║◙♦◙║ الصلاة نور في الدنيا والآخرة ║◙♦◙║
التعريف: الصلاة لغةً: الدعاء، قال الله تعالى: ( وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ ) (التوبة: من الآية103)
وشرعاً: هي أقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم مع النية بشرائط مخصوصة.
آيات
1- قَالَ الله تَعَالَى: (إنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ) [العنكبوت:45].
2- قال تَعَالَى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى) [البقرة:238].
3- قال تعالى: (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ) [التوبة:5].
4- قَالَ تَعَالَى: (فَإذَا قُضِيَتِ الصَّلاَةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأرْضِ، وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ، وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الجمعة:10].
5- قَالَ تَعَالَى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً) [الإسراء:79].
6- قال تَعَالَى: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ) [السجدة:16] الآية.
7- قال تَعَالَى: (كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) [الذاريات:17].
8- قَالَ تَعَالَى: (إنَّا أنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ) [القدر:1] إِلَى آخرِ السورة.
9- قال تَعَالَى: (إنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ) [الدخان:3].
أحاديث
1- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (أرَأيْتُمْ لَوْ أنَّ نَهْرَاً بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرنهِ شَيْءٌ؟) قالوا: لا يَبْقَى مِنْ دَرنهِ شَيْءٌ، قَالَ: (فَذلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ يَمْحُو اللهُ بِهِنَّ الخَطَايَا) متفقٌ عَلَيْهِ.
2- عن جابرٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ الصَّلَواتِ الخَمْسِ كَمَثَلِ نَهْرٍ جَارٍ غَمْرٍ عَلَى بَابِ أحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ) رواه مسلم.
(الغَمْرُ) بفتح الغين المعجمة: الكثير.
3- عن ابن مسعود رضي الله عنه: أنَّ رَجُلاً أصَابَ مِن امْرَأَةٍ قُبْلَةً، فَأتَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فَأخْبَرَهُ فَأنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: (أَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ، إنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) [هود:114] فَقَالَ الرَّجُلُ أَلِيَ هَذَا؟ قَالَ: (لِجَمِيعِ أُمَّتِي كُلِّهِمْ) متفقٌ عَلَيْهِ.
4- عن أَبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالجُمُعَةُ إِلَى الجُمُعَةِ، كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ، مَا لَمْ تُغشَ الكَبَائِرُ) رواه مسلم.
5- عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (مَا مِنْ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلاَةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءها؛ وَخُشُوعَهَا، وَرُكُوعَهَا، إِلاَّ كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنَ الذُّنُوب مَا لَمْ تُؤتَ كَبِيرةٌ، وَذلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ) رواه مسلم.
6- عن أَبي موسى رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (مَنْ صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ) متفقٌ عَلَيْهِ.
(البَرْدَانِ): الصُّبْحُ والعَصْرُ.
7- عن أَبي زهير عُمارة بن رُؤَيْبَةَ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (لَنْ يَلِجَ النَّارَ أحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا) يعني: الفَجْرَ والعَصْرَ. رواه مسلم.
8- عن جُنْدُبِ بن سفيان رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ في ذِمَّةِ اللهِ، فَانْظُرْ يَا ابْنَ آدَمَ، لاَ يَطْلُبَنَّكَ اللهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيءٍ) رواه مسلم.
9- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ، وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيجْتَمِعُونَ في صَلاَةِ الصُّبْحِ وَصَلاَةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمُ اللهُ - وَهُوَ أعْلَمُ بِهِمْ - كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادي؟ فَيقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ) متفقٌ عَلَيْهِ.
10- عن جرير بن عبد الله البَجَليِّ رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فَنَظَرَ إِلَى القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، فَقَالَ: (إنَّكُمْ سَتَرَونَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا القَمَرَ، لاَ تُضَامُونَ في رُؤْيَتهِ، فَإنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، فَافْعَلُوا) متفقٌ عَلَيْهِ.
وفي رواية: (فَنَظَرَ إِلَى القَمَرِ لَيْلَةَ أرْبَعَ عَشْرَةَ).
11- عن بُرَيْدَة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تَرَكَ صَلاَةَ العَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ) رواه البخاري.
12 - عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (مَنْ غَدَا إلى المَسْجِدِ أَوْ رَاحَ، أعَدَّ اللَّهُ لَهُ فِي الجَنَّةِ نُزُلاً كُلَّمَا غَدَا أوْ رَاحَ) متفقٌ عَلَيْهِ.
13- وعنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (مَنْ تَطَهَّرَ في بَيْتِهِ، ثُمَّ مَضَى إلى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ، لِيَقْضِي فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ، كَانَتْ خُطُواتُهُ، إحْدَاهَا تَحُطُّ خَطِيئَةً، وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً) رواه مسلم.
14 - عن أُبيّ بن كعبٍ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ لاَ أَعْلمُ أَحَداً أبْعَدَ مِنَ المَسْجِدِ مِنْهُ، وَكَانَتْ لا تُخْطِئُهُ صَلاَةٌ، فَقيلَ لَهُ: لَوْ اشْتَرَيْتَ حِمَاراً لِتَرْكَبَهُ في الظَّلْمَاءِ وَفِي الرَّمْضَاءِ، قَالَ: مَا يَسُرُّنِي أنَّ مَنْزِلِي إلى جَنْبِ المَسْجِدِ، إنِّي أُرِيدُ أنْ يُكْتَبَ لِي مَمْشَايَ إلى المَسْجِدِ، وَرُجُوعِي إذَا رَجَعْتُ إلى أهْلِي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (قَدْ جَمَعَ اللَّهُ لكَ ذَلِكَ كُلَّه) رواه مُسلِم.
