[•☼•] الحق واحد وطرق الضلال متعددة [•☼•]
الضلال لغة:
مصدر قولهم: ضلّ يضلّ، وهو مأخوذ من مادّة (ض ل ل) الّتي تدلّ على ضياع الشّيء وذهابه في غير حقّه، وكلّ جائر عن القصد ضالّ، ورجل ضلّيل ومضلّل، إذا كان صاحب ضلال وباطل، تقول: أضللت بعيري: إذا ذهب منك، وضللت المسجد والدّار، إذا لم تهتد إليهما، وكذلك كلّ شيء مقيم، لا يهتدى إليه، وقال الرّاغب: الضّلال: العدول عن الطّريق المستقيم، ويضادّه الهداية، ويقال الضّلال (أيضا) لكلّ عدول عن المنهج عمدا كان أو سهوا يسيرا كان أو كثيرا، ولكونه كذلك صحّ أن يستعمل لفظ الضّلال ممّن يكون منه خطأ ما، ولذلك نسب إلى الأنبياء وإلى الكفّار، وإن كان بين الضّلالين بون بعيد، ولذلك قال تعالى: (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى) [الضحى: 7] أي غير مهتد لما يساق إليك من النّبوّة، وقال في يعقوب- عليه السّلام- (إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) [يوسف: 8] إشارة إلى شغفه بيوسف- عليه السّلام- وقال عن موسى- عليه الصّلاة والسّلام- (قالَ فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ) [الشعراء: 20] تنبيه أنّ ذلك منه سهو.
وقال الجوهريّ: يقال: ضلّ الشّيء يضلّ
ضلالا، أي ضاع وهلك، والاسم: الضّل (بالضّمّ)، والضّالّة: ما ضلّ من البهيمة، للذّكر والأنثى ورجل ضلّيل ومضلّل، أي ضالّ جدّا، وهو الكثير التّتبّع للضّلال، وأضلّه: أضاعه وأهلكه، وضللت المسجد والدّار: إذا لم تعرف موضعهما، وكذلك كلّ شيء مقيم لا يهتدى له، ويقال: أضلّه اللّه فضلّ (أي أنّ ضلّ تستعمل مطاوعة لأضلّ)، ويقال إنّك لتهدي الضّالّ ولا تهدي المتضالّ، وتضليل الرّجل، أن تنسبه إلى الضّلال، والضّلال: الهلاك في قوله تعالى: (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ) [القمر: 47] والضّلال البعيد: إشارة إلى ما هو كفر كقوله (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيداً) [النساء: 116]، وقال ابن منظور: الضّلال والضّلالة: ضدّ الهدى والرّشاد، أي جار عن دين أو حقّ أو طريق.
ضللت تضلّ، هذه اللّغة الفصيحة، وضللت تضلّ ضلالا وضلالة. وبنو تميم يقولون: ضللت أضلّ، فهو من باب ضرب وعلم، وقد قرأ بهما جميعا قوله- عزّ وجلّ:- (قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي) [سبأ: 50].
وأهل العالية يقولون: ضللت بالكسر، أضلّ وهو ضالّ تالّ، وهي الضّلالة والتّلالة. وأضلّه: جعله ضالّا. والإضلال في كلام العرب ضدّ الهداية والإرشاد. يقال: أضللت فلانا إذا وجّهته للضّلال عن الطّريق، وإيّاه أراد لبيد:
من هداه سبل الخير اهتدى *** ناعم البال، ومن شاء أضل
قال لبيد هذا في جاهليّته فوافق قوله التّنزيل العزيز: (يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ) [النحل: 93].
وضلّ سعيه: عمل عملا لم يعد عليه نفعه، ضلّله تضليلا وتضلالا: صيّره إلى الضّلال ونسبه إليه، وتضالّ تضالّا، ادّعى الضّلال، وضلول: كضالّ [مقاييس اللغة (3/ 356)، المفردات (299)، والصحاح (5/ 1748) ] .
الضلال اصطلاحا:
قال الرّاغب: الضّلال: هو العدول عن الطّريق المستقيم [لسان العرب (11/ 390- 396) ] .
وقال الجرجانيّ والمناويّ: الضّلال فقد ما يوصّل إلى المطلوب، وقيل سلوك طريق لا يوصّل إلى المطلوب [المفردات (297) ] .
وقال الفيروزاباديّ: الضّلال: هو عدول عن المنهج (منهج اللّه)، عمدا كان أو سهوا قليلا كان أو كثيرا [التعريفات (138)، والتوقيف (223) ] .
1- قوله تعالى: ( قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسِقُونَ * قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ ) [المائدة: 59- 60] .
2- قوله تعالى: (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ ) [المائدة: 77] .
3- قوله تعالى : ( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ كَذلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ ) [الأنعام: 125] .
4- قوله تعالى: ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولًا ) [الفرقان: 27- 29] .
5- قوله تعالى: ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ * وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ ) [لقمان: 6- 7] .
6- قوله تعالى: ( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ * وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ) [يس: 60- 62] .
7- قوله تعالى: ( يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ ) [ص: 26] .
8- قوله تعالى: ( أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ * اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ ) [الزمر: 22- 23] .
9- قوله تعالى: ( يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ * وَمَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءُ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) [الأحقاف: 31- 32] .
10- قوله تعالى: ( الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً أُولئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ * وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) [إبراهيم: 3- 4] .
11- قوله تعالى: ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ * ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ ) [محمد: 8- 9] .
12- أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ * أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ ) [البقرة: 107- 108] .
13- قوله تعالى: ( وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً * وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى * فَقُلْنا يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى * إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى * وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى * فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطانُ قالَ يا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلى * فَأَكَلا مِنْها فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى * ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيْهِ وَهَدى * قالَ اهْبِطا مِنْها جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى ) [طه: 115- 123] .
14- قوله تعالى: (وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ * ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ * انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ ) [الأنعام: 22- 24] .
15- قوله تعالى: ( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) [آل عمران: 164] .
16- قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ * أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى وَالْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ) [البقرة: 174- 175] .
17- قوله تعالى: ( وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً * اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً * مَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ) [الإسراء: 13- 15] .
1- عن عبد الرّحمن بن عمرو السّلميّ، وحجر بن حجر، قالا: أتينا العرباض بن سارية، وهو ممّن نزل فيه: (وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ) [التوبة: 92] فسلّمنا، وقلنا: أتيناك، زائرين، وعائدين، ومقتبسين. فقال العرباض: صلّى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ذات يوم، فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول اللّه كأنّ هذه موعظة مودّع فماذا تعهد إلينا؟، فقال: «أوصيكم بتقوى اللّه والسّمع والطّاعة وإن عبدا حبشيّا، فإنّه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء المهديّين، الرّاشدين، تمسّكو بها وعضّوا عليها بالنّواجذ، وإيّاكم ومحدثات الأمور، فإنّ كلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة» [أبو داود (4/ 200) رقم (4607) واللفظ له، ابن ماجة مقدمة (43)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (3/ 871) ح 3851: صحيح. الترمذي (2676) وقال: حديث حسن صحيح] .
2- عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- قال: «إذا سرّك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثّلاثين ومائة من سورة الأنعام: (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ)- إلى قوله: (قَدْ ضَلُّوا وَما كانُوا مُهْتَدِينَ) [الأنعام: 140]» [البخاري- الفتح 6 (3524) ] .
3- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- وعن ربعيّ بن حراش، عن حذيفة- رضي اللّه عنهم- قالا: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أضلّ اللّه عن الجمعة من كان قبلنا. فكان لليهود يوم السّبت. وكان للنّصارى يوم الأحد. فجاء اللّه بنا. فهدانا اللّه ليوم الجمعة. فجعل الجمعة والسّبت والأحد. وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة. نحن الآخرون من أهل الدّنيا. والأوّلون يوم القيامة. المقضيّ لهم قبل الخلائق» [مسلم (856) ] .وفي رواية واصل: «المقضيّ بينهم».
4- عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، كان يقول: «اللّهمّ لك أسلمت.وبك آمنت. وعليك توكّلت. وإليك أنبت. وبك خاصمت، اللّهمّ إنّي أعوذ بعزّتك- لا إله إلّا أنت- أن تضلّني. أنت الحيّ الّذي لا يموت. والجنّ والإنس يموتون» [مسلم 4 (2717) واللفظ له، والبخاري بعضه 13 (7383) ] .
5- عن ثوبان- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ اللّه زوى لي الأرض أو قال- إنّ ربّي زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإنّ ملك أمّتى سيبلغ ما زوي لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض ، وإنّي سألت ربّي لأمّتى أن لا يهلكها بسنة بعامّة، ولا يسلّط عليهم عدوّا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإنّ ربّي قال لي: يا محمّد، إنّي إذا قضيت قضاء فإنّه لا يردّ، ولا أهلكهم بسنة بعامّة، ولا أسلّط عليهم عدوّا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، لو اجتمع عليهم من بين أقطارها، أو قال بأقطارها-، حتّى يكون بعضهم يهلك بعضا، وحتّى يكون بعضهم يسبي بعضا، وإنّما أخاف على أمّتى الأئمّة المضلّين، وإذا وضع السّيف في أمّتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة، ولا تقوم السّاعة حتّى تلحق قبائل من أمّتي بالمشركين، وحتّى تعبد قبائل من أمّتي الأوثان، وإنّه سيكون في أمّتي كذّابون ثلاثون كلّهم يزعم أنّه نبيّ، وأنا خاتم النّبيّين- لا نبيّ بعدي، ولا تزال طائفة من أمّتي على الحقّ- قال ابن عيسى: «ظاهرين» ثمّ اتّفقا- لا يضرّهم من خالفهم حتّي يأتي أمر اللّه» [مسلم (2889)، الترمذي (2176) وقال: هذا حديث حسن صحيح، أبو داود (4252) واللفظ له، وقال الألباني في صحيح أبي داود (3/ 801): صحيح ] .
6- عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص- رضي اللّه عنهما- قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «إنّ اللّه لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتّى إذا لم يبق عالما اتّخذ النّاس رءوسا جهّالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا» [البخاري- الفتح 1 (100) واللفظ له ومسلم 4 (2673) ] .
7- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا. ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا» [مسلم (2674) ] .
8- عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص- رضي اللّه عنهما-: أنّ نفرا كانوا جلوسا بباب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال بعضهم ألم يقل اللّه كذا وكذا؟ وقال بعضهم: ألم يقل اللّه كذا وكذا؟ فسمع ذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فخرج كأنّما فقىء في وجهه حبّ الرّمّان، فقال: «بهذا أمرتم أو لهذا خلقتم؟ أن تضربوا كتاب اللّه بعضه ببعض؟ إنّما ضلّت الأمم قبلكم في مثل هذا، إنّكم لستم ممّا ههنا في شيء، انظروا الّذي أمرتم به فاعملوا به، والّذي نهيتم عنه فانتهوا» [الترمذي (2133)، وقال في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات وابن ماجة (85)،، وأحمد (2/ 192) واللفظ له وقال الشيخ أحمد شاكر (11/ 73) ح 6845: إسناده صحيح ] .
9- عن عائشة- رضي اللّه عنها- أنّ قريشا أهمّتهم المرأة المخزوميّة الّتي سرقت، فقالوا: من يكلّم فيها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ومن يجترىء عليه إلّا أسامة حبّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟ فكلّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: «أتشفع في حدّ من حدود اللّه؟» ثمّ قام فخطب فقال: «يأيّها النّاس إنّما ضلّ من كان قبلكم أنّهم كانوا إذا سرق الشّريف تركوه، وإذا سرق الضّعيف فيهم أقاموا عليه الحدّ. وايم اللّه لو أنّ فاطمة بنت محمّد سرقت لقطع محمّد يدها» [البخاري- الفتح 12 (6788) واللفظ له، ومسلم (1688) ] .
10- عن أمّ سلمة- رضي اللّه عنها- قالت: ما خرج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم من بيتي قطّ إلّا رفع طرفه إلى السّماء فقال: «اللّهمّ إنّي أعوذ بك أن أضلّ أو أضلّ أو أزلّ أو أزلّ أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل عليّ» [أبو داود (5094) واللفظ له، وابن ماجة (3884). وقال الألباني في صحيح سنن أبي داود (3/ 4248) (959): صحيح ] .
11- عن زيد بن خالد الجهنيّ- رضي اللّه عنه- عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: «من آوى ضالّة فهو ضالّ، ما لم يعرّفها» [مسلم (1725) ] .
12- عن حذيفة بن اليمان- رضي اللّه عنهما- يقول: كان النّاس يسألون رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن الخير. وكنت أسأله عن الشّرّ. مخافة أن يدركني.فقلت: يا رسول اللّه إنّا كنّا في جاهليّة وشرّ. فجاءنا اللّه بهذا الخير. فهل بعد هذا الخير شرّ؟ قال «نعم» فقلت: هل بعد ذلك الشّرّ من خير؟ قال: «نعم. وفيه دخن » قلت: وما دخنه؟ قال: «قوم يستنّون بغير سنّتي. ويهدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر».فقلت: هل بعد ذلك الخير من شرّ؟ قال: «نعم.دعاة على أبواب جهنّم. من أجابهم إليها قذفوه فيها» فقلت: يا رسول اللّه؛ صفهم لنا. قال «نعم. قوم من جلدتنا. ويتكلّمون بألسنتنا» قلت: يا رسول اللّه فما ترى إن أدركني ذلك؟ قال: «تلزم جماعة المسلمين وإمامهم» فقلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: «فاعتزل تلك الفرق كلّها. ولو أن تعضّ على أصل شجرة، حتّى يدركك الموت، وأنت على ذلك» [البخاري- الفتح 6 (3606)، ومسلم (1847) واللفظ له ] .
1- عن عبد اللّه بن عبّاس- رضي اللّه عنهما- قال: قال عمر بن الخطّاب وهو جالس على منبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ اللّه قد بعث محمّدا صلّى اللّه عليه وسلّم بالحقّ. وأنزل عليه الكتاب. فكان ممّا أنزل عليه آية الرّجم. قرأناها ووعيناها وعقلناها. فرجم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ورجمنا بعده. فأخشى، إن طال بالنّاس زمان، أن يقول قائل: ما نجد الرّجم في كتاب اللّه. فيضلّوا بترك فريضة أنزلها اللّه. وإنّ الرّجم في كتاب اللّه حقّ على من زنى إذا أحصن، من الرّجال والنساء، إذا قامت البيّنة، أو كان الحبل أو الاعتراف. [البخاري- الفتح 12 (6829)، ومسلم (1691) واللفظ له ] .
2- عن حذيفة- رضي اللّه عنه- قال: يا معشر القرّاء استقيموا فقد سبقتم سبقا بعيدا، فإن أخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا. [البخاري- الفتح 13 (7282) ] .
3- قال ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما-:ضلال الدّنيا أضلّ ضلال في الآخرة وشقاء الآخرة مستلزم للضّلال فيها. [مفتاح دار السعادة: (40) بتصرف ] .
4- عن عبد اللّه- رضي اللّه عنه- قال: من سرّه أن يلقى اللّه غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصّلوات حيث ينادى بهنّ. فإنّ اللّه شرع لنبيّكم صلّى اللّه عليه وسلّم سنن الهدى وإنّهنّ من سنن الهدى. ولو أنّكم صلّيتم في بيوتكم كما يصلّي هذا المتخلّف في بيته لتركتم سنّة نبيّكم. ولو تركتم سنّة نبيّكم لضللتم. وما من رجل يتطهّر فيحسن الطّهور ثمّ يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلّا كتب اللّه له بكلّ خطوة يخطوها حسنة، ويرفعه بها درجة، يحطّ عنه بها سيّئة. ولقد رأيتنا وما يتخلّف عنها إلّا منافق، معلوم النّفاق. ولقد كان الرّجل يؤتى به يهادى بين الرّجلين حتّى يقام في الصّفّ. [مسلم (654) ] .
5- عن حكيم بن مسعود- رضي اللّه عنه-: شرّ النّدامة ندامة يوم القيامة، وشرّ الضّلالة الضّلالة بعد الهدى.[ الفوائد لابن القيم (30) ] .
1- قال شيخ الإسلام ابن تيميّة- رحمه اللّه-: والضّلال مقرون بالغيّ، فكلّ غاو ضالّ، والرّشد ضدّ الغيّ، والهدى ضدّ الضّلال. وهو مجانبة طريق الفجّار وأهل البدع. [من كتاب الزهد والورع في العبادة (9) ] .
2- قال ابن القيّم- عليه رحمة اللّه- في معنى قوله تعالى: (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) يتضمّن بيان طرفي الانحراف عن الصّراط المستقيم، وأنّ الانحراف إلى أحد الطّرفين انحراف إلى الضّلال الّذي هو فساد العلم والاعتقاد. [الفوائد (40، 41) ] .
3- قال ابن مفلح: ويحرم النّظر فيما يخشى منه الضّلال والوقوع في الشّكّ والشّبهة. [الآداب الشرعية (1/ 199) ] .