▉♜☆♜▉ أثر القدوة الحسنة في حياة الناس ▉♜☆♜▉
التعريف
الأسوة لغة:
اسم مصدر من الائتساء، وهي مأخوذة من مادّة (أس و) الّتي تدلّ على المداواة والإصلاح، يقال: أسوت الجرح إذا داويته، ولذلك يسمّى الطّبيب: الآسي، ويقال أسوت بين القوم إذا أصلحت بينهم، ومن هذا الباب لي في فلان أسوة (بالكسر والضّمّ) أي قدوة، أي إنّي أقتدي به، وأسّيت فلانا إذا عزّيته، من هذا أي قلت له: ليكن لك بفلان أسوة، فقد أصيب بمثل ما أصبت به فرضي وسلّم.
وقال ابن منظور: الأسوة والإسوة: القدوة.
ويقال: إئتس به أي اقتد به وكن مثله. قال اللّيث: فلان يأتسي بفلان أي يرضى لنفسه ما رضيه ويقتدي به، وكان في مثل حاله، والقوم أسوة في هذا الأمر أي حالهم فيه واحدة. والتّأسّي في الأمور: الأسوة، وكذا المؤاساة [لسان العرب (14/ 35). وانظر ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث (1/ 50)، والمقاييس لابن فارس (1/ 106) ] .
وقال البغويّ: هي فعلة من الائتساء كالقدوة من الاقتداء اسم وضع موضع المصدر، أي به اقتداء حسن [تفسير البغوي (3/ 519) ] .
واصطلاحا:
قال المناويّ: الأسوة: الحالة الّتي يكون الإنسان عليها في اتّباع غيره إن حسنا وإن قبيحا وإن سارّا وإن ضارّا [التوقيف (51)، والكليات للكفوي (114) ] .
قال الشّيخ محمّد الأمين الشّنقيطيّ في تفسير قوله تعالى: (قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ) [الممتحنة: 4]: الأسوة كالقدوة، وهي اتّباع الغير على الحالة الّتي يكون عليها حسنة أو قبيحة [أضواء البيان (8/ 135) ] .
قال القرطبيّ: واختلف في هذه الأسوة بالرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم، هل هي على الإيجاب أو على الاستحباب على قولين: أحدهما على الإيجاب حتّى يقوم دليل على الاستحباب. الثّاني على الاستحباب حتّى يقوم دليل على الإيجاب. ويحتمل أن يحمل على الإيجاب في أمور الدّين وعلى الاستحباب في أمور الدّنيا [الجامع لأحكام القرآن (155- 156) ] .
آيات
1- أما الآية الأولى فقول الله تعالى: ( لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرا) [الأحزاب: 21] .
2- قوله تعالى: (قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنا بِكُمْ وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَما أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وَإِلَيْكَ أَنَبْنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) [ الممتحنة: 4- 6] .
3- قوله تعالى: (فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ) [الأحقاف: 35] .
أحاديث
1- عن ابن عمر- رضي اللّه عنهما- أنّه قال: قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فطاف بالبيت سبعا وصلّى خلف المقام ركعتين وطاف بين الصّفا والمروة، وقال: (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) [الأحزاب: 21] النسائي (5/ 235).وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن النسائي ( 2930) ].
2- عن ابن عمر- رضي اللّه عنهما- قال: اتّخذ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم خاتما من ذهب فاتّخذ النّاس خواتيم من ذهب، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: " إنّي اتّخذت خاتما من ذهب". فنبذه وقال: " إنّي لن ألبسه أبدا فنبذ النّاس خواتيمهم" [رواه البخاري- الفتح 13 (7298) ] .
3- عن عبد اللّه بن عبّاس- رضي اللّه عنهما- أنّه بات ليلة عند ميمونة زوج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وهي خالته؛ قال: فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأهله في طولها فنام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى انتصف اللّيل أو قبله بقليل أو بعده بقليل استيقظ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فجلس يمسح النّوم عن وجهه بيده ثمّ قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثمّ قام إلى شنّ معلّقة، فتوضّأ منها فأحسن وضوءه، ثمّ قام يصلّي، قال ابن عبّاس:فقمت فصنعت مثل ما صنع، ثمّ ذهبت فقمت إلى جنبه فوضع صلّى اللّه عليه وسلّم يده اليمنى على رأسي وأخذ بأذني اليمنى يفتلها، فصلّى ركعتين ثمّ ركعتين ثمّ ركعتين ثمّ ركعتين ثمّ ركعتين ثمّ ركعتين، ثمّ أوتر ثمّ اضطجع حتّى أتاه المؤذّن فصلّى ركعتين خفيفتين ثمّ خرج فصلّى الصّبح.[رواه البخاري- الفتح 1 (183) ] .
4- عن عبد اللّه بن عمرو- رضي اللّه عنهما- قال: زوّجني أبي امرأة من قريش، فلمّا دخلت عليّ جعلت لا أنحاش لها، ممّا بي من القوّة على العبادة، من الصّوم والصّلاة، فجاء عمرو بن العاص إلى كنّته ، حتّى دخل عليها، فقال لها:كيف وجدت بعلك؟. قالت: خير الرّجال، أو كخير البعولة، من رجل لم يفتّش لنا كنفا، ولم يعرف لنا فراشا. فأقبل عليّ، فعذمني ، وعضّني بلسانه، فقال: أنكحتك امرأة من قريش ذات حسب، فعضلتها ، وفعلت وفعلت، ثمّ انطلق إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فشكاني، فأرسل إليّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فأتيته، فقال لي: "أتصوم النّهار؟". قلت: نعم، قال: " وتقوم اللّيل؟". قلت: نعم، قال: " لكنّي أصوم وأفطر، وأصلّي وأنام، وأمسّ النّساء، فمن رغب عن سنّتي فليس منّي، قال: اقرأ القرآن في كلّ شهر"، قلت: إني أجدني أقوى من ذلك، قال- أحدهما إمّا حصين وإمّا مغيرة-: " فاقرأه في كلّ عشرة أيّام"، قلت: إنّي أجدني أقوى من ذلك، قال: " فاقرأه في كلّ ثلاث "، قال: ثمّ قال: " صم في كلّ شهر ثلاثة أيّام" ، قلت: إنّي أجدني أقوى من ذلك، قال: فلم يزل يرفعني حتّى قال: " صم يوما وأفطر يوما، فإنّه أفضل الصّيام، وهو صيام أخي داود"،. قال حصين في حديثه- ثمّ قال صلّى اللّه عليه وسلّم: " فإنّ لكلّ عابد شرّة ، ولكلّ شرّة فترة فإمّا إلى سنّة، وإمّا إلى بدعة، فمن كانت فترته إلى سنّة فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك"، قال مجاهد: فكان عبد اللّه بن عمرو حيث ضعف وكبر، يصوم الأيّام كذلك، يصل بعضها إلى بعض، ليتقوّى بذلك، ثمّ يفطر بعد تلك الأيّام، قال: وكان يقرأ في كلّ حزبه كذلك، يزيد أحيانا، وينقص أحيانا، غير أنّه يوفّي العدد، إمّا في سبع، وإمّا في ثلاث، قال: ثمّ كان يقول بعد ذلك: لأن أكون قبلت رخصة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أحبّ إليّ ممّا عدل به أو عدل، لكنّي فارقته على أمر أكره أن أخالفه إلى غيره.[ أحمد (9/ 6477). وقال الشيخ أحمد شاكر (9/ 235): إسناده صحيح وهو حديث مشهور ] .
5- عن حذيفة- رضي اللّه عنه- قال:سأل رجل على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فأمسك القوم، ثمّ إنّ رجلا أعطاه فأعطى القوم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:" من سنّ خيرا فاستنّ به كان له أجره ومثل أجور من تبعه غير منتقص من أجورهم شيئا، ومن سنّ شرّا فاستنّ به كان عليه وزره ومثل أوزار من تبعه غير منتقص من أوزارهم شيئا" [ذكره المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 91) واللفظ له وقال: رواه أحمد والحاكم وقال: صحيح الإسناد، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (62)حسن صحيح] .
6- عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " ما من نبيّ بعثه اللّه في أمّة قبلي، إلّا كان له من أمّته حواريّون وأصحاب يأخذون بسنّته ويقتدون بأمره. ثمّ إنّها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون. من جاهدهم بيده فهو مؤمن. ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن. ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن. وليس وراء ذلك من الإيمان حبّة خردل" قال أبو رافع: فحدّثت عبد اللّه بن عمر فأنكره عليّ. فقدم ابن مسعود فنزل بقناة. فاستتبعني إليه عبد اللّه ابن عمر يعوده. فانطلقت معه. فلمّا جلسنا سألت ابن مسعود عن هذا الحديث فحدّثنيه كما حدّثته ابن عمر.[رواه مسلم (50)].
7- عن ابن عمر- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "لا يبيت أحد ثلاث ليال إلّا ووصيّته مكتوبة "، قال: فما بتّ من ليلة بعد إلّا ووصيّتي موضوعة.[رواه أحمد وقال أحمد شاكر (4469): إسناده صحيح ].
آثار
1- عن أبي وائل، قال: جلست إلى شيبة في هذا المسجد، قال: جلس إليّ عمر في مجلسك هذا. فقال: هممت أن لا أدع فيها صفراء ولا بيضاء إلّا قسمتها بين المسلمين. قلت: ما أنت بفاعل.قال: لم؟. قلت: لم يفعله صاحباك. قال: هما المرآن يقتدى بهما.[رواه البخاري- الفتح 13 (7275)].
2- عن عمر- رضي اللّه عنه- أنّه جاء إلى الحجر الأسود فقبّله، فقال: إنّي أعلم أنّك حجر لا تضرّ ولا تنفع، ولولا أنّي رأيت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقبّلك ما قبّلتك.[رواه البخاري- الفتح 3 (1597)].
3- عن عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- أنّه رأى على طلحة بن عبيد اللّه ثوبا مصبوغا وهو محرم، فقال عمر: ما هذا الثّوب المصبوغ يا طلحة. فقال طلحة: يا أمير المؤمنين، إنّما هو مدر. فقال عمر: إنّكم أيّها الرّهط أئمّة يقتدي بكم النّاس فلو أنّ رجلا جاهلا رأى هذا الثّوب لقال إنّ طلحة بن عبيد اللّه كان يلبس الثّياب المصبغة في الإحرام، فلا تلبسوا أيّها الرّهط شيئا من هذه الثّياب المصبغة.[ تنوير الحوالك/ شرح موطأ مالك (1/ 304) ].
4- عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- دعا أخاه عبيد اللّه يوم عرفة إلى طعام، قال: إنّي صائم، قال: إنّكم أئمّة يقتدى بكم، قد رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم دعا بحلاب في هذا اليوم فشرب، وقال يحيى مرّة: أهل بيت يقتدى بكم»[رواه أحمد (1/ 346) وقال أحمد شاكر (3239): إسناده صحيح].
5- عن جابر بن سمرة؛ قال: قال عمر لسعد: قد شكوك في كلّ شيء حتّى في الصّلاة. قال:أمّا أنا فأمدّ في الأوليين وأحذف في الأخريين. وما آلو ما اقتديت به من صلاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فقال: ذاك الظّنّ بك. أو ذاك ظنّي بك»[رواه البخاري- الفتح 2 (770)].
6- عن سعيد بن يسار؛ أنّه، قال: كنت أسير مع ابن عمر بطريق مكّة. قال سعيد: فلمّا خشيت الصّبح نزلت فأوترت. ثمّ أدركته. فقال لي ابن عمر: أين كنت؟. فقلت له: خشيت الفجر فنزلت فأوترت ، فقال عبد اللّه: أليس لك في رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أسوة؟. فقلت: بلى واللّه. قال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يوتر على البعير»[رواه مسلم (700)].
7- عن عبد اللّه بن عبّاس- رضي اللّه عنهما- قال: قدم عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر فنزل على ابن أخيه الحرّ بن قيس بن حصن وكان من النّفر الّذين يدنيهم عمر، وكان القرّاء أصحاب مجلس عمر ومشاورته كهولا كانوا أو شبابا، فقال عيينة لابن أخيه: يا ابن أخي هل لك وجه عند هذا الأمير فتستأذن لي عليه؟. قال: سأستأذن لك عليه. قال ابن عبّاس: فاستأذن لعيينة، فلمّا دخل قال: يا ابن الخطّاب، واللّه ما تعطينا الجزل، وما تحكم بيننا بالعدل. فغضب عمر حتّى همّ بأن يقع به، فقال الحرّ:يا أمير المؤمنين، إنّ اللّه تعالى قال لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ) [الأعراف: 199] وإنّ هذا من الجاهلين. فواللّه ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقّافا عند كتاب اللّه.[رواه البخاري- الفتح 13 (7286)] .
8- عن سعيد بن جبير قال: كنت مع ابن عمر حيث أفاض من عرفات، ثمّ أتى جمعا فصلّى المغرب والعشاء، فلمّا فرغ قال: فعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في هذا المكان مثل ما فعلت. قال هشيم مرّة: فصلّى بنا المغرب، ثمّ قال: الصّلاة، وصلّى ركعتين، ثمّ قال:هكذا فعل بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في هذا المكان.[رواه أحمد وقال أحمد شاكر (4460): إسناده صحيح ].
9- قال مجاهد- في قول اللّه تعالى: (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) [الفرقان/ 74] قال: أئمّة نقتدي بمن قبلنا، ويقتدى بنا من بعدنا.[قال الحافظ في الفتح (13/ 265) [أخرجه الفريابي والطبري وغيرهما بسند صحيح].
10- عن إبراهيم النّخعيّ؛ قال: لقد أدركت أقواما، لو لم يجاوز أحدهم ظفرا لما جاوزته، كفى إزراء على قوم أن تخالف أفعالهم .[رواه الدارمي (1/ 83) برقم (218)].
11- عن وهب بن منبّه؛ قال: كان جبّار في بني إسرائيل يقتل النّاس على أكل لحوم الخنازير، فلم يزل الأمر ... حتّى بلغ إلى عابد من عبّادهم، قال: فشقّ ذلك على النّاس، فقال له صاحب الشّرطة: إنّي أذبح لك جديا، فإذا دعاك الجبّار لتأكل فكل، فلمّا دعاه ليأكل أبى أن يأكل، قال: أخرجوه فاضربوا عنقه، فقال له صاحب الشّرطة: ما منعك أن تأكل وقد أخبرتك أنّه جدي قال: إنّي رجل منظور إليّ، وإنّي كرهت أن يتأسّى بي في معاصيّ، قال: فقتله.[كتاب الورع لابن أبي الدنيا (114- 115)].
أشعار
1- قال بعضهم في التّأسّي بالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم:
إذا نحن أدلجنا وأنت إمامنا *** كفى بالمطايا طيب ذكراك حاديا
وإن نحن أضللنا الطّريق ولم نجد *** دليلا كفانا نور وجهك هاديا
[الفوائد (56)].
متفرقات
1- قال ابن القيّم- رحمه اللّه-: العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملا يثقله ولا ينفعه.[الفوائد (67) ].
2- قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ...) هذه الآية الكريمة أصل كبير في التّأسّي برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في أقواله وأفعاله وأحواله. ولهذا أمر اللّه تبارك وتعالى النّاس بالتّأسّي بالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يوم الأحزاب في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته وانتظاره الفرج من ربّه عزّ وجلّ.[ تفسير القرآن العظيم (3/ 483) ].
3- قال ابن حجر: كانت الأئمّة بعد النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يستشيرون الأمناء من أهل العلم في الأمور المباحة ليأخذوا بأسهلها، فإذا وضح الكتاب أو السّنّة لم يتعدّوه إلى غيره اقتداء بالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.[فتح الباري (13/ 351) ].