15 - عن جابر رضي الله عنه، قَالَ: خَلَت البِقاعُ حولَ المَسْجِدِ، فَأَرَادَ بَنُو سَلمَةَ أنْ يَنْتَقِلُوا قُرْبَ المَسْجِدِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النبي صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُمْ: (بَلَغَنِي أنَّكُم تُريدُونَ أنْ تَنْتَقِلُوا قُرْبَ المَسْجِدِ؟) قالوا: نعم، يا رَسُول اللَّهِ، قَدْ أرَدْنَا ذَلِكَ. فَقَالَ: (بَنِي سَلِمَةَ دِيَارَكُم تُكْتَبْ آثارُكُمْ، دِيَارَكُمْ تُكْتَبْ آثارُكُمْ) فقالوا: مَا يَسُرُّنَا أنَّا كُنَّا تَحَوَّلْنَا. رواه مسلم، وروى البخاري معناه من رواية أنس.
16 - عن أبي موسى رضي الله عنه، قَالَ: قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ أجْراً في الصَّلاةِ أبْعَدُهُمْ إلَيْهَا مَمْشىً، فَأَبْعَدُهُمْ، وَالَّذِي يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الإمَامِ أعظَمُ أجْراً مِنَ الَّذِي يُصَلِّيهَا ثُمَّ يَنَامُ) متفقٌ عَلَيْهِ.
17- عن بُريدَة رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (بَشِّرُوا المَشَّائِينَ في الظُّلَمِ إلى المَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ القِيَامَةِ) رواه أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ.
18 - عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (ألا أدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟) قَالُوا: بَلَى يا رَسُول اللهِ؟ قَالَ: (إسْبَاغُ الوُضُوءِ عَلَى المَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الخُطَا إلَى المَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ، فذَلِكُمُ الرِّبَاطُ) رواه مسلِم.
19 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (إذا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَعْتَادُ المَسَاجِدَ فَاشْهَدُوا لَهُ بالإيمَانِ، قال اللهُ عز وجل: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ) الآية) رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن).
20- عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (لا يَزَالُ أحَدُكُمْ في صَلاَةٍ مَا دَامَتِ الصَّلاَةُ تَحْبِسُهُ، لا يَمنَعُهُ أنْ يَنقَلِبَ إلى أهلِهِ إلاَّ الصَّلاةُ) متفقٌ عَلَيْهِ.
21– وعنه رضي الله عنه: أنَّ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (الْمَلائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلاَّهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ، مَا لَمْ يُحْدِثْ، تَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ) رواه البُخَارِيُّ.
22- عن أنس رضي الله عنه: أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَّرَ لَيْلَةً صَلاَةَ العِشَاءِ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ ثُمَّ أقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ بَعْدَمَا صَلَّى، فَقَالَ: (صَلَّى النَّاسُ وَرَقَدُوا، وَلَمْ تَزَالُوا في صَلاَةٍ مُنْذُ انْتَظَرْتُمُوهَا) رواه البُخَارِيُّ.
23- عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنَّ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (صَلاَةُ الْجَمَاعَة أفْضَلُ مِنْ صَلاَةِ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً) متفقٌ عَلَيْهِ.
24- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (صَلاةُ الرَّجُلِ في جَمَاعةٍ تُضَعَّفُ عَلَى صَلاتِهِ فِي بَيْتهِ وفي سُوقِهِ خَمْساً وَعِشْرِينَ ضِعْفَاً، وَذلِكَ أَنَّهُ إذَا تَوَضَّأ فَأحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ خَرَجَ إلى المَسْجِدِ، لا يُخرِجُهُ إلاَّ الصَّلاةُ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إلاَّ رُفِعَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ، وَحُطَّتْ عَنهُ بِهَا خَطِيئَةٌ، فَإذَا صَلَّى لَمْ تَزَلِ المَلائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا دَامَ في مُصَلاَّهُ، مَا لَمْ يُحْدِث، تقولُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيهِ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، وَلاَ يَزَالُ في صَلاةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلاَةَ) متفقٌ عَلَيهِ، وهذا لفظ البخاري.
25– وعنه، قَالَ: أَتَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ أعْمَى، فقَالَ: يا رَسُولَ اللهِ، لَيسَ لِي قَائِدٌ يَقُودُنِي إلى الْمَسْجِدِ، فَسَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنْ يُرَخِّصَ لَهُ فَيُصَلِّي فِي بَيْتِهِ، فَرَخَّصَ لَهُ، فَلَّمَا وَلَّى دَعَاهُ، فَقَالَ لَهُ: (هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلاَةِ؟) قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: (فَأجِبْ) رواه مُسلِم.
26- عن عبدِ الله – وقيل: عَمْرو بن قَيسٍ - المعروف بابن أُمّ مكتوم المؤذن رضي الله عنه أنَّه قَالَ: يا رَسُول اللهِ، إنَّ المَدينَةَ كَثيرةُ الهَوَامِّ وَالسِّبَاعِ. فَقَالَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: (تَسْمَعُ حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ حَيَّ عَلَى الفَلاحِ، فَحَيَّهلاً) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن.
ومعنى (حَيَّهَلاً): تعال.
27- عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ هَمَمْتُ أنْ آمُرَ بحَطَبٍ فَيُحْتَطَبَ، ثُمَّ آمُرَ بِالصَّلاَةِ فَيُؤذَّنَ لهَا، ثُمَّ آمُرَ رَجُلاً فَيَؤُمَّ النَّاسَ، ثُمَّ أُخَالِفَ إلى رِجَالٍ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهمْ) متفقٌ عَلَيهِ.
28- عن ابن مسعود رضي الله عنه، قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أنْ يَلْقَى اللهَ تَعَالَى غداً مُسْلِماً، فَلْيُحَافِظْ عَلَى هؤُلاَءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ، فَإنَّ اللهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكم صلى الله عليه وسلم سُنَنَ الهُدَى، وَإنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الهُدَى، وَلَوْ أنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ في بُيُوتِكم كَمَا يُصَلِّي هذا المُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ، وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّة نَبِيِّكُم لَضَلَلْتُمْ، وَلَقَدْ رَأيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إلاَّ مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤتَى بهِ، يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ في الصَّفِّ. رَوَاهُ مُسلِم.
وفي رواية لَهُ قَالَ: إنّ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَّمَنَا سُنَنَ الهُدَى؛ وإنَّ مِنْ سُنَنِ الهُدَى الصَّلاَةَ في المَسْجِدِ الَّذِي يُؤَذَّنُ فِيهِ.
29- عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: سمعت رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، يقول: (مَا مِنْ ثَلاثَةٍ فِي قَرْيةٍ، وَلاَ بَدْوٍ، لا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلاَةُ إلاَّ قَد اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِم الشَّيْطَانُ. فَعَلَيْكُمْ بِالجَمَاعَةِ، فَإنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ مِنَ الغَنَمِ القَاصِيَة) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن.
30- عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، يقول: (مَنْ صَلَّى العِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ، فَكَأنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ، فَكَأنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ) رواه مُسلِم.
وفي رواية الترمذي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، قَالَ: قال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ شَهِدَ العِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ لَهُ قِيَامُ نِصْفَ لَيلَةٍ، وَمَنْ صَلَّى العِشَاءَ وَالفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ، كَانَ لَهُ كَقِيَامِ لَيْلَةٍ) قَالَ الترمذي: (حديث حسن صحيح).
31- عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا في العَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوَاً) متفقٌ عَلَيهِ. وقد سبق بِطولِهِ.
32– وعنه، قَالَ: قال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لَيْسَ صَلاَةٌ أثْقَلَ عَلَى المُنَافِقِينَ مِنْ صَلاَةِ الفَجْرِ وَالعِشَاءِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْواً) متفقٌ عَلَيهِ.
33- عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: سألت رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم أيُّ الأعْمَالِ أفْضَلُ؟ قَالَ: (الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا) قلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قَالَ: (بِرُّ الوَالِدَيْنِ) قلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قَالَ: (الجِهَادُ في سَبِيلِ اللهِ) متفقٌ عَلَيهِ.
34– عن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: قال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: (بُنِيَ الإسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ، وَأنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ البَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ) متفقٌ عَلَيهِ.
35- وعنه، قَالَ: قال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: (أُمِرْتُ أنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ، وأنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإذَا فَعَلُوا ذَلِكَ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، إلاَّ بِحَقِّ الإسْلاَمِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ) متفقٌ عَلَيهِ.
36- عن معاذٍ رضي الله عنه، قَالَ: بَعثنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلى اليَمَنِ، فَقَالَ: (إنَّكَ تَأْتِي قَوْماً مِنْ أَهْل الكِتَابِ، فَادْعُهُمْ إلى شَهَادَةِ أنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ، وأنِّي رَسُولُ اللهِ، فَإنْ هُمْ أطاعُوا لِذلِكَ، فَأعْلِمْهُمْ أنَّ اللهَ تَعَالَى افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَومٍ وَلَيلَةٍ، فَإنْ هُمْ أطَاعُوا لِذَلِكَ، فَأعْلِمْهُمْ أنَّ اللهَ تَعَالَى افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤخَذُ مِنْ أغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإنْ هُمْ أطَاعُوا لِذلِكَ، فَإيَّاكَ وَكَرَائِمَ أمْوَالهِمْ، واتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فَإنَّهُ لَيْسَ بَينَهَا وبَيْنَ اللهِ حِجَابٌ) متفقٌ عَلَيهِ.
37- وعن جابرٍ رضي الله عنه، قال: سمعت رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، يقول: (إنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ والكفر، تَرْكَ الصَّلاَةِ) رواه مُسلِم.
38- عن بُرَيْدَة رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (العَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ) رواه التِّرمِذِيُّ، وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
39- عن شقِيق بن عبدِ الله التَّابِعيِّ المتفق عَلَى جَلاَلَتِهِ رَحِمهُ اللهُ، قَالَ: كَانَ أصْحَابُ محَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لا يَرَوْنَ شَيْئاً مِنَ الأعْمَالِ تَرْكُهُ كُفْرٌ غَيْرَ الصَّلاَةِ. رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ في كِتابِ الإيمان بإسنادٍ صحيحٍ.
40- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلاَتُهُ، فَإنْ صَلَحَتْ، فَقَدْ أفْلَحَ وأَنْجَحَ، وَإنْ فَسَدَتْ، فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ، قَالَ الرَّبُ عز وجل: انْظُرُوا هَلْ لِعَبدي من تطوّعٍ، فَيُكَمَّلُ مِنْهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الفَرِيضَةِ؟ ثُمَّ تَكُونُ سَائِرُ أعْمَالِهِ عَلَى هَذَا) رواه التِّرمِذِيُّ، وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ.
41- عن جابر بن سَمُرَة رضي الله عنهما، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: (ألاَ تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ المَلائِكَةُ عِندَ رَبِّهَا؟) فَقُلنَا: يَا رَسُول اللهِ، وَكَيفَ تُصَفُّ المَلائِكَةُ عِندَ رَبِّهَا؟ قَالَ: (يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الأُوَلَ، وَيَتَرَاصُّونَ في الصَّفِّ) رواه مُسلِم.
42- عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إلاَّ أنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاسْتَهَمُوا) متفقٌ عَلَيهِ.
43- وعنه، قَالَ: قال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: (خيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشَرُّهَا أوَّلُهَا) رواه مُسلِم.
