۞ منتديات كنوز الإبداع ۞
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

۞ منتديات كنوز الإبداع ۞


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 .:.|!| محل الخشوع القلب .. وثمرته على الجوارح |!|.:.

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الشبح

عضو فضي  عضو فضي
الشبح


الجنس : ذكر
العمر : 36
الموقع كوكب الأشباح
التسجيل : 06/09/2011
عدد المساهمات : 512

.:.|!| محل الخشوع القلب .. وثمرته على الجوارح |!|.:.  Empty
مُساهمةموضوع: .:.|!| محل الخشوع القلب .. وثمرته على الجوارح |!|.:.    .:.|!| محل الخشوع القلب .. وثمرته على الجوارح |!|.:.  Icon_minitimeالجمعة 23 مارس 2012, 12:26 am



.:.|!| محل الخشوع القلب .. وثمرته على الجوارح |!|.:.

الخشوع لغة:

مصدر خشع يخشع وهو مأخوذ من مادّة (خ ش ع) الّتي تدلّ كما يقول ابن فارس على معنى واحد هو التّطامن، يقال خشع فلان إذا تطامن وطأطأ رأسه وهو قريب المعنى من الخضوع، إلّا أنّ الخضوع في البدن وهو الإقرار بالاستخذاء، والخشوع في البدن والصّوت والبصر، قال تعالىSadخاشِعَةً أَبْصارُهُمْ) [القلم: 43]، قال ابن دريد: الخاشع: المستكين والرّاكع، وقال الرّاغب: الخشوع الضّراعة، وأكثر ما يستعمل الخشوع فيما يوجد على الجوارح، والضّراعة أكثر ما تستعمل فيما يوجد في القلب ولذلك قيل فيما روي: إذا ضرع القلب خشعت الجوارح.

وذكرت كتب اللّغة أنّ الخشوع هو الخضوع، يقال خشع يخشع خشوعا، واختشع وتخشّع: رمى ببصره نحو الأرض، وغضّه وخفض صوته، وقوم خشّع: متخشّعون، وخشع بصره: انكسر، ولا يقال اختشع بصره، قال ذو الرّمّة: تجلّى السّرى عن كلّ خرق [الخرق من الأرض بفتح الخاء: البعيدة مستوية كانت أو غير مستوية. والخرق: بكسر الخاء من الفتيان الظريف في سماحة ونجدة. لسان العرب (2/ 1142) ] كأنّه ... صفيحة سيف، طرفه غير خاشع

واختشع إذا طأطأ صدره وتواضع، وقوله تعالى: (وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ) [طه: 108]:أي سكنت، وكلّ ساكن خاضع خاشع. والخاشع: الرّاكع، في بعض اللّغات، والتّخشّع: تكلّف الخشوع، والتّخشّع للّه: الإخبات والتّذلّل. وقوله تعالى: (وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً) [فصلت: 39]. قال الزّجّاج: الخاشعة المتغيّرة المتهشّمة، وأراد المتهشّمة النبات، وبلدة خاشعة: أي مغبرّة لا منزل بها، وإذا يبست الأرض ولم تمطر قيل: قد خشعت. قال تعالى: (وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ) [فصلت: 39] والعرب تقول: رأينا أرض بني فلان خاشعة هامدة ما فيها خضراء [مقاييس اللغة لابن فارس (2/ 182)، والمفردات، للراغب (148)، والصحاح للجوهري (3/ 1204)، والنهاية لابن الأثير (2/ 34)، ولسان العرب لابن منظور (8/ 71) ].

واصطلاحا:

قيام القلب بين يدي الرّبّ بالخضوع والذّلّ وقيل: هو الانقياد للحقّ.

وقال الجنيد: الخشوع تذلّل القلوب لعلّام الغيوب.

قال ابن القيّم- رحمه اللّه-: والحقّ أنّ الخشوع معنى يلتئم من التّعظيم والمحبّة والذّلّ والانكسار [مدارج السالكين لابن القيم (1/ 558- 559) بتصرف، وفتح الباري (2/ 264) ] .

وحكى ابن حجر عن الفخر الرّازيّ في تفسيره أنّ الخشوع تارة يكون من فعل القلب كالخشية، وتارة من فعل البدن كالسّكون، وقيل: لا بدّ من اعتبارهما، وقال غيره: هو معنى يقوم بالنّفس يظهر عنه سكون في الأطراف يلائم مقصود العبادة.




