✯♔✯ أهمية العلاقة بين الزوجين وخطورتها ✯♔✯
قَالَ الله تَعَالَى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ الله) [النساء: 34].
أحاديث
1- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امرَأتَهُ إِلَى فرَاشِهِ فَلَمْ تَأتِهِ، فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا، لَعَنَتْهَا المَلائِكَةُ حَتَّى تُصْبحَ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وفي رواية لهما: (إِذَا بَاتَت المَرأةُ هَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا لَعَنَتْهَا المَلاَئِكَةُ حَتَّى تُصْبحَ).
وفي رواية قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: (والَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو امْرَأتَهُ إِلَى فِرَاشهِ فَتَأبَى عَلَيهِ إلاَّ كَانَ الَّذِي في السَّمَاء سَاخطاً عَلَيْهَا حَتَّى يَرْضَى عَنها).
2- وعنه رضي الله عنه أيضاً: أنَّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (لاَ يَحِلُّ لامْرَأةٍ أنْ تَصُومَ وزَوْجُهَا شَاهدٌ إلاَّ بإذْنِهِ، وَلاَ تَأذَنَ في بَيْتِهِ إلاَّ بِإذنِهِ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ وهذا لفظ البخاري.
3- عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (كلكم رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ: وَالأمِيرُ رَاعٍ، والرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أهْلِ بَيتِهِ، وَالمَرْأةُ رَاعِيةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجها وَوَلَدهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
4- عن أَبي علي طَلْق بن علي رضي الله عنه: أنَّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (إِذَا دَعَا الرَّجُلُ زَوْجَتهُ لحَاجَتِهِ فَلْتَأتِهِ وَإنْ كَانَتْ عَلَى التَّنُور). رواه الترمذي والنسائي، وَقالَ الترمذي: حديث حسن صحيح.
5- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (لَوْ كُنْتُ آمِراً أحَداً أنْ يَسْجُدَ لأحَدٍ لأمَرْتُ المَرأةَ أنْ تَسْجُدَ لزَوجِهَا) رواه الترمذي، وَقالَ: حديث حسن صحيح.
6- عن أم سَلَمَة رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (أيُّمَا امْرَأةٍ مَاتَتْ، وَزَوْجُهَا عَنْهَا رَاضٍ دَخَلَتِ الجَنَّةَ) رواه الترمذي، وَقالَ: حديث حسن.
7- عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (لاَ تُؤْذِي امْرَأةٌ زَوْجَهَا في الدُّنْيَا إلاَّ قَالَتْ زَوْجَتُهُ مِنَ الحُورِ العِينِ لاَ تُؤذِيهِ قَاتَلكِ اللهُ! فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَكِ دَخِيلٌ يُوشِكُ أنْ يُفَارِقَكِ إِلَيْنَا) رواه الترمذي، وَقالَ: حديث حسن.
8- عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً هِيَ أضَرُّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّساء) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
9- عن زينب بنتِ أبي سلمة رضي الله عنهما، قالت: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ رضيَ اللهُ عنها، زَوجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، حِينَ تُوُفِّيَ أبُوهَا أبُو سُفْيَانَ بن حرب رضي الله عنه، فَدَعَتْ بِطِيبٍ فِيهِ صُفْرَةُ خَلُوقٍ أوْ غَيرِهِ، فَدَهَنَتْ مِنهُ جَارِيَةً، ثُمَّ مَسَّتْ بِعَارِضَيْهَا، ثُمَّ قَالَتْ: واللهِ مَا لِي بِالطِّيبِ مِنْ حَاجَةٍ، غَيْرَ أنِّي سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ عَلَى المِنْبَرِ: (لا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ أنْ تُحِدَّ على مَيِّتٍ فَوقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ، إلاَّ علَى زَوْجٍ أرْبَعَةَ أشْهُرٍ وَعَشْراً).
قالَتْ زَيْنَبُ: ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَى زَيْنَبَ بنْتِ جَحْشٍ رضي اللهُ عنها حينَ تُوُفِّيَ أَخُوهَا، فَدَعَتْ بِطِيبٍ فَمَسَّتْ مِنْهُ ثُمَّ قَالَتْ: أمَا وَاللهِ مَا لِي بِالطِّيبِ مِنْ حَاجَةٍ، غَيرَ أنِّي سَمِعْتُ رسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ عَلَى المِنْبَرِ: (لا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ أنْ تُحِدَّ على مَيِّتٍ فَوقَ ثَلاَثٍ، إلاَّ علَى زَوْجٍ أرْبَعَةَ أشْهُرٍ وَعَشْراً). متفق عليه.
آثار
1- قال عمر رضي الله عنه: " ما استفاد رجل، أو قال: عبد بعد إيمان بالله خيرا من امرأة حسنة الخلق ودود ولود، وما استفاد رجل بعد الكفر بالله شرا من امرأة سيئة الخلق حديدة اللسان، ثم قال: إن منهن غنما لا يحذى منه، وإن منهن إلا لا يفدى منه " السنن الكبرى للبيهقي.
2- وقال رضي الله عنه: " ينبغي للرجل أن يكون في أهله كالصبي فإن كان في القوم كان رجلاً " إحياء علوم الدين.
3- وقال رضي الله عنه: " النساء ثلاثة: امرأة هينة لينة عفيفة مسلمة ودود ولود تعين أهلها على الدهر ولا تعين الدهر على أهلها وقلَّ ما يجدها, ثانية: امرأة عفيفة مسلمة إنما هي وعاء للولد ليس عندها غير ذلك, ثالثة: غلٌّ قمل يجعلها الله في عنق من يشاء ولا ينزعها غيره ".
4- في الأثر : " عفوا تعف نساؤكم " مصنف ابن أبي شيبة.
5- قالت عائشة: " يا معشر النساء! لو تعلمن حق أزواجكن عليكن لجعلت المرأة منكن تمسح الغبار عن وجه زوجها بنحر وجهها " مصنف ابن أبي شيبة.
6- قال ابن عباس: " لا تصوم تطوعاً وهو شاهد إلا بإذنه يعني زوجها " مصنف ابن أبي شيبة.
7- قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنه: ألا أخبركم بالثلاث الفواقر؟, قالوا: وما هن؟ قال: " إمام جائر؛ إن أحسنت لم يشكر، وإن أسأت لم يغفر، وجار سوء إن رأى حسنة غطاها، وإن رأى سيئة أفشاها، وامرأة السوء إن شهدتها غاضبتك، وإن غبت عنها خانتك " مصنف ابن أبي شيبة.
8- عن عبد الله بن الحارث قال: " ثلاثة لا تجاوز صلاة أحدهم رأسه: إمام أمّ قوما وهم له كارهون وامرأة تعصي زوجها وعبد آبق من سيده " مصنف لابن أبي شيبة.
9- عن عمرو بن الحارث بن المصطلق قال: " كان يقال: أشد الناس عذابا اثنان: امرأة تعصي زوجها وإمام قوم وهم له كارهون " مصنف ابن أبي شيبة.
10- عن إبراهيم قال: " كانوا يقولون: لو أن امرأة مصت أنف زوجها من الجذام حتى تموت ما أدت حقه " مصنف ابن أبي شيبة.
11- عن عبد الرحمن بن أبزى قال: " مثل المرأة الصالحة عند الرجل كمثل التاج المتخوص بالذهب على رأس الملك، ومثل المرأة السوء عند الرجل الصالح مثل الحمل الثقيل على الشيخ الكبير " مصنف ابن أبي شيبة.
12- قال أبو سليمان الداراني رحمه الله: " الزوجة الصالحة ليست من الدنيا، فإنها تفرغك للآخرة ".
13- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح " رواه البخاري .
* قال الإمام النووي: " هذا دليل على تحريم امتناعها من فراشه لغير عذر شرعي، وليس الحيض بعذر في الامتناع لأن له حقاً في الاستمتاع بها فوق الإزار. ومعنى الحديث: أن اللعنة تستمر عليها حتى تزول المعصية بطلوع الفجر والاستغناء عنها، أو بتوبتها ورجوعها إلى فراشه " شرح صحيح مسلم.
14- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه).
* قال النووي: " وسبب هذا التحريم -أي تحريم الصيام بدون إذن الزوج- أن للزوج حق الاستمتاع بها في كل وقت، وحقه واجب على الفور فلا تفوته بالتطوع , وإذا أراد الاستمتاع بها جاز ويفسد صومها لأن العادة أن المسلم يهاب انتهاك الصوم بالإفساد، ولا شك أن الأولى له خلاف ذلك إن لم يثبت دليل كراهته " شرح صحيح مسلم.
ثم قال: " نعم لو كان مسافراً فمفهوم الحديث في تقييده بالشاهد يقتضي جواز التطوع لها إذا كان زوجها مسافرا، فلو صامت وقدم في أثناء الصيام فله إفساد صومها ذلك من غير كراهة، وفي معنى الغيبة أن يكون مريضا بحيث لا يستطيع الجماع " شرح صحيح مسلم.
15- قال البغوي: " قوله : (لا تصوم المرأة، وبعلها شاهد) أي حاضر (إلا بإذنه) وأراد به صيام التطوع، فأما قضاء رمضان، فتستأذنه ما بين شوال إلى شعبان، قالت عائشة: " إن كان ليكون عليّ صيام من رمضان فلا أستطيع أن أقضيه حتى يأتي شعبان، وهذا يدل على أن حق الزوج محصور بالوقت، وإذا اجتمع مع الحقوق التي يدخلها المهلة .. قدم عليها ".
* قال القاري: " وإنما لم يلحق بالصوم في ذلك صلاة التطوع لقصر زمنها،وفي معنى الصوم الاعتكاف لا سيما على القول بان الاعتكاف لا يصح بدون الصوم " مرقاة المفاتيح.
* قال الحافظ ابن حجر: " وفي الحديث أن حق الزوج آكد على المراة من التطوع بالخير؛ لأن حقه واجب، والقيام بالواجب مقدم على القيام بالتطوع " فتح الباري.
16- سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن رجل له زوجة تصوم النهار،وتقوم الليل، وكلما دعاها إلى فراشه تأبى عليه،وتقدم صلاة الليل وصيام النهار على طاعة الزوج،فهل يجوز ذلك؟.
فأجاب رحمه الله: " لا يحل لها ذلك باتفاق المسلمين، بل يجب عليها أن تطيعه إذا طلبها إلى الفراش، وذلك واجب عليها، وأما قيام الليل وصيام النهار – فتطوع؛ فكيف تقدم مؤمنة النافلة على الفريضة؟ " فتاوى النساء لابن تيمية.
17- قوله تعالى: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ) [النساء:34].
* قال الثوري وقتادة: " حافظات للغيب يحفظن في غيبة الأزواج ما يجب حفظه في النفس والمال ".
* قال سيد قطب: " فمن طبيعة المؤمنة الصالحة ومن صفتها الملازمة لها بحكم إيمانها وصلاحها، أن تكون قانتة مطيعة، والقنوت: الطاعة عن إرادة وتوجه ورغبة ومحبة، لا عن قسر وإرغام وتفلت ومعاظلة! ومن ثم قال: قانتات، ولم يقل طائعات، لأن مدلول اللفظ الأول نفسي وظلاله رخية ندية وهذا هو الذي يليق بالسكن والمودة والستر والصيانة بين شطري النفس الواحدة، في المحضن الذي يرعى الناشئة ويطبعهم بجوه وأنفاسه وظلاله وإيقاعاته! ومن طبيعة المؤمنة الصالحة ومن صفاتها الملازمة لها بحكم إيمانها وصلاحها كذلك أن تكون حافظة لحرمة الرباط المقدس بينها وبين زوجها في غيبته - وبالأولى في حضوره فلا تبيح من نفسها في نظرة أو نبرة، - بله العرض والحرمة - ما لا يباح إلا له هو بحكم أنه الشطر الآخر للنفس الواحدة . وما لا يباح، لا تقرره هي ولا يقرره هو، إنما يقرره الله سبحانه (بِمَا حَفِظَ اللَّهُ) فليس الأمر أمر رضاء الزوج عن ان تبيح زوجته من نفسها في غيبته أو حضوره، ما لا يغضب هو له، أو يمليه عليه وعليها المجتمع ! إذا انحرف المجتمع عن منهج الله.
