجموع الفتاوى.

وقال ابن القيم : " الشريعة عدل كلها ، ورحمة كلها ، ومصالح كلها ، فكل مسألة خرجت من العدل إلى الجور، وعن الرحمة إلى ضدها، وعن المصلحة إلى المفسدة ، وعن الحكمة إلى العبث ، فليست من الشريعة وإن أدخلت فيها بالتأويل " إعلام الموقعين.

وقال ابن الجوزي : " ميزان العدل يوم القيامة تبين فيه الذرة، فيجزى العبد على الكلمة قالها في الخير، والنظرة نظرها في الشر؛ فيا من زاده من الخير طفيف احذر ميزان عدل لا يحيف " .

وإن من أولى ما يجب العدل فيه من الحق حق الله سبحانه في توحيده وعبادته، وإخلاص الدين له كما أمر وشرع خضوعًا وتذللاً، ورضًا بحكمه وقدره، وإيمانًا بأسمائه وصفاته. وأظلم الظلم الشرك بالله عز وجل، وأعظم الذنب أن تجعل لله ندًا وهو خلقك.

ثم العدل في حقوق العباد تُؤدى كاملة موفورة، ماليةً أو بدنية، قولية أو عملية. يؤدي كل والٍ ما عليه مما تحت ولايته في ولاية الإمامة الكبرى ثم نواب الإمام في القضاء والأعمال في كل ناحية أو مرفق.

في الحديث الصحيح : (( إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن – وكلتا يديه يمين – الذين يعدلون في حكمهم وفي أهلهم وما ولوا )) .

وإن ولاة أمور المسلمين حق عليهم أن يقيموا العدل في الناس. وقد جاء في مأثور الحكم والسياسات: لا دولة إلا برجال، ولا رجال إلا بمال، ولا مال إلا بعمارة، ولا عمارة إلا بعدل.

حكم كله عدل ورحمة في خفض الجناح ولين الجانب، وقوة الحق، عدلٌ ومساواة تكون فيه المسؤوليات والولايات والأعمال والمهمات تكليفًا قبل أن تكون تشريفًا، وتبعات لا شهوات، ومغارم لا مغانم، وجهادًا لا إخلادًا، وتضحيةً لا تحليةً، وميدانًا لا ديوانًا، وأعمالاً لا أقوالاً، وإيثارًا لا استئثارًا. إنصافٌ للمظلوم، ونصرة للمهضوم، وقهرٌ للغشوم، وردع للظلوم، رفع المظالم عن كواهل المقروحة أكبادهم، ورد الاعتبار لمن أذلهم البغي اللئيم، لا تأخذهم في الحق لومة لائم، ولا تعويق واهم، وإن حدًا يقام في الله خير من أن يمطروا أربعين صباحًا.

سرقت امرأة من بني خزيمة أثناء فتح مكة، وأراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقيم عليها الحدَّ ويقطع يدها، فذهب أهلها إلى أسامة بن زيد وطلبوا منه أن يشفع لها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لا يقطع يدها، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب أسامة حبَّا شديدًا.
فلما تشفع أسامة لتلك المرأة تغير وجه الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال له: (أتشفع في حد من حدود الله؟!). ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم فخطب في الناس، وقال: (فإنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعتُ يدها) [البخاري].

ذات يوم، اختلف الإمام على -رضي الله عنه- مع يهودي في درع (يُلبس كالرداء على الصدر في الحروب)، فذهبا إلى القاضي، وقال الإمام علي: إن هذا اليهودي أخذ درْعِي، وأنكر اليهودي ذلك، فقال القاضي للإمام علي: هل معك من شهود؟ فقال الإمام علي: نعم، وأحضر ولده الحسين، فشهد الحسين بأن هذا الدرع هو درع أبيه. لكن القاضي قال للإمام علي: هل معك شاهد آخر؟
فقال الإمام علي: لا.
فحكم القاضي بأن الدرع لليهودي؛ لأن الإمام عليا لم يكن معه من الشهود غير ولده. فقال اليهودي: أمير المؤمنين جاء معي إلى قاضي المسلمين فقضى على أمير المؤمنين ورضى. صدقتَ والله يا أمير المؤمنين.. إنها لدرعك سقطتْ عن جمل لك التقطتُها؛ أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. فأعطاه الإمام على الدرع فرحًا بإسلامه.

من روائع عدل المسلمين ما تناقلته كتب التأريخ، أن عمر بن عبد العزيز رحمه الله حين استُخلف، وفد عليه قوم من أهل سمرقند، ورفعوا إليه أن كتيبة دخلت مدينتهم، وأسكنها المسلمين على غدر، فكتب عمر إلى عامله أن ينصب لهم قاضيًا ينظر فيما ذكروا، فإن قضى بإخراج المسلمين أُخرجوا، فنصب لهم جميع بن حاضر الباجي فحكم القاضي بإخراج المسلمين على أن ينابذوهم على سواء، فكره أهل سمرقند الحرب، وأقروا المسلمين فأقاموا بين أظهرهم.