44- عن أبي سعيد الخدرِيِّ رضي الله عنه: أنَّ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم رأى في أصْحَابِهِ تَأَخُّراً، فَقَالَ لَهُمْ: (تَقَدَّمُوا فَأتَمُّوا بِي، وَلْيَأتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ، لاَ يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ الله) رواه مُسلِم.
45- عن أبي مسعود رضي الله عنه، قال: كَانَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا في الصَّلاَةِ، وَيَقُولُ: (اسْتَووا ولاَ تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، لِيَلِيَنِي مِنْكُمْ أُولُو الأحْلاَمِ وَالنُّهَى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ) رَوَاهُ مُسلِم.
46- عن أنس رضي الله عنه، قَالَ: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (سَوُّوا صُفُوفَكُمْ؛ فَإنَّ تَسْوِيَةَ الصَّفِّ مِنْ تَمَامِ الصَّلاَةِ) متفقٌ عَلَيهِ.
وفي رواية للبخاري: (فَإنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ إقَامَةِ الصَّلاَةِ).
47- وعنه، قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَأقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: (أقِيمُوا صُفُوفَكُمْ وَتَرَاصُّوا؛ فَإنِّي أرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي) رواه البُخَارِيُّ بلفظه، ومسلم بمعناه.
وفي رواية للبخاري: وَكَانَ أَحَدُنَا يُلْزِقُ مَنْكِبَهُ بِمَنْكِبِ صَاحِبِهِ وَقَدَمَهُ بِقَدَمِهِ.
48- عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، قَالَ: سمعت رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، يقول: (لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ، أوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ) متفقٌ عَلَيهِ.
وفي رواية لمسلم: أنَّ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُسَوِّي صُفُوفَنَا، حَتَّى كَأنَّمَا يُسَوِّي بِهَا القِدَاحَ حَتَّى رَأى أنَّا قَدْ عَقَلْنَا عَنْهُ، ثُمَّ خَرَجَ يَوماً فَقَامَ حَتَّى كَادَ يُكَبِّرُ، فَرَأى رَجُلاً بَادِياً صَدْرُهُ مِنَ الصَّفِّ، فَقَالَ: (عِبَادَ اللهِ، لتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ، أو لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ).
49- عن البراءِ بن عازِبٍ رضي الله عنهما، قَالَ: كَانَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَخَلَّلُ الصَّفَّ مِنْ نَاحِيَةٍ إلى نَاحِيَةٍ، يَمْسَحُ صُدُورَنَا وَمَنَاكِبَنَا، وَيَقُولُ: (لا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ) وكانَ يَقُولُ: (إنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الأُوَلِ) رواه أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن.
50- عن ابن عمر رَضِيَ اللهُ عَنهُما: أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (أقيمُوا الصُّفُوفَ، وَحَاذُوا بَيْنَ المَنَاكِبِ، وَسُدُّوا الخَلَلَ، وَلِينوا بِأيْدِي إخْوانِكُمْ، ولاَ تَذَرُوا فُرُجَاتٍ للشَّيْطَانِ، وَمَنْ وَصَلَ صَفّاً وَصَلَهُ اللهُ، وَمَنْ قَطَعَ صَفّاً قَطَعَهُ اللهُ) رواه أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
51- عن أنس رضي الله عنه: أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (رُصُّوا صُفُوفَكُمْ، وَقَارِبُوا بَيْنَهَا، وَحَاذُوا بِالأعْنَاقِ؛ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إنِّي لأَرَى الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ مِنْ خَلَلِ الصَّفِّ، كَأَنَّهَا الحَذَفُ) حديث صحيح رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسنادٍ عَلَى شرط مسلم.
(الحَذَفُ) بحاء مهملةٍ وذالٍ معجمة مفتوحتين ثُمَّ فاء وهي: غَنَمٌ سُودٌ صِغَارٌ تَكُونُ بِاليَمَنِ.
52- وعنه: أنَّ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (أتِمُّوا الصَّفَّ المُقَدَّمَ، ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ، فَمَا كَانَ مِنْ نَقْصٍ فَلْيَكُنْ في الصَّفِّ المُؤَخَّرِ) رواه أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن.
53- عن عائشة رَضِيَ اللهُ عَنها، قالت: قال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى مَيَامِنِ الصُّفُوفِ) رواه أبُو دَاوُدَ بإسنادٍ عَلَى شرط مسلم، وفيه رجل مُخْتَلَفٌ في تَوثِيقِهِ.
54- عن البراء رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا إذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم أحْبَبْنَا أنْ نَكُونَ عَنْ يَمِينهِ، يُقْبِلُ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: (رَبِّ قِني عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ - أو تَجْمَعُ - عِبَادَكَ) رواه مُسلِمٌ.
55- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: (وَسِّطُوا الإمَامَ، وَسُدُّوا الخَلَلَ) رواه أبُو دَاوُد.
56- عن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ حَبِيبَةَ رملة بِنْتِ أبي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهما، قالت: سمعت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يقول: (مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي للهِ تَعَالى كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعاً غَيرَ الفَرِيضَةِ، إلاَّ بَنَى الله لَهُ بَيْتاً في الجَنَّةِ، أو إلاَّ بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الجَنَّةِ) رواه مُسلِمٌ.
57- عن ابن عمر رَضِيَ اللهُ عَنهُما، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتْينِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الجُمُعَةِ، وَرَكْعَتَينِ بَعدَ المَغْرِبِ، وَرَكْعَتَينِ بَعدَ العِشَاءِ. متفقٌ عَلَيهِ.
58- عن عبد الله بن مُغَفَّلٍ رضي الله عنه، قَالَ: قال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: (بَيْنَ كُلِّ أذَانَيْنِ صَلاَةٌ، بَيْنَ كُلِّ أذَانَيْنِ صَلاَةٌ، بَيْنَ كل أذانين صلاة) قال في الثَّالِثةِ: (لِمَنْ شَاءَ) متفقٌ عَلَيهِ.