إن هنالك حكماً واحداً في حدود هذا الحفظ فعليها أن تحفظ نفسها بِمَا حَفِظَ اللَّهُ، والتعبير القرآني لا يقول هذا بصيغة الأمر، بل بما هو أعمق وأشد توكيداً من الأمر، إنه يقول : إن هذا الحفظ بما حفظ الله هو من طبيعة الصالحات، ومن مقتضى صلاحهن! وعندئذ تتهاوى أعذار المهزومين والمهزومات من المسلمين والمسلمات، أمام ضغط المجتمع المنحرف، وتبرز حدود ما تحفظه الصالحات بالغيب : (بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ) مع القنوت الطائع الراضي الودود " في ظلال القرآن.
* وقال الشيخ محمد رشيد رضا: " هذا تفصيل لحال النساء في هذه الحياة المنزلية التي تكون المرأة فيها تحت رياسة الرجل ذكر أنهن فيها قسمان صالحات وغير صالحات وأن من صفة الصالحات القنوت وهو السكون والطاعة لله تعالى وكذا لأزواجهن بالمعروف وحفظ الغيب " مجلة المنار لمحمد رشيد رضا.
* قال الأستاذ - محمد عبده-: " الغيب هنا هو ما يستحى من إظهاره أي حافظات لكل ما هو خاص بأمور الزوجية لكل ما هو خاص بأمور الزوجية الخاصة بالزوجين فلا يطلع أحد منهن على شيء مما هو خاص بالزوج.
أقول ويدخل في قوله هذا وجوب كتمان كل ما يكون بينهن وبين أزواجهن في الخلوة ولا سيما حديث الرفث فما بالك بحفظ العرض، وعندي أن هذه العبارة هي أبلغ ما في القرآن من دقائق كنايات النزاهة تقرأها خرائد العذارى جهراً ويفهمن ما تومىء إليه مما يكون سراً وهن على بعد من خطرات الخجل أن تمس وجدانهن الرقيق بأطراف أناملها فلقلوبهن الأمان من تلك الخلجات التي تدفع الدم إلى الوجنات ناهيك بوصل حفظ الغيب (بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ) فالانتقال السريع من ذكر ذلك الغيب الخفي إلى ذكر الله الجلي يصرف النفس عن التمادي في التفكر فيما يكون من وراء الأستار من تلك الخفايا والأسرار وتشغلها بمراقبته عز وجل وفسروا قوله تعالى (بِمَا حَفِظَ اللَّهُ) بما حفظه لهن في مهورهن وإيجاب النفقة لهن يريدون أنهن يحفظن حق الرجال في غيبتهم جزاء على المهر ووجوب النفقة المحفوظين لهن في حكم الله تعالى وما أراك إلا ذاهباً معي إلى وهن هذا القول وهزاله وتكريم أولئك الصالحات بشهادة الله تعالى أن يكون حفظهن لذلك الغيب من يد تلمس أوعين تبصر أو أذن تسترق السمع معللاً بدراهم قبضن ولقيمات يرتقبن ولعلك بعد أن تمج هذا القول يقبل ذوقك ما قبله ذوقي وهو أن الباء في قوله (بِمَا حَفِظَ اللَّهُ) هي صنو باء لا حول ولا قوة إلا بالله، وان المعنى حافظات للغيب بحفظ الله أي بالحفظ الذي يؤتيهن الله إياه بصلاحهن فإن الصالحة يكون لها من مراقبة الله تعالى وتقواه ما يجعلها محفوظة من الخيانة قوية على حفظ الأمانة أو حافظات له بسبب أمر الله بحفظه فهن يطعنه ويعصين الهوى فعسى أن يصل معنى هذه الآية إلى نساء عصرنا اللواتي يتفكهن بإفشاء أسرار الزوجية ولا يحفظن الغيب فيها! " تفسير المنار للأستاذ محمد عبده.