آيات



1- قول الله تعالى: (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً * فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً * لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً * يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً ( [طه: 105- 108] .





2- قوله تعالى: (لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الحشر: 21] .





3- قوله تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ * عامِلَةٌ ناصِبَةٌ * تَصْلى ناراً حامِيَةً * تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ* لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ * لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ) [الغاشية: 2- 7] .





4- قوله تعالى: ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ) [المؤمنون: 1- 2] .





5- قوله تعالى: (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ * خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ ) [القلم: 42- 43] .





6- قوله تعالى: (وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً * وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً * وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً * فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً * فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً * يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ * قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ * أَبْصارُها خاشِعَةٌ * يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ ) [النازعات: 1- 10] .





7- قوله تعالى : (وَزَكَرِيَّا إِذْ نادى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَوَهَبْنا لَهُ يَحْيى وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَ رَهَباً وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ ) [لأنبياء: 89- 90] .





8- قوله تعالى : (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ ) [الحديد: 16] .





9- قوله تعالى: ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ) [الأحزاب: 35 ] .





10- قوله تعالى: (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلًا أُولئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ ) [آل عمران: 199] .




أحاديث



1- عن عثمان- رضي اللّه عنه- قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة، فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها. إلّا كانت كفّارة لما قبلها من الذّنوب. ما لم يؤت كبيرة. وذلك الدّهر كلّه» [مسلم (228) ] .





2- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «مثل المجاهد في سبيل اللّه- واللّه أعلم بمن يجاهد في سبيله- كمثل الصّائم القائم الخاشع الرّاكع السّاجد» [النسائي (6/ 18) واللفظ له، وصححه الألباني، صحيح سنن النسائي (2930)، وهو في صحيح الجامع (5850). وهو بسياق مقارب في «الصحيحين» من حديث أبي هريرة. انظر «جامع الأصول» (9/ 476 و481) ] .





3- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ اللّه لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» [مسلم (2564) ] .





4- سئل ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- عن استسقاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خرج متبذّلا متواضعا متضرّعا حتّى أتى المصلّى فلم يخطب خطبتكم هذه، ولكن لم يزل في الدّعاء والتّضرّع والتّكبير، وصلّى ركعتين كما كان يصلّي في العيد. [الترمذي (558) واللفظ له، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجة (1266) وحسنه الألباني ] .





5- عن عبد اللّه بن الشّخّير- رضي اللّه عنه- قال: «رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يصلّي وفي صدره أزير كأزير الرّحى من البكاء صلّى اللّه عليه وسلّم» [أبو داود (904) واللفظ له، النسائي (3/ 13)، وقال محقق جامع الأصول (5/ 435): حديث صحيح ] .





6- عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: قال لي النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «اقرأ عليّ». قلت: آقرأ عليك وعليك أنزل؟. قال: «فإنّي أحبّ أن أسمعه من غيري». فقرأت عليه سورة النّساء حتّى بلغت (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) قال: «أمسك». فإذا عيناه تذرفان . [البخاري- الفتح 8 (4582) واللفظ له، وفيه «بعض الحديث عن عمرو بن مرّة»، ومسلم (800) ] .




آثار



1- قال عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه-: من تواضع للّه تخشّعا، رفعه اللّه يوم القيامة، ومن تطاول تعظّما، وضعه اللّه يوم القيامة . [الزهد للإمام وكيع بن الجراح (2/ 467) ] .





2- عن عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- أنّه رأى رجلا طأطأ رقبته في الصّلاة. فقال: «يا صاحب الرّقبة ارفع رقبتك، ليس الخشوع في الرّقاب إنّما الخشوع في القلوب . [مدارج السالكين (1/ 559) ] .





3- عن عليّ- رضي اللّه عنه- قال: الخشوع في القلب أن تلين كنفك للرّجل المسلم وأن (لا تلتفت) في الصّلاة .[ الزهد للإمام وكيع بن الجراح (2/ 599) ] .





4- عن ابن عمر- رضي اللّه عنهما- في قوله تعالى (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ) [المؤمنون: 2] قال: كانوا إذا قاموا في الصّلاة، أقبلوا على صلاتهم، وخفضوا أبصارهم إلى موضع سجودهم. وعلموا أنّ اللّه يقبل عليهم فلا يلتفتون يمينا ولا شمالا . [الدر المنثور للسيوطي (6/ 84) ] .





5- عن ابن عمر- رضي اللّه عنهما- أنّه كان إذا تلا هذه الآية (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ) [الحديد: 16]. قال: بلى يا ربّ، بلى يا ربّ . [الدر المنثور للسيوطي (8/59) ] .





6- قرأ ابن عمر- رضي اللّه عنهما- (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) [المطففين: 1- 6]، فلمّا بلغ (يوم يقوم النّاس لربّ العالمين) بكى حتّى خرّ وامتنع عن قراءة ما بعده . [الزهد للإمام وكيع بن الجراح (1/ 253) ] .





7- كان عليّ بن الحسين- رضي اللّه عنهما-: إذا توضّأ اصفرّ وتغيّر، فيقال: مالك؟ فيقول: أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم . [مختصر منهاج القاصدين لابن قدامة (273) ] .





8- عن الحسن البصريّ في قوله تعالى (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ) [المؤمنون:2]قال: كان خشوعهم في قلوبهم فغضّوا بذلك أبصارهم، وخفضوا لذلك الجناح . [الدر المنثور للسيوطي (6/ 84) ] .





9- عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، قال: كان عبد اللّه بن مسعود- إذا هدأت العيون- قام فسمعت له دويّا كدويّ النّحل . [الزهد للإمام وكيع بن الجراح (1/ 391) ] .




قصص



1- قال الحافظ ابن كثير- رحمه اللّه-:

قد ذكر غير واحد أنّ عروة بن الزّبير لمّا خرج من المدينة متوجّها إلى دمشق ليجتمع بالوليد، وقعت الأكلة في رجله في واد قرب المدينة، وكان مبدؤها هناك فظنّ أنّها لا يكون منها ما كان، فذهب في وجهه ذلك، فما وصل إلى دمشق إلّا وهي قد أكلت نصف ساقه، فدخل على الوليد فجمع له الأطبّاء العارفين بذلك، فاجتمعوا على أن يقطعها وإلّا أكلت رجله كلّها إلى وركه، وربّما ترقّت إلى الجسد فأكلته، فطابت نفسه بنشرها، وقالوا: ألا نسقيك مرقّدا حتّى يذهب عقلك منه فلا تحسّ بألم النّشر؟ فقال: لا واللّه ما كنت أظنّ أنّ أحدا يشرب شرابا أو يأكل شيئا يذهب عقله، ولكن إن كنتم لا بدّ فاعلين فافعلوا ذلك وأنا في الصّلاة، فإنّي لا أحسّ بذلك، ولا أشعر به. قال: فنشروا رجله من فوق الأكلة من المكان الحيّ، احتياطا أنّه لا يبقى منها شيء، وهو قائم يصلّي، فما تضوّر ولا اختلج، فلمّا انصرف من الصّلاة عزّاه الوليد في رجله، فقال: اللّهمّ لك الحمد، كان لي أطراف أربعة فأخذت واحدا فلئن كنت قد أخذت فقد أبقيت، وإن كنت قد ابتليت فلطالما عافيت، فلك الحمد على ما أخذت وعلى ما عافيت قال: وكان قد صحب معه بعض أولاده من جملتهم ابنه محمّد، وكان أحبّهم إليه، فدخل دار الدّوابّ، فرفسته فرس فمات، فأتوه فعزّوه فيه، فقال الحمد للّه كانوا سبعة فأخذت منهم واحدا وأبقيت ستّة، فلئن كنت قد ابتليت فلطالما عافيت، ولئن كنت قد أخذت فلطالما أعطيت. فلمّا قضى حاجته من دمشق رجع إلى المدينة ... فبلغه أنّ بعض النّاس قال: إنّما أصابه هذا بذنب عظيم أحدثه، فأنشد عروة في ذلك، والأبيات لمعن بن أويس:



لعمرك ما أهويت كفّي لريبة *** ولا حملتني نحو فاحشة رجلي



ولا قادني سمعي ولا بصري لها *** ولا دلّني رأيي عليها ولا عقلي



ولست بماش ما حييت لمنكر *** من الأمر لا يمشي إلى مثله مثلي



ولا مؤثر نفسي على ذي قرابة *** وأوثر ضيفي ما أقام على أهلي



وأعلم أنّي لم تصبني مصيبة *** من الدّهر إلّا قد أصابت فتى قبلي



البداية والنهاية لابن كثير (9/ 102، 103).




أشعار



1- قال عبد اللّه بن المبارك- رحمه اللّه تعالى-:



إذا ما اللّيل أظلم كابدوه *** فيسفر عنهم وهم ركوع





أطار الخوف نومهم فقاموا *** وأهل الأمن في الدّنيا هجوع



وقال أيضا:



وما فرشهم إلّا أيامن أزرهم *** وما وسدهم إلّا ملاء وأذرع





وما ليلهم فيهنّ إلّا تخوّف *** وما نومهم إلّا عشاش مروّع





وألوانهم صفر كأنّ وجوههم *** عليها كساء وهو بالورس مشبع



[التخويف من النار (38، 39) والورس: نبت أصفر يصبغ به] .





2- قال عبّاد بن زياد التّيميّ، يرثي إخوة له متعبّدين:





فتية يعرف التّخشّع فيهم *** كلّهم أحكم القران غلاما





قد برى جلده التّهجّد حتّى *** عاد جلدا مصفّرا وعظاما





تتجافى عن الفراش من الخوف *** إذا الجاهلون باتوا نياما





بأنين وعبرة ونحيب *** ويظلّون بالنّهار صياما





يقرؤون القرآن لا ريب فيه *** ويبيتون سجّدا وقياما



[التخويف من النار لابن رجب (29، 30) ] .





3- قال عبد اللّه بن المعمار:



رقّة في الجنان فيها حياء *** فيهما هيبة وذاك خشوع

ليس حال ولا مقام وإن فا *** ضت عليه من العيون دموع



[بصائر ذوي التمييز للفيروز ابادي (2/ 542) ] .




متفرقات



1- قال ابن القيّم- رحمه اللّه-: والحقّ أنّ الخشوع معنى يلتئم من التّعظيم والمحبّة والذّلّ والانكسار.[مدارج السالكين لابن القيم (1/ 558- 559) بتصرف، وفتح الباري (2/ 264) ] .





2- قال ابن القيّم: قال صاحب المنازل: وهو أي الخشوع على ثلاث درجات:

الأولى: التّذلّل للأمر، والاستسلام للحكم، والاتّضاع لنظر الحقّ. أمّا التّذلّل للأمر فهو تلقّيه بذلّة القبول والانقياد والامتثال مع مواطأة الظّاهر الباطن، وإظهار الضّعف، والافتقار للهداية. وأمّا الاستسلام للحكم فيشمل الحكم الشّرعيّ بعدم معارضته برأي أو شهوة، كما يشمل الحكم القدريّ بعدم تلقّيه بالتّسخّط والكراهة والاعتراض، وأمّا الاتّضاع لنظر الحقّ فهو اتّضاع القلب والجوارح، وانكسارها لنظر الرّبّ إليها واطّلاعه على تفاصيل ما فيها.

الثّانية: ترقّب آفات النّفس والعمل، ورؤية فضل كلّ ذي فضل، ويتحقّق ذلك بانتظار ظهور نقائص نفسك وعملك وعيوبها لك، وذلك يجعل القلب خاشعا لا محالة لمطالعة عيوب نفسه وأعماله ونقائصهما من الكبر والعجب، وضعف الصّدق، وقلّة اليقين، وتشتّت النّيّة، أمّا رؤية فضل كلّ ذي فضل فيتحقّق بمراعاة حقوق النّاس وأدائها، ولا ترى أنّ ما فعلوه من حقوقك عليهم؛ فلا تعاوضهم عليها، فإنّ هذا من رعونات النّفس وحماقاتها، ولا تطالبهم بحقوق نفسك، وسمعت شيخ الإسلام ابن تيميّة يقول: العارف لا يرى له على أحد حقّا، ولا يشهد له على غيره فضلا، ولذلك لا يعاتب، ولا يطالب، ولا يضارب.