المُرَادُ بِالأَذَانيْنِ: الأذَانُ وَالإقَامَةُ.
59- عن عائشة رَضِيَ اللهُ عَنها: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لا يَدَعُ أرْبَعاً قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الغَدَاةِ. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
60- وعنها، قالت: لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى شَيْءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أشَدَّ تَعَاهُدَاً مِنهُ عَلَى رَكْعَتَي الفَجْرِ. متفقٌ عَلَيهِ.
61- وعنها، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدنْيَا وَمَا فِيهَا) رواه مُسلِمٌ. وفي رواية: (لَهُمَا أحَبُّ إليَّ مِنَ الدنْيَا جَمِيعاً).
62- عن أبي عبد الله بلالِ بن رَبَاح رضي الله عنه، مُؤَذِّن رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أنَّهُ أتَى رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، لِيُؤْذِنَه بِصَلاةِ الغَدَاةِ، فَشَغَلَتْ عَائِشَةُ بِلالاً بِأَمْرٍ سَأَلَتْهُ عَنْهُ، حَتَّى أصْبَحَ جِدّاً، فَقَامَ بِلالٌ فَآذَنَهُ بِالصَّلاَةِ، وَتَابَعَ أذَانَهُ، فَلَمْ يَخْرُجْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا خَرَجَ صَلَّى بِالنَّاسِ، فَأخْبَرَهُ أنَّ عَائِشَةَ شَغَلَتْهُ بِأمْرٍ سَأَلَتْهُ عَنْهُ حَتَّى أصْبَحَ جِدّاً، وَأنَّهُ أبْطَأَ عَلَيْهِ بِالخُرُوجِ، فَقَالَ - يَعْنِي النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم -: (إنِّي كُنْتُ رَكَعْتُ رَكْعْتَي الفَجْرِ) فقالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إنَّكَ أصْبَحْتَ جِدّاً؟ فقَالَ: (لَوْ أصْبَحْتُ أكْثَرَ مِمَّا أصْبَحْتُ، لَرَكَعْتُهُمَا، وَأحْسَنْتُهُمَا وَأجْمَلْتُهُمَا) رواه أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن.
63- عن عائشة رَضِيَ اللهُ عَنها: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلّي رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ بَيْنَ النِّدَاءِ وَالإقَامَةِ مِنْ صَلاَةِ الصُّبْحِ. متفقٌ عَلَيهِ.
وفي روايَةٍ لَهُمَا: يُصَلِّي رَكْعَتَي الفَجْرِ، فَيُخَفِّفُهُمَا حَتَّى أقُولَ: هَلْ قَرَأَ فِيهما بِأُمِّ القُرْآنِ.
وفي رواية لمسلم: كَانَ يُصلِّي رَكْعَتَي الفَجْرِ إذَا سَمِعَ الأذَانَ وَيُخَفِّفُهُمَا.
وفي رواية: إذَا طَلَعَ الفَجْرُ.
64- عن حفصة رَضِيَ اللهُ عَنها: أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذَا أذَّنَ المُؤَذِّنُ لِلْصُّبْحِ وَبَدَا الصُّبْحُ، صَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ. متفقٌ عَلَيهِ.
وفي رواية لمسلم: كَانَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، إذَا طَلَعَ الفَجْرُ لا يُصَلِّي إلاَّ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ.
65- عن ابن عمر رَضِيَ اللهُ عَنهُما، قَالَ: كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَيُوتِرُ بِرَكْعَةٍ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، وَيُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ صلاةِ الغَدَاةِ، وَكَأنَّ الأَذَانَ بِأُذُنَيْهِ. متفقٌ عَلَيهِ.
66- عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما: أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ في رَكْعَتَي الفَجْرِ في الأُولَى مِنْهُمَا: (قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا) الآية الَّتي في البقرة، وفي الآخِرَةِ مِنْهُمَا: (آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأنَّا مُسْلِمُونَ).
وفي رواية: وفي الآخِرَةِ الَّتي في آل عِمْران: (تَعَالَوْا إلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ) رواه مسلم.
67- عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قرأ في رَكْعَتَي الفَجْرِ: (قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ) وَ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
68- عن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: رَمَقْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، شَهْراً فَكَانَ يَقْرَأُ في الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الفَجْرِ: (قُلْ يَا أيُّهَا الْكَافِرُونَ) وَ(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ، وَقَالَ: (حَدِيثٌ حَسَنٌ).
69- عن عائشة رَضِيَ اللهُ عَنها، قالت: كَانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذَا صَلَّى ركعتي الفجر، اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَن. رَوَاهُ البُخَارِي.
70- وعنها، قالت: كَانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِيمَا بَيْنَ أنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلاَةِ العِشَاءِ إلَى الفَجْرِ إحْدَى عَشرَةَ رَكْعَةً، يُسَلِّمُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَيُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ، فَإذَا سَكَتَ المُؤَذِّنُ مِنْ صَلاَةِ الفَجْرِ، وَتَبَيَّنَ لَهُ الفَجْرُ، وَجَاءهُ المُؤَذِّنُ، قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَينِ، ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ، هكَذَا حَتَّى يأْتِيَهُ المُؤَذِّنُ لِلإِقَامَةِ. رَوَاهُ مُسلِم.
قَوْلُهَا: (يُسَلِّمُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ) هكَذَا هو في مسلمٍ ومعناه: بَعْدَ كُلِّ رَكْعَتَيْن.
71- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إذا صَلَّى أحَدُكُمْ رَكْعَتَي الفَجْرِ، فَلْيَضْطَجِعْ عَلَى يَمِينِهِ) رواه أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ بأسانيد صحيحة، قال الترمذي: (حديث حسن صحيح).
72- عن ابن عمر رَضِيَ اللهُ عَنهُما، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا. متفقٌ عَلَيهِ.
73- عن عائشة رَضِيَ اللهُ عَنها: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لا يَدَعُ أرْبَعاً قَبْلَ الظُّهْرِ. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
74- وعنها، قالت: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي في بَيْتِي قَبْلَ الظُّهْرِ أرْبَعاً، ثُمَّ يَخْرُجُ، فَيُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ يَدْخُلُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ. وَكَانَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ المَغْرِبَ، ثُمَّ يَدْخُلُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَيُصَلِّي بِالنَّاسِ العِشَاءِ، وَيَدْخُلُ بَيتِي فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ. رَوَاهُ مُسلِم.
75- عن أُمّ حَبِيبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها، قالت: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ حَافَظَ عَلَى أرْبَعِ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَأرْبَعٍ بَعْدَهَا، حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ) رواه أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ، وَقَالَ: (حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح).
76- عن عبد الله بن السائب رضي الله عنه: أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي أرْبَعاً بَعْدَ أنْ تَزُولَ الشَّمْسُ قَبْلَ الظُّهْرِ، وقَالَ: (إنَّهَا سَاعَةٌ تُفْتَحُ فِيها أبْوَابُ السَّمَاءِ، فَأُحِبُّ أنْ يَصْعَدَ لِي فيهَا عَمَلٌ صَالِحٌ) رواه التِّرمِذِيُّ، وَقَالَ: (حَدِيثٌ حَسَنٌ).
77- عن عائشة رَضِيَ اللهُ عَنها: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذا لَمْ يُصَلِّ أربَعاً قَبلَ الظُّهْرِ، صَلاَّهُنَّ بَعْدَهَا. رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ، وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ.
78- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي قَبْلَ العَصْرِ أرْبَعَ رَكَعَاتٍ، يَفْصلُ بَيْنَهُنَّ بِالتَّسْلِيمِ عَلَى المَلائِكَةِ المُقَرَّبِينَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ مِنَ المُسْلِمِينَ وَالمُؤْمِنِينَ. رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ، وَقَالَ: (حَدِيثٌ حَسَنٌ).
79- عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (رَحِمَ اللَّهُ امْرءاً صَلَّى قَبْلَ العَصْرِ أرْبَعاً) رواه أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ، وَقَالَ: (حَدِيثٌ حَسَنٌ).
80- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي قَبلَ العَصْرِ رَكْعَتَيْنِ. رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
81- عن عبد الله بن مُغَفَّل رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (صَلُّوا قَبْلَ المَغْرِبِ) قال في الثَّالِثَةِ: (لِمَنْ شَاءَ) رواه البُخَارِيُّ.
82- عن أنس رضي الله عنه، قَالَ: لَقَدْ رَأيْتُ كِبَارَ أصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَبْتَدِرُونَ السَّوَارِيَ عِندَ المَغْرِبِ. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
83- وعنه، قَالَ: كُنَّا نصلِّي عَلَى عهدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ قَبْلَ المَغْرِبِ، فَقِيلَ: أكَانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صَلاَّهما؟ قَالَ: كَانَ يَرَانَا نُصَلِّيهِمَا فَلَمْ يَأمُرْنَا وَلَمْ يَنْهَنَا. رواه مسلم.
84- وعنه، قَالَ: كُنَّا بِالمَدِينَةِ فَإذَا أذَّنَ المُؤَذِّنُ لِصَلاَةِ المَغْرِبِ، ابْتَدَرُوا السَّوَارِيَ، فَرَكَعُوا رَكْعَتَيْنِ، حَتَّى إنَّ الرَّجُلَ الغَريبَ لَيَدْخُلُ المَسْجِدَ فَيَحْسَبُ أنَّ الصَّلاَةَ قَدْ صُلِّيَتْ مِنْ كَثْرَةِ مَنْ يُصَلِّيهِمَا. رواه مسلم.
فِيهِ حديث ابن عمر السابق: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ، وحديث عبد الله بن مُغَفَّلٍ: (بَيْنَ كُلِّ أذَانَيْنِ صَلاةٌ) متفق عَلَيْهِ. كما سبق.
فِيهِ حَديث ابن عمر السابق أنَّه صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الجُمعَةِ. متفقٌ عَلَيْهِ.
85- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا صَلَّى أَحَدُكُم الجُمُعَةَ، فَلْيُصَلِّ بَعْدَهَا أرْبعاً) رواه مسلم.
86- عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لاَ يُصَلِّي بَعْدَ الجُمُعَةِ حَتَّى يَنْصَرِفَ، فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ في بَيْتِهِ. رواه مسلم.
87- عن زيد بن ثابت رضي الله عنه: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (صَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإنَّ أفْضَلَ الصَّلاَةِ صَلاَةُ المَرْءِ في بَيْتِهِ إِلاَّ المَكْتُوبَةَ) متفقٌ عَلَيْهِ.
88- عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (اجْعَلُوا مِنْ صَلاَتِكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ، وَلاَ تَتَّخِذُوهَا قُبُوراً) متفقٌ عَلَيْهِ.
89- وعن جابر رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا قَضَى أحَدُكُمْ صَلاَتَهُ في مَسْجِدِهِ فَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ نَصِيباً مِنْ صَلاَتِهِ؛ فَإنَّ اللهَ جَاعِلٌ في بَيْتِهِ مِنْ صَلاَتِهِ خَيْراً) رواه مسلم.
90- عن عمر بن عطاءٍ: أنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ أرْسَلَهُ إِلَى السَّائِبِ ابن أُخْتِ نَمِرٍ يَسأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ رَآهُ مِنْهُ مُعَاوِيَةُ في الصَّلاَةِ، فَقَالَ: نَعَمْ، صَلَّيْتُ مَعَهُ الجُمُعَةَ في المَقْصُورَةِ، فَلَمَّا سَلَّمَ الإمَامُ، قُمْتُ في مَقَامِي، فَصَلَّيْتُ، فَلَمَّا دَخَلَ أَرْسَلَ إلَيَّ، فَقَالَ: لاَ تَعُدْ لِمَا فَعَلْتَ. إِذَا صَلَّيْتَ الجُمُعَةَ فَلاَ تَصِلْهَا بِصَلاةٍ حَتَّى تَتَكَلَّمَ أَوْ تَخْرُجَ؛ فَإنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أمَرَنَا بِذلِكَ، أن لاَ نُوصِلَ صَلاَةً بِصَلاَةٍ حَتَّى نَتَكَلَّمَ أَوْ نَخْرُجَ. رواه مسلم.
91- عن عليٍّ رضي الله عنه، قَالَ: الوِتْرُ لَيْسَ بِحَتْمٍ كَصَلاَةِ المَكْتُوبَةِ، وَلَكِنْ سَنَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (إنَّ اللهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ، فَأَوْتِرُوا يَا أهْلَ القُرْآنِ) رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: (حديث حسن).
92- وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، وَمِنْ أوْسَطِهِ، وَمِنْ آخِرِهِ، وَانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ. متفقٌ عَلَيْهِ.
93- عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (اجْعَلُوا آخِرَ صَلاَتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْراً) متفقٌ عَلَيْهِ.
94- عن أَبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (أوْتِرُوا قَبْلَ أنْ تُصْبِحُوا) رواه مسلم.
95- عن عائشة رضي الله عنها: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي صَلاَتَهُ باللَّيْلِ، وَهِيَ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإذَا بَقِيَ الوِتْرُ، أيْقَظَهَا فَأوْتَرتْ. رواه مسلم.
وفي روايةٍ لَهُ: فَإذَا بَقِيَ الوِتْرُ، قَالَ: (قُومِي فَأوتِري يَا عائِشَةُ).
96- عن ابن عمرَ رضي الله عنهما: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (بَادِرُوا الصُّبْحَ بِالوِتْرِ) رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: (حديث حسن صحيح).
97- عن جابر رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ خَافَ أنْ لاَ يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، فَلْيُوتِرْ أوَّلَهُ، وَمَنْ طَمِعَ أنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيلِ، فَإنَّ صَلاَةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ، وذَلِكَ أفْضَلُ) رواه مسلم.
98- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: أوْصَانِي خَلِيلي صلى الله عليه وسلم بِصِيَامِ ثَلاَثَةِ أيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَي الضُّحَى، وَأنْ أُوتِرَ قَبْلَ أنْ أرْقُدَ. متفقٌ عَلَيْهِ.
وَالإيتَارُ قَبْلَ النَّوْمِ إنَّمَا يُسْتَحَبُّ لِمَنْ لاَ يَثِقُ بِالاسْتِيقَاظِ آخِرَ اللَّيْلِ فَإنْ وَثِقَ، فَآخِرُ اللَّيْلِ أفْضَلُ.
99- عن أَبي ذَرٍّ رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (يُصْبحُ عَلَى كُلِّ سُلاَمَى مِنْ أَحَدكُمْ صَدَقَةٌ: فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِىء مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِن الضُّحَى) رواه مسلم.
100- عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كَانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الضُّحَى أرْبَعاً، وَيَزِيدُ مَا شَاءَ الله. رواه مسلم.
101- عن أُمِّ هَانِىءٍ فاختة بنت أَبي طالب رضي الله عنها، قالت: ذَهَبْتُ إِلَى رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَامَ الفَتْحِ فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ، صَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ، وَذَلِكَ ضُحىً. متفقٌ عَلَيْهِ. وهذا مختصرُ لفظِ إحدى روايات مسلم.
102- عن زيد بن أَرْقَم رضي الله عنه: أنَّهُ رَأَى قَوْماً يُصَلُّونَ مِنَ الضُّحَى، فَقَالَ: أمَا لَقَدْ عَلِمُوا أنَّ الصَّلاَةَ في غَيْرِ هذِهِ السَّاعَةِ أفْضَلُ، إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (صَلاَةُ الأَوَّابِينَ حِيْنَ تَرْمَضُ الفِصَالُ) رواه مسلم.
(تَرْمَضُ) بفتح التاء والميم وبالضاد المعجمة، يعني: شدة الحر. وَ(الفِصَالُ) جَمْعُ فَصِيلٍ وَهُوَ: الصَّغيرُ مِنَ الإبِلِ.
103- عن أَبي قتادة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا دَخَلَ أحَدُكُمُ المَسْجِدَ، فَلاَ يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ) متفقٌ عَلَيْهِ.
104- عن جابرٍ رضي الله عنه، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ في المَسْجِدِ، فَقَالَ: (صَلِّ رَكْعَتَيْنِ) متفقٌ عَلَيْهِ.
105- عن أَبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لِبِلاَلٍ: (يَا بِلاَلُ، حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الإسْلاَمِ، فَإنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ في الجَنَّةِ) قَالَ: مَا عَمِلْتُ عَمَلاً أرْجَى عِنْدي مِنْ أَنِّي لَمْ أتَطَهَّرْ طُهُوراً فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِلاَّ صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لِي أنْ أُصَلِّي. متفقٌ عَلَيْهِ، وهذا لفظ البخاري.
(الدَّفُّ) بالفاءِ: صَوْتُ النَّعْلِ وَحَرَكَتُهُ عَلَى الأَرْضِ، واللهُ أعْلَم.
106- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خَيْرُ يَومٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ: فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا) رواه مسلم.
107- وعنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تَوَضَّأ فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ ثُمَّ أتَى الجُمُعَةَ، فَاسْتَمَعَ وأنْصَتَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ وَزِيادَةُ ثَلاَثَةِ أيَّامٍ، وَمَنْ مَسَّ الحَصَى، فَقَدْ لَغَا) رواه مسلم.
آثار
1- قال بعض العلماء: " من أراد فضل الحج وهو عاجز فيلزم الجمعة.كان أبو بكر رضي الله عنه إذا قام إلى الصلاة كأنه عود من خشية الله ".
2- قال إبراهيم بن أدهم: " إذا كنت بالليل نائماً، وبالنهار سائماً، وفي المعاصي دائماً؛ فكيف ترضي من هو بأمرك قائماً " مواعظ الإمام إبراهيم بن أدهم للشيخ محمد الحمد.
3- قال الحسن - رحمه الله - " تفقدوا الحلاوة في الصلاة وفي القرآن وفي الذكر، فإن وجدتموها فابشروا وأملوا، وإن لم تجدوها فاعلموا أن الباب مغلق " حلية الأولياء.
4- قال عبدالله بن وهب: " كل ملذوذ إنما له لذة واحدة، إلا العبادة فإن لها ثلاث لذات، إذا كنت فيها، وإذا تذكرتها، وإذا أعطيت ثوابها .. أما الشهوات فكلما تذكرها العبد فغصص وآهات وندم وحسرات ".
5- كتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض عماله: " اجتنبوا الأشغال عند حضرة الصلاة؛ فمن أضاعها فهو لما سواها من شعائر الإسلام أشد تضييعاً " البداية والنهاية.
6- قال ابن سيرين رحمه الله: " لابد من قيام الليل ولو بقدر حلب الشاة " الزهد للإمام أحمد.
7- عطاء بن رباح يصف قيام الليل فيقول: " قيام الليل محياة للبدن ونور في القلب وضياء في الوجه، وقوة في البصر والأعضاء، وإن الرجل إذا قام بالليل أصبح فرحاً مسرورا، وإذا نام عن حزبه أصبح حزيناً مكسورا كأنه فقد شيئاً وقد فقد أعظم الأمر نكعا " البداية والنهاية.
8- قال سفيان الثوري: " عليك بقلة الأكل تملك سهر الليل، وعليك بالصوم فإنه يسد عليك باب الفجور، ويفتح عليك باب العبادة، وعليك بقلة الكلام يلين قلبك، وعليك بالصمت تملك الورع ".
9- قال بعض أهل العلم: " دواء القلب بخمسة أشياء: قراءة القرآن بتدبر، خلاء البطن، قيام الليل، والتضرع عند السحر، ومجالسة الصالحين ".
10- قال أبو سليمان الداراني: " لأهل الطاعة في ليلهم ألذ من أهل اللهو بلهوهم " صفة الصفوة.
11- قال الأوزاعي: " لا طاعة للوالد في ترك الجمعة والجماعات " الترغيب والترهيب.
12- قال ابن الجوزي: " يا هذا لو علمت ما يفوتك في السحر - ما حملك النوم تقدم؛ حينئذ قوافل السهر على قلوب الذاكرين، وتحط رواحل المغفرة على رباع المستغفرين.
من لم يذق حلاوة شراب السحر - لم يبلغ عِرفانه بالخبر.
من لم يتفكر في عمره كيف انقرض - لم يبلغ من الحزن الغرض ".
13- قال القاسمي في أن الزمخشري قال في أساس البلاغة: " إنما سُمي السحر استعارة لأنه وقت إدبار الليل وإقبال النهار فهو متنفس الصباح " محاسن التأويل.
14- قال شيخ الإسلام: " الصلاة فيها دفع مكروه وهو الفحشاء والمنكر، وفيها تحصيل محبوب وهو ذكر الله، وحصول هذا المحبوب أكبر من دفع ذلك المكروه " مجموع الفتاوى.
15- يقول ابن القيم رحمه الله: " تأمل كيف قابل ما أخفوه من قيام الليل بالجزاء الذي أخفاه لهم مما لا تعلمه نفس، وكيف قابل قلقهم وخوفهم واضطرابهم على مضاجعهم حين يقومون إلى صلاة الليل بقرة الأعين بالجنة " حادي الأرواح لابن القيم.
16- قال ابن القيم: " إن حياة النفس في السمو ونجاتها في العلو، ومثل القلب مثل الطائر كلما علا بَعُد عن الآفات وكلما نزل احتوشته الآفات ".
17- قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ثم قرأ: (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) ". زاد مسلم: " يعني العصر والفجر ".
* قال الحافظ ابن حجر: " وجه مناسبة ذكر هاتين الصلاتين عند ذكر الرؤية أن الصلاة أفضل الطاعات، وقد ثبت لهاتين من الفضل على غيرهما، فهما أفضل الصلوات، فناسب أن يجازى المحافظ عليهما بأفضل العطايا وهو النظر إلى الله تعالى" فتح الباري بتصرف.
18- كان عطاء بن أبي رباح يقول: " ليس لأحد من خلق الله في الحضر وبالقرية رخصة إذا سمع النداء في أن يدع الصلاة " عون المعبود.
قصص
1- كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه إذا حضرت الصلاة يتزلزل ويتلوَّن وجهه، فقيل له: ما لك؟ فيقول: جاء والله وقت أمانة عرضها الله على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها و أشفقن منها و حملتُها.
2- عن محمد بن زيد: أن ابن عمر كان له مهراس فيه ماء, فيصلي فيه ماقدر له, ثم يصير إلى الفراش يغفي إغفاءة الطائر, ثم يقوم, فيتوضأ ويصلي, يفعل ذلك في الليل أربع مرات أو خمسة.
3- كان سعيد التنوخي إذا صلى لم تنقطع الدموع من خديه على لحيته.
4- قال ابن المنكدر: إني لأدخل في اللي