17- سئل مالك بن أنس رحمه الله عن المرأة تبالغ في إكرام زوجها، فتتلقاه، وتنزع ثيابه، وتقف حتى يجلس؟
فقال: " أما التلقي فلا بأس به، وأما القيام حتى يجلس فلا؛ فان هذا فعل الجبابرة، وقد أنكره عمر بن عبد العزيز " فتح الباري.
18- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها).
* قال الإمام النووي: " وفي هذا الحديث تحريم إفشاء الرجل ما يجري بينه وبين امرأته من أمور الاستمتاع ووصف تفاصيل ذلك وما يجري من المرأة فيه من قول أو فعل ونحوه " شرح صحيح مسلم.
19- فسر ابن كثير المعاشرة بالمعروف بقوله: " أي طيبوا أقوالكم لهن، وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم، كما تحبون ذلك منهن، فافعلوا أنتم بهن مثله " تفسير ابن كثير.
* قال محمد عبده: " أي يجب عليكم أيها المؤمنون أن تحسنوا عشرة نسائكم، بأن تكون مصاحبتكم ومخالطتكم لهن بالمعروف الذي تعرفه وتألفه طباعهن، ولا يستنكر شرعاً ولا عرفاً ولا مروءة؛ فالتضييق في النفقة والإيذاء بالقول أو الفعل، وكثرة عبوس الوجه وتقطيبه عند اللقاء، كل ذلك ينافي العشرة بالمعروف، والغرض أن يكون كل منهما مدعاة سرور الآخر وسبب هنائه في معيشته " تفسير المنار.
20- قال الجصاص - رحمه الله: " إن عليه وطأها بقوله: (فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ) يعني لا فارغة فتتزوج، ولا ذات زوج إذا لم يوفها حقها من الوطء " أحكام القرآن للجصاص.
21- قول الله تعالى : (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة) [البقرة:228].
* قال الجصاص: " أخبر الله تعالى في هذه الآية أن لكل واحد من الزوجين على صاحبه حقا، وأن الزوج مختص بحق له عليها ليس لها عليه " أحكام القرآن للجصاص.
* وقال ابن العربي: " هذا نص في أنه مفضل عليها مقدم في حقوق النكاح فوقها " أحكام القرآن لابن العربي.
* قال القرطبي: " وعنه - أي : عن ابن عباس - أيضا أي : لهن من حسن الصحبة والعشرة بالمعروف على أزواجهن مثل الذي عليهن من الطاعة فيما أوجبه عليهن لأزواجهن.
وقيل: إن لهن على أزواجهن ترك مضارتهن كما كان ذلك عليهن لأزواجهن قاله الطبري.
وقال ابن زيد: تتقون الله فيهن كما عليهن أن يتقين الله عز وجل فيكم.
والمعنى متقارب والآية تعم جميع ذلك من حقوق الزوجية " تفسير القرطبي.
22- قال تعالى: (الرجال قوامون على النساء)
* قال ابن كثير: " وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: يعني: أمراء عليهن، أي: تطيعه فيما أمرها الله به من طاعته، وطاعته أن تكون محسنة لأهله حافظة لماله " تفسير ابن كثير.
* قال ابن كثير: " وقال قتادة: تأمرهم بطاعة الله، وتنهاهم عن معصية الله، وأن تقوم عليهم بأمر الله، وتأمرهم به، وتساعدهم عليه، فإذا رأيتَ لله معصية قذعتهم عنها (كففتهم)، وزجرتهم عنها.
وهكذا قال الضحاك ومقاتل: حق المسلم أن يعلم أهله من قرابته وإمائه وعبيده ما فرض الله عليهم وما نهاهم الله عنه " تفسير ابن كثير.
23- قال ابن قدامة: " وللزوج منعها من الخروج من منزله إلا ما لها منه بد سواء أرادت زيارة والديها أو عيادتهما أو حضور جنازة أحدهما " الإقناع لابن قدامة.
24- قال الإمام أحمد في امرأة لها زوج وأم مريضة : " طاعة زوجها أوجب عليها من أمها إلا أن يأذن لها " شرح منتهى الإرادات.
25- قال الكاساني: " وللزوج أن يمنع أباها وأمها وولدها من غيره ومحارمها من الدخول عليها; لأن المنزل منزله فكان له أن يمنع من شاء وليس له أن يمنعهم من النظر إليها وكلامها خارج المنزل; لأن ذلك ليس بحق له إلا أن يكون في ذلك فتنة بأن يخاف عليها الفساد فله أن يمنعهم من ذلك أيضا " بدائع الصنائع للكاساني.
26- قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " وليس على المرأة بعد حق الله ورسوله أوجب من حق الزوج " الفتاوى الكبرى لابن تيمية.
27- عن حصين بن محصن قال : " حدثتني عمتي قالت : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الحاجة فقال: إي هذه ! أذاتُ بعل؟ قلت : نعم قال : كيف أنت له ؟ قال: ما آلوه إلا ما عجزت عنه قال: فانظري أين أنتِ منه فإنه هو جنتك ونارك" رواه أحمد والحاكم. معنى آلوه: أي لا أتردد في طاعته.
* قال المحدث ناصر الدين الألباني: " والحديث ظاهر الدلالة على وجوب طاعة الزوجة لزوجها وخدمتها إياه في حدود استطاعتها، ومما لا شك فيه أن من أول ما يدخل في ذلك الخدمة في منزله وما يتعلق به من تربية أولاده ونحو ذلك " آداب الزفاف للألباني.
* قال ابن تيمية: " وتجب خدمة زوجها بالمعروف من مثلها لمثله ويتنوع ذلك بتنوع الأحوال فخدمة البدوية ليست كخدمة القروية وخدمة القوية ليست كخدمة الضعيفة " الفتاوى الكبرى لابن تيمية.
28- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه، ...) رواه البخاري.
* قال الحافظ ابن حجر: " المراد ببيت زوجها سكنه سواء كان ملكه أو لا " فتح الباري.
* قال النووي رحمه الله : " في هذا الحديث إشارة إلى أنه لا يفتات على الزوج بالإذن في بيته إلا بإذنه، وهو محمول على ما لا تعلم رضا الزوج به، أما لو علمت رضا الزوج بذلك فلا حرج عليها،كمن جرت عادته بإدخال الضيفان موضعاً معداً لهم سواء كان حاضراً أم غائباً، فلا يفتقر إدخالهم إلى إذن خاص لذلك، وحاصله أنه لابد من اعتبار إذنه جملة وتفصيلاً " شرح صحيح مسلم.
* قال أيضاً: " والمختار أن معناه أن لا يأذن لأحد تكرهونه في دخول بيوتكم والجلوس في منازلكم سواء كان المأذون له رجلاً أجنبياً أو امرأة أو أحداً من محارم الزوجة، فالنهي يتناول جميع ذلك، وهذا حكم المسألة عند الفقهاء، أنها لا يحل لها أن تأذن لرجل أو امرأة ولا محرم ولا غيره في دخول منزل الزوج إلا من علمت أو ظنت أن الزوج لا يكرهه " شرح صحيح مسلم.
* وقال الحافظ ابن حجر: " وإلا فَغيبةُ الزوج لا تقتضي الإباحة للمرأة أن تأذن لمن يدخل بيته بل يتأكد حينئذ عليها المنع؛ لثبوت الأحاديث الواردة في النهي عن الدخول على المغيبات -أي من غاب عنها زوجها- وذلك أنه إذا حضر تيسر استئذانه، وإذا غاب تعذر " فتح الباري.
29- كتب أحد علماء الاجتماع يقول: " لقد دلتني التجربة على أن أفضل شعار يمكن أن يتخذه الأزواج لتفادي الشقاق: هو أنه لا يوجد حريق يتعذر إطفاؤه عند بدء اشتعاله بفنجان من ماء ذلك؛ لأن أكثر الخلافات الزوجية التي تنتهي بالطلاق ترجع إلى أشياء تافهة تتطور تدريجياً حتى يتعذر إصلاحها ".
قصص
1- قال ابن عباس رضي الله عنهما: " إني أحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تتزين لي ".
2- قال أبو الدرداء لزوجه : " إن أنا غضبت فرضني وإن أنت غضبتي فرضيتك و إلا فلن نصطحب ".
3- أن أسماء بن خارجة الفزاري ، لما أراد أن يهدي ابنته إلى زوجها ، قال لها: " يا بنية ، كوني لزوجك أمة يكن لك عبداً، ولا تدني منه فيملك، ولا تباعدي عنه فتثقلي عليه، وكوني كما قلت لأمك: خذي العفو مني تستديمي مودتي، ولا تنطقي في سورتي -غضبي- حين أغضب؛ فإني رأيت الحب في الصدر والأذى إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب ".
4- قال الحافظ الذهبي : روى إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال: لما مرضت فاطمة أتى أبو بكر فاستأذن فقال علي: يا فاطمة هذا أبو بكر يستأذن عليك فقالت: أتحب أن آذن له ؟ قال : نعم، فأذنت له ، فدخل عليها يترضاها، حتى رضيت.
5- عن تميم بن سلمة، قال: " أقبل عمرو بن العاص الى بيت علي بن ابي طالب في حاجة ،فلم يجد علياً رضي الله عنه، فرجع ثم عاد فلم يجده، مرتين أو ثلاثاً، فجاء علي، فقال له: أما استطعت إذا كانت حاجتك إليها أن تدخل؟ قال: نهينا أن ندخل عليهن إلا بإذن أزواجهن ".
6- عن زيد بن وهب قال: " كتب إلينا عمر: إن المرأة لا تصوم تطوعا إلا بإذنه ".
7- عن حميد عن أمه قالت: " كان نساء أهل المدينة إذا أردن أن يبنين بامرأة على زوجها بدأن بعائشة فأدخلنها عليها فتضع يدها على رأسها تدعو لها وتأمرها بتقوى الله وحق الزوج ".
8- قالت امرأة لابن عباس رضي الله عنه: آخذ من مال زوجي فأتصدق به؟ قال: الخبز والتمر, قالت: فدراهمه؟ قال: أتحبين أن يتصدق عليك؟ قالت: لا، قال: فلا تأخذي دراهمه إلا بإذنه.
9- فاطمة بنت أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان ، وأخت أربعة من الخلفاء، وزوجة أعظم خليفة عرفه الإسلام بعد خلفاء الصدر الأول، خرجت من بيت أبيها إلى بيت زوجها يوم زفت إليه وهي مثقلة بأثمن ما تملك إمرأة على وجه الأرض من الحلي والمجوهرات، ولقد أمرها زوجها أمير المؤمنين بأن تبعث بكل حليها إلى بيت المال، فلم تتردد ولم ترد له مقالاً، ولما توفي عقب ذلك أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، لم يخلف لزوجته وأولاده شيئاً، فجاءها أمين بيت المال، وقال لها: إن مجوهراتك يا سيدتي لا تزال كما هي، وإني اعتبرتها أمانة لك، وحفظتها لذلك اليوم، وقد جئت أستأذنك في إحضارها، فأجابته بأنها وهبتها لبيت مال المسلمين طاعة لأمير المؤمنين، ثم قالت: وما كنت لأطيعه حياً وأعصيه ميتاً!.
10- عن جعدة بن هبيرة كان إذا زوج شيئاً من بناته خلا بها فينهاها عن سيئ الأخلاق، وأمرها بأحسنها.
11- رأى رجل زوجته بدون كحل فسألها لم لَمْ تكتحلي؟ فقالت: خشيت أن أشغل جزءاً من أجزاء عيني عن النظر إليك.
12- خضراء الدمن، كان كل شيء طبيعي في البيت الصغير الهادئ الذي لم يمضي على إنشائه سوى عام والمكون من زوج في مقتبل العمر يكدح من الصباح إلى المساء، ويحلم أن يكون في مسائه في ظل زوجة حنون شريفة يقضي معها ليلا في سعادة وهناء، أحلام ولكنها أحلام اليقظة وإلا فمن أراد السعادة فليسلك مسالكها؛ فإن السفينة لا تمشي على اليبس.
كان هذا البائس المسكين له امرأة جميلة المظهر خبيثة المخبر، وهي نتيجة لترك وصية الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال للشباب: (فاظفر بذات الدين تربت يداك).
لكن هذا الشاب ظفر بامرأة جميلة وهي طالبة في الجامعة، وأصبح هذا المسكين بمنزلة السائق لها.
روتين ممل، يستيقظ في الصباح فيوصلها إلى الجامعة، ويذهب إلى عمله ثم يعود إليها بعد الظهر ويأخذها من الجامعة، وهكذا دواليك.
وفي أحد الأيام أحضرها إلى الجامعة، وذهب إلى عمله، وبعد ساعة وهو على مكتبه، يرن الهاتف، وإذا على الطرف الآخر رجل الأمن: أنت فلان؟ قال نعم، قال: فلانة قريبتك؟ قال: نعم زوجتي.
قال: احظر إلى المستشفى كرماً.
قال ماذا جرى؟ قال: الأمر بسيط، احظر وأسرع إلينا.
وضع السماعة، وخرج المسكين بسيارته، وتزاحمت الأفكار والخيالات في رأسه، وما أن وصل إلى المستشفى، وترك سيارته في موقف غير نظامي، ونزل منها وهو يركض كالمجنون، ودخل غرفة الطوارئ، ووجد رجال الأمن، قال ما الخبر؟ أخذوه إلى غرفت الإنعاش ويا للهول، لقد وجد زوجته التي أحضرها إلى الجامعة، وقد غطتها الدماء، وهي تأن تحت وطأة الآلام والجراحات المبرحة التي عمت جميع جسدها، ولكن ألم الفضيحة أدهى وأمر.
أخذ يصيح ويصرخ، ويقول: ماذا حدث ؟
أخبره الضابط الخبر.
هنا تلعثم لسانه، واضطربت به الأرض ودارت به الدنيا، وأخذ يجري ويصرخ ويتحرك اتجاه زوجته غير مصدق أنها خائنة، ووسط سيل منهمر من السباب والشتائم على هذا الوجه الخبيث الذي طعنه في كرامته.
قال لها أنت طالق، أنت طالق، ثم طالق، ثم أتبعها ببصقة في وجهها الدامي، ومضى تاركا لها، كل هذا العار والهوان والضنك وكل هذه الآلام.
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إلام
آلام وفضيحة وطلاق وموت.
مات عشيقها، وطلقها زوجها، وفضحت أهلها، وبقيت هي معوقة كسر ظهرها، وقطع النخاع الشوكي لها. وأصبحت مصابة بشلل رباعي، تمنت أنها ماتت، وتمنى والدها وأمها أنها ماتت.
لم يذهبوا بها إلى البيت، وإنما وضعوها في غرفة المعاقين، وفي دار العجزة لتقضي حياتها في بئس وشقاء.
13- قال أبو الأسود لابنته: " إياك والغيرة؛ فإنها مفتاح الطلاق، وعليك بالزينة وأزين الزينة الكحل، وعليك بالطيب وأطيب الطيب إسباغ الوضوء، وكوني كما قلت لأمك في بعض الأحايين:
خذي العفو مني تستديمي مودتي ولا تنطقي في سورتي حين أغضب
فإني وجدت الحب في الصدر والأذى إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب
أشعار
إذا أردتِ صفاء العيش يا أمـلي *** فجنبي الصدر آثار الحـزازات
نحّي الخلافـاتِ عند دنيـا محبتنا *** فالحب يذبل في أرض الخلافات
يا من تعاتبني والنفـس عاشـقة *** بلومهـا وهي لم تعلم بغاياتـي
هل أصطفيك لنفسي إن بي شغفاً *** إلى اصطفائك يا أحلى ابتساماتي
وكيف لا أصطفي من يستريح لها *** قلبي ويسـلم من تنغيص آهاتي
بعض الأحـبة عبء في محبتـهم *** وبعضهم خير عون في الملمـات
[.............]
حكم
1- (لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ).
2- لا تعرف المرأة قيمة سعادتها مع زوجها إلا عندما تفارقه.
3- لا يؤسس البيت على الأرض، بل على المرأة.
4- قوة المرأة في دموعها.
5- وطن المرأة زوجها.