۞ منتديات كنوز الإبداع ۞
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

۞ منتديات كنوز الإبداع ۞


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 [௫]◄ مفاسد التطير والتشاؤم ►[௫]

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شموخ

عضو جديد  عضو جديد
شموخ


الجنس : ذكر
العمر : 41
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 16/01/2012
عدد المساهمات : 33

[௫]◄  مفاسد التطير والتشاؤم ►[௫]   Empty
مُساهمةموضوع: [௫]◄ مفاسد التطير والتشاؤم ►[௫]    [௫]◄  مفاسد التطير والتشاؤم ►[௫]   Icon_minitimeالسبت 17 مارس 2012, 8:28 pm

[௫]◄  مفاسد التطير والتشاؤم ►[௫]   778216

[௫]◄ مفاسد التطير والتشاؤم ►[௫]


التشاؤم هو التطير بمرئي أو مسموع أو زمان، فيتشاءم مثلاً من النكاح في شوال، كما يفعل أهل الجاهلية، أو يسمع صوتاً يكون فيه مخالفة لما يريد فيتشاءم، أو يرى طيراً يطير جهة اليسار فيتشاءم، والتشاؤم منهي عنه؛ لأنه يؤدي إلى سوء الظن بالله، وإلى عدم الإقدام على ما فيه مصلحة العبد، وإلى التذبذب في أموره، وربما يؤدي إلى الوساوس التي يحصل بها المرض النفسي، فلهذا نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.

إن العبد إِذَا قَطَعَ رَجَاءَهُ وَأَمَلَهُ باللَّه تَعَالَى فَإِنَّ ذَلِكَ شَرّ لَهُ, وهو من الطِّيَرَة التي فِيهَا سُوء الظَّنّ وَتَوَقُّع الْبَلاء.

وَالتَّطَيُّر هو التَّشَاؤُم، وَأَصْله الشَّيْء الْمَكْرُوه مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْل أَوْ غيره, وَإِنَّمَا كَانَ يُعْجِبهُ الْفَأْل لأَنَّ التَّشَاؤُم سُوء ظَنّ بِاللَّهِ تَعَالَى بِغَيْرِ سَبَب مُحَقَّق.

وكَانَ التَّطَيُّر فِي الْجَاهِلِيَّة موجودا عند الْعَرَب، فقد كانوا يَتَشاءمون, فَيُنَفِّرُونَ الظِّبَاء وَالطُّيُور, فَإِنْ أَخَذَتْ ذَات الْيَمِين تَبَرَّكُوا بِهِا وَمَضَوْا فِي سَفَرهمْ وَحَوَائِجهمْ, وَإِنْ أَخَذَتْ ذَات الشِّمَال رَجَعُوا عَنْ سَفَرهمْ وَحَاجَتهمْ وَتَشَاءَمُوا بِهَا, فَكَانَتْ تَصُدّهُمْ فِي كَثِير مِنْ الأَوْقَات عَنْ مَصَالِحهمْ، فَنَفَى الشَّرْع ذَلِكَ وَأَبْطَلَهُ وَنَهَى عَنْهُ، وَأَخْبَرَ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ تَأْثِير بِنَفْعٍ وَلا ضُرّ، أَيْ: اِعْتِقَاد أَنَّهَا تَنْفَع أَوْ تَضُرّ; إِذْ عَمِلُوا بِمُقْتَضَاهَا مُعْتَقِدِينَ تَأْثِيرهَا، فَهُوَ شِرْك لأَنَّهُمْ جَعَلُوا لَهَا أَثَرًا فِي الْفِعْل وَالإِيجَاد.

قال الله تعالى: (فَإِذَا جَاءتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَـذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ) [الأعراف:131].
وقال تعالى: (قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ اللَّهِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ) [النمل:46-47].
وقال تعالى: (قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ) [يس:18-19].

عن أنس رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لاَ عَدْوَى وَلاَ طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُني الفَألُ) قالُوا: وَمَا الفَألُ؟ قَالَ: (كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ). متفق عَلَيْهِ.
عن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا عَدْوَى وَلاَ طِيَرَةَ. وإنْ كَانَ الشُّؤمُ في شَيْءٍ فَفِي الدَّارِ، وَالمَرْأَةِ، والفَرَسِ). متفق عَلَيْهِ.
عن بُريْدَةَ رضي الله عنه : أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لا يَتَطَيَّرُ. رواه أَبُو داود بإسناد صحيح.
عن عُروة بن عامر رضي الله عنه قال: ذُكِرَتِ الطِّيَرَةُ عِنْدَ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ: (أحْسَنُهَا الفَألُ. وَلاَ تَرُدُّ مُسْلِماً فإذا رَأى أحَدُكُمْ ما يَكْرَهُ، فَليْقلْ: اللَّهُمَّ لاَ يَأتِي بِالحَسَناتِ إلاَّ أنْتَ، وَلاَ يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إلاَّ أنْتَ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِكَ) حديث صحيح رواه أبو داود بإسناد صحيح.

فعلينا جميعا أن نؤمن بقضاء الله وقدره ، ونحسن ظننا بربنا ولا نتشاءم ؛ لأن القدر قد يوافق كلمة سيئة أو سوء ظن بالله فتقع المصائب والبلاء ؛ ولذلك قيل : " إن البلاء موكّل بالنطق، ويصير بالإنسان السوء الذي ظنه " .

ثم إن التشاؤم يعذب به صاحبه ويتألم به قبل وقوع أي أمر، فإن بعض الناس قد يجمعون بين المصائب بسبب سوء ظنهم بربهم وتشاؤمهم، وبين الألم والخوف والعذاب قبل وقوع المصائب.

عن سعيد بن أبي هلال قال: بلغنا: أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال لكعب: كيف ترى في علم النجوم؟ قال كعب: لا خير فيه، لأنه لا يزال يرى شيئاً يكرهه؛ فـإن هو نهى، فقال: اللهم لا طير إلا طيرك، ولا قوة إلا بك؛ قال كيف جاء بها؟ والذي نفسي بيده: إنها لرأس التوكل، وكنز العبد في الجنة، فإن هو قالها ثم مضى لم يضره شيء؛ وإن هو رجع طعم قلبه طعم الإشراك. (حلية الأولياء).

و قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: " لا تطير الطيرة إلا من تطير " المصنف لابن أبي شيبة.

قال ابن القيم:" لم يحك الله التطير إلا عن أعداء الرسل كما قالوا لرسلهم ( إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ) [يس:19] وكذلك حكى سبحانه عن قوم فرعون (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللهِ) [الأعراف:131] " مفتاح دار السعادة لابن القيم.

قال العز بن عبد السلام: " التطير هو الظن السيء الذي في القلب , والطيرة هي الفعل المرتب على الظن السيء ".

عن أَنَسٍ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال ( لَا عَدْوَى ولا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ ) رواه مسلم
* قال الكرماني: " وقد جعل الله تعالى في الفطرة محبة ذلك كما جعل فيها الارتياح بالمنظر الأنيق والماء الصافي وإن لم يشرب منه ويستعمله " عون المعبود شرح سنن أبي داود.
* قال النووي: " الفأل يستعمل فيما يسوء وفيما يسر وأكثره في السرور والطيرة لا تكون إلا في الشؤم وقد تستعمل مجازا في السرور ".
* وقال أيضاً: " قال العلماء: وإنما أحب الفأل لأن الإنسان إذا أمَّل فائدة الله تعالى وفضله عند سبب قوى أو ضعيف فهو على خير في الحال وإن غلط في جهة الرجاء فالرجاء له خير وأما إذا قطع رجاءه وأمله من الله تعالى فإن ذلك شر له والطيرة فيها سوء الظن وتوقع البلاء ومن أمثال التفاؤل أن يكون له مريض فيتفاءل بما يسمعه فيسمع من يقول يا سالم أو يكون طالب حاجة فيسمع من يقول يا واجد فيقع في قلبه رجاء البرء أو الوجدان والله أعلم ".
* قال الخطابي: " الفرق بين الفأل والطيرة أن الفأل من طريق حسن الظن بالله والطيرة لا تكون إلا في السوء فلذلك كرهت " شرح ابن بطال.

قال سعد بن أبي وقاص رصي الله عنه: " إن الطيرة لشعبة من الشرك " مصنف ابن أبي شيبة، والتمهيد لابن عبد البر.

قال الحافظ ابن حجر: " وكأن ذلك بحسب الواقع وأما الشرع فخص الطيرة بما يسوء والفأل بما يسر ومن شرطه أن لا يقصد إليه فيصير من الطيرة " فتح الباري.

قال ابن القيم: " ومن امتنع بها عما عزم عليه فقد قرع باب الشرك بل ولجه وبرئ من التوكل على الله وفتح على نفسه باب الخوف والتعلق بغير الله والتطير مما يراه أو يسمعه، وذلك قاطع له عن مقام إياك نعبد وإياك نستعين، واعبده وتوكل عليه وإليه أنيب، فيصير قلبه متعلقاً بغير الله عبادة وتوكلاً فيفسد عليه قلبه وإيمانه.
وحاله ويبقى هدفا لسهام الطيرة ويساق إليه من كل أوب ويقيض له الشيطان من ذلك ما يفسد عليه دينه ودنياه وكم هلك بذلك وخسر الدنيا والآخرة.
فأين هذا من الفأل الصالح السار للقلوب المؤيد للآمال الفاتح باب الرجاء المسكن للخوف الرابط للجأش الباعث على الاستعانة بالله والتوكل عليه والاستبشار المقوى لأمله السار لنفسه فهذا ضد الطيرة فالفأل يفضي بصاحبه إلى الطاعة والتوحيد والطيرة تفضي بصاحبها إلى المعصية والشرك فلهذا استحب صلى الله عليه وسلم الفأل وأبطل الطيرة ". مفتاح دار السعادة.

قال المناوي: " إن العرب كانت تعتقد تأثيرها وتقصد بها دفع المقادير المكتوبة عليهم فطلبوا دفع الأذى من غير الله تعالى وهكذا كان اعتقاد الجاهلية " فيض القدير للمناوي.

قال ابن الأثير : " العيافة زجر الطير والتفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرها " المعجم الوسيط.

قال المناوي: " العيافة بالكسر زجر الطير والطيرة أي التشاؤم بأسماء الطيور وأصواتها وألوانها وجهة مسيرها عند تنفيرها كما يتفاءل بالعقاب على العقوبة وبالغراب على الغربة وبالهدهد على الهدى كما ينظر إن طار إلى جهة اليمين تيمن أو اليسار تشاءم والطرق الضرب بالحصى والخط بالرمل من الجبت أي من أعمال السحر فكما أن السحر حرام فكذا هذه الأشياء أو مماثل عبادة الجبت في الحرمة " فيض القدير للمناوي.

عن عَائِشَةَ قالت تَزَوَّجَنِي رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في شَوَّالٍ وَبَنَى بِي في شَوَّالٍ فَأَيُّ نِسَاءِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان أَحْظَى عِنْدَهُ منى قال وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَسْتَحِبُّ أَنْ تُدْخِلَ نِسَاءَهَا في شَوَّالٍ . رواه مسلم.
* قال النووي: " فيه استحباب التزويج والتزوج والدخول في شوال وقد نص أصحابنا على استحبابه واستدلوا بهذا الحديث وقصدت عائشة بهذا الكلام رد ما كانت الجاهلية عليه وما يتخيله بعض العوام اليوم من كراهة التزوج والتزويج والدخول في شوال وهذا باطل لا أصل له وهو من آثار الجاهلية كانوا يتطيرون بذلك؛ لما في اسم شوال من الأشالة والرفع " شرح مسلم.
* وقال القاري: " قيل إنما قالت هذا رداً على أهل الجاهلية فإنهم كانوا لا يرون يمناً في التزوّج والعرس في أشهر الحج وقيل لأنها سمعت بعض الناس يتطيرون ببناء الرجل على أهله في شوّال لتوّهم اشتقاق شوال من أشال بمعنى أزال فحكت ما حكت رداً لذلك وأزاحه للوهم وفي شرح النقاية لأبى المكارم كره بعض الروافض النكاح بين العيدين , وقال السيوطي في حاشيته على مسلم : روى ابن سعد في طبقاته عن أبى حاتم قال: إنما كره الناس أن يتزوّجوا في شوال الطاعون وقع في الزمن الأوّل " مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح.

قال ابن عبد البر: " ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن التطير وقال: " لا طيرة " وذلك أنهم كانوا في الجاهلية يتطيرون فنهاهم عن ذلك وأمرهم بالتوكل على الله لأنه لا شيء في حكمه إلا ما شاء ولا يعلم الغيب غيره " التمهيد لابن عبد البر.

قال المناوي: " فينبغي لمن طرقته الطيرة أن يسأل الله تعالى الخير ويستعيذ به من الشر ويمضي في حاجته متوكلا عليه " فيض القدير للمناوي.

قوله صلى الله عليه وسلم (أقروا الطير على مكناتها).
* قال ابن حبان: " لفظة أمر مقرونة بترك ضده وهو أن لا ينفروا الطيور عن مكناتها، والقصد من هذا الزجر عن شيء ثالث وهو أن العرب كانت إذا أرادت أمرا جاءت إلى وكر الطير فنفرته فإن تيامن مضت للأمر الذي عزمت عليه وإن تياسر أغضت عنه وتشاءمت به فزجرهم النبي صلى الله عليه وسلم عن استعمال هذا الفعل بقوله: (اقروا الطير على مكناتها) " صحيح ابن حبان.
* قال ابن جرير: " معنى الكلام حينئذ أقروا الطير التي تزجرونها في مواضعها المتمكنة فيها التي هي بها مستقرة وامضوا لأموركم فإن زجركم إياها غير مجد عليكم نفعا ولا دافع عنكم ضرا " تهذيب الآثار للطبري.

قال الحافظ ابن حجر: " وإنما هو تكلف بتعاطي ما لا أصل له إذ لا نطق للطير ولا تمييز فيستدل بفعله على مضمون معنى فيه وطلب العلم من غير مظانه جهل من فاعله وقد كان بعض عقلاء الجاهلية ينكر التطير ويتمدح بتركه قال شاعر منهم:
ولقد غدوت وكنت لا *** أغدو على واق وحاتم
فإذا الأشائم كالأيا *** من والأيامن كالأشائم
وقال آخر :
الزجر والطير والكهان كلهم *** مضللون ودون الغيب أقفال
وقال آخر :
وما عاجلات الطير تدنى من الفتى *** نجاحا ولا عن ريثهن قصور
وقال آخر:
لعمرك ما تدري الطوارق بالحصى *** ولا زاجرات الطير ما الله صانع
قال آخر:
تخير طيرة فيها زياد *** لتخبره وما فيها خبير
تعلم أنه لا طير إلا *** على متطير وهو الثبور
بلى شيء يوافق بعض شيء *** أحايينا وباطله كثير
وكان أكثرهم يتطيرون ويعتمدون على ذلك ويصح معهم غالبا لتزيين الشيطان ذلك وبقيت من ذلك بقايا في كثير من المسلمين " فتح الباري.

قال ابن القيم: " وأما من كان معتنيا بالطيرة فهي أسرع إليه من السيل إلى منحدره قد فتحت له أبواب الوسواس فيما يسمعه ويراه ويفتح له الشيطان فيها من المناسبات البعيدة والقريبة ما يفسد عليه دينه وينكر عليه معيشته " مفتاح دار السعادة.

وقال: " المتطير مُتْعب القلب مُنكَّد الصدر كاسف البال سيء الخلق يتخيَّل من كل ما يراه أو يسمعه , أشد الناس خوفا , وأنكدهم عيشا وأضيق الناس صدرا , وأحزنهم قلبا , كثير الاحتراز والمراعاة لما يضره ولا ينفعه , وكم قد حرم نفسه بذلك من حظٍّ , ومنعها من رزق وقطع عليها من فائدة " مفتاح دار السعادة.

قال النووي: " التطير هو التشاؤم وكانوا يتطيرون بالسوانح والبوارح فينفرون الظباء والطيور فإن أخذت ذات اليمين تبركوا به ومضوا في سفرهم وحوائجهم وإن أخذت ذات الشمال رجعوا عن سفرهم وحاجتهم وتشاءموا بها فكانت تصدهم في كثير من الأوقات عن مصالحهم فنفى الشرع ذلك وأبطله ونهى عنه وأخبر أنه ليس له تأثير ينفع ولا يضر " الديباج على مسلم.

قال الحافظ ابن حجر: " وأصل التطير أنهم كانوا في الجاهلية يعتمدون على الطير فإذا خرج أحدهم لأمر فإن رأى الطير طار يمنة تيمن به واستمر وأن رآه طار يسرة تشاءم به ورجع وربما كان أحدهم يهيج الطير ليطير فيعتمدها فجاء الشرع بالنهي عن ذلك وكانوا يسمونه السانح بمهملة ثم نون ثم حاء مهملة والبارح بموحدة وآخره مهملة فالسانح ما ولاك ميامنه بأن يمر عن يسارك إلى يمينك والبارح بالعكس وكانوا يتيمنون بالسانح ويتشاءمون بالبارح لأنه لا يمكن رميه إلا بأن ينحرف إليه " فتح الباري.

إن التشاؤم له علاقة بالأخلاق، وهو طبيعة نفسية سيئة؛ لأنها تضعف الأمل وتؤدي إلى الفشل، فتجد المتشائم دائما عبوسا، ولا تجد عنده نضارة، أما التفاؤل فهو من أسباب إشراق الوجه، ولا تجد في الغالب أحدا يبتسم إلا وهو متفائل، وقد ضربوا مثالا لمعرفة المتشائم من المتفائل بنصف كوب من الماء، لو عرض على المتفائل لقال: "هذا نصف كوب ممتلئ بالماء"، والمتشائم سيقول عنه: "إنه نصف كوب فارغ من الماء".

فعلى من ابتلي بهذه الصفة السيئة أن يهذب نفسه ويزكيها منها، فالأطباع والعادات السيئة يمكن التخلص منها كما قال رسولنا : ((وإنما الحلم بالتحلم والعلم بالتعلم)).

خرج أحد الولاة لبعض مهماته فاستقبله رجل أعور فتطير به وأمر به إلى الحبس فلما رجع أمر بإطلاقه, فقال: سألتك بالله ما كان جرمي الذي حبستني لأجله؟ فقال: تطيرت بك. فقال: فما أصبت في يومك برؤيتي؟ فقال: لم ألق إلا خيرا. فقال: أيها الأمير أنا خرجت من منزلي فرأيتك فلقيت في يومي الشر والحبس, وأنت رأيتني فلقيت الخير والسرور فمن أشأمنا؟ والطيرة بمن كانت؟ فاستحيا منه الوالي ووصله.

قال ابن عبد الحكم : خرج عمر بن عبد العزيز من المدينة والقمر في الدبران فكرهت أن أخرج به فقلت : ما أحسن استواء القمر في هذه الليلة فنظر فقال كأنك أردت أن تخبرني أن القمر في الدبران إنا لا نخرج بشمس ولا بقمر ولكنا نخرج بالله الواحد القهار.

عن زياد بن أبي مريم قال: خرج سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في سفر قال: فأقبلت الظباء نحوه حتى إذا دنت منه رجعت، فقال له رجل: أيها الأمير ارجع. فقال له سعد: أخبرني من أيها تطيرت؟! أمن قرونها حين أقبلت، أم من أذنابها حين أدبرت؟ ثم قال سعد عند ذلك: إن الطيرة لشعبة من الشرك.

عن عكرمة أنه قال: كنا عند ابن عمر وعنده ابن عباس رضي الله عنهم ومر غراب يصيح فقال رجل من القوم : خير خير. فقال ابن عباس: لا خير ولا شر.

عن ابن طاووس: أن رجلاً كان يسير مع طاووس، فسمع غراباً نعب، فقال: خير؛ فقال طاووس: أي خير عند هذا، أو شر؟ لا تصحبني أو قال: لا تمشي معي.

رأى بِسْطَام بن قَيْس رؤيا في منامه فقال: "الدَّلْوُ تَأْتِي الغَرَبَ المَزَلَّة"، فقال له نقيذ: هلا قلت: "ثم تعود باديا مُبْتَلَّة"، فتَكْسِر الطِيرَةَ عنك؟!، فقُتِلَ في صبيحة تلك الليلة.

خرج سعد بن أبي وقاص في سفر، قال : فأقبلت الظباء نحوه حتى إذا دنت منه رجعت ، فقال له رجل : أيها الامير! ارجع، فقال له سعد: أخبرني من أيها تطيرت؟ أمن قرونها حين أقبلت أم من أذنابها حين أدبرت؟ ثم قال سعد عند ذلك: إن الطيرة لشعبة من الشرك.

طِيَـرَةُ الدَّهْـرِ لا تَـرُدُّ قَضَـاءً *** فَاعْذُرِ الدَّهْرَ لا تَشُـبْـهُ بِلَـوْمِ
أَيُّ يَـوْمٍ يَـخُـصُّـهُ بِسُـعُـودٍ *** وَالْمَنَايَا يَنْزِلَنْ فِـي كُـلِّ يَـوْمِ
لَيْـسَ يَـوْمٌ إِلاَّ وَفِيـهِ سُـعُـودٌ *** وَنُحُوسٌ تَجْرِي لِـقَـومٍ فَقَـوْمِ
[........]

أَصْبَـحَ رَبِّي فِـي الأَمْرِ يُرْشِدُنِـي *** إَذَا نَوَيْـتُ الْمَسِيـرَ وَالطَّلَبَـا
لا سَانِحٌ مِنْ سَوَانِـحِ الطَّيْـرِ يَثْـ *** نِينِـي وَلا نَاعِـبٌ إِذَا نَعَـبَـا
[ربيعة بن مقروم الضَبي]

الفَـألُ وَالزَّجْـرُ والْكُهَّـانُ كُلُّهُمُ *** مُضَلِّلُونَ وَدُونَ الْغَيْبِ أَقْـفَـالُ
[........]

تَـعَـلَّــمْ أَنَّـهُ لا طَـيْـرَ إلا *** عَلَى مُتَطَيِّـرٍ وَهْـوَ الثُّـبُـورُ
[لبيد بن ربيعة]

لَعَمْرُكَ مَا تَدْرِي الطَّوَارِقَ بِالْحَصَى *** وَلا زَاجِرَاتُ الطَّيْرِ مَـا اللهُ صَانِعً
[لبيد بن ربيعة]

وَمَا عَاجِلاتُ الطَّيْرُ تُدْنِي مِنَ الْفَتَى *** رَشَادًا وَلا عَـنْ رَيْثِهِـنَّ يَخيبُ
وَرَبَّ أُمُـورٍ لا تَـضِيرُكَ ضَيْـرَةً *** وَلِلْقَلْبِ مِـنْ مَخْشَاتِهِـنَّ وَجيِبُ
[ضابئ بن الحارث]

لاَ يَـمْـنَـعَـنَّـكَ مِـنْ بِغَـا *** ءِ الْخَيْرِ تَعْقِيـدُ الـتَّـمَـائِـمْ
وَلا الـتَّـشَـاؤمُ بِـالْـعُـطَـا *** سِ ولا التَّـيَـمُّـنُ بِالْمَقَاسِـمْ
إِنِّـي غَــدَوْتُ وَكُـنْــتُ لا *** أَغْـدُو عَلَـى وَاقٍ وَحَاتِــمْ
فَـإِذَا الأشَـائِــمُ كَـالأَيَــا *** مِـنِ والأَيَامِـنُ كَالأَشَـائِـمْ
وَكَــذَاكَ لا خَــيْـــرٌ وَلا *** شَـرٌّ عَلَـى أَحَـدٍ بِـدَائِـمْ
[المرقِّش]

إِذَا مَأ أَرَدْتَ الأَمْرَ فَامْـضِ لِوَجْهِهِ *** وَخَـلِّ الْهوَيْـنَـا جَانبا مُتَنَائِيَا
وَلا يَمْنَعَنْـكَ الطَّيْرُ مِمَّـا أَرَدْتَـهُ *** فَقَدْ خُطَّ فِي الأَلْوَاحِ مَا كُنْتَ لاقِيَا
[طرفة بن العبد]

ولهم طير الله لا طيرك. أي طير الله أوفق من طيرك فقدره سبحانه أوفق من تقديرك لنفسك.

أشأَمُ مِنْ غُرَابِ الْبَيْنِ. مبالغة في الشؤم؛ وكان العرب يتشاءمون منه إذا نزل بهم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
[௫]◄ مفاسد التطير والتشاؤم ►[௫]
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» [♣::♣] مفاسد الرشوة وأضرارها [♣::♣]
» ►[ مفاسد شهادة الزور ]◄
» •l|♥|l مفاسد الظلم وأضراره l|♥|l•

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۞ منتديات كنوز الإبداع ۞ :: ۞ المنتديات الإسلامية ۞ ::  ۩ الإسلام .. دين السلام ۩-
انتقل الى: