1-فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ [أل عمران 25]
(فكيف) حالهم (إذا جمعناهم ليوم) أي في يوم (لا ريب) لا شك (فيه) هو يوم القيامة (ووفيت كل نفس) من أهل الكتاب وغيرهم جزاء (ما كسبت) عملت من خير وشر (وهم) أي الناس (لا يظلمون) بنقص حسنة أو زيادة سيئة
2-يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ [أل عمران 30]
اذكر (يوم تجد كل نفس ما عملتـ) ـه (من خير محضراً وما عملتـ) ـه (من سوء) مبتدأ خبره (تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا) غاية في نهاية البعد فلا يصل إليها (ويحذركم الله نفسه) كرر للتأكيد (والله رؤوف بالعباد)
3-فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ [الأعراف 6]
(فلنسألن الذين أرسل إليهم) أي الأمم عن إجابتهم الرسل وعملهم فيما بلغهم (ولنسألن المرسلين) عن الإبلاغ
4-فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ [الأعراف 7]
(فلنقصن عليهم بعلم) لنخبرنهم عن علم بما فعلوه (وما كنا غائبين) عن إبلاغ الرسل والأمم الخالية فيما عملوا
5-وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الأعراف 8]
(والوزنُ) للأعمال أو لصحائفها بميزان له لسان وكفتان كما ورد في الحديث كائنٌ (يومئذ) أي يوم السؤال المذكور وهو يوم القيامة (الحق) العدل صفة الوزن (فمن ثقلت موازينه) بالحسنات (فأولئك هم المفلحون)
6-وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ [الأعراف 9]
(ومن خفت موازينه) بالسيئات (فأولئك الذين خسروا أنفسهم) بتصييرها إلى النار (بما كانوا بآياتنا يظلمون) يجحدون
7-وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ [هود 18]
(ومن) أي لا أحد (أظلم ممن افترى على الله كذباً) بنسبة الشريك والولد إليه (أولئك يعرضون على ربهم) يوم القيامة في جملة الخلق (ويقول الأشهاد) جمع شاهد وهم الملائكة يشهدون للرسل بالبلاغ وعلى الكفار بالتكذيب (هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين) المشركين
8-فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ [الحجر 92]
(فوربك لنسألنهم أجمعين) سؤال توبيخ
9-عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الحجر 93]
(عما كانوا يعملون)
10-وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً [الإسراء 13]
(وكل إنسان ألزمناه طائره) عمله يحمله (في عنقه) خص بالذكر لأن اللزوم فيه أشد وقال مجاهد ما من مولود يولد إلا وفي عنقه ورقة مكتوب فيها شقي أو سعيد (ونخرج له يوم القيامة كتابا) مكتوبا فيه عمله (يلقاه منشورا) صفتان لكتابا
11-اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً [الإسراء 14]
ويقال له (اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا) محاسبا
12-وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّاً لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِداً [الكهف 48]
(وعرضوا على ربك صفا) حال أي مصطفين كل امة صف ويقال لهم (لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة) أي فرادى حفاة عراة عزلا ويقال لمنكري البعث (بل زعمتم) أن مخففة من الثقيلة أي أنه (ألن نجعل لكم موعدا) للبعث
13-وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً [الكهف 49]
(ووضع الكتاب) كتاب كل امرئ في يمينه من المؤمنين وفي شماله من الكافرين (فترى المجرمين) الكافرين (مشفقين) خائفين (مما فيه ويقولون) عند معاينتهم ما فيه من السيئات (يا) للتنبيه (ويلتنا) هلكتنا وهو مصدر لا فعل له من لفظه (ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة) من ذنوبنا (إلا أحصاها) عدها وأثبتها تعجبوا منه في ذلك (ووجدوا ما عملوا حاضرا) مثبتا في كتابهم (ولا يظلم ربك أحدا) لا يعاقبه بغير جرم ولا ينقص من ثواب مؤمن
14-اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ [الأنبياء 1]
(اقترب) قرب (للناس) أهل مكة منكري البعث (حسابهم) يوم القيامة (وهم في غفلة) عنه (معرضون) عن التأهب له بالإيمان
15-وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ [الأنبياء 47]
(ونضع الموازين القسط) ذوات العدل (ليوم القيامة) أي فيه (فلا تظلم نفس شيئا) من نقص حسنة أو زيادة سيئة (وإن كان) العمل (مثقال) زنة (حبة من خردل أتينا بها) بموزونها (وكفى بنا حاسبين) محصين كل شيء
16-بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِن دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ [المؤمنون 63]
(بل قلوبهم) أي الكفار (في غمرة) جهالة (من هذا) القرآن (ولهم أعمال من دون ذلك) المذكون للمؤمنين (هم لها عاملون) فيعذبون عليها
17-وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ [النور 39]
(والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة) جمع قاع أي فلاة وهي شعاع يرى فيها نصف النهار في شدة الحر يشبه الماء الجاري (يحسبه) يظنه (الظمآن) أي العطشان (ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا) مما حسبه كذلك الكافر يحسب أن عمله كصدقة ينفعه حتى إذا مات وقدم على ربه يجد عمله أي لم ينفعه (ووجد الله عنده) أي عند عمله (فوفاه حسابه) أي جازاه عليه في الدنيا (والله سريع الحساب) أي المجازاة
18-وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ [العنكبوت 13]
(وليحملن أثقالهم) أوزارهم (وأثقالا مع أثقالهم) بقولهم للمؤمنين اتبعوا سبيلنا وإضلالهم مقلديهم (وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون) يكذبون على الله سؤال توبيخ واللام في الفعلين لام قسم وحذف فاعلهما الواو ونون الرفع
19-وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ [سبأ 3]
(وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة) القيامة (قل) لهم (بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب) بالجر صفة والرفع خبر مبتدأ وعلام بالجر (لا يعزب) يغيب (عنه مثقال) وزن (ذرة) أصغر نملة (في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين) بين هو اللوح المحفوظ
20-وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ [الصافات 24]
(وقفوهم) احبسوهم عند الصراط (إنهم مسؤولون) عن جميع أقوالهم وأفعالهم ويقال لهم توبيخا
21-وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ [الزمر 69]
(وأشرقت الأرض) أضاءت (بنور ربها) حين يتجلى الله لفصل القضاء (ووضع الكتاب) كتاب الأعمال للحساب (وجيء بالنبيين والشهداء) أي بمحمد صلى الله عليه وسلم وأمته يشهدون للرسل بالبلاغ (وقضي بينهم بالحق) أي العدل (وهم لا يظلمون) شيئا
22-وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [الجاثية 28]
(وترى كل أمة) أي أهل الدين (جاثية) على الركب أو مجتمعة (كل أمة تدعى إلى كتابها) كتاب أعمالها ويقال لهم (اليوم تجزون ما كنتم تعملون) أي جزاءه
23-يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [المجادلة 6]
(يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد)
24-أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [المجادلة 7]
(ألم تر) تعلم (أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) بعلمه (ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم)
25-يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ [المجادلة 18]
اذكر (يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له) أنهم مؤمنون (كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء) من نفع حلفهم في الآخرة كالدنيا (ألا إنهم هم الكاذبون)
26-يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ [الحاقة 18]
(يومئذ تعرضون) للحساب (لا تخفى) بالتاء والياء (منكم خافية) من السرائر
27-يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ [القيامة 13]
(ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر) بأول عمله وآخره
28-وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ [التكوير 8]
(وإذا الموؤودة) الجارية تدفن حية خوف العار والحاجة (سئلت) تبكيتا لقاتلها
29-بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ [التكوير 9]
(بأي ذنب قتلت) وقرئت بكسر التاء حكاية لما تخاطب به وجوابها أن تقول قتلت بلا ذنب
30-وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ [التكوير 10]
(وإذا الصحف) صحف الأعمال (نشرت) بالتخفيف والتشديد فتحت وبسطت
31-ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ [الغاشية 26]
(ثم إن علينا حسابهم) جزاءهم لا نتركه أبدا
32-يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ [الزلزلة 6]
(يومئذ يصدر الناس) يتصرفون من موقف الحساب (أشتاتا) متفرقين فآخذ ذات اليمين إلى الجنة وآخذ ذات الشمال إلى النار (ليروا أعمالهم) أي جزاءها من الجنة أو النار
33-فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ [الزلزلة 7]
(فمن يعمل مثقال ذرة) زنة نملة صغيرة (خيرا يره) ير ثوابه
34-وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ [الزلزلة 8]
(ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) ير جزاءه
35-وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ [العاديات 10]
(وحصل) بين وأفرز (ما في الصدور) القلوب من الكفر والإيمان
36-ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ [التكاثر 8]
(ثم لتسألن) حذف منه نون الرفع لتوالي النونات وواو ضمير الجمع لالتقاء الساكنين (يومئذ) يوم رؤيتها (عن النعيم) ما يلتذ به في الدنيا من الصحة والفراغ والأمن والمطعم والمشرب وغير ذلك