الثّالثة: حفظ الحرمة عند المكاشفة، وتصفية القلب من مراءاة الخلق، ويعني ذلك ضبط النّفس بالذّلّ والانكسار عن البسط والإذلال الّذي تقتضيه المكاشفة لأنّها توجب بسطا يخاف منه شطح إن لم يصحبه خشوع يحفظ الحرمة. مع إخفاء أحواله عن الخلق جهده.[مدارج السالكين (1/ 559- 560) باختصار وتصرف يسير] .





3- قال ابن القيّم- رحمه اللّه-: الخشوع هو الاستسلام للحكمين: الدّينيّ الشّرعيّ، بعدم معارضته برأي أو شهوة، والقدريّ بعدم تلقّيه بالتّسخّط والكراهية والاعتراض. والاتّضاع لنظر الحقّ، وهو اتّضاع القلب والجوارح وانكسارها لنظر الرّبّ إليها، واطّلاعه على تفاصيل ما في القلب والجوارح، وخوف العبد الحاصل من هذا يوجب له خشوع القلب لا محالة. وكلّما كان أشدّ استحضارا له كان أشدّ خشوعا، وإنّما يفارق الخشوع القلب إذا غفل عن اطّلاع اللّه عليه ونظره إليه. وممّا يورث الخشوع: ترقّب آفات النّفس والعمل، ورؤية فضل كلّ ذي فضل عليك وهذا المعنى أي انتظار ظهور نقائص نفسك وعملك وعيوبها لك يجعل القلب خاشعا لا محالة، لمطالعة عيوب نفسه وأعماله ونقائصهما: من الكبر، والعجب، والرّياء، وضعف الصّدق، وقلّة اليقين، وتشتّت النّيّة وعدم إيقاع العمل على وجه يرضاه اللّه تعالى وغير ذلك من عيوب النّفس. وأمّا رؤية كلّ ذي فضل عليك: فهو أن تراعي حقوق النّاس فتؤدّيها، ولا ترى أنّ ما فعلوه فيك من حقوقك عليهم، فلا تعارضهم عليها؛ فإنّ هذا من رعونات النّفس وحماقاتها، ولا تطالبهم بحقوق نفسك. وتعترف بفضل ذي الفضل منهم وتنسى فضل نفسك.

وقد قال شيخ الإسلام ابن تيميّة- رحمه اللّه-:

العارف لا يرى له على أحد حقّا ولا يشهد له على غيره فضلا؛ ولذلك لا يعاتب ولا يطالب، ولا يضارب . [مدارج السالكين (1/ 560- 561) بتصرف ] .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الفيروزي

عضو ذهبي  عضو ذهبي
الفيروزي


الجنس : ذكر
العمر : 38
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 30/09/2011
عدد المساهمات : 706

.:.|!| محل الخشوع القلب .. وثمرته على الجوارح |!|.:.  Empty
مُساهمةموضوع: رد: .:.|!| محل الخشوع القلب .. وثمرته على الجوارح |!|.:.    .:.|!| محل الخشوع القلب .. وثمرته على الجوارح |!|.:.  Icon_minitimeالسبت 14 أبريل 2012, 12:35 am

۩۞۩ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ۩۞۩

ماشاء الله تبارك الله
مشاركة جميلة ومتميزة
نبارك هذا الجهد الرائع
ونتطلع لمزيد من الإبداع


۩ حفظكم الله ورعاكم ۩


♥♥ تقبلوا محبتي وتقديري ♥♥


₪₪₪₪₪₪₪
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
.:.|!| محل الخشوع القلب .. وثمرته على الجوارح |!|.:.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الخشوع .. ذوبان القلب
»  【♣】◄ القلب هو القلب والقبر صندوق العمل ►【♣】
»  ♔[❖]♔ الدعاء .. فضله وحقيقته وأدبه وثمرته ♔[❖]♔
»  !~¤§¦ فصائل الجوارح ¦§¤~!
» °o.O كيف نربي انفسنا على الخشوع ؟ O.o°

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۞ منتديات كنوز الإبداع ۞ :: ۞ المنتديات الإسلامية ۞ ::  ۩ الإسلام .. دين السلام ۩-
انتقل الى: