۞ منتديات كنوز الإبداع ۞
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

۞ منتديات كنوز الإبداع ۞


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ιl.ιlιlι.lι‏ معالجة الإسلام لذميمة التشبه ιl.ιlιlι.lι‏

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المبدع

عضو جديد  عضو جديد
المبدع


الجنس : ذكر
العمر : 32
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 11/03/2012
عدد المساهمات : 24

ιl.ιlιlι.lι‏ معالجة الإسلام لذميمة التشبه ιl.ιlιlι.lι‏ Empty
مُساهمةموضوع: ιl.ιlιlι.lι‏ معالجة الإسلام لذميمة التشبه ιl.ιlιlι.lι‏   ιl.ιlιlι.lι‏ معالجة الإسلام لذميمة التشبه ιl.ιlιlι.lι‏ Icon_minitimeالسبت 17 مارس 2012, 8:12 pm

ιl.ιlιlι.lι‏ معالجة الإسلام لذميمة التشبه ιl.ιlιlι.lι‏ Bismillah_293


ιl.ιlιlι.lι‏ معالجة الإسلام لذميمة التشبه ιl.ιlιlι.lι‏

إن دين الإسلام مبني على الابتعاد عن مشابهة الكفار، ومن أعظم مقاصد الدين وأصوله تميز الحق وأهله عن الباطل وأهله ، وبيان سبيل الهدى والسنة والدعوة إليه ، وكشف سبيل الضلالة والتحذير منه ، وقد أوضح ذلك نبينا محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وفصَّله ، وأمر أمته بمخالفة الكفار في جميع أحوالهم : في العقائد والعبادات ، والعادات والمعاملات ، والآداب والسلوك.

- ومع الأسف! فقد نبتت نابتة في العصور المتأخرة ، وفي أعقاب الزمن ذليلة مستعبدة ، ديدنها التشبه والاستخذاء ، ووجد في بعض أهل الرأي وبعض الضعاف من المنتسبين إلى العلم من يهون أمر التشبه بالكفار في اللباس والهيئات والمظهر والخلق ، حتى صاروا مسخاً في الأمة ، فترى الاستئناس بأحوال الأعداء ، والرضا عن مسالكهم ، وازدراء المسلمين وتنقصهم ، والتنكر للجميل من عوائدهم ومحافظتهم واحتشامهم في سلوكم ولباسهم ، ومن انسلخ من عوائد أهل دينه فقد أبرز شأن أعدائه وقدم أمرهم على أمر المسلمين.


التشبه لغة : مادة : (ش ب هـ) جاءت في اللغة بمعنيين ، الأول : المشابهة والمماثلة ، والثاني : الالتباس والإشكال .

قال ابن فارس : " (شبه) الشين والباء والهاء : أصل واحد يدل على تشابه الشيء وتشاكله لونًا ووصفًا، يقال : شِبْه وشَبَه وشَبيه، والشّبَهُ من الجواهر الذي يشبه الذهب". وقال ابن منظور: " الشِّبْهُ والشَّبَهُ والشَّبِيهُ : المثل، والجمع أشباه ، وأشْبَه الشيءُ الشيءَ : ماثله " .

إذًا التشبه لغة : مصدر تشبه ، يقال : تشبه فلان بفلان إذا تكلف أن يكون مثله. والتشبه مأخوذ من المشابهة ، وهي المماثلة والمحاكاة والتقليد.

التشبه اصطلاحًا :

قال الغزي : " هو عبارة عن محاولة الإنسان أن يكون شبهَ المتشبَّه به وعلى هيئته وحليته ونعته وصفته ، أو هو عبارة عن تكلّف ذلك وتقصُّده وتعلّمه ، وقد يعبر عن التشبه بالتشكل والتمثل والتزيِّي والتحلي والتخلق " .

وتحريم التشبه بالكفار دل عليه الكتاب والسنة وإجماع الأمة ؛ يقول ربنا تبارك وتعالى : ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الجاثية: 18].

فأمر الله نبيه باتباع شريعته ونهاه عن متابعة الكفار ومشابهتهم ومما ورد في السنة من النهي عن التشبه بالكفار حديث ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بُعِثْتُ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللَّهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ) ؛ رواه الإمام أحمد (5093) بإسناد حسن.

فقول النبي صلى الله عليه وسلم ( مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ) وعيد شديد، ويختلف ذلك باختلاف نوع التشبه وما يقع في القلب.

من التشبه المحرم :

تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال ؛ وفي رواية : لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بالنِّسَاءِ، والمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بالرِّجَالِ. رواه البخاري.

وعن أَبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: لَعَنَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم الرَّجُلَ يَلْبَسُ لِبْسَةَ المَرْأَةِ، والمَرْأَةَ تَلْبِسُ لِبْسَةَ الرَّجُلِ. رواه أَبُو داود بإسناد صحيح.

فيحرم على الرجل أن يتشبه بالنساء، ويحرم على المرأة أن تتشبه بالرجال بصفة اللباس، إلا إذا كانت عادة البلد لا تفرق بين لباس الرجل والمرأة في صفة تفصيله كعادة بعض بلاد العجم، وليس من التشبه بالرجال لبس اللون الأبيض بالنسبة للنساء. وكذلك يحرم على كل واحد منهما أن يتشبه بالآخر بالكلام والمشي وكذلك الزينة، فيحرم على الرجال استخدام الزينة المختصة بالمرأة من مكياج و غيره.

عن جابر رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ( لاَ تَأكُلُوا بِالشِّمَالِ، فَإنَّ الشَّيْطَانَ يَأكُلُ ويَشربُ بِالشِّمَالِ ). رواه مسلم.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما : أنَّ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ : ( لاَ يَأكُلَنَّ أَحَدُكُمْ بِشِمَالِهِ، وَلاَ يَشْرَبَنَّ بِهَا، فَإنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ وَيَشْرَبُ بِهَا ). رواه مسلم.

وعن أَبي هريرة رضي الله عنه : أنَّ رسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : ( إنَّ اليَهُودَ وَالنَّصَارى لاَ يَصْبغُونَ، فَخَالِفُوهُمْ ). متفق عَلَيْهِ.

المُرَادُ : خِضَابُ شَعْرِ اللَّحْيَةِ والرَّأسِ الأبْيَضِ بِصُفْرَةٍ أَوْ حُمْرَةٍ ؛ وأمَّا السَّوَادُ ، فَمَنْهِيٌّ عَنْهُ.

قال ابن عباس رضي الله عنهما : " ما أشبه الليلة بالبارحة هؤلاء بنو إسرائيل شبهنا بهم " اقتضاء الصراط المستقيم.

قال ابن مسعود رضي الله عنه : " أنتم أشبه الأمم ببني إسرائيل سمتا وهديا، تتبعون عملهم حذو القذة بالقذة، غير أني لا أدري أتعبدون العجل أم لا ؟ " اقتضاء الصراط المستقيم.

قال مالك : " بلغني أن ناساً من أهل العلم كرهوا إخضاب اليدين والرجلين للرجال يعني لما فيه من التشبه بالنساء " .

وعن قيس بن أَبي حازم ، قَالَ : دَخَلَ أَبُو بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه عَلَى امْرأَةٍ مِنْ أحْمَسَ يُقَالُ لَهَا : زَيْنَبُ ، فَرَآهَا لاَ تَتَكَلَّمُ . فَقَالَ : مَا لَهَا لا تتكلمُ ؟ فقالوا : حَجَّتْ مصمِتةً ، فقالَ لها: تَكَلَّمِي ، فَإنَّ هَذَا لاَ يَحِلُّ ، هَذَا مِنْ عَمَلِ الجَاهِليَّةِ ، فَتَكَلَّمَتْ. رواه البخاري.

نفى عمر بن الخطاب رضي الله عنه نصر بن حجاج من المدينة ومن وطنه إلى البصرة لما سمع تشبه النساء به وتشبهه بهن.

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم *** إن التشبه بالكرام فلاح
[..........]

حكم

1- من تشبه بقوم فهو منهم.
2- الطيور على أشكالها تقع.

عن عليٍّ رضي الله عنه قَالَ : حَفِظْتُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم : (( لاَ يُتْمَ بَعْدَ احْتِلاَمٍ، وَلاَ صُمَاتَ يَومٍ إِلَى اللَّيْلِ )). رواه أَبُو داود بإسناد حسن.

* قَالَ الخَطَّابِيُ في تَفسيرِ هَذَا الحديث : " كَانَ مِنْ نُسُكِ الجَاهِلِيَّةِ الصُّمَاتُ ، فَنُهُوا في الإسْلاَمِ عَن ذَلِكَ وأُمِرُوا بالذِّكْرِ وَالحَدِيثِ بالخَيْرِ " رياض الصالحين.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (( من تشبه بقوم فهو منهم )).

* يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- تعالى : " هذا الحديث أقل أحواله أنه يقتضي تحريم التشبه بهم وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم كما في قوله تعالى : ﴿ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ﴾ " الفروع لابن مفلح.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وقد رأينا اليهود والنصارى ، الذين عاشروا المسلمين هم أقل كفراً من غيرهم ، كما رأينا المسلمين الذين أكثروا من معاشرة اليهود والنصارى ، هم أقل إيماناً من غيرهم ممن جرد الإسلام " اقتضاء الصراط المستقيم.

قال العلامة ابن القيم : " فليس المقصود من التمييز في اللباس وغيره مجرد تمييز الكافر عن المسلم بل هو من جملة المقاصد ، والمقصود الأعظم ترك الأسباب التي تدعو إلى موافقتهم ومشابهتهم باطنًا، والنبي صلى الله عليه وسلم سن لأمته ترك التشبه بهم بكل طريق ، وقال خالف هدينا هدي المشركين " أحكام أهل الذمة.

قال ابن عثيمين : " وإذا قيل تشبه بالكفار فلا يعني ذلك أن لا نستعمل شيئاً من صنائعهم فإن ذلك لا يقوله أحد ، وقد كان الناس في عهد النبي صلي الله عليه وسلم وبعده يلبسون ما يصنعه الكفار من اللباس ، ويستعملون ما يصنعونه من الأواني ، والتشبه بالكفار هو التشبه بلباسهم ، وحلاهم ، وعاداتهم الخاصة ، وليس معناه أن لا نركب ما يركبون ، أو لا نلبس ما يلبسون ، لكن إذا كانوا يركبون على صفة معينة خاصة بهم فلا نركب على هذه الصفة ، وإذا كانوا يخيطون الثياب على صفة معينة خاصة بهم فلا نصنع مثل هذا الصنيع ، وإن كنا نركب مثل السيارة التي يركبونها، ونخيط من نوع النسيج الذي يخيطون منه ".

لعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال ، والمترجّلات من النساء وقال : ( أخرجوهم من بيوتكم ).

* قال ابن حجر : " قال الطبري : المعنى : لا يجوز للرجال التشبه بالنساء في اللباس والزينة التي تختص بالنساء ، ولا العكس. قلت : وكذا في الكلام والمشي ، فأما هيئة اللباس فتختلف باختلاف عادة كل بلد... قال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة ما ملخصه : ظاهر اللفظ الزجر عن التشبه في كل شيء ، لكن عُرِف من الأدلة الأخرى أن المراد التشبه في الزي وبعض الصفات والحركات ونحوها، لا التشبه في أمور الخير " . فتح الباري.

قال النووي : " حرمة تشبه الرجال بالنساء وعكسه لأنه إذا حرم في اللباس ففي الحركات والسكنات والتصنع بالأعضاء والأصوات أولى بالذم والقبح فيحرم على الرجال التشبه بالنساء وعكسه في لباس اختص به المشبه به بل يفسق فاعله للوعيد عليه باللعن " .

8- قال ابن تيمية : " الأصل في ذلك ليس هو راجعًا إلى مجرد ما يختاره الرجال والنساء ويشتهونه ويعتادونه ، فإنه لو كان كذلك لكان إذا اصطلح قوم على أن يلبس الرجال الخُمُر التي تغطي الرأس والوجه والعنق ، والجلابيب التي تسدل من فوق الرؤوس حتى لا يظهر من لابسها إلا العينان ، وأن تلبس النساء العمائم والأقبية المختصرة ونحو ذلك ، أن يكون هذا سائغًا! وهذا خلاف النص والإجماع ، فإن الله تعالى قال للنساء : ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ ﴾ [النور: 31] ، وقال : ﴿ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ ) [الأحزاب: 59] ، وقال : وقال : ﴿ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾ [الأحزاب33]. فلو كان اللباس الفارق بين الرجال والنساء مستندُه مجرد ما يعتاده النساء أو الرجال باختيارهم وشهوتهم لم يجب أن يدنين عليهن الجلابيب ، ولا أن يضربن بالخُمُر على الجيوب ، ولم يحرم عليهن التبرج تبرجَ الجاهلية الأولى ؛ لأن ذلك كان عادة لأولئك ، وليس الضابط في ذلك لباسًا معيّنًا من جهة نص النبي صلى الله عليه وسلم ، أو من جهة عادة الرجال والنساء على عهده ، بحيث يقال : إن ذلك هو الواجب وغيره يحرم ، فإن النساء على عهده كن يلبسن ثيابًا طويلات الذيل بحيث ينجرّ خلف المرأة إذا خرجت ، والرجل مأمور بأن يشمر ذيله حتى لا يبلغ الكعبين...

فالفارق بين لباس الرجال والنساء يعود إلى ما يصلح للرجال وما يصلح للنساء، وهو ما ناسب ما يؤمر به الرجال وما يؤمر به النساء، فالنساء مأمورات بالاستتار والاحتجاب دون التبرج والظهور... فإذا اختلف لباس الرجال والنساء فما كان أقرب إلى مقصود الاستتار والاحتجاب كان للنساء، وكان ضده للرجال.
وأصل هذا أن تعلم أن الشارع له مقصودان، أحدهما: الفرق بين الرجال والنساء، والثاني: احتجاب النساء. فلو كان مقصوده مجرد الفرق لحصل ذلك بأي وجه حصل الاختلاف، وقد تقدم فساد ذلك... وكذلك الأمر في لباس الرجال والنساء، ليس المقصود به مجرّد الفرق، بل لا بد من رعاية جانب الاحتجاب والاستتار، وكذلك أيضًا ليس المقصود مجرد حجب النساء وسترهن دون الفرق بينهن وبين الرجال، بل الفرق أيضًا مقصود.

والرجل المتشبه بالنساء يكتسب من أخلاقهن بحسب تشبهه حتى يفضي به الأمر إلى التخنث المحض والتمكن من نفسه كأنه امرأة، ولما كان الغناء مقدمة ذلك، وكان بين عمل النساء كانوا يسمون الرجال المغنين مخانيث، والمرأة المتشبهة بالرجال تكتسب من أخلاقهم حتى يصير فيها من التبرج والبروز ومشاركة الرجال ما قد يفضي ببعضهن إلى أن تظهر بدنها كما يظهره الرجل وتطلب أن تعلو على الرجال كما تعلو الرجال على النساء وتفعل من الأفعال ما ينافي الحياء والخفر المشروع للنساء وهذا القدر قد يحصل بمجرد المشابهة ". ا.هـ. مجموع الفتاوى باختصار.

عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يأكلن أحدكم بشماله، ولا يشربن بها، فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بها " قال ابن تيمية: "فإنه -صلى الله عليه وسلم- علل النهي عن الأكل والشرب بالشمال بأن الشيطان يفعل ذلك، فعلم أن مخالفة الشيطان أمر مقصود مأمور به، ونظائره كثيرة ". اقتضاء الصراط المستقيم.

قال القرطبي : " لو خُص أهل الفسوق والمجون بلباس منع لبسه لغيرهم ، فقد يظن به من لا يعرفه أنه منهم ، فيظن به ظن السوء، فيأثم الظان والمظنون فيه بسبب العون عليه " .

قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [البقرة:104].

* يقول ابن كثير: " نهى الله تعالى عباده المؤمنين أن يتشبهوا بالكافرين في مقالهم وأفعالهم ، وذلك أن اليهود كانوا يعانون من الكلام ما فيه تورية لما يقصدونه من التنقيص ، فإذا أرادوا أن يقولوا اسمع لنا يقولوا راعنا ويورون بالرعونة كما قال الله تعالى : ﴿ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ ) ، وكذلك جاءت الأحاديث بالإخبار عنهم بأنهم كانوا إ ذا سلموا إنما يقولون السام عليكم، السام هو الموت ولهذا أمرنا أن نرد عليهم ب (وعليكم). والغرض أن الله تعالى نهى المؤمنين عن مشابهة الكافرين قولاً وفعلاً " تفسير ابن كثير.

مراعاة قصد التشبه:

إن للقصد في التشبه معنيان: أما الأول: فهو قصد ذات الفعل، مع علمه بأنه من خصائصهم، فلو لم يقصد ذات الفعل الذي يعتبر تشبهاً وقصد غيره مما لا علاقة له بالتشبه: لم يكن من التشبه المحظور، فإن العذر بعدم قصد ذات الفعل مرعي في الشريعة؛ فإنه من الخطأ الذي يعذر صاحبه، وعلى هذا المعنى ينطبق قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات"، وهذا المعنى مراعىً _ في الحكم على كون الفعل تشبهاً أم لا _ بلا شك، فلا يمكننا أن نسمي من فعل فعلاً دون إرادته ودون سبق قصد منه _ كالجاهل والمكره والمخطئ والناسي والنائم والمجنون _ متشبهاً بحال من الأحوال.

والمعنى الثاني: قصد ذات الفعل مع علم الفاعل بأن الفعل من خصائصهم وذلك بأن يكون الفاعل فعل الفعل مع قصده إياه _ وهنا خرج عن كونه ناسياً أو مكرهاً....إلخ، بالإضافة إلى علمه بأن هذا الفعل من خصائصهم، فهنا حصل منه قصد ذات الفعل ولكنه لم يحصل منه ذلك التشوف والركون إلى الكفار، ومع ذلك يكون متشبهاً؛ وذلك لقصده ذات الفعل الذي يعلم كونه من التشبه المنهي عنه والأمور بمقاصدها، فأما إذا زاد على ذلك إرادة التشبه وقصده فإنه عندئذ قد جاء بمحظور زائد على مجرد التشبه فإن فيه عملاً قلبياً يشعر بمحبتهم وإكنان المودة لهم، وهذا أخطر من مجرد التشبه العملي بهم، فإني لم أجد _ حسب اطلاعي _ عن أحد من السلف أنه لما نُهي عن مظهر من مظاهر التشبه اعتذر بأنه لم يقصد المشابهة، بل كانت حالهم - لو افترضنا وقوع أحدهم في ذلك- لا تخرج عن عدم العلم بأن الفعل المعني به من خصائص المشركين، وعلى هذا فإنه يحرم عليه فعل التشبه سواء قصد التشبه أو لم يقصده، ما دام أنه قصد ذات الفعل الذي يعلم أنه من خصائص الكفار.

وأسوق هنا مثالاً من السنة لعله يؤكد ما سبق، عن أبي أمامة رضي الله عنه، في حديث طويل قال: قال عمرو بن عبسة السلمي كنت وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضلالة وأنهم ليسوا على شيء وهم يعبدون الأوثان فسمعت برجل بمكة يخبر أخباراً فقعدت على راحلتي فقدمت عليه فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفياً...... إلى أن قال: فقلت يا نبي الله أخبرني عما علمك الله وأجهله، أخبرني عن الصلاة قال: "صل صلاة الصبح، ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع؛ فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار، ثم صل فإن الصلاة مشهودة محضورة، حتى يستقل الظل بالرمح، ثم أقصر عن الصلاة فإن حينئذ تسجر جهنم، فإذا أقبل الفيء فصل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلي العصر ثم أقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس؛ فإنها تغرب بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار"، ففي هذا الحديث لم يرِد أن النبي صلى الله عليه وسلم قيّد النهي عن المشابهة فيه بالقصد، قال شيخ الإسلام: "ومعلوم أن المؤمن لا يقصد السجود إلا لله تعالى، وأكثر الناس قد لا يعلمون أن طلوعها وغروبها بين قرني شيطان، ولا أن الكفار يسجدون لها، ثم إنه صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة في هذا الوقت؛ حسماً لمادة المشابهة بكل طريق".

ولذلك يخطئ من يشترط قصد التشبه بالكفار ليكون فاعل التشبه متشبهاً بهم، كما جاء في كتاب: (رد المحتار على الدر المختار) أن التشبه لا يقع إلا مع قصد التشبه فقال في معرض الحديث عن التشبه بالكفار: "أي إن قصده، فإن التشبه بهم لا يكره في كل شيء بل في ما يقصد به التشبه"، وتابعه على ذلك الباحث: جميل بن حبيب اللويحق المطيري في رسالته: التشبه المنهي عنه في الفقه الإسلامي، واحتج بحديث: "إنما الأعمال بالنيات"، وهذا الحديث إنما يستدل به على اشتراط قصد ذات الفعل كما ذكرت فيما سبق، وظاهر دلالة حديث أبي أمامة يفهم منها كون التشبه بهم لا يشترط له قصد التشبه مع قصد ذات الفعل.

كما أن القصد قد يكون له تأثير فيما كان من الحكمة الأخذ به من اختراعات الكفار المأخوذة عنهم أصلاً، فالشرع قد أباحها كما تقدم، ولكن إذا اقترن بذلك قصد التشبه بالكفار والميل لهم ومحبتهم وتفضيل ما عندهم على ما عند المسلمين فإن هذه النية تعتبر من موالاة الكفار المحرمة، وإن كان ظاهر الفعل جائزاً.

وحديث عمرو بن عبسة السابق يفهم منه وجوب ترك العمل الذي فيه مشابهة للكفار، ولو كان مع عدم التشوف والميل القلبي إلى ما عند الكفار وبه قال شيخ الإسلام كما سبق عرضه، وقد قال ابن تيمية _ رحمه الله _ في موضع آخر: "ما كان في الأصل مأخوذاً عنهم، إما على الوجه الذي يفعلونه، وإما مع نوع تغيير في الزمان، أو المكان، أو الفعل، ونحو ذلك، فهو غالب ما يبتلى به العامة، في مثل ما يصنعونه في الخميس الحقير والميلاد ونحوهما، فإنهم قد نشئوا على اعتياد ذلك، وتلقاه الأبناء عن الآباء وأكثرهم لا يعلمون مبدأ ذلك، فهذا يعرّف صاحبُه حكمَه فإن لم ينته وإلا صار من القسم الأول"، يقصد بالأول ما لا شك في تحريمه من التشبه بهم، وقد فصله قبل هذا الكلام، ووجه الاستدلال بكلامه -رحمه الله- هنا: أن من عمل ما كان مأخوذاً عنهم في الأصل وهو لا يعلم أنه من عوائدهم؛ فهو بلا شك لا يقصد التشبه بهم، ومع ذلك أمر شيخ الإسلام بأن يعرَّف صاحب الفعل حكمه وهو التحريم ثم بعد ذلك إذا انتهى عن الفعل فبها ونعمت وأما إذا لم ينته فقد صار من القسم الأول المحرم، وفي هذه الحال لا يكون هذا قد قصد التشبه؛ لأنه كان يفعل الفعل ذاته قبل أن يعلم أنه من خصائصهم، وكذلك لم يقل شيخ الإسلام:يُسأل صاحبُه عن قصده، بل قال يعرَّف صاحبه حكمه، فلم يشترط أن يقصد التشبه، بل اشترط مجرد المعرفة بأن هذا الفعل من خصائص المشركين.

قال شيخ الإسلام : " ومن هذا الباب أنه ( كان إذا صلى إلى عود أو عمود جعله إلى حاجبه الأيمن أو الأيسر ولم يصمد له صمداً، ولهذا نهى عن الصلاة إلى ما عبد من دون الله في الجملة وإن لم يكن العابد يقصد ذلك، ولهذا ينهى عن السجود لله بين يدي الرجل وإن لم يقصد الساجد ذلك ؛ لما فيه من مشابهة السجود لغير الله، فانظر كيف قطعت الشريعة المشابهة في الجهات وفي الأوقات ، وكما لا يصلى إلى القبلة التي يصلون إليها كذلك لا يصلى إلى ما يصلون له بل هذا أشد".

ومن تصريحات شيخ الإسلام الجلية في هذا الباب قوله رحمه الله : " وقد تقدم بيان أن ما أمرنا الله ورسوله به من مخالفتهم مشروع سواء كان ذلك الفعل مما قصد فاعله التشبه بهم أو لم يقصد، وكذلك ما نهى عنه من مشابهتهم يعم ما إذا قُصدت مشابهتهم أو لم تقصد فإن عامة هذه الأعمال لم يكن المسلمون يقصدون المشابهة فيها، وفيها مالا يُتصور قصد المشابهة فيه كبياض الشعر وطول الشارب ونحو ذلك".

وعلى هذا فإنه لا عبرة بادعاء عدم القصد؛ فإن من فعل ما هو تشبه بالمشركين، وهو يعلم حكمه فإنه قد وقع في التشبه المنهي عنه، ولو كان لا يقصد مشابهتهم فيه.

وأمر الشريعة بمخالفتهم مطلقاً دليل على عدم مراعاة قصد من وافقهم في فعلهم _ ما دام أنه يعلم بوجوب المخالفة _ قال شيخ الإسلام: " قوله صلى الله عليه وسلم: غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود. دليل على أن التشبه بهم يحصل بغير قصد منا، ولا فعل ، بل بمجرد ترك تغيير ما خلق فينا ، وهذا أبلغ من الموافقة الفعلية الاتفاقية".

وهذا الحديث الذي أورده شيخ الإسلام هنا يشبه الصريح من كلامه صلى الله عليه وسلم في تسمية ما هو مأخوذ عنهم : تشبهاً ولو كان بغير قصد.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ιl.ιlιlι.lι‏ معالجة الإسلام لذميمة التشبه ιl.ιlιlι.lι‏
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ιl.ιlιlι.lι‏ المقصد الأسمى من العبودية لله تعالى ιl.ιlιlι.lι‏
» ιl.ιlιlι.lι‏ سبحان الله .. طفل يولد واسمه مكتوب على خده ιl.ιlιlι.lι‏
»  ιl.ιlιlι.lι‏ الحجاب طهارة لقلب المؤمن والمؤمنة ιl.ιlιlι.lι‏
» ιl.ιlιlι.lι‏ تواضعه و لين جناحه - صلى الله عليه وسلم- ιl.ιlιlι.lι‏
» ιl.ιlιlι.lι‏ الحرم النبوي { القسم النسائي } ιl.ιlιlι.lι‏

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۞ منتديات كنوز الإبداع ۞ :: ۞ المنتديات الإسلامية ۞ ::  ۩ الإسلام .. دين السلام ۩-
انتقل الى: