لفظ الحجاب يستعمل في اللّغة مرادا به أحد أمرين: الأوّل أن يكون مصدرا، ومعناه حينئذ المنع ويرادفه الحجب، يقال: حجب الشّيء يحجّبه حجبا وحجابا منعه، يقول ابن فارس: الحاء والجيم والباء أصل واحد وهو المنع، يقال حجبته عن كذا أي منعته. وقال الرّاغب: الحجب والحجاب: المنع من الوصول.
الآخر أن يكون اسما، ويراد به: السّتر أو السّاتر، قال في الصّحاح: الحجاب: السّتر وحجاب الجوف: ما يحتجب بين الفؤاد وسائره [هذه عبارة الصحاح (1/ 107) وأوضح منها عبارة ابن فارس في المقاييس (2/ 143) «وحجاب الجوف: ما يحجب بين الفؤاد وسائر الجوف» ] (أي الجوف) والحاجبان: العظمان فوق العينين بالشّعر واللّحم، وهذا على التّشبيه كأنّهما تحجبان شيئا يصل إلى العينين، والحاجب: المانع عن السّلطان، قال الجوهريّ: حاجب العين جمعه حواجب وحاجب الأمير (أو السّلطان) جمعه: حجّاب، وحواجب الشّمس نواحيها وذلك على التّشبيه بحواجب الإنسان، والحجبة رأس الورك، وهذا على التّشبيه أيضا لإشرافها عليه.
ويقال: احتجب الملك عن النّاس (في معنى امتنع)، واستحجبه ولّاه الحجابة (أي جعله حاجبا له)، ويقال: قد احتجب وتحجّب إذا اكتنّ من وراء حجاب.
وامرأة محجوبة: قد سترت بستر. والحجاب: اسم ما احتجب به، وكلّ ما حال بين شيئين: حجاب، والجمع حجب لا غير. وقوله تعالى: (وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ) معناه: ومن بيننا وبينك حاجز في النّحلة والدّين. وفي حديث أبي ذرّ- رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إنّ اللّه يغفر للعبد ما لم يقع الحجاب» قيل: يا رسول اللّه، وما الحجاب؟ قال: «أن تموت النّفس، وهي مشركة، كأنّها حجبت بالموت عن الإيمان».
وقال ابن شميل في حديث ابن مسعود: من اطّلع الحجاب واقع ما وراءه، أي إذا مات الإنسان واقع ما وراء الحجابين: حجاب الجنّة وحجاب النّار لأنّهما قد خفيا.
وقيل اطّلاع الحجاب: مدّ الرّأس لأنّ المطالع يمدّ رأسه ينظر من وراء الحجاب وهو السّتر [لسان العرب 1 (/ 298- 300). مختصرا ومختار الصحاح (1/ 112) ] .
واصطلاحا:
قال الكفويّ: الحجاب: كلّ ما يستر المطلوب، ويمنع من الوصول إليه فهو حجاب، كالسّتر والبوّاب والجسم والعجز والمعصية [الكليات، للكفوي (360) ] .
والحجاب المقصود من أمر اللّه ورسوله ستر الوجه وسائر البدن سترا كاملا بحيث لا يبين منه شيء [الحجاب والسفور (146) ] .
وقال الشّيخ عبد الرّحمن ناصر بن السّعديّ في قوله تعالى: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ) [النور: 31]. وهذا لكمال الاستتار، ويدلّ ذلك على أنّ الزّينة الّتي يحرم إبداؤها يدخل فيها جميع البدن.
وذلك كما في قوله تعالى: (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ) كالثّياب الجميلة، وجميع البدن كلّه من الزّينة [تفسير الكريم المنان (5/ 201، 202) ].
عن سعد بن أبي وقّاص- رضي اللّه عنه- قال: استأذن عمر بن الخطّاب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وعنده نساء من قريش يكلّمنه ويستكثرنه، عالية أصواتهنّ، فلمّا استأذن عمر قمن يبتدرن الحجاب، فأذن له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فدخل عمر ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يضحك، فقال عمر: أضحك اللّه سنّك يا رسول اللّه، قال: «عجبت من هؤلاء اللّائي كنّ عندي، فلمّا سمعن صوتك ابتدرن الحجاب». قال عمر: فأنت يا رسول اللّه كنت أحقّ أن يهبن. ثمّ قال: أي عدوّات أنفسهنّ، أتهبنني ولا تهبن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟ قلن: نعم، أنت أفظّ وأغلظ من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «والّذي نفسي بيده، ما لقيك الشّيطان قطّ سالكا فجّا إلّا سلك فجّا غير فجّك» [البخاري- الفتح 7 (3294) واللفظ له. ومسلم (2396) ] .
عن عروة أنّ عائشة- رضي اللّه عنها- أخبرته، أنّه جاء أفلح أخو أبي القعيس يستأذن عليها.بعد ما نزل الحجاب. وكان أبو القعيس أبا عائشة من الرّضاعة. قالت عائشة فقلت: واللّه لا آذن لأفلح، حتّى أستأذن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فإنّ أبا القعيس ليس هو أرضعني. ولكن أرضعتني امرأته، قالت عائشة: فلمّا دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قلت: يا رسول اللّه، إنّ أفلح أخا أبي القعيس جاءني يستأذن عليّ. فكرهت أن آذن له حتّى أستأذنك. قالت: فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم «ائذني له» قال عروة: فبذلك كانت عائشة تقول: حرّموا من الرّضاعة ما تحرّمون من النّسب . [مسلم (1445) ] .
عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: كان عتبة بن أبي وقّاص عهد إلى أخيه سعد بن أبي وقّاص أن يقبض إليه ابن وليدة زمعة. قال عتبة: إنّه ابني. فلمّا قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم زمن الفتح أخذ سعد ابن وليدة زمعة فأقبل به إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأقبل معه بعبد بن زمعة. فقال سعد: يا رسول اللّه هذا ابن أخي، عهد إليّ أنّه ابنه. فقال عبد بن زمعة: يا رسول اللّه هذا أخي، ابن وليدة زمعة، ولد على فراشه. فنظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى ابن وليدة زمعة فإذا هو أشبه النّاس به، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «هو لك يا عبد بن زمعة، من أجل أنّه ولد على فراش أبيه». قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «احتجبي منه يا سودة بنت زمعة». ممّا رأى من شبهه بعتبة. وكانت سودة زوج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم . [البخاري- الفتح 5 (2533) ] .
عن أنس- رضي اللّه عنه- قال: كنت ردف أبي طلحة يوم خيبر. وقدمي تمسّ قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: فأتيناهم حين بزغت الشّمس. وقد أخرجوا مواشيهم وخرجوا بفئوسهم ومكاتلهم ومرورهم. فقالوا: محمّد، والخميس. قال: وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «خربت خيبر إنّا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين» قال: وهزمهم اللّه- عزّ وجلّ-.
ووقعت في سهم دحية جارية جميلة. فاشتراها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بسبعة أرؤس. ثمّ دفعها إلى أمّ سليم تصنّعها له وتهيّؤها. قال:- وأحسبه قال-: وتعتدّ في بيتها وهي صفيّة بنت حييّ، قال: وجعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وليمتها التّمر والأقط والسّمن، فحصت الأرض أفاحيص ، وجيء بالأنطاع، فوضعت فيها. وجيء بالأقط والسّمن فشبع النّاس، قال: وقال النّاس: لا ندري أتزوّجها أم اتّخذها أمّ ولد. قالوا: إن حجبها فهي امرأته، وإن لم يحجبها فهي أمّ ولد. فلمّا أراد أن يركب حجبها، فقعدت على عجز البعير فعرفوا أنّه قد تزوّجها. فلمّا دنوا من المدينة دفع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ودفعنا، قال: فعثرت النّاقة العضباء وندر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وندرت فقام فسترها. وقد أشرفت النّساء، فقلن: أبعد اللّه اليهوديّة. قال قلت: يا أبا حمزة أوقع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟ قال: إي، واللّه لقد وقع . [البخاري- الفتح 9 (5159). ومسلم (1365) كتاب النكاح (ص 1045) واللفظ له ] .
عن عائشة- رضي اللّه عنها- أنّ أزواج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كنّ يخرجن باللّيل إذا تبرّزن إلى المناصع- وهو صعيد أفيح- فكان عمر يقول للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: احجب نساءك. فلم يكن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يفعل.فخرجت سودة بنت زمعة زوج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ليلة من اللّيالي عشاء، وكانت امرأة طويلة، فناداها عمر: ألا قد عرفناك يا سودة. حرصا على أن ينزل الحجاب. فأنزل اللّه آية الحجاب . [البخاري- الفتح 1 (146) واللفظ له. ومسلم (2170) ] .
عن أنس- رضي اللّه عنه- قال: لمّا انقضت عدّة زينب قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لزيد: «فاذكرها عليّ » قال: فانطلق زيد حتّى أتاها وهي تخمّر عجينها قال: فلمّا رأيتها عظمت في صدري حتّى ما أستطيع أن أنظر إليها أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ذكرها، فولّيتها ظهري ونكصت على عقبي، فقلت: يا زينب أرسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يذكرك. قالت: ما أنا بصانعة شيئا حتّى أوامر ربّي. فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن. وجاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فدخل عليها بغير إذن. قال فقال: ولقد رأيتنا أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أطعمنا الخبز واللّحم حين امتدّ النّهار. فخرج النّاس وبقي رجال يتحدّثون في البيت بعد الطّعام. فخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم واتّبعته.فجعل يتتبّع حجر نسائه يسلّم عليهنّ. ويقلن:يا رسول اللّه كيف وجدت أهلك؟ قال: فما أدري أنا أخبرته أنّ القوم قد خرجوا أو أخبرني. قال: فانطلق حتّى دخل البيت. فذهبت أدخل معه فألقى السّتر بيني وبينه. ونزل الحجاب. قال: ووعظ القوم بما وعظوا به.زاد ابن رافع في حديثه: لا تدخلوا بيوت النّبيّ إلّا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ؛ إلى قوله: واللّه لا يستحيي من الحقّ» [البخاري الفتح 8 (4793). ومسلم (1428) واللفظ له ] .
عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها» [أبو داود (570) وقال الألباني في صحيح أبي داود (1/ 114): صحيح ] .
عن حفصة- رضي اللّه عنها- قالت: كنّا نمنع عواتقنا أن يخرجن في العيدين، فقدمت امرأة فنزلت قصر بني خلف فحدّثت عن أختها وكان زوج أختها غزا مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثنتي عشرة، وكانت أختي معه في ستّ، قالت: كنّا نداوي الكلمى ، ونقوم على المرضى، فسألت أختي النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: أعلى إحدانا بأس إذا لم يكن لها جلباب أن لا تخرج؟ قال: «لتلبسها صاحبتها من جلبابها ، ولتشهد الخير ودعوة المسلمين». فلمّا قدمت أمّ عطيّة سألتها: أسمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم؟ قالت: بأبي نعم. وكانت لا تذكره إلّا قالت: بأبي سمعته يقول: «تخرج العواتق وذوات الخدور. أو العواتق ذوات الخدور- والحيّض، وليشهدن الخير ودعوة المؤمنين، ويعتزل الحيّض المصلّى». قالت حفصة: «فقلت: الحيّض؟» فقالت: أليس تشهد عرفة وكذا وكذا . [البخاري- الفتح 1 (324) واللفظ له. ومسلم 2 (890) ] .
عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشّيطان» [ الترمذي (1173) وقال: حسن غريب. وقال محقق جامع الأصول (6/ 665): إسناده حسن وقال الألباني ( صحيح ) انظر حديث رقم : 6690 في صحيح الجامع ] .
عن ابن عمر- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر اللّه إليه يوم القيامة»، فقالت أمّ سلمة: فكيف يصنع النّساء بذيولهنّ؟ قال: «يرخين شبرا»، فقالت: إذا تنكشف أقدامهنّ، قال: «فيرخينه ذراعا لا يزدن عليه» [الترمذي (1173) واللفظ له، وقال: هذا حديث حسن صحيح. والنسائي (8/ 209). وأبو داود (4119) وقال الألباني (2/ 776): صحيح ] .
عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت:كان الرّكبان يمرّون بنا ونحن مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم محرمات، فإذا جاوزوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه . [أبو داود (1833) وقال محقق جامع الأصول: (3/ 31) في سنده يزيد بن أبي زياد القرشي الهاشمي الكوفي وهو ضعيف ولكن يشهد له حديث أسماء وهو ما روته فاطمة بنت المنذر قالت: كنا نخمر وجوهنا ونحن محرمات مع أسماء بنت أبي بكر. وقال عنه: إسناده صحيح، وقال الألباني في المشكاة - 2690 ( 13 ) صحيح ] .
عن عائشة- رضي اللّه عنها- كانت تقول: لمّا نزلت هذه الآية (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنّ) [النور:31] أخذن أزرهنّ فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها . وفي لفظ آخر: عن عروة عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: «يرحم اللّه نساء المهاجرات الأول، لمّا أنزل اللّه وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ شققن مروطهنّ فاختمرن بها .[البخاري- الفتح 8 (4758 ،4759) ] .
عن ابن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: إنّما النّساء عورة وإنّ المرأة لتخرج من بيتها وما بها من بأس فيستشرفها الشّيطان، فيقول: إنّك لا تمرّين بأحد إلّا أعجبته. وإنّ المرأة لتلبس ثيابها فيقال: أين تريدين؟ فتقول: أعود مريضا أو أشهد جنازة أو أصلّي في مسجد، وما عبدت امرأة ربّها، مثل أن تعبده في بيتها. [رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 35) ] .
عن أسماء بنت أبي بكر- رضي اللّه عنهما قالت: كنّا نغطّي وجوهنا من الرّجال وكنّا نمتشط قبل ذلك في الإحرام .[ أخرجه في الموطأ (1/ 328). ورواه الحاكم (1/ 454) وصححه ووافقه الذهبي. واللفظ له ] .
حدّثتنا صفيّة بنت شيبة قالت: قالت عائشة- رضي اللّه عنها-: يا رسول اللّه أيرجع النّاس بأجرين وأرجع بأجر؟ فأمر عبد الرّحمن بن أبي بكر أن ينطلق بها إلى التّنعيم قالت: فأردفني خلفه على جمل له. قالت: فجعلت أرفع خماري أحسره عن عنقي، فيضرب رجلي بعلّة الرّاحلة. قلت له: وهل ترى من أحد ؟ قالت: فأهللت بعمرة. ثمّ أقبلنا حتّى انتهينا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهو بالحصبة .[ مسلم (1211) ] .
عن أمّ سلمة- رضي اللّه عنها- قالت: لمّا نزلت هذه الآية (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ) خرج نساء الأنصار كأنّ على رءوسهنّ الغربان من السّكينة وعليهنّ أكسية سود يلبسنها. [تفسير ابن كثير: 3/ 526 (6/ 471- محقق) ] .
قال عليّ بن طلحة عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما-: أمر اللّه نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهنّ في حاجة أن يغطّين وجوههنّ من فوق رؤوسهنّ بالجلابيب ويبدين عينا واحدة . [الحجاب والسفور (52) ] .
قال ابن تيمية: الحجاب مختصّ بالحرائر دون الإماء، كما كانت سنّة المؤمنين في زمن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وخلفائه. إنّ الحرّة تحتجب والأمة تبرز.وكان عمر- رضي اللّه عنه- إذا رأى أمة مخمّرة ضربها وقال: «أتتشبّهين بالحرائر، أي لكاع، فيظهر من الأمة رأسها ويداها ووجهها . [مجموعة رسائل في الحجاب والسفور (26) ] .
وقال: الجيب هو شقّ في طول القميص، فإذا ضربت المرأة بالخمار على الجيب سترت عنقها. وأمرت بعد ذلك أن ترخي من جلبابها، والإرخاء إنّما يكون إذا خرجت من البيت، فأمّا إذا كانت في البيت فلا تؤمر بذلك . [مجموعة رسائل في الحجاب والسفور ( 26، 27) ] .
ومن كلامه: المرأة يجب أن تصان وتحفظ بما لا يجب مثله في الرّجل ولهذا خصّت بالاحتجاب، وترك إبداء الزّينة وترك التّبرّج. فيجب في حقّها الاستتار باللّباس والبيوت ما لا يجب في حقّ الرّجل، لأنّ ظهور النّساء سبب الفتنة، والرّجال قوّامون عليهنّ . [مجموعة رسائل في الحجاب والسفور (23) ] .
يقول الشّيخ عبد العزيز بن باز- حفظه اللّه-: يا معشر المسلمين تأدّبوا بتأديب اللّه وامتثلوا أمر اللّه وألزموا نساءكم بالحجاب الّذي هو سبب الطّهارة ووسيلة النّجاة والسّلامة .) [الحجاب والسفور (51) ] .
قال الشّيخ صالح بن عثيمين: اعلم أيّها المسلم أنّ احتجاب المرأة عن الرّجال الأجانب وتغطية وجهها أمر واجب دلّ على وجوبه كتاب ربّك تعالى وسنّة نبيّك محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم وهو الاعتبار الصّحيح والقياس المطّرد. [مجموعة رسائل في الحجاب والسفور (81) ] .