[[快]]◄ التحذير من عاقبة الظلم والطغيان ►[[快]]
الطغيان لغة:
مصدر قولهم: طغى يطغى، وهو مأخوذ من مادّة (ط غ و/ ي) الّتي تدّل على مجاوزة الحدّ في العصيان [مقاييس اللغة لابن فارس (3/ 412) ] . قال الخليل: وكلّ شيء يجاوز القدر فقد طغى، مثلما طغى الماء على قوم نوح (فأغرقهم)، وكما طغت الصّيحة على ثمود [كتاب العين للخليل (4/ 435) ] . (فأهلكتهم)، يقال: طغى يطغو، وطغى يطغى: إذا جاوز القدر، وارتفع وغلا في الكفر وأسرف في المعاصي والظّلم [بصائر ذوي التمييز (3/ 508) ] . وقال الرّاغب: يقال: طغوت وطغيت طغوانا وطغيانا، وأطغاه كذا: حمله على الطّغيان والاسم من ذلك: الطّغوى، قال تعالى: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها) [الشمس: 11] أي لم يصدّقوا إذ خوّفوا بعقوبة طغيانهم، أمّا قول اللّه تعالى: (إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى) [النجم: 52] فتنبيه على أنّ الطّغيان لا يخلّص الإنسان فقد كان قوم نوح أطغى منهم (أي من كفّار قريش)، فأهلكوا، والطّاغوت [انظر: الصحاح للجوهري (6/ 2412) ] . عبارة عن كلّ متعدّ، وكلّ معبود من دون اللّه، وقد سمّي به السّاحر والكاهن، والمارد من الجنّ، والصّارف عن الخير [المفردات للراغب (305) ] . واللّات والعزّى (من أصنام العرب) والشّيطان، وكلّ رأس ضلال، والأصنام، ومردة أهل الكتاب [الصحاح للجوهري (6/ 2412) ] . ويستعمل واحدا وجمعا مثال الأوّل قوله تعالى: (يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ) [النساء: 60]، ومثال الآخر قوله عزّ وجلّ: (أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ) [البقرة: 257]، أمّا الطّاغية فيراد به معاني عديدة، منها: ملك الرّوم، والصّاعقة، وصيحة العذاب، والجبّار العنيد، والأحمق المستكبر الظّالم، والّذي لا يبالي ما أتى، يأكل النّاس ويظلمهم ويقهرهم [ لسان العرب (طغا) ص 2678 (ط. دار المعارف) ]. أمّا معنى الفعل (طغى) فإنّه يرتبط بالسّياق الّذي يرد فيه فقولهم: طغى البحر: هاجت أمواجه، وطغى الدّم تبيّغ، وطغى السّيل: أتى بماء كثير، وطغت البقرة: صاحت [انظر لسان العرب (3678)، والصحاح (6/ 2412) ] . أمّا قولهم: أطغاه المال فالمراد جعله طاغيا، أمّا طغيان العلم والمال الوارد في حديث وهب (بن منبّه): «إنّ للعلم طغيانا كطغيان المال» فالمراد بذلك كما يقول ابن الأثير: أنّ العلم يحمل صاحبه على التّرخّص بما اشتبه منه إلى ما لا يحلّ له، ويترفّع به على من دونه، ولا يعطي حقّه بالعمل به، كما يفعل ربّ المال [النهاية لابن الأثير 3/ 128، و لسان العرب (طغى) (2677) ط. دار المعارف] . وقول اللّه تعالى: (وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْياناً وَكُفْراً) [المائدة: 68]، فالمراد بالطّغيان، أن يزدادوا كفرا إلى كفرهم [تفسير القرطبي (6/ 159) ] . والطّغيان في قوله تعالى: (وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) [البقرة: 15] يراد به البغي والظّلم [مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى (1/ 33) ت: فؤاد سزكين] . وقيل: الكفر والضّلال، وطغيان فرعون إسرافه في دعوى (الألوهيّة) حيث قال: (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى) [النازعات: 24] [تفسير القرطبي (1/ 146) ] . وطغيان الماء في قوله تعالى: (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ) [الحاقة: 11]، استعارة لارتفاعه وتجاوزه الحدّ [بصائر ذوي التمييز (3/ 508)]. أمّا الطّغيان في حديث خزيمة «وأنا مقرّ بالقرآن، كافر بالطّغيان» فالمراد به كما يقول ابن الأثير: مخالفة سنن الإسلام وحدوده [منال الطالب، شرح طوال الغرائب (27)] .
الطغيان اصطلاحا:
قال الجرجانيّ: الطّغيان: مجاوزة الحدّ في العصيان [التعريفات (146) ] .
وقال المناويّ: قال الحراليّ: الطّغيان: إفراط الاعتدال في حدود الأشياء ومقاديرها [التوقيف على مهمات التعاريف (227) ] .
وقال الكفويّ: الطّغيان: تجاوز الحدّ الّذي كان عليه من قبل، وكلّ شيء جاوز الحدّ فقد طغى [الكليات للكفوي (580، 584) ] .
وقال القرطبيّ: الطّغيان: تجاوز الحدّ في الظّلم والغلوّ فيه، وذلك أنّ الظّلم منه صغيرة ومنه كبيرة، فمن تجاوز منزلة الصّغيرة فقد طغى [تفسير القرطبي (6/ 159) ] .
وقال العلّامة ابن القيّم- رحمه اللّه-:
الطّاغوت: كل ما تجاوز به العبد حدّه من معبود أو متبوع أو مطاع في غير طاعة اللّه ورسوله [فتح المجيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن (32) ] .
1- قوله تعالى: ( وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) [البقرة: 14- 15] .
2- قوله تعالى: ( وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْياناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) [المائدة: 64] .
3- قوله تعالى: ( قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْياناً وَكُفْراً فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ ) [المائدة: 68] .
4- قوله تعالى: ( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ * وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ كَما لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) [الأنعام: 109- 110] .
5- قوله تعالى: ( أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ * مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) [الأعراف: 185- 186] .
6- قوله تعالى: ( وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) [يونس: 11 مكية] .
7- قوله تعالى: (فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِياءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ ) [هود: 112- 113] .
8- قوله تعالى: (وَإِذْ قُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً ) [الإسراء: 60] .
9- قوله تعالى: ( أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً * وَأَمَّا الْغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما طُغْياناً وَكُفْراً ) [الكهف: 79- 80] .
10- قوله تعالى: (كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى ) [طه: 81] .
11- قوله تعاتلى: (هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ * هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ) [ص: 55- 57] .
- عن محمّد بن إبراهيم، أنّ قتادة بن النّعمان الظّفريّ وقع بقريش، فكأنّه نال منهم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يا قتادة لا تسبّنّ قريشا فلعلّك أن ترى منهم رجالا تزدري عملك مع أعمالهم وفعلك مع أفعالهم، وتغبطهم إذا رأيتهم، لولا أن تطغى قريش لأخبرتهم بالّذي لهم عند اللّه- عزّ وجلّ-» [المسند (6/ 384)، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 23، وقال: رواه أحمد مرسلا ومسندا والبزار كذلك والطبراني مسندا ورجال البزار في المسند رجال الصحيح، ورجال أحمد في المسند والمرسل رجال الصحيح غير جعفر بن عبد اللّه بن أسلم في مسند أحمد وهو ثقة ] .
2- عن أبيّ بن كعب- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ الغلام الّذي قتله الخضر طبع كافرا، ولو عاش لأرهق أبويه طغيانا وكفرا» [مسلم 4 (2661) ] .
3- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ النّاس قالوا: يا رسول اللّه، هل نرى ربّنا يوم القيامة؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «هل تضارّون في القمر ليلة البدر؟» قالوا: لا يا رسول اللّه. قال: «فهل تضارّون في الشّمس ليس دونها سحاب؟» قالوا: لا يا رسول اللّه. قال: «فإنّكم ترونه كذلك، يجمع اللّه النّاس يوم القيامة فيقول: من كان يعبد شيئا فليتّبعه، فيتّبع من كان يعبد الشّمس الشّمس، ويتّبع من كان يعبد القمر القمر، ويتّبع من كان يعبد الطّواغيت الطّواغيت وتبقى هذه الأمّة ... لحديث» [البخاري- الفتح 13 (7437) واللفظ له، مسلم 1 (182) ] .
4- عن عبد الرّحمن بن سمرة- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا تحلفوا بالطّواغي ولا بآبائكم» [مسلم 3 (1648) ]. وفى رواية النّسائيّ «لا تحلفوا بآبائكم ولا بالطّواغيت» [النسائي 7 (3774) وصحح الألباني في صحيح وضعيف سنن النسائي ] .
5- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لا تقوم السّاعة حتّى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة» [البخاري- الفتح 13 (7116) ] .قال البخاريّ: وذو الخلصة: طاغية دوس الّتي كانوا يعبدون في الجاهليّة.
6- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لا تقوم السّاعة حتّى يخرج رجل من قحطان يسوق النّاس بعصاه» [البخاري- الفتح 13 (7117) ] .
1- عن عائشة- رضي اللّه عنها- (عندما) بلغها أنّ ناسا يتناولون من أبيها (سيّدنا أبي بكر- رضي اللّه عنه-) فأرسلت إلى أزفلة منهم، فلمّا حضروا، سدلت أستارها، ثمّ دنت، فحمدت اللّه تعالى، وصلّت على نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم ... وكان ممّا قالت: كان (أبو بكر) وقيذ الجوانح ، غزير الدّمعة، شجيّ النّشيج ، فانصفقت إليه نسوان مكّة وولدانها، يسخرون منه، ويستهزئون و(اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) [البقرة: 15].قال ابن الأثير في شرحه لهذا الأثر: والطّغيان مجاوزة الحدّ فى الضّلال. [انظر الأثر كاملا مشروحا في منال الطالب ص 561- 573] .
2- قال عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه-: إنّ الجبت: السّحر، والطّاغوت: الشّيطان، وإنّ الشّجاعة والجبن غرائز تكون في الرّجال، يقاتل الشّجاع عمّن لا يعرف، ويفرّ الجبان من أمّه، وإنّ كرم الرّجل دينه، وحسبه خلقه، وإن كان فارسيّا أو نبطيّا. [تفسير ابن كثير 1/ 31 ] .
3- عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- في قوله تعالى: ( وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) [الأنعام: 110] المراد: في كفرهم، وقال أبو العالية: في ضلالهم .[تفسير ابن كثير 2/ 165 ] .
4- وعنه- رضي اللّه عنه- في قوله تعالى: (ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى) [النجم: 17] قال: ما ذهب يمينا ولا شمالا، وما طغى، أي ما جاوز ما أمر به. [تفسير ابن كثير 4/ 252 ] .
5- وعنه (أيضا)- رضي اللّه عنه- في قوله تعالى: ( إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا أَوْ أَنْ يَطْغى) [طه: 45]: أي يعتدي. [تفسير ابن كثير 3/ 154 ] .
6- وعنه- رضي اللّه نه- في قوله تعالى: ( كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى) [العلق: 6] قال: هو أبو جهل بقوله: لئن رأيت محمّدا يصلّي عند الكعبة لأطأنّ عنقه. [الدر المنثور 6/ 626] .
7- قال وهب بن منبّه- رضي اللّه عنه-: إنّ للعلم طغيانا كطغيان المال.[ النهاية لابن الأثير 3/ 138 ] .
8- قال قتادة في قوله تعالى: وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْياناً وَكُفْراً (المائدة/ 68): المراد: حملهم حسد محمّد والعرب على أن تركوا القرآن وكفروا بمحمّد ودينه، وهم يجدونه عندهم مكتوبا.[ الدر المنثور 2/ 526 ] .
9- عن قتادة في قوله تعالى: (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ ) [الحاقة: 5] قال: الطّاغية: الصّيحة. [تفسير ابن كثير 4/ 41298] .
10- عن قتادة في قوله تعالى: ( وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى) [النجم: 52] قال: لم يكن قبيل من النّاس هم أظلم وأطغى من قوم نوح، دعاهم نوح ألف سنة إلّا خمسين عاما، كلّما هلك قرن ونشأ قرن دعاهم، حتّى لقد ذكر أنّ الرّجل كان يأخذ بيد أخيه أو ابنه فيمشي إليه فيقول: يا بنيّ إنّ أبي قد مشى بي إلى هذا وأنا مثلك يومئذ، تتابعا في الضّلالة وتكذيب أمر اللّه- عزّ وجلّ-.[ الدر المنثور 6/ 172] .
1- قال ابن كثير- رحمه اللّه تعالى- في قوله تعالى: (وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْياناً وَكُفْراً) [المائدة: 68] أي يكون ما آتاك اللّه يا محمّد نقمة في حقّ أعدائك من اليهود وأشباههم فكما يزداد به المؤمنون تصديقا وعملا وعلما يزداد به الكافرون الحاسدون لك ولأمّتك طغيانا، وهو المبالغة والمجاوزة للحدّ في الأشياء.[ تفسير ابن كثير 2/ 75، 76] .
2- وقال- رحمه اللّه تعالى- في قوله تعالى: (فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما طُغْياناً وَكُفْراً ) [الكهف: 80]: أي يحملهما حبّه على متابعته على الكفر. [تفسير ابن كثير 3/ 98] .
3- وقال- رحمه اللّه تعالى- في قوله تعالى: ( اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى) [طه: 24]: أي اذهب إلى فرعون ملك مصر الّذي خرجت فارّا منه هاربا، فادعه إلى عبادة اللّه وحده لا شريك له ومره فليحسن إلى بني إسرائيل ولا يعذّبهم فإنّه طغى وبغى وآثر الحياة الدّنيا.[ تفسير ابن كثير 3/ 146] .
4- وقال (أيضا)- رحمه اللّه تعالى- في قوله تعالى: (اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى) [طه: 43]:أي تمرّد وعتا وتجبّر على اللّه وعصاه.[ تفسير ابن كثير 3/ 153] .
5- وقال (أيضا)- رحمه اللّه تعالى- في قوله تعالى: ( لَلَجُّوا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) [المؤمنون: 75] يخبر تعالى عن غلظهم في كفرهم بأنّه لو أزاح عنهم الضّرّ وأفهمهم القرآن لما انقادوا له ولاستمرّوا على كفرهم وعنادهم وطغيانهم. .[ تفسير ابن كثير 3/ 251] .
6- وقال ابن كثير- رحمه اللّه تعالى- في قوله تعالى: ( رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ ) [ق: 27] أي ما أضللته، وَلكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ أي كان هو نفسه ضالّا قابلا للباطل معاندا للحقّ. [تفسير ابن كثير 4/ 226] .
7- وقال (أيضا)- رحمه اللّه تعالى- في نفس الآية ما أَطْغَيْتُهُ: أي عن منهج الحقّ .[تفسير ابن كثير 4/ 226] .
8- قال ابن كثير- رحمه اللّه تعالى- في خبر وفد ثقيف: فلمّا فرغوا من أمرهم، وتوجّهوا إلى بلادهم راجعين، بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم معهم أبا سفيان ابن حرب والمغيرة بن شعبة في هدم الطّاغية، فخرجا مع القوم حتّى إذا قدموا الطّائف أراد المغيرة أن يقدّم أبا سفيان فأبى ذلك عليه أبو سفيان، وقال: ادخل أنت على قومك، وأقام أبو سفيان بماله بذي الهرم، فلمّا دخل المغيرة علاها يضربها بالمعول، وقام قومه بني معتب دونه خشية أن يرمى أو يصاب كما أصيب عروة ابن مسعود، قال: وخرج نساء ثقيف حسّرا يبكين عليها ويقلن: لنبكينّ دفاع- أسلمها الرّضاع- لم يحسنوا المصاع. ويقول أبو سفيان: والمغيرة يضربها بالفأس وآها لك آها لك، فلمّا هدّمها المغيرة، وأخذ مالها وحليها أرسل إلى أبي سفيان فقال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قد أمرنا أن نقضي عن عروة بن مسعود وأخيه الأسود ابن مسعود والد قارب بن الأسود دينهما من مال الطّاغية، فقضى ذلك عنهما.[ البداية والنهاية 5/ 32، 33] .