كتب عامل من عمال حمص إلى عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه: أما بعد فإن مدينة حمص قد تهدمت واحتاجت إلى إصلاح. فكتب إليه عمر: حصنها بالعدل ونق طرقها من الجور؛ والسلام.

قال عمرو بن المهاجر قال لي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: إذا رأيتني قد ملت عن الحق فضع يدك في تلبابي ثم قل: يا عمر! ما تصنع؟.

قال عمر بن عبد العزيز لجلسائه: من صحبني منكم فليصحبني بخمس خصال: يدلني من العدل إلى مالا أهتدي له، ويكون لي على الخير عوناً، ويبلغني حاجة من لا يستطيع إبلاغها، ولا يغتاب عندي أحداً، ويؤدي الأمانة التي حملها مني ومن الناس، فإذا كان كذلك فحيهلا به، وإلا فهو في حرج من صحبتي والدخول عليَّ.

وفي مثل هذا صح الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( أهل الجنة ثلاثة : ذو سلطان مقسط متصدق موفق ، ورجلٌ رحيمٌ رقيق القلب لكل ذي قربى ، ومسلم عفيف متعفف ذو عيال )) . والإمام العادل سابع سبعةٍ يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله .

أما نزاهة القضاء ونقاء ضمائر القضاة فحسبك به من عدل وقسط، صاحب الحق في جو القضاء العادل يشعر بالثقة والأمان، في أروقة المحاكم وفي دواوين القضاء، مطمئنٌ إلى عدالة القضية ونزاهة الحكم وشرف سرائر الحكام. والمتهم بريء حتى تثبت إدانته، ولأن يخطئ الحاكم في العفو خيرٌ من أن يخطئ في العقوبة، هذا تعرفه دنيا الحضارات ودين أهل الإسلام. القاضي العادل يواسي الناس بلحظه ولفظه، وفي وجهه ومجلسه، لا يطمع شريف في حيفه، ولا ييأس ضعيف من عدله، لا يميل مع هوى، ولا يتأثر بود، ولا ينفعل مع بغض. لا تتبدل التعاملات عنده مجاراةً لصهر أو نسب، ولا لقوة أو ضعف، يزن بالقسطاس، وبالعدل يقضي. يدني الضعيف حتى يشتد قلبه وينطلق لسانه، وبتعاهد الغريب حتى يأخذ حقه، وما ضاع حق غريب إلا من ترويعه وعدم الرفق به.

جاء في الخبر عنه : (( إن الله مع القاضي ما لم يجر فإذا جار تخلى الله عنه ولزمه الشيطان )) ، وفي رواية الحاكم : (( فإذا جار تبرأ الله منه )).

وَلَمْ تَـزَلْ قِلَّـةُ الإِنْصَـافِ قَاطِعَةً *** بَيْنَ الرِّجَالِ وَلَو كَانُوا ذَوِي قُرْبَى
[المتنبي]

وَالْجَورُ فِي النَّاسِ لا تَخْفَى مَعَالِمُـهُ *** وَالْعَدْلُ مِنْ دُونِهِ الأَسْتَارُ وَالظُّلُمُ
[صالح بن عبد الله بن مغل]

إِذَا قُلْـتُ أَنْصِفْنِـي وَلا تَظْلِمَنَّنِـي *** رَمَى كُـلَّ حَـقٍّ أَدَّعِيـهِ بِبَاطِلِ
فَمَاطَلْتُهُ حَتَّى ارْعَوَى وَهْـوَ كَـارِهٌ *** وَقَدْ يَرْعَوِي ذُو الشَّغْبِ عِنْدَ التَّجَادُلِ
[أبو الأَسود الدؤليّ]

عَلَيْـكَ بِالْعَدْلِ إِنْ وَلَّيْتَ مَمْلَكَـةُ *** وَاحْذَرْ مِنَ الْجَوْرِ فِيهَا غَايَةَ الْحَذَرِ
فَالْعَـدْلُ يُبْقِيهِ أَنَّى احْتَلَّ مِنْ بَلَـدٍ *** وَالْجَورُ يُفْنِيهِ فِي بَدْوٍ وَفِي حَضَرٍ
[أبو الفتح البستي]

آخِ الْكِـرَامَ الْمُنْصِفِيـنَ وصِلْهُـمُ *** وَاقْطَعْ مَوَدَّةَ كُلِّ مَنْ لا يُنْصِـفُ
[..........]

أَدِّ الأَمَانَـةَ وَالْخِيَـانَـةَ فَاجْتَنِـبْ *** وَاعْدِلْ وَلا تَظْلِم يَطِيبُ الْمَكْسَبُ
[علي بن أبي طالب]

إِذَا أَنْتَ لَمْ تُنْصِفْ أَخَاكَ وَجَدْتَـهُ *** عَلَى طَرَفِ الْهِجْرَانِ إِنْ كَانَ يَعْقِلُ
[مَعْن بن أَوْس]

وَمَا كُـلُّ مَنْ تَهْـوَى يَوَدُّكَ قَلْبُـهُ *** وَلا كُلُّ مَنْ صَاحَبْتَهُ لَكَ مُنْصِفُ
[..........]

عدلٌ في كل ميدان، وقسط يكفل الحق للناس كل الناس ولو كان من غير المسلمين والأعداء المناوئين: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ للَّهِ شُهَدَاء بِٱلْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَانُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ ٱعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ [المائدة:8].

هذا هو العدل العالمي الذي جاء به محمد منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا عدلٌ يتم فيه ضبط النفس والتحكم في المشاعر. إنه القمة العليا والمرتقى الصعب الذي لا يبلغه إلا من رضي بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ نبيًا ورسولاً، وبدينه دستورًا وحكمًا. إنه عدل محمد ، مكيالٌ واحدٌ وميزانٌ واحدٌ.

ولقد انتظر بكم الزمان ـ أيها الأخوة ـ وطالت بكم الحياة حتى رأيتم أممًا آتاها الله بسطة في القوة والسيطرة فما أقامت عدلاً، ولا حفظت حقًا، ويلٌ لهم وما يطففون ، إذا اكتالوا لأنفسهم يستوفون ، وإذا كالوا لغيرهم أو وزنوهم يخسرون. ولكن هدي محمد يأبى إلا الحق : { وَقُلْ ءامَنتُ بِمَا أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَـٰبٍ وَأُمِرْتُ لأَِعْدِلَ بَيْنَكُمُ }[الشورى:15]. إن الأمة لا تصل إلى هذا القدر من السمو ونصب ميزان العدل إلا حينما تكون قائمةً بالقسط لله خالصةً مخلصة ، قد تلبست بلباس التقوى : { ٱعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }[المائدة:8].

والفئة الباغية إذا فاءت إلى أمر الله ودخلت في الطاعة فإن حقها في العدل محفوظ: فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا بِٱلْعَدْلِ وَأَقْسِطُواْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ [الحجرات:9].

قال حكيم: " أربعة حسن ولكن أربعة أحسن :
الحياء من الرجال حسن، ولكنه من النساء أحسن، والعدل من كل إنسان حسن، ولكنه من القضاء والأمراء أحسن، والتوبة من الشيخ حسن، ولكنها من الشباب أحسن، والجود من الأغنياء حسن، ولكنه من الفقراء أحسن ".

2- إذا اختفى العدل من الأرض لم يعد لوجود الإنسان قيمة.
3- إذا رغب الملك عن العدل رغبت الرعية عن طاعته.
4- العدل ميزان الباري.
5- ليس من العدل سرعة العذل. أي: إنّه لا ينبغي للرجل يبلغه عن أخيه شيء إنَّ يسرع إلى عذله حتى يعرف حجته وعذره.
6- إذا أتاك أحد الخصمين وقد فُقِئَتْ عينه فلا تقض له حتى يأتيك خصمه فلعله قد فُقِئَتْ عيناه.
7- العدلُ كالغيثِ يحيي الأرضَ وابلهُ *** والظلمُ في الملكِ مثلُ النارِ في القصبِ

والعدل كما يكون في الأعمال والأموال فهو مطلوب في الأقوال والألفاظ : { وَإِذَا قُلْتُمْ فَٱعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ }[الأنعام:152]. ولعل العدل في الأقوال أدق وأشق. وصاحب اللسان العدل يعلم أن الله يحب الكلام بعلم وعدل ، ويكره الكلام بجهلٍ وظلم : { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبّيَ ٱلْفَوٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلإِثْمَ وَٱلْبَغْىَ بِغَيْرِ ٱلْحَقّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزّلْ بِهِ سُلْطَـٰناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }[الأعراف:33].





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الفيروزي

عضو ذهبي  عضو ذهبي
الفيروزي


الجنس : ذكر
العمر : 38
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 30/09/2011
عدد المساهمات : 706

[◙]◄ العدل ومكانته في الشرائع ►[◙]   Empty
مُساهمةموضوع: رد: [◙]◄ العدل ومكانته في الشرائع ►[◙]    [◙]◄ العدل ومكانته في الشرائع ►[◙]   Icon_minitimeالجمعة 13 أبريل 2012, 9:38 am

۩۞۩ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ۩۞۩

ماشاء الله تبارك الله
مشاركة جميلة ومتميزة
نبارك هذا الجهد الرائع
ونتطلع لمزيد من الإبداع


۩ حفظكم الله ورعاكم ۩


♥♥ تقبلوا محبتي وتقديري ♥♥


₪₪₪₪₪₪₪
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
[◙]◄ العدل ومكانته في الشرائع ►[◙]
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» {؛«◙»؛} الشرائع القانونية الكبرى {؛«◙»؛}
» ❂❀❂ فضل التكبير ومكانته في الدين ❂❀❂
» ||ioi|| العدل والإنصاف في التعامل ||ioi||
» ۞♥۞ العدل - روائع أخلاق الرسول ۞♥۞

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۞ منتديات كنوز الإبداع ۞ :: ۞ المنتديات الإسلامية ۞ ::  ۩ الإسلام .. دين السلام ۩-
انتقل الى: