1-ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ [البقرة 2]
(ذلك) أي هذا (الكتاب) الذي يقرؤه محمد (لا ريب) لا شك (فيه) أنه من عند الله ، وجملة النفي خبر مبتدؤه ذلك والإشارة به للتعظيم (هدى) خبر ثان أي هاد (للمتقين) الصائرين إلى التقوى بامتثال الأوامر واجتناب النواهي لاتقائهم بذلك النار
2-الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ [البقرة 3]
(الذين يؤمنون) يصدقون (بالغيب) بما غاب عنهم من البعث والجنة والنار (ويقيمون الصلاة) أي يأتون بها بحقوقها (ومما رزقناهم) أعطيناهم (ينفقون) في طاعة الله
3-والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ [البقرة 4]
(والذين يؤمنون بما أنزل إليك) أي القرآن (وما أنزل من قبلك) أي التوراة والإنجيل وغيرهما (وبالآخرة هم يوقنون) يعلمون
4-أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [البقرة 5]
(أولئك) الموصوفون بما ذكر (على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون) الفائزون بالجنة الناجون من النار
5-إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ [البقرة 6]
(إن الذين كفروا) كأبي جهل وأبي لهب ونحوهما (سواء عليهم أأنذرتهم) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المُسَهَّلَة والأخرى وتركه (أم لم تنذرهم لا يؤمنون) لعلم الله منهم ذلك فلا تطمع في إيمانهم ، والإنذار إعلام مع تخويف
6-الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ [البقرة 197]
(الحج) وقته (أشهر معلومات) شوال وذو القعدة وعشر ليال من ذي الحجة وقيل كله (فمن فرض) على نفسه (فيهن الحج) بالإحرام به (فلا رفثٌ) جماعٌ فيه (ولا فسوقٌ) معاصٍ (ولا جدالَ) خصامٌ (في الحج) وفي قراءة بفتح الأوَّلَين ، والمراد في الثلاثة النهي (وما تفعلوا من خير) كصدقة (يعلمه الله) فيجازيكم به ، ونزل في أهل اليمن وكانوا يحجون بلا زاد فيكونون كَلاً على الناس: (وتزودوا) ما يبلغكم لسفركم (فإن خير الزاد التقوى) ما يتقي به سؤال الناس وغيره (واتقون يا أولي الألباب) ذوي العقول
7-زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ [البقرة 212]
(زُين للذين كفروا) من أهل مكة (الحياة الدنيا) بالتمويه فأحبوها (و) هم (يسخرون من الذين آمنوا) لفقرهم كبلال وعمار وصهيب أي يستهزئون بهم ويتعالون عليهم بالمال (والذين اتقوا) الشرك وهم هؤلاء (فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب) أي رزقاً واسعاً في الآخرة أو الدنيا بأن يملك المسخور منهم أموال الساخرين ورقابهم
8-قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ [أل عمران 15]
(قل) يا محمد لقومك (أؤنبئكم) أخبركم (بخير من ذلكم) المذكور من الشهوات استفهام تقرير (للذين اتقوا) الشرك (عند ربهم) خبر مبتدؤه (جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين) أي مقدرين الخلود (فيها) إذا دخلوها (وأزواج مطهرة) من الحيض وغيره مما يستقذر (ورِضوان) بكسر أوله وضمه لغتان أي رضاً كثيراً (من الله والله بصير) عالم (بالعباد) فيجازي كلا منهم بعمله
9-الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [أل عمران 16]
(الذين) نعت أو بدل من الذين قبله (يقولون) يا (ربنا إننا آمنا) صدقنا بك وبرسولك (فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار)
10-الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ [أل عمران 17]
(الصابرين) على الطاعة وعن المعصية نعت (والصادقين) في الإيمان (والقانتين) المطيعين لله (والمنفقين) المتصدقين (والمستغفرين) الله بأن يقولوا اللهم اغفر لنا (بالأسحار) أواخر الليل خصت بالذكر لأنها وقت الغفلة ولذة النوم
11-شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [أل عمران 18]
(شهد الله) بين لخلقه بالدلائل والآيات (أنه لا إله) أي لا معبود في الوجود بحق (إلا هو و) شهد بذلك (الملائكة) بالإقرار (وأولوا العلم) من الأنبياء والمؤمنين بالإعتقاد واللفظ (قائما) بتدبير مصنوعاته ونصبه على الحال والعامل فيها معنى أي تفرد (بالقسط) بالعدل (لا إله إلا هو) كرره تأكيدا (العزيز) في ملكه (الحكيم) في صنعه
12-بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ [أل عمران 76]
(بلى) عليهم فيه سبيل (من أوفى بعهده) الذي عاهد عليه أو بعهد الله إليه من أداء الأمانة وغيره (واتقى) الله بترك المعاصي وعمل الطاعات (فإن الله يحب المتقين) فيه وضع الظاهر موضع المضمر أي يحبهم بمعنى يثيبهم
13-إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ [أل عمران 120]
(إن تمسسكم) تصبكم (حسنة) نعمة كنصر وغنيمة (تسؤهم) تحزنهم (وإن تصبكم سيئة) كهزيمة وجدب (يفرحوا بها) وجملة الشرط متصلة بالشرط قبل وما بينهما اعتراض والمعنى أنهم متناهون في عداوتكم فلم توالوهم فاجتنبوهم (وإن تصبروا) على أذاهم (وتتقوا) الله في موالاتهم وغيرها (لا يَضِرْكم) بكسر الضاد وسكون الراء وضمها وتشديدها (كيدهم شيئا إن الله بما يعملون) بالياء والتاء (محيط) عالم فيجازيهم به
14-بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ [أل عمران 125]
(بلى) يكفيكم ذلك ، وفي الأنفال بألْف لأنه أمدهم أولا بها ثم صارت ثلاثة ثم صارت خمسة كما قال تعالى (إن تصبروا) على لقاء العدو (وتتقوا) الله في المخالفة (ويأتوكم) أي المشركون (من فورهم) وقتهم (هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسوِّمين) بكسر الواو وفتحها أي معلَّمين وقد صبروا وأنجز الله وعده بأن قاتلت معهم الملائكة على خيل بلق عليهم عمائم صفر أو بيض أرسلوها بين أكتافهم
15-يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [أل عمران 130]
(يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة) بألف و دونها بأن تزيدوا في المال عند حلول الأجل وتؤخروا الطلب (واتقوا الله) بتركه (لعلكم تفلحون) تفوزون
16-وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [أل عمران 133]
(وسارعوا) بواو ودونها (إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض) أي كعرضهما لو وصلت إحداهما بالأخرى ، والعرض السعة (أعدت للمتقين) الله بعمل الطاعات وترك المعاصي
17-الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [أل عمران 134]
(الذين ينفقون) في طاعة الله (في السراء والضراء) اليسر والعسر (والكاظمين الغيظ) الكافين عن إمضائه مع القدرة (والعافين عن الناس) ممن ظلمهم أي التاركين عقوبتهم (والله يحب المحسنين) بهذه الأفعال ، أي يثيبهم
18-وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [أل عمران 135]
(والذين إذا فعلوا فاحشة) ذنباً قبيحاً كالزنا (أو ظلموا أنفسهم) بما دونه كالقبلة (ذكروا الله) أي وعيده (فاستغفروا لذنوبهم ومن) أي لا (يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا) يداوموا (على ما فعلوا) بل أقلعوا عنه (وهم يعلمون) أن الذي أتوه معصية
19-أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ [أل عمران 136]
(أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها) حال مقدرة ، أي مقدرين الخلود فيها إذا دخلوها (ونعم أجر العاملين) بالطاعة هذا الأجر
20-مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ [أل عمران 179]
(ما كان الله ليذر) ليترك (المؤمنين على ما أنتم) أيها الناس (عليه) من اختلاط المخلص بغيره (حتى يميز) بالتخفيف والتشديد يفصل (الخبيث) المنافق (من الطيب) المؤمن بالتكاليف الشاقة المبينة لذلك ففعل ذلك يوم أحد (وما كان الله ليطلعكم على الغيب) فتعرفوا المنافق من غيره قبل التمييز (ولكن الله يجتبي) يختار (من رسله من يشاء) فيطلعه على غيبه كما أطلع النبي صلى الله عليه وسلم على حال المنافقين (فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا) النفاق (فلكم أجر عظيم)
21-لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللّهِ وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ [أل عمران 198]
(لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين) أي مقدرين بالخلود (فيها نزلاً) وهو ما يعدُّ للضيف ، ونصبه على الحال من جنات والعامل فيها معنى الظرف (من عند الله وما عند الله) من الثواب (خير للأبرار) من متاع الدنيا
22-يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [أل عمران 200]
(يا أيها الذين آمنوا اصبروا) على الطاعات والمصائب وعن المعاصي (وصابروا) الكفار فلا يكونوا أشد صبرا منكم (ورابطوا) أقيموا على الجهاد (واتقوا الله) في جميع أحوالكم (لعلكم تفلحون) تفوزون بالجنة وتنجون من النار
23-وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ [المائدة 9]
(وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات) وعداً حسناً (لهم مغفرة وأجر عظيم) هو الجنة
24-وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [المائدة 38]
(والسارق والسارقة) أل فيهما موصولة مبتدأ ولشبهه بالشرط دخلت الفاء في خبره وهو (فاقطعوا أيديَهما) أي يمين كل منهما من الكوع وبينت السنة أن الذي يقطع فيه ربع دينار فصاعدا وأنه إذا عاد قطعت رجله اليسرى من مفصل القدم ثم اليد اليسرى ثم الرجل اليمنى وبعد ذلك يعزر (جزاء) نصب على المصدر (بما كسبا نكالا) عقوبة لهما (من الله والله عزيز) غالب على أمره (حكيم) في خلقه
25-مَا جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ وَلَـكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ [المائدة 103]
(ما جعل) شرع (الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام) كما كان أهل الجاهلية يفعلونه ، روى البخاري عن سعيد بن المسيب قال: البحيرة التي يمنح درها للطواغيت فلا يحلبها أحد من الناس ، والسائبة التي كانوا يسيبونها لآلهتهم فلا يحمل عليها شيء ، والوصيلة الناقة البكر تبكر في أول نتاج الإبل بأنثى ثم تثني بعد بأنثى وكانوا يسيبونها لطواغيتهم إن وصلت إحداهما بأخرى ليس بينها ذكر ، والحام فحل الإبل يضرب الضراب المعدودة فإذا قضى ضرابه ودعوه للطواغيت وأعفوه من أن يحمل عليه شيء وسموه الحامي (ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب) في ذلك وفي نسبته إليه (وأكثرهم لا يعقلون) أن ذلك افتراء لأنهم قلدوا فيه آباءهم
26-وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الانعام 155]
(وهذا) القرآن (كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه) يا أهل مكة بالعمل بما فيه (واتقوا) الكفر (لعلكم ترحمون)
27-قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ [الأعراف 25]
(قال فيها) أي الأرض (تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون) بالبعث بالبناء للفاعل والمفعول
28-وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ [الأعراف 34]
(ولكل أمة أجل) مدة (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون) عنه (ساعة ولا يستقدمون) عليه
29-وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ [الأعراف 137]
(وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون) بالاستعباد وهم بنو إسرائيل (مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها) بالماء والشجر صفة للأرض وهي الشام (وتمت كلمة ربك الحسنى) وهي قوله {ويريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض} (على بني إسرائيل بما صبروا) على أذى عدوهم (ودمرنا) أهلكنا (ما كان يصنع فرعون وقومه) من العمارة (وما كانوا يعرِشون) بكسر الراء وضمها يرفعون من البنيان
30-وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ [الأعراف 155]
(واختار موسى قومه سبعين) أي من قومه (رجلاً لميقاتنا) ممن لم يعبدوا العجل بأمره تعالى (فلما) أي للوقت الذي وعدناه يإتيانهم فيه ليعتذروا من عبادة العجل فخرج بهم (أخذتهم الرجفة قال) الزلزلة الشديدة ، قال ابن عباس : لأنهم لم يزايلوا قومهم حين عبدوا العجل ، قال : وهم غير الذين سألوا الرؤية وأخذتهم الصاعقة (رب) موسى (لو شئت أهلكتهم من قبل) أي قبل خروجي بهم ليعلن بنو إسرائيل ذلك ولا يتهموني (وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا) استفهام استعطاف أي لا تعذبنا بذنب غيرنا (إن) ما (هي) أي الفتنة التي وقع فيها السفهاء (إلا فتنتك) ابتلاؤك (تضل بها من تشاء) إضلاله (وتهدي من تشاء) هدايته (أنت ولينا) متولي أمورنا (فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين)
31-يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [الأنفال 29]
(يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله) بالإنابة وغيرها (يجعل لكم فرقاناً) بينكم وبين ما تخافون فتنجون (ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم) ذنوبكم (والله ذو الفضل العظيم)
32-وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ [يوسف 109]
(وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا يُوحى) وفي قراءة بالنون وكسر الحاء (إليهم) لا ملائكة (من أهل القرى) الأمصار لأنهم أعلم وأحلم بخلاف أهل البوادي لجفائهم وجهلهم (أفلم يسيروا) أهل مكة (في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم) أي آخر أمرهم من إهلاكهم بتكذيبهم رسلهم (ولدار الآخرة) أي الجنة (خير للذين اتقوا) الله (أفلا تعقلون) بالياء والتاء يا أهل مكة هذا فتؤمنوا
33-إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ [الحجر 45]
(إن المتقين في جنات) بساتين (وعيون) تجري فيها
34-ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ [الحجر 46]
ويقال لهم (ادخلوها بسلام) أي سالمين من كل مخوف أو مع سلام أي سلموا وادخلوا (آمنين) من كل فزع
35-وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ [الحجر 47]
(ونزعنا ما في صدورهم من غل) حقد (إخوانا) حال منهم (على سرر متقابلين) حال أيضا أي لا ينظر بعضهم إلى قفا بعض لدوران الأسرة بهم
36-لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ [الحجر 48]
(لا يمسهم فيها نصب) تعب (وما هم منها بمخرجين) أبدا
37-وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْراً لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ [النحل 30]
(وقيل للذين اتقوا) الشرك (ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا) بالإيمان (في هذه الدنيا حسنة) حياة طيبة (ولدار الآخرة) أي الجنة (خير) من الدنيا وما فيها قال تعالى فيها (ولنعم دار المتقين) هي
38-جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ [النحل 31]
(جنات عدن) إقامة مبتدأ خبره (يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاؤون كذلك) الجزاء (يجزي الله المتقين)
39-الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [النحل 32]
(الذين) نعت (تتوفاهم الملائكة طيبين) طاهرين من الكفر (يقولون) لهم عند الموت (سلام عليكم) ويقال لهم في الآخرة (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون)
40-تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً [مريم 63]
(تلك الجنة التي نورث) نعطي وننزل (من عبادنا من كان تقيا) بطاعته ونزل لما تأخر الوحي أياما وقال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل ما يمنعك أن تزورنا
41-ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً [مريم 72]
(ثم ننجي) مشددا ومخففا (الذين اتقوا) الشرك والكفر منها (ونذر الظالمين) بالشرك والكفر (فيها جثيا) على الركب
42-وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْداً [مريم 86]
(ونسوق المجرمين) بكفرهم (إلى جهنم وردا) جمع وارد بمعنى ماش عطشان
43-وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى [طه 132]
(وأمر أهلك بالصلاة واصطبر) اصبر (عليها لا نسألك) نكلفك (رزقا) لنفسك ولا لغيرك (نحن نرزقك والعاقبة) الجنة (للتقوى) لأهلها
44-وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْراً لِّلْمُتَّقِينَ [الأنبياء 48]
(ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان) أي التوراة الفارقة بين الحق والباطل والحلال والحرام (وضياء) بها (وذكرا) عظة بها (للمتقين)
45-وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ [النور 52]
(ومن يطع الله ورسوله ويخش الله) يخافه (ويتقه) بسكون الهاء وكسرها بأن يطيعه (فأولئك هم الفائزون) بالجنة
46-قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاء وَمَصِيراً [الفرقان 15]
(قل أذلك) المذكور من الوعيد وصفة النار (خير أم جنة الخلد التي وعد) ها (المتقون كانت لهم) في علمه تعالى (جزاء) ثوابا (ومصيرا) مرجعا
47-لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاؤُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُولاً [الفرقان 16]
(لهم فيها ما يشاؤون خالدين) حال لازمة (كان) وعدهم ما ذكر (على ربك وعدا مسؤولا) يسأله من وعد به ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك أو تسأله لهم الملائكة ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم
48-وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ [الشعراء 90]
(وأزلفت الجنة) قربت (للمتقين) فيرونها
49-تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [القصص 83]
(تلك الدار الآخرة) الجنة (نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض) بالبغي (ولا فسادا) بعمل المعاصي (والعاقبة) المحمودة (للمتقين) عقاب الله بعمل الطاعات
50-يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً [الأحزاب 70]
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا) صوابا
51-هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ [ص 49]
(هذا ذكر) لهم بالثناء الجميل هنا (وإن للمتقين) الشاملين لهم (لحسن مآب) مرجع في الآخرة
52-جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ [ص 50]
(جنات عدن) بدل أو عطف بيان لحسن مآب (مفتحة لهم الأبواب) منها
53-مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ [ص 51]
(متكئين فيها) على الأرائك (يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب)
54-وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ [ص 52]
(وعندهم قاصرات الطرف) حابسات العين على أزواجهن (أتراب) أسنانهن واحدة وهي بنات ثلاث وثلاثين سنة
55-هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ [ص 53]
(هذا) المذكور (ما توعدون) بالغيبة والخطاب التفاتا (ليوم الحساب) أي لأجله
56-إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ [ص 54]
(إن هذا لرزقنا ما له من نفاد) انقطاع والجملة حال من رزقنا أو خبر ثان لان أي دائما أو دائم
57-قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر 10]
(قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم) أي عذابه بأن تطيعوه (للذين أحسنوا في هذه الدنيا) بالطاعة (حسنة) هي الجنة (وأرض الله واسعة) فهاجروا إليها من بين الكفار ومشاهدة المنكرات (إنما يوفى الصابرون) على الطاعة وما يبتلون به (أجرهم بغير حساب) بغير مكيال ولا ميزان
58-لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ [الزمر 20]
(لكن الذين اتقوا ربهم) بأن أطاعوه (لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار) أي من تحت الغرف الفوقانية والتحتانية (وعد الله) منصوب بفعله المقدر (لا يخلف الله الميعاد) وعده
59-وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ [الزمر 33]
(والذي جاء بالصدق) هو النبي صلى الله عليه وسلم (وصدق به) هم المؤمنون فالذي بمعنى الذين (أولئك هم المتقون) الشرك
60-لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ [الزمر 34]
(لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين) لأنفسهم بإيمانهم