۞ منتديات كنوز الإبداع ۞
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

۞ منتديات كنوز الإبداع ۞


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 وحدانية رب العباد من آيات الكتاب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الأسطورة

عضو نشيط  عضو نشيط
الأسطورة


الجنس : ذكر
العمر : 34
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 31/01/2012
عدد المساهمات : 65

وحدانية رب العباد من آيات الكتاب Empty
مُساهمةموضوع: وحدانية رب العباد من آيات الكتاب   وحدانية رب العباد من آيات الكتاب Icon_minitimeالجمعة 09 مارس 2012, 7:24 am




1-يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة 21]
(يا أيها الناس) أي أهل مكة (اعبدوا) وحدوا (ربكم الذي خلقكم) أنشأكم ولم تكونوا شيئا (و) خلق (الذين من قبلكم لعلكم تتقون) بعبادته عقابا ، ولعل في الأصل للترجي ، وفي كلامه تعالى للتحقيق
2-الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة 22]
(الذي جعل) خلق (لكم الأرض فراشا) حال بساطا يفترش لا غاية في الصلابة أو الليونة فلا يمكن الاستقرار عليها (والسماء بناء) سقفا (وأنزل من السماء ماء فأخرج به من) أنواع (الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أنداداً) شركاء في العبادة (وأنتم تعلمون) أنه الخالق ولا تخلقون ، ولا يكون إلها إلا من يخلق
3-كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [البقرة 28]
(كيف تكفرون) يا أهل مكة (بالله و) قد (كنتم أمواتا) نطفا في الأصلاب (فأحياكم) في الأرحام والدنيا بنفخ الروح فيكم ، والاستفهام للتعجب من كفرهم مع قيام البرهان أو للتوبيخ (ثم يميتكم) عند انتهاء آجالكم (ثم يحييكم) بالبعث (ثم إليه ترجعون) تردون بعد البعث فيجازيكم بأعمالكم . وقال دليلا على البعث لما أنكروه:
4-هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [البقرة 29]
(هو الذي خلق لكم ما في الأرض) أي الأرض وما فيها (جميعا) لتنتفعوا به وتعتبروا (ثم استوى) بعد خلق الأرض أي قصد (إلى السماء فسوَّاهن) الضمير يرجع إلى السماء لأنها في معنى الجملة الآيلة إليه : أي صيرها كما في آية أخرى {فقضاهن} (سبع سماوات وهو بكل شيء عليم) مجملاً ومفصلاً ، أفلا تعتبرون أن القادر على خلق ذلك ابتداء وهو أعظم منكم قادرٌ على إعادتكم
5-أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ [البقرة 107]
(ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض) يفعل ما يشاء (وما لكم من دون الله) من غيره (من) زائدة (ولي) يحفظكم (ولا نصير) يمنع عذابه إن أتاكم ، ونزل لما سأله أهل مكة أن يوسعها ويجعل الصفا ذهباً
6-وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة 115]
ونزل لما طعن اليهود في نسخ القبلة أو في صلاة النافلة على الراحلة في السفر حيثما توجهت (ولله المشرق والمغرب) أي الأرض كلها لأنهما ناحيتاها (فأين ما تولوا) وجوهكم في الصلاة بأمره (فثم) هناك (وجه الله) قبلته التي رضيها (إن الله واسع) يسع فضله كل شيء (عليم) بتدبير خلقه
7-بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ [البقرة 117]
(بديع السماوات والأرض) موجدهم لا على مثال سبق (وإذا قضى) أراد (أمراً) أي إيجاده (فإنما يقول له كن فيكون) أي فهو يكون ، وفي قراءة بالنصب جواباً للأمر
8-أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [البقرة 133]
ولما قال اليهود للنبي ألست تعلم أن يعقوب يوم مات أوصى بنيه باليهودية نزل: (أم كنتم شهداء) حضورا (إذ حضر يعقوبَ الموتُ إذ) بدل من إذ قبله (قال لبنيه ما تعبدون من بعدي) بعد موتي (قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق) عدُّ إسماعيلَ من الآباء تغليب ، ولأن العم بمنزلة الأب (إلها واحدا) بدل من إلهك (ونحن له مسلمون) وأم بمعنى همزة الإنكار أي لم تحضروه وقت موته فكيف تنسبون إليه ما لا يليق به
9-وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [البقرة 163]
ونزل لما قالوا صف لنا ربك: (وإلهكم) المستحق للعبادة منكم (إله واحد) لا نظير له في ذاته ولا في صفاته (لا إله إلا هو) هو (الرحمن الرحيم) وطلبوا آية على ذلك فنزل:
10-وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ [البقرة 165]
(ومن الناس من يتخذ من دون الله) أي غيره (أندادا) أصناما (يحبونهم) بالتعظيم والخضوع (كحب الله) أي كحبهم له (والذين آمنوا أشدُّ حبا لله) من حبهم للأنداد لأنهم لا يعدلون عنه بحال ما ، والكفار يعدلون في الشدة إلى الله. (ولو ترى) تبصر يا محمد (الذين ظلموا) باتخاذ الأنداد (إذ يرون) بالبناء للفاعل والمفعول يبصرون (العذاب) لرأيت أمرا عظيما وإذ بمعنى إذا (أن) أي لأن (القوة) القدرة والغلبة (لله جميعا) حال (وأن الله شديد العذاب) وفي قراءة {يرى} والفاعل ضمير السامع ، وقيل الذين ظلموا فهي بمعنى يعلم وأن وما بعدها سدت مسد المفعولين وجواب لو محذوف والمعنى لو علموا في الدنيا شدة عذاب الله وأن القدرة لله وحده وقت معاينتهم له وهو يوم القيامة لما اتخذوا من دونه أندادا
11-اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة 255]
(الله لا إله) أي لا معبود بحق في الوجود (إلا هو الحي) الدائم بالبقاء (القيوم) المبالغ في القيام بتدبير خلقه (لا تأخذه سِنةٌ) نعاس (ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض) ملكا وخلقا وعبيدا (من ذا الذي) أي لا أحد (يشفع عنده إلا بإذنه) له فيها (يعلم ما بين أيديهم) أي الخلق (وما خلفهم) أي من أمر الدنيا والآخرة (ولا يحيطون بشيء من علمه) أي لا يعلمون شيئا من معلوماته (إلا بما شاء) أن يعلمهم به منها بإخبار الرسل (وسع كرسيه السماواتِ والأرضَ) قيل أحاط علمه بهما وقيل الكرسي نفسه مشتمل عليهما لعظمته ، لحديث: "ما السماوات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس" . (ولا يؤوده) يثقله (حفظهما) أي السماوات والأرض (وهو العلي) فوق خلقه بالقهر (العظيم) الكبير
12-إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء [أل عمران 5]
(إن الله لا يخفى عليه شيء) كائن (في الأرض ولا في السماء) لعلمه بما يقع في العالم من كلي وجزئي وخصهما بالذكر لأن الحس لا يتجاوزهما
13-هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [أل عمران 6]
(هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء) من ذكورة وأنوثة وبياض وسواد وغير ذلك (لا إله إلا هو العزيز) في ملكه (الحكيم) في صنعه
14-شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [أل عمران 18]
(شهد الله) بين لخلقه بالدلائل والآيات (أنه لا إله) أي لا معبود في الوجود بحق (إلا هو و) شهد بذلك (الملائكة) بالإقرار (وأولوا العلم) من الأنبياء والمؤمنين بالإعتقاد واللفظ (قائما) بتدبير مصنوعاته ونصبه على الحال والعامل فيها معنى أي تفرد (بالقسط) بالعدل (لا إله إلا هو) كرره تأكيدا (العزيز) في ملكه (الحكيم) في صنعه
15-تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ [أل عمران 27]
(تولج) تدخل (الليل في النهار وتولج النهار) تدخله (في الليل) فيزيد كل منهما بما نقص من الآخر (وتخرج الحي من الميت) كالإنسان والطائر من النطفة والبيضة (وتخرج الميت) كالنطفة والبيضة (من الحي وترزق من تشاء بغير حساب) أي رزقا واسعا
16-إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ اللّهُ وَإِنَّ اللّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [أل عمران 62]
(إن هذا) المذكور (لهو القصص) الخبر (الحق) الذي لا شك فيه (وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز) في ملكه (الحكيم) في صنعه
17-أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ [أل عمران 83]
(أفغير دين الله يبغون) بالياء والتاء أي المتولون (وله أسلم) انقاد (من في السماوات والأرض طوعاً) بلا إباء (وكرهاً) بالسيف ومعاينة ما يلجئ إليه (وإليه تُرجعون) بالتاء والياء والهمزة في أول الآية للإنكار
18-وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ [أل عمران 109]
(ولله ما في السماوات وما في الأرض) مُلكاً وخلقاً وعبيداً (وإلى الله تُرجع) تصير (الأمور)
19-وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [أل عمران 129]
(ولله ما في السماوات وما في الأرض) ملكاً وخلقاً وعبيداً (يغفر لمن يشاء) المغفرة له (ويعذب من يشاء) تعذيبه (والله غفور) لأوليائه (رحيم) بأهل طاعته
20-وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [أل عمران 189]
(ولله ملك السماوات والأرض) خزائن المطر والرزق والنبات وغيرها (والله على كل شيء قدير) ومنه تعذيب الكافرين وإنجاء المؤمنين
21-يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [النساء 1]
(يا أيها الناس) أي أهل مكة (اتقوا ربكم) أي عقابه بأن تطيعوه (الذي خلقكم من نفس واحدة) آدم (وخلق منها زوجها) حواء بالمد من ضلع من أضلاعه اليسرى (وبث) فرق ونشر (منهما) من آدم وحواء (رجالاً كثيراً ونساء) كثيرة (واتقوا الله الذي تَسَّاءلون) فيه إدغام التاء في الأصل في السين ، وفي قراءة بالتخفيف بحذفها أي تتساءلون (به) فيما بينكم حيث يقول بعضكم لبعض: أسألك بالله وأنشدك بالله (و) اتقوا (الأرحام) أن تقطعوها ، وفي قراءة بالجر عطفا على الضمير في به وكانوا يتناشدون بالرحم (إن الله كان عليكم رقيبا) حافظا لأعمالكم فيجازيكم بها ، أي لم يزل متصفا بذلك
22-اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً [النساء 87]
(الله لا إله إلا هو) والله (ليجمعنكم) من قبوركم (إلى) في (يوم القيامة لا ريب) لا شك (فيه ومن) أي لا أحد (أصدق من الله حديثا) قولا
23-وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطاً [النساء 126]
(ولله ما في السماوات وما في الأرض) ملكا وخلقا وعبيدا (وكان الله بكل شيء محيطا) علما وقدرة أي لم يزل متصفا بذلك
24-وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيّاً حَمِيداً [النساء 131]
(ولله ما في السماوات وما في الأرض ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب) بمعنى الكتب (من قبلكم) أي اليهود والنصارى (وإياكم) يا أهل القرآن (أن) أي بأن (اتقوا الله) خافوا عقابه بأن تطيعوه (و) قلنا لهم ولكم (إن تكفروا) بما وصيتم به (فإن لله ما في السماوات وما في الأرض) خلقا وملكا وعبيدا فلا يضره كفركم (وكان الله غنيا) عن خلقه وعبادتهم (حميدا) في صنعه بهم
25-وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً [النساء 132]
(ولله ما في السماوات وما في الأرض) كرره تأكيدا لتقرير موجب التقوى (وكفى بالله وكيلا) شهيدا بأن ما فيهما له
26-لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [المائدة 17]
(لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) حيث جعلوه إلهاً وهم اليعقوبية فرقة من النصارى (قل فمن يملك) أي يدفع (من) عذاب (الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا) أي لا أحد يملك ذلك ولو كان المسيح إلهاً لقدر عليه (ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء) شاءه (قدير)
27-لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة 72]
(لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) سبق مثله (وقال) لهم (المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم) فإني عبد ولست بإله (إنه من يشرك بالله) في العبادة غيره (فقد حرم الله عليه الجنة) منعه أن يدخلها (ومأواه النار وما للظالمين من أنصار) يمنعوهم من عذاب الله
28-لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [المائدة 73]
(لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث) آلهة (ثلاثة) أي أحدها والآخران عيسى وأمه وهم فرقة من النصارى (وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون) من التثليث ويوحدوا (ليمسن الذين كفروا) أي ثبتوا على الكفر (منهم عذاب أليم) مؤلم وهو النار
29-أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [المائدة 74]
(أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه) مما قالوا استفهام توبيخ (والله غفور) لمن تاب (رحيم) به
30-مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ [المائدة 75]
(ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت) مضت (من قبله الرسل) فهو يمضي مثلهم وليس بإله كما زعموا وإلا لما مضى (وأمه صدِّيقة) مبالغة في الصدق (كانا يأكلان الطعام) كغيرهما من الناس ومن كان كذلك لا يكون إلها لتركيبه وضعفه وما ينشأ من البول والغائط (انظر) متعجبا (كيف نبين لهم الآيات) على وحدانيتنا (ثم انظر أنى) كيف (يؤفكون) يصرفون عن الحق مع قيام البرهان
31-قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [المائدة 76]
(قل أتعبدون من دون الله) أي غيره (ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع) لأقوالكم (العليم) بأحوالكم والاستفهام للإنكار
32-قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ [المائدة 77]
(قل يا أهل الكتاب) اليهود والنصارى (لا تغلوا) تجاوزوا الحد (في دينكم) غلوا (غير الحق) بأن تضعوا عيسى أو ترفعوه فوق حقه (ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل) بغلوهم وهم أسلافهم (وأضلوا كثيرا) من الناس (وضلوا عن سواء السبيل) عن طريق الحق والسواء في الأصل الوسط
33-لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [المائدة 120]
(لله ملك السماوات والأرض) خزائن المطر والنبات والرزق وغيرها (وما فيهن) أتى بما تغليبا لغير العاقل (وهو على كل شيء قدير) ومنه إثابة الصادق وتعذيب الكاذب
34-الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ [الانعام 1]
(الحمد) وهو الوصف بالجميل ثابت (لله) وهل المراد الإعلام بذلك للإيمان به أو الثناء به أو هما احتمالات أفيدها الثالث قاله الشيخ في سورة الكهف (الذي خلق السماوات والأرض) خصهما بالذكر لأنهما أعظم المخلوقات للناظرين (وجعل) خلق (الظلمات والنور) أي كل ظلمة ونور وجمعها دونه لكثرة أسبابها وهذا من دلائل وحدانيته (ثم الذين كفروا) مع قيام هذا الدليل (بربهم يعدلون) يسوون غيره في العبادة
35-هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ [الانعام 2]
(هو الذي خلقكم من طين) بخلق أبيكم آدم منه (ثم قضى أجلا) لكم تموتون عند انتهائه (وأجل مسمى) مضروب (عنده) لبعثكم (ثم أنتم) أيها الكفار (تمترون) تشكون في البعث بعد علمكم أنه ابتدأ خلقكم ومن قدر على الابتداء فهو على الإعادة أقدر
36-قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ [الانعام 12]
(قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله) إن لم يقولوه لا جواب غيره (كتب على نفسه) قضى على نفسه (الرحمة) فضلا منه وفيه تلطيف في دعائهم إلى الإيمان (ليجمعنكم إلى يوم القيامة) ليجازيكم بأعمالكم (لا ريب) لا شك (فيه الذين خسروا أنفسهم) بتعريضها للعذاب مبتدأ خبره (فهم لا يؤمنون)
37-قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ [الانعام 14]
(قل) لهم (أغير الله أتخذ وليا) أعبده (فاطر السماوات والأرض) مبدعهما (وهو يُطْعِم) يرزِق (ولا يُطْعَم) لايُرزَق (قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم) لله من هذه الأمة (و) قيل لي (لا تكونن من المشركين) به
38-وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ [الانعام 17]
(وإن يمسسك الله بضر) بلاء كمرض وفقر (فلا كاشف) رافع (له إلا هو وإن يمسسك بخير) كصحة وغنى (فهو على كل شيء قدير) ومنه مسك به ولا يقدر على رده عنك غيره
39-وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ [الانعام 18]
(وهو القاهر) القادر الذي لا يعجزه شيء مستعليا (فوق عباده وهو الحكيم) في خلقه (الخبير) ببواطنهم كظواهرهم
40-قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ [الانعام 19]
ونزل لما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: ائتنا بمن يشهد لك بالنبوة فإن أهل الكتاب أنكروك (قل) لهم (أي شيء أكبر شهادة) تمييز محول عن المبتدأ (قل الله) إن لم يقولوه لا جواب غيره هو (شهيد بيني وبينكم) على صدقي (وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم) أخوفكم يا أهل مكة (به ومن بلغ) عطف على ضمير أنذركم أي بلغه القرآن من الإنس والجن (أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى) استفهام إنكار (قل) لهم (لا أشهد) بذلك (قل إنما هو إله واحد وإنني بريء مما تشركون) معه من الأصنام
41-الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ [الانعام 20]
(الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه) أي محمداً بنعته في كتابهم (كما يعرفون أبناءهم الذين خسروا أنفسهم) منهم (فهم لا يؤمنون) به
42-وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ [الانعام 21]
(ومن) أي لا أحد (أظلم ممن افترى على الله كذبا) بنسبة الشريك إليه (أو كذب بآياته) القرآن (إنه) أي الشأن (لا يفلح الظالمون) بذلك
43-وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ [الانعام 22]
(و) اذكر (يوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا) توبيخا (أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون) أنهم شركاء الله
44-ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ [الانعام 23]
(ثم لم تكن) بالتاء والياء (فتنتهم) بالنصب والرفع أي معذرتهم (إلا أن قالوا) أي قولهم (والله ربنا) بالجر نعت والنصب نداء (ما كنا مشركين)
45-انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ [الانعام 24]
قال تعالى: (انظر) يا محمد (كيف كذبوا على أنفسهم) بنفي الشرك عنهم (وضل) غاب (عنهم ما كانوا يفترونـ) ـه على الله من شركاء
46-قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَـهٌ غَيْرُ اللّهِ يَأْتِيكُم بِهِ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ [الانعام 46]
(قل) لأهل مكة (أرأيتم) أخبروني (إن أخذ الله سمعكم) أصمكم (وأبصاركم) أعمالكم (وختم) طبع (على قلوبكم) فلا تعرفون شيئا (من إله غير الله يأتيكم به) بما أخذه منكم بزعمكم (انظر كيف نصرف) نبين (الآيات) الدلالات على وحدانيتنا (ثم هم يصدفون) يعرضون عنها فلا يؤمنون
47-قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ [الانعام 47]
(قل) لهم (أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة) ليلا أو نهارا (هل يهلك إلا القوم الظالمون) الكافرون أي ما يهلك إلا هم
48-وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ [الانعام 59]
(وعنده) تعالى (مفاتح الغيب) خزائنه أو الطرق الموصلة إلى علمه (لا يعلمها إلا هو) وهي الخمسة التي في قوله {إن الله عنده علم الساعة} الآية كما رواه البخاري (ويعلم ما) يحدث (في البر) القفار (والبحر) القرى التي على الأنهار (وما تسقط من) زائدة (ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس) عطف على ورقة (إلا في كتاب مبين) هو اللوح المحفوظ والاستئناف بدل اشتمال من الاستثناء قبله
49-وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [الانعام 60]
(وهو الذي يتوفاكم بالليل) يقبض أرواحكم عند النوم (ويعلم ما جرحتم) كسبتم (بالنهار ثم يبعثكم فيه) أي النهار بردِّ أرواحكم (ليقضى أجل مسمى) هو أجل الحياة (ثم إليه مرجعكم) بالبعث (ثم ينبئكم بما كنتم تعملون) فيجازيكم به
50-وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ [الانعام 61]
(وهو القاهر) مستعليا (فوق عباده ويرسل عليكم حفظة) ملائكة تحصي أعمالكم (حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته) وفي قراءة {توفاه} (رسلنا) الملائكة الموكلون بقبض الأرواح (وهم لا يفرِّطون) يقصرون فيما يؤمرون به
51-إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ [الانعام 95]
(إن الله فالق) شاق (الحب) عن النبات (والنوى) عن البخل (يخرج الحي من الميت) كالإنسان والطائر من النطفة والبيضة (ومخرج الميت) النطفة والبيضة (من الحي ذلكم) الفالق المخرج (الله فأنى تؤفكون) فكيف تصرفون عن الإيمان مع قيام البرهان
52-فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ [الانعام 96]
(فالق الإصباح) مصدر بمعنى الصبح أي شاق عمود الصبح وهو أول ما يبدو من نور النهار عن ظلمة الليل (وجعل الليل سكنا) تسكن فيه الخلق من التعب (والشمس والقمر) بالنصب عطفا من محل الليل (حسبانا) حسابا للأوقات أو الباء محذوفة وهو حال من مقدر أي يجريان بحسبان كما في آية الرحمن (ذلك) المذكور (تقدير العزيز) في ملكه (العليم) بخلقه
53-وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ [الانعام 97]
(وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر) في الأسفار (قد فصلنا) بينا (الآيات) الدلالات على قدرتنا (لقوم يعلمون) يتدبرون
54-وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ [الانعام 98]
(وهو الذي أنشأكم) خلقكم (من نفس واحدة) هي آدم (فمستقِرٌّ) منكم في الرحم (ومستودع) منكم في الصلب ، وفي قراءة بفتح القاف أي مكان قرار لكم (قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون) ما يقال لهم
55-وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُّتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [الانعام 99]
(وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا) فيه التفات عن الغيبة (به) بالماء (نبات كل شيء) ينبت (فأخرجنا منه) أي النبات شيئا (خَضِرا) بمعنى أخضر (نخرج منه) من الخضر (حبا متراكبا) يركب بعضه بعضا كسنابل الحنطة ونحوها (ومن النخل) خبر ويبدل منه (من طلعها) أول ما يخرج منها والمبتدأ (قنوان) عراجين (دانية) قريب بعضها من بعض (و) أخرجنا به (جنات) بساتين (من أعناب والزيتون والرمان مشتبها) ورقهما حال (وغير متشابه) ثمرها (انظروا) يا مخاطبون نظر اعتبار (إلى ثمره) بفتح الثاء والميم وبضمهما وهو جمع ثمرة كشجرة وشجر وخشبة وخشب (إذا أثمر) أول ما يبدو كيف هو (و) إلى (ينعه) نضجه إذا أدرك كيف يعود (إن في ذلكم لآيات) دلالات على قدرته تعالى على البعث وغيره (لقوم يؤمنون) خصوا بالذكر لأنهم المنتفعون بها في الإيمان بخلاف الكافرين
56-وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ [الانعام 100]
(وجعلوا لله) مفعول ثان (شركاء) مفعول أول ويبدل منه (الجن) حيث أطاعوهم في عبادة الأوثان (و) قد (خلقهم) فكيف يكونون شركاء (وخرقوا) بالتخفيف والتشديد أي اختلفوا (له بنين وبنات بغير علم) حيث قالوا عزير ابن الله والملائكة بنات الله (سبحانه) تنزيها له (وتعالى عما يصفون) بأن له ولدا
57-بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [الانعام 101]
هو (بديع السماوات والأرض) مبدعهما من غير مثال سبق (أنى) كيف (يكون له ولد ولم تكن له صاحبة) زوجة (وخلق كل شيء) من شأنه أن يخلق (وهو بكل شيء عليم)
58-ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ [الانعام 102]
(ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه) وحدوه (وهو على كل شيء وكيل) حفيظ
59-لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الانعام 103]
" تدركه الأبصار" ي لا تراه وهذا مخصوص لرؤية المؤمنين له في الآخرة لقوله تعالى "وه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة" حديث الشيخين "إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر" وقيل المراد لا تحيط به (وهو يدرك الأبصار) أي يراها ولا تراه ولا يجوز في غيره أن يدرك البصر ولا يدركه أو يحيط به علما (وهو اللطيف) بأوليائه (الخبير) بهم
60-قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [الانعام 161]
(قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم) ويبدل من محله (ديناً قِيَمَاً) مستقيماً (ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين)
61-قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الانعام 162]
(قل إن صلاتي ونسكي) عبادتي من حج وغيره (ومحياي) حياتي (ومماتي) موتي (لله رب العالمين)
62-لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الانعام 163]
(لا شريك له) في ذلك (وبذلك) أي التوحيد (أمرت وأنا أول المسلمين) من هذه الأمة
63-قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ [الانعام 164]
(قل أغير الله أبغي ربا) إلها أي لا أطلب غيره (وهو رب) مالك (كل شيء ولا تكسب كل نفس) ذنبا (إلا عليها ولا تزر) تحمل نفس (وازرة) آثمة (وزر) نفس (أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون)
64-وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ [الانعام 165]
(وهو الذي جعلكم خلائف الأرض) جمع خليفة ، أي يخلف بعضكم بعضاً فيها (ورفع بعضكم فوق بعض درجات) بالمال والجاه وغير ذلك (ليبلوكم) ليختبركم (في ما آتاكم) أعطاكم ليظهر المطيع منكم والعاصي (إن ربك سريع العقاب) لمن عصاه (وإنه لغفور) للمؤمنين (رحيم) بهم
65-إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف 54]
(إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام) من أيام الدنيا أي في قدرها لأنه لم يكن ثم شمس ولو شاء خلقهن في لمحة والعدول عنه لتعليم خلقه التثبت (ثم استوى على العرش) هو في اللغة سرير الملك ، استواءً يليق به (يغشي الليل النهار) مخففاً ومشدداً أي يغطي كلا منهما بالآخر (يطلبه) يطلب كل منهما الآخر طلباً (حثيثاً) سريعاً (والشمس والقمر والنجوم) بالنصب عطفاً على السماوات والرفع مبتدأ خبره (مسخرات) مذللات (بأمره) بقدرته (ألا له الخلق) جميعا (والأمر) كله (تبارك) تعاظم (الله رب) مالك (العالمين)
66-قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [الأعراف 158]
(قل) خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم (يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته) القرآن (واتبعوه لعلكم تهتدون) ترشدون
67-أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ [الأعراف 185]
(أولم ينظروا في ملكوت السماوات) ملك (والأرض و) في (ما خلق الله من شيء) بيان لما ، فيستدلوا به على قدرة صانعه ووحدانيته (و) في (أن) أي أنه (عسى أن يكون قد اقترب) قرب (أجلهم) فيموتوا كفارا فيصيروا إلى النار فيبادروا إلى الإيمان (فبأي حديث بعده) أي القرآن (يؤمنون)
68-هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ [الأعراف 189]
(هو) أي الله (الذي خلقكم من نفس واحدة) أي آدم (وجعل) خلق (منها زوجها) حواء (ليسكن إليها) ويألفها (فلما تغشاها) جامعها (حملت حملاً خفيفاً) هو النطفة (فمرت به) ذهبت وجاءت لخفته (فلما أثقلت) بكبر الولد في بطنها وأشفقا أن يكون بهيمة (دعوا الله ربهما لئن آتيتنا) ولداً (صالحاً) سوياً (لنكونن من الشاكرين) لك عليه
69-إِنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ [التوبة 116]
(إن الله له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وما لكم) أيها الناس (من دون الله) أي غيره (من ولي) يحفظكم منه (ولا نصير) يمنعكم من ضرره
70-إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ [يونس 3]
(إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام) من الدنيا ، أي في قدرها لأنه لم يكن ثم شمس ولا قمر ولو شاء لخلقهن في لمحة ، والعدول عنه لتعليم خلقه التثبت (ثم استوى على العرش) استواء يليق به (يدبر الأمر) بين الخلائق (ما من) صلة (شفيع) يشفع لأحد (إلا من بعد إذنه) رد لقولهم إن الأصنام تشفع لكم (ذلكم) الخالق المدبر (الله ربكم فاعبدوه) وحدوه (أفلا تذَّكَّرون) بإدغام التاء في الأصل في الذال
71-هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ [يونس 5]
(هو الذي جعل الشمس ضياء) ذات ضياء أي نور (والقمر نوراً وقدره) من حيث سيره (منازل) ثمانية وعشرين ليلة من كل شهر منزلاً من ثمان وعشرين ويستتر ليلتين إن كان الشهر ثلاثين يوماً أو ليلةً إن كان تسعة وعشرين يوماً (لتعلموا) بذلك (عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك) المذكور (إلا بالحق) لا عبثاً ، تعالى عن ذلك (يفصل) بالياء والنون يبين (الآيات لقوم يعلمون) يتدبرون
72-وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [يونس 18]
(ويعبدون من دون الله) أي غيره (ما لا يضرهم) إن لم يعبدوه (ولا ينفعهم) إن عبدوه وهو الأصنام (ويقولون) عنها (هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل) لهم (أتنبئون الله) تخبرونه (بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض) استفهام إنكار إذ لو كان له شريك لعلمه إذ لا يخفي عليه شيء (سبحانه) تنزيهاً له (وتعالى عما يشركونـ) ـه معه
73-هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ [يونس 22]
(هو الذي يسيركم) وفي قراءة {ينشركم} (في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك) السفن (وجرين بهم) فيه التفات عن الخطاب (بريح طيبة) لينة (وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف) شديدة الهبوب تكسر كل شيء (وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم) أي أهلكوا (دعوا الله مخلصين له الدين) الدعاء (لئن) لام القسم (أنجيتنا من هذه) الأهوال (لنكونن من الشاكرين) الموحدين
74-وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَآؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَآؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ [يونس 28]
(و) اذكر (يوم نحشرهم) أي الخلق (جميعاً ثم نقول للذين أشركوا مكانكم) نصب بالزموا مقدراً (أنتم) تأكيد للضمير المستتر في الفعل المقدر ليعطف عليه (وشركاؤكم) أي الأصنام (فزيَّلنا) ميزنا (بينهم) وبين المؤمنين كما في آية {وامتازوا اليوم أيها المجرمون} (وقال) لهم (شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون) ما نافية وقدم المفعول للفاصلة
75-فَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ [يونس 29]
(فكفى بالله شهيداً بيننا وبينكم إن) مخففة أي إنا (كنا عن عبادتكم لغافلين)
76-هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ وَرُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ [يونس 30]
(هنالك) أي ذلك اليوم (تبلُو) من البلوى ، وفي قراءة بتاءين {تتلو} من التلاوة (كل نفس ما أسلفت) قدمت من العمل (وردوا إلى الله مولاهم الحق) الثابت الدائم (وضل) غاب (عنهم ما كانوا يفترون) عليه من الشركاء
77-قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ [يونس 31]
(قل) لهم (من يرزقكم من السماء) بالمطر (والأرض) بالنبات (أم من يملك السمع) بمعنى الأسماع أي خلقها (والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر) بين الخلائق (فسيقولون) هو (الله فقل) لهم (أفلا تتقون) فتؤمنون
78-فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ [يونس 32]
(فذلكم) الفاعل لهذه الأشياء (الله ربكم الحق) الثابت (فماذا بعد الحق إلا الضلال) استفهام تقرير ، أي ليس بعده غيره فمن أخطأ الحق وهو عبادة الله وقع في الضلال (فأنى) كيف (تصرفون) عن الإيمان مع قيام البرهان
79-كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُواْ أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ [يونس 33]
(كذلك) كما صرف هؤلاء عن الإيمان (حقت كلمة ربك على الذين فسقوا) كفروا ، وهي {لأملأن جهنم} الآية ، أو هي (أنهم لا يؤمنون)
80-قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ [يونس 34]
(قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فأنى تؤفكون) تصرفون عن عبادته مع قيام الدليل
81-قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ [يونس 35]
(قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق) بنصب الحجج وخلق الاهتداء (قل الله يهدي للحق ، أفمن يهدي إلى الحق) وهو الله (أحق أن يتبع أم من لا يهدِّي) يهتدي (إلا أن يُهدى) أحق أن يتبع ، استفهام تقرير وتوبيخ ، أي الأول أحق (فما لكم كيف تحكمون) هذا الحكم الفاسد من اتباع ما لا يحق اتباعه
82-وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ [يونس 36]
(وما يتبع أكثرهم) في عبادة الأصنام (إلا ظناً) حيث قلَّدوا فيه آباءهم (إن الظن لا يغني من الحق شيئاً) فيما المطلوب منه العلم (إن الله عليم بما يفعلون) فيجازيهم عليه
83-أَلا إِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَلاَ إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ [يونس 55]
(ألا إن لله ما في السماوات والأرض ألا إن وعد الله) بالبعث والجزاء (حق) ثابت (ولكن أكثرهم) أي الناس (لا يعلمون) ذلك
84-هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [يونس 56]
(هو يحيي ويميت وإليه ترجعون) في الآخرة فيجازيكم بأعمالكم
85-أَلا إِنَّ لِلّهِ مَن فِي السَّمَاوَات وَمَن فِي الأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ شُرَكَاء إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ [يونس 66]
(ألا إن لله من في السماوات ومن في الأرض) عبيداً وملكاً وخلقاً (وما يتبع الذين يدعون) يعبدون (من دون الله) أي غيره أصناماً (شركاء) له على الحقيقة تعالى على ذلك (إن) ما (يتبعون) في ذلك (إلا الظن) أي ظنهم أنها آلهة تشفع لهم (وإن) ما (هم إلا يخرصون) يكذبون في ذلك
86-هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ [يونس 67]
(هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصراً) إسناد الإبصار إليه مجاز لأنه يبصر فيه (إن في ذلك لآيات) دلالات على وحدانيته تعالى (لقوم يسمعون) سماع تدبرٍ واتعاظ
87-قَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـذَا أَتقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [يونس 68]
(قالوا) أي اليهود والنصارى ومن زعم أن الملائكة بنات الله (اتخذ الله ولداً) قال تعالى لهم (سبحانه) تنزيهاً له عن الولد (هو الغني) عن كل أحد وإنما يطلب الولد من يحتاج إليه (له ما في السماوات وما في الأرض) ملكاً وخلقاً وعبيداً (إن) ما (عندكم من سلطانٍ) حجةٍ (بهذا) الذي تقولونه (أتقولون على الله ما لا تعلمون) استفهام توبيخ
88-قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ [يونس 69]
(قل إن الذين يفترون على الله الكذب) بنسبه الولد إليه (لا يفلحون) لا يسعدون
89-مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ [يونس 70]
لهم (متاع) قليل (في الدنيا) يتمتعون به مدة حياتهم (ثم إلينا مرجعهم) بالموت (ثم نذيقهم العذاب الشديد) بعد الموت (بما كانوا يكفرون)
90-قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ [يونس 101]
(قل) لكفار مكة (انظروا ماذا) أي الذي (في السماوات والأرض) من الآيات الدالة على وحدانية الله تعالى (وما تغني الآيات والنذر) جمع نذير ، أي الرسل (عن قوم لا يؤمنون) في علم الله أي ما تنفعهم
91-وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الأسطورة

عضو نشيط  عضو نشيط
الأسطورة


الجنس : ذكر
العمر : 34
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 31/01/2012
عدد المساهمات : 65

وحدانية رب العباد من آيات الكتاب Empty
مُساهمةموضوع: رد: وحدانية رب العباد من آيات الكتاب   وحدانية رب العباد من آيات الكتاب Icon_minitimeالجمعة 09 مارس 2012, 7:25 am


101-وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ [ابراهيم 33]
(وسخر لكم الشمس والقمر دائبين) جاريين في فلكهما لا يفتران (وسخر لكم الليل) لتسكنوا فيه (والنهار) لتبتغوا من فضله
102-وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ [ابراهيم 34]
(وآتاكم من كل ما سألتموه) على حسب مصالحكم (وإن تعدوا نعمة الله) بمعنى إنعامه (لا تحصوها) لا تطيقوا عدها (إن الإنسان) الكافر (لظلوم كفار) كثير الظلم لنفسه بالمعصية والكفر لنعمة ربه
103-وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ [الحجر 16]
(ولقد جعلنا في السماء بروجا) إثني عشر الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت وهي منازل الكواكب السبعة السيارة المريخ وله الحمل والعقرب والزهرة ولها الثور والميزان وعطارد وله الجوزاء والسنبلة والقمر وله السرطان والشمس ولها الأسد والمشتري وله القوس والحوت وزحل وله الجدي والدلو (وزيناها) بالكواكب (للناظرين)
104-وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ [الحجر 17]
(وحفظناها) بالشهب (من كل شيطان رجيم) مرجوم
105-إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ [الحجر 18]
(إلا) لكن (من استرق السمع) خطفه (فأتبعه شهاب مبين) كوكب يضيء ويحرقه أو يثقبه أو يخلبه
106-وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ [الحجر 19]
(والأرض مددناها) بسطناها (وألقينا فيها رواسي) جبالا ثوابت لئلا تتحرك بأهلها (وأنبتنا فيها من كل شيء موزون) معلوم مقدر
107-وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ [الحجر 20]
(وجعلنا لكم فيها معايش) بالياء من الثمار والحبوب وجعلنا لكم (ومن لستم له برازقين) من العبيد والدواب والأنعام فإنما يرزقهم الله
108-وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ [الحجر 21]
(وإن) ما (من) زائدة (شيء إلا عندنا خزائنه) مفاتيح خزائنه (وما ننزله إلا بقدر معلوم) على حسب المصالح
109-وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ [الحجر 22]
(وأرسلنا الرياح لواقح) تلقح السحاب فيمتلئ ماء (فأنزلنا من السماء) السحاب (ماء) مطرا (فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين) أي ليست خزائنه بأيديكم
110-وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ [الحجر 23]
(وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون) الباقون نرث جميع الخلق
111-وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ [الحجر 24]
(ولقد علمنا المستقدمين منكم) أي من تقدم من الخلق من لدن آدم (ولقد علمنا المستأخرين) المتأخرين إلى يوم القيامة
112-وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ [الحجر 25]
(وإن ربك هو يحشرهم إنه حكيم) في صنعه (عليم) بخلقه
113-وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ [الحجر 26]
(ولقد خلقنا الإنسان) آدم (من صلصال) طين يابس يسمع له صلصلة أي صوت إذا نقر (من حمأ) طين أسود (مسنون) متغير
114-وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ [الحجر 27]
(والجان) أبا الجن وهو إبليس (خلقناه من قبل) خلق آدم (من نار السموم) هي نار لا دخان لها تنفذ من المسام
115-يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ [النحل 2]
(ينزل الملائكة) أي جبريل (بالروح) بالوحي (من أمره) بإرادته (على من يشاء من عباده) وهم الأنبياء (أن) مفسرة (أنذروا) خوفوا الكافرين بالعذاب وأعلموهم (أنه لا إله إلا أنا فاتقون) خافون
116-خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [النحل 3]
(خلق السماوات والأرض بالحق) أي محقا (تعالى عما يشركون) به من الأصنام
117-خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ [النحل 4]
(خلق الإنسان من نطفة) مني إلى أن صيره قويا شديدا (فإذا هو خصيم) شديد الخصومة (مبين) بينها في نفي البعث قائلا من يحيي العظام وهي رميم
118-وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ [النحل 5]
(والأنعام) الإبل والبقر والغنم ونصبه بفعل مقدر يفسره (خلقها لكم) من جملة الناس (فيها دفء) ما تستدفئون به من الأكسية والأردية من أشعارها وأصوافها (ومنافع) من النسل والدر والركوب (ومنها تأكلون) قدم الظرف للفاصلة
119-وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ [النحل 6]
(ولكم فيها جمال) زينة (حين تريحون) تردونها إلى مراحها بالعشي (وحين تسرحون) تخرجونها إلى المرعى بالغداة
120-وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ [النحل 7]
(وتحمل أثقالكم) أحماالكم (إلى بلد لم تكونوا بالغيه) واصلين إليه على غير الإبل (إلا بشق الأنفس) بجهدها (إن ربكم لرؤوف رحيم) بكم حيث خلقها لكم
121-وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [النحل 8]
وخلق (والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة) مفعول له والتعليل بهما بتعريف النعم لا ينافي خلقها لغير ذلك كالأكل في الخيل الثابت بحديث الصحيحين (ويخلق ما لا تعلمون) من الأشياء العجيبة الغريبة
122-وَعَلَى اللّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ وَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ [النحل 9]
(وعلى الله قصد السبيل) أي بيان الطريق المستقيم (ومنها) أي السبيل (جائر) حائد عن الاستقامة (ولو شاء) هدايتكم (لهداكم) إلى قصد السبيل (أجمعين) فتهتدون إليه باختيار منكم
123-هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ [النحل 10]
(هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب) تشربونه (ومنه شجر) ينبت بسببه (فيه تسيمون) ترعون دوابكم
124-يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [النحل 11]
(ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك) المذكور (لآية) دالة على وحدانيته تعالى (لقوم يتفكرون) في صنعه فيؤمنون
125-وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [النحل 12]
(وسخر لكم الليل والنهار والشمس) بالنصب عطفا على ما قبله والرفع مبتدأ (والقمر والنجوم) بالوجهين (مسخرات) بالنصب حال والرفع خبر (بأمره) بإرادته (إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون) يتدبرون
126-وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ [النحل 13]
وسخر لكم (وما ذرأ) خلق (لكم في الأرض) من الحيوان والنبات وغير ذلك (مختلفا ألوانه) كأحمر وأصفر وأخضر وغيرها (إن في ذلك لآية لقوم يذكرون) يتعظون
127-وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [النحل 14]
(وهو الذي سخر البحر) ذلله لركوبه والغوص فيه (لتأكلوا منه لحما طريا) هو السمك (وتستخرجوا منه حلية تلبسونها) هي اللؤلؤ والمرجان (وترى) تبصر (الفلك) السفن (مواخر فيه) تمخر الماء أي تشقه بجريها فيه مقبلة ومدبرة بريح واحدة (ولتبتغوا) عطف على لتأكلوا تطلبوا (من فضله) تعالى بالتجارة (ولعلكم تشكرون) الله على ذلك
128-وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [النحل 15]
(وألقى في الأرض رواسي) جبالا ثوابت (أن) لا (تميد) تتحرك (بكم) جعل فيها (وأنهارا) كالنيل (وسبلا) طرقا (لعلكم تهتدون) إلى مقاصدكم
129-وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ [النحل 16]
(وعلامات) تستدلون بها على الطرق كالجبال بالنهار (وبالنجم) بمعنى النجوم (هم يهتدون) إلى الطرق والقبلة بالليل
130-أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ [النحل 17]
(أفمن يخلق) وهو الله (كمن لا يخلق) وهو الأصنام حيث تشركونها معه في العبادة لا (أفلا تذكرون) هذا فتؤمنوا
131-وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ [النحل 18]
(وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) تضبطوها فضلا أن تطيقوا شكرها (إن الله لغفور رحيم) حيث ينعم عليكم مع تقصيركم وعصيانكم
132-وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ [النحل 19]
(والله يعلم ما تسرون وما تعلنون)
133-وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ [النحل 20]
(والذين يدعون) بالتاء والياء تعبدون (من دون الله) وهم الأصنام (لا يخلقون شيئا وهم يخلقون) يصورون من الحجارة وغيرها
134-أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ [النحل 21]
(أموات) لا روح فيهم خبر ثان (غير أحياء) تأكيد (وما يشعرون) أي الأصنام (أيان) وقت (يبعثون) أي الخلق فكيف يعبدون إذ لا يكون إلها إلا الخالق الحي العالم بالغيب
135-إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ [النحل 22]
(إلهكم) المستحق للعبادة منكم (إله واحد) لا نظير له في ذاته ولا في صفاته وهو الله تعالى (فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة) جاحدة للوحدانية (وهم مستكبرون) متكبرون عن الإيمان بها
136-لاَ جَرَمَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ [النحل 23]
(لا جرم) حقا (أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون) فيجازيهم بذلك (إنه لا يحب المستكبرين) بمعنى أنه يعاقبهم
137-وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ [النحل 36]
(ولقد بعثنا في كل أمة رسولا) كما بعثناك في هؤلاء (أن) أي بأن (اعبدوا الله) وحدوه (واجتنبوا الطاغوت) الأوثان أن تعبدوها (فمنهم من هدى الله) فآمن (ومنهم من حقت) وجبت (عليه الضلالة) في علم الله فلم يؤمن (فسيروا) يا كفار مكة (في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين) رسلهم من الهلاك
138-أَوَ لَمْ يَرَوْاْ إِلَى مَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلاَلُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالْشَّمَآئِلِ سُجَّداً لِلّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ [النحل 48]
(أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ) له ظل كشجرة وجبل (ظلاله) تتميل (عن اليمين والشمائل سجدا) جمع شمال أي عن جانبيهما أول النهار وآخره (لله وهم) حال أي خاضعين له بما يراد منهم (داخرون) الظلال (ولله) صاغرون نزلوا منزلة العقلاء
139-وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ [النحل 49]
(ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة) أي نسمة تدب عليها أي تخضع له بما يراد منها وغلب في الإتيان بما ما لا يعقل لكثرته (والملائكة) خصهم بالذكر تفضيلا (وهم لا يستكبرون) يتكبرون عن عبادته
140-وَقَالَ اللّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلـهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلهٌ وَاحِدٌ فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ [النحل 51]
(وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين) تأكيد (إنما هو إله واحد) أتى به لاثبات الإلاهية والوحدانية (فإياي فارهبون) خافون دون غيري وفيه التفات عن الغيبة
141-وَلَهُ مَا فِي الْسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِباً أَفَغَيْرَ اللّهِ تَتَّقُونَ [النحل 52]
(وله ما في السماوات والأرض) ملكا وخلقا وعبيدا (وله الدين) الطاعة (واصبا) دائما حال من الدين والعامل فيه معنى الظرف (أفغير الله تتقون) وهو الإله الحق ولا إله غيره والاستفهام للانكار والتوبيخ
142-وَاللّهُ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ [النحل 65]
(والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض) بالنبات (بعد موتها) يبسها (إن في ذلك) المذكور (لآية) دالة على البعث (لقوم يسمعون) سماع تدبر
143-وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ [النحل 66]
(وإن لكم في الأنعام لعبرة) اعتبارا (نسقيكم) بيان للعبرة (مما في بطونه) أي الأنعام (من) للابتداء متعلقة بنسقيكم (بين فرث) ثفل الكرش (ودم لبنا خالصا) لا يشوبه شيء من الفرث والدم من طعم أو ريح أو لون وهو بينهما (سائغا للشاربين) سهل المرور في حلقهم لا يغص به
144-وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [النحل 67]
(ومن ثمرات النخيل والأعناب) ثمر (تتخذون منه سكرا) خمرا يسكر سميت بالمصدر وهذا قبل تحريمها (ورزقا حسنا) كالتمر والزبيب والخل والدبس (إن في ذلك) المذكور (لآية) دالة على قدرة الله تعالى (لقوم يعقلون) يتدبرون
145-وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ [النحل 68]
(وأوحى ربك إلى النحل) وحي إلهام (أن) مفسرة أو مصدرية (اتخذي من الجبال بيوتا) تأوين إليها (ومن الشجر) بيوتا (ومما يعرشون) أي الناس يبنون لك من الأماكن وإلا لم تأو إليها
146-ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [النحل 69]
(ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي) ادخلي (سبل ربك) طرقه من طلب المرعى (ذللا) جمع ذلول حال من السبل أي مسخرة لك فلا تعسر عليك وإن توعرت ولا تضلي عن العود منها وإن بعدت وقيل من الضمير في اسلكي أي منقادة لما يراد منك (يخرج من بطونها شراب) هو العسل (مختلف ألوانه فيه شفاء للناس) من الأوجاع قيل لبعضها كمادل عليه هتنكير شفاء أو لكلها بضميمته إلى غيره أقول وبدونها بنيته وقد أمر به صلى الله عليه وسلم من استطلق عليه بطنه رواه الشيخان (إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون) في صنعه تعالى
147-وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ [النحل 70]
(والله خلقكم) ولم تكونوا شيئا (ثم يتوفاكم) عند انقضاء آجالكم (ومنكم من يرد إلى أرذل العمر) أي أخسه من الهرم والخرف (لكي لا يعلم بعد علم) قال عكرمة من قرأ القرآن لم يصر بهذه الحالة (شيئا إن الله) بتدبير خلقه (عليم) على ما يريده
148-وَاللّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاء أَفَبِنِعْمَةِ اللّهِ يَجْحَدُونَ [النحل 71]
(والله فضل بعضكم على بعض في الرزق) فمنكم غني وفقير ومالك ومملوك (فما الذين فضلوا) أي الموالي (برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم) أي بجاعلي ما رزقناهم من الأموال وغيرها شركة بينهم وبين مماليكم (فهم) أي المماليك والموالي (فيه سواء) شركاء والمعنى ليس لهم شركاء من مماليكهم في أموالهم فكيف يجعلون بعض مماليك الله شركاء له (أفبنعمة الله يجحدون) يكفرون حيث يجعلون له شركاء
149-وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ [النحل 72]
(والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا) فخلق حواء من ضلع آدم وسائر النساء من نطف الرجال والنساء (وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة) أولاد ددالأولاد (ورزقكم من الطيبات) من أنواع الثمار والحبوب والحيوان (أفبالباطل) الصنم (يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون) بإشراكهم
150-وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ شَيْئاً وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ [النحل 73]
(ويعبدون من دون الله) أي غيره (ما لا يملك لهم رزقا من السماوات) بالمطر (والأرض) بالنبات (شيئا) بدل من رزقا (ولا يستطيعون) يقدرون على شيء وهم الأصنام
151-وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [النحل 78]
(والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا) الجملة حال (وجعل لكم السمع) بمعنى الأسماع (والأبصار والأفئدة) القلوب (لعلكم تشكرون) على ذلك فتؤمنوا
152-أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [النحل 79]
(ألم يروا إلى الطير مسخرات) مذللات للطيران (في جو السماء) أي الهواء بين السماء والارض (ما يمسكهن) عند قبض أجنحتهن أو بسطها أن يقعن (إلا الله) بقدرته (إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون) هي خلقها بحيث يمكنها الطيران وخلق الجو بحيث يمكن الطيران فيه وإمساكها
153-وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثاً وَمَتَاعاً إِلَى حِينٍ [النحل 80]
(والله جعل لكم من بيوتكم سكنا) موضعا تسكنون فيه (وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا) كالخيام والقباب (تستخفونها) للحمل (يوم ظعنكم) سفركم (ويوم إقامتكم ومن أصوافها) أي الغنم (وأوبارها) أي الإبل (وأشعارها) أي المعز (أثاثا) متاعا لبيوتكم كبسط وأكسية (ومتاعا) تتمتعون به (إلى حين) تبلى فيه
154-وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَاناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ [النحل 81]
(والله جعل لكم مما خلق) من البيوت والشجر والغمام (ظلالا) جمع ظل تقيكم حر الشمس (وجعل لكم من الجبال أكنانا) جمع كن وهو ما يستكن فيه كالغار والسرب (وجعل لكم سرابيل) قمصا (تقيكم الحر) أي والبرد (وسرابيل تقيكم بأسكم) حربكم أي الطعن والضرب فيها كالدروع والجواشن (كذلك) كما خلق هذه الأشياء (يتم نعمته) في الدنيا (عليكم) بخلق ما تحتاجون إليه (لعلكم) يا أهل مكة (تسلمون) توحدونه
155-وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً [الإسراء 12]
(وجعلنا الليل والنهار آيتين) دالتين على قدرتنا (فمحونا آية الليل) طمسنا نورها بالظلام لتسكنوا فيه والإضافة للبيان (وجعلنا آية النهار مبصرة) أي مبصرا فيها بالضوء (لتبتغوا) فيه (فضلا من ربكم) بالكسب (ولتعلموا) بهما (عدد السنين والحساب) للاوقات (وكل شيء) يحتاج إليه (فصلناه تفصيلا) بيناه تبيينا
156-أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلآئِكَةِ إِنَاثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً [الإسراء 40]
(أفأصفاكم) أخلصكم يا أهل مكة (ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا) بنات لنفسه بزعمكم (إنكم لتقولون) بذلك (قولا عظيما)
157-قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً [الإسراء 42]
(قل) لهم (لو كان معه) أي الله (آلهة كما يقولون إذا لابتغوا) طلبوا (إلى ذي العرش) أي الله (سبيلا) ليقاتلوه
158-سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً [الإسراء 43]
(سبحانه) تنزيها له (وتعالى عما يقولون) من الشركاء (علوا كبيرا)
159-تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً [الإسراء 44]
(تسبح له) تنزهه (السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن) ما (من شيء) من المخلوقات (إلا يسبح) متلبسا (بحمده) أي يقول سبحان الله وبحمده (ولكن لا تفقهون) تفهمون (تسبيحهم) لأنه ليس بلغتكم (إنه كان حليما غفورا) حيث لم يعاجلكم بالعقوبة
160-وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً [الإسراء 111]
(وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك) في الالوهية (ولم يكن له ولي) ينصره (من) أجل (الذل) أي لم يذل فيحتاج إلى ناصر (وكبره تكبيرا) عظمه عظمة تامة عن اتخاذ الولد والشريك والذل وكل ما لا يليق به وترتيب الحمد على ذلك للدلالة على أنه المستحق لجميع المحامد لكمال ذاته وتفرده في صفاته
161-مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ [مريم 35]
(ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه) تنزيها له عن ذلك (إذا قضى أمرا) أي أراد أن يحدثه (فإنما يقول له كن فيكون) بالرفع بتقدير هو وبالنصب بتقدير أن ومن ذلك خلق عيسى من غير أب
162-وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً [مريم 88]
(وقالوا) أي اليهود والنصارى ومن زعم أن الملائكة بنات الله (اتخذ الرحمن ولدا) قال تعالى لهم
163-لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً [مريم 89]
(لقد جئتم شيئا إدا) أي منكرا عظيما
164-تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً [مريم 90]
(تكاد) بالتاء والياء (السماوات يتفطرن) بالنون وفي قراءة بالتاء وتشديد الطاء بالانشقاق (منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا) أي تنطبق عليهم من أجل
165-أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً [مريم 91]
(أن دعوا للرحمن ولدا)
166-وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ [الأنبياء 19]
(وله) تعالى (من في السماوات والأرض) ملكا (ومن عنده) أي الملائكة مبتدأ خبره (لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون) لا يعيون
167-يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ [الأنبياء 20]
(يسبحون الليل والنهار لا يفترون) عنه فهو منهم كالنفس منا لا يشغلنا عنه شاغل
168-أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِّنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ [الأنبياء 21]
(أم) بمعنى بل للانتقال والهمزة للانكار (اتخذوا آلهة) كائنة (من الأرض) كحجر وذهب وفضة (هم) أي الآلهة (ينشرون) أي يحيون الموتى لا ولا يكون إلها إلا من يحي الموتى
169-لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ [الأنبياء 22]
(لو كان فيهما) أي السموات والأرض (آلهة إلا الله) أي غيره (لفسدتا) خرجتا عن نظامهما المشاهد لوجود التمانع بينهم على وفق العادة عند تعدد الحاكم من التمانع في الشيء وعدم الاتفاق عليه (فسبحان) تنزيه (الله رب) خالق (العرش) الكرسي (عما يصفون) الكفار الله به من الشريك له وغيره
170-لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ [الأنبياء 23]
(لا يسأل عما يفعل وهم يسألون) عن أفعالهم
171-أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ [الأنبياء 24]
(أم اتخذوا من دونه) تعالى أي سواه (آلهة) فيه استفهام توبيخ (قل هاتوا برهانكم) على ذلك ولا سبيل إليه (هذا ذكر من معي) امتي وهو القرآن (وذكر من قبلي) من الأمم وهو التوراة والإنجيل وغيرهما من كتب الله ليس في واحد منها أن مع الله إلها مما قالوا تعالى عن ذلك (بل أكثرهم لا يعلمون الحق) أي توحيد الله (فهم معرضون) عن النظر الموصل إليه
172-وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء 25]
(وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي) وفي قراءة بالنون وكسر الحاء (إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) أي وحدوني
173-وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ [الأنبياء 26]
(وقالوا اتخذ الرحمن ولدا) من الملائكة (سبحانه بل) هم (عباد مكرمون) عنده والعبودية تنافي الولادة
174-لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ [الأنبياء 27]
(لا يسبقونه بالقول) لا يأتون بقولهم إلا بعد قوله (وهم بأمره يعملون) أي بعده
175-يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ [الأنبياء 28]
(يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم) أي ما عملوا وما هم عاملون (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) تعالى أن يشفع له (وهم من خشيته) تعالى (مشفقون) خائفون
176-وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ [الأنبياء 29]
(ومن يقل منهم إني إله من دونه) الله أي غيره وهو إبليس دعا إلى عبادة نفسه وأمر بطاعتها (فذلك نجزيه جهنم كذلك) كما نجزيه (نجزي الظالمين) أي المشركين
177-أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ [الأنبياء 30]
(أولم ير) بواو وتركها (الذين) يعلم (كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما) أي سدا بمعنى مسدودة (وجعلنا) جعلنا السماء سبعا والأرض سبعا أو فتق السماء أن كانت لا تمطر فأمطرت وفتق الأرض أن كانت لا تنبت فأنبتت (من الماء كل) النازل من السماء والنابع من الأرض (شيء حي أفلا) من نبات وغيره أي فالماء سبب لحياته (يؤمنون وجعلنا) بتوحيدي
178-وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ [الأنبياء 31]
(وجعلنا في الأرض رواسي) جبالا ثوابت (أن) لا (تميد) تتحرك (بهم وجعلنا فيها) أي الرواسي (فجاجا) مسالك (سبلا) بدل طرفا نافذة واسعة (لعلهم يهتدون) إلى مقاصدهم في الأسفار
179-وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفاً مَّحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ [الأنبياء 32]
(وجعلنا السماء سقفا) للأرض كالسقف للبيت (محفوظا) عن الوقوع (وهم عن آياتها) من الشمس والقمر والنجوم (معرضون) لا يتفكرون فيها فيعلمون أن خالقها لا شريك له
180-وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [الأنبياء 33]
(وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل) تنوينه عوض عن المضاف إليه من الشمس والقمر وتابعه وهو النجوم (في فلك) أي مستدير كالطاحونة في السماء (يسبحون) يسيرون بسرعة كالسابح في الماء وللتشبيه به أتى بضمير جمع من يعقل
181-حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ [الحج 31]
(حنفاء لله) مسلمين عادلين عن كل دين سوى دينه (غير مشركين به) تأكيد لما قبله وهما حالان من الواو (ومن يشرك بالله فكأنما خر) سقط (من السماء فتخطفه الطير) أي تأخذه بسرعة (أو تهوي به الريح) أي تسقطه (في مكان سحيق) بعيد أي فهو لا يرجى خلاصه
182-وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ [الحج 34]
(ولكل أمة) أي جماعة مؤمنة سلفت قبلكم (جعلنا منسكا) بفتح السين مصدر وبكسرها اسم مكان أي ذبحا قربانا أو مكانه (ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام) عند ذبحها (فإلهكم إله واحد فله أسلموا) انقادوا (وبشر المخبتين) المطيعين المتواضعين
183-ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ [الحج 61]
(ذلك) النصر (بأن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل) أي يدخل كلا منهما في الآخر بأن يزيد به ذلك من أثر قدرته تعالى التي بها النصر (وأن الله سميع) دعاء المؤمنين (بصير) بهم حيث جعل فيهم الإيمان فأجاب دعاءهم
184-ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ [الحج 62]
(ذلك) النصر أيضا (بأن الله هو الحق) الثابت (وأن ما يدعون) بالياء والتاء يعبدون (من دونه) وهو الأصنام (هو الباطل) الزائل (وأن الله هو العلي) أي العالي على كل شيء بقدرته (الكبير) الذي يصغر كل شيء سواه
185-أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ [الحج 63]
(ألم تر) تعلم (أن الله أنزل من السماء ماء) مطرا (فتصبح الأرض مخضرة) بالنبات وهذا من أثر قدرته (إن الله لطيف) بعباده في إخراج النبات بالماء (خبير) بما في قلوبهم عند تأخير المطر
186-لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ [الحج 64]
(له ما في السماوات وما في الأرض) على جهة الملك (وإن الله لهو الغني) عن عباده (الحميد) لأوليائه
187-أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ [الحج 65]
(ألم تر) تعلم (أن الله سخر لكم ما في الأرض) من البهائم (والفلك) السفن (تجري في البحر) للركوب والحمل (بأمره) بإذنه (ويمسك السماء) من (أن) أو لئلا (تقع على الأرض إلا بإذنه) فتهلكوا (إن الله بالناس لرؤوف رحيم) في التسخير والإمساك
188-وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ [الحج 66]
(وهو الذي أحياكم) بالإنشاء (ثم يميتكم) عند انتهاء آجالكم (ثم يحييكم) عند البعث (إن الإنسان) المشرك (لكفور) لنعم الله بتركه توحيده
189-وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ [الحج 71]
(ويعبدون) أي المشركون (من دون الله ما لم ينزل به) هو الأصنام (سلطانا) حجة (وما ليس لهم به علم) أنها آلهة (وما للظالمين) بالإشراك (من نصير) يمنع عنهم عذاب الله
190-وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ [المؤمنون 17]
(ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق) أي سموات جمع طريقة لأنها طرق الملائكة (وما كنا عن الخلق) التي تحتها (غافلين) أن تسقط عليهم فتهلكهم بل نمسكها كآية ويمسك السماء أن تقع على الأرض
191-وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ [المؤمنون 18]
(وأنزلنا من السماء ماء بقدر) من كفايتهم (فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون) فيموتون مع دوابهم عطشا
192-فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ [المؤمنون 19]
(فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب) هما أكثر فواكه العرب (لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون) صيفا وشتاء
193-وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ [المؤمنون 20]
وأنشأنا (وشجرة تخرج من طور سيناء) جبل بكسر السين وفتحها ومنع الصرف للعلمية والتأنيث للبقعة (تنبت) من الرباعي والثلاثي (بالدهن) الباء زائدة على الأول ومعدية على الثاني وهي شجرة الزيتون (وصبغ للآكلين) عطف على الدهن أي إدام يصبغ اللقمة بغمسها فيه وهو الزيت
194-وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ [المؤمنون 21]
(وإن لكم في الأنعام) الإبل والبقر والغنم (لعبرة) عظة تعتبرون بها (نسقيكم) بفتح النون وضمها (مما في بطونها) أي اللبن (ولكم فيها منافع كثيرة) من الأصواف والأوبار والأشعار وغير ذلك (ومنها تأكلون)
195-وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ [المؤمنون 22]
(وعليها) الإبل (وعلى الفلك) السفن (تحملون)
196-وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ [المؤمنون 23]
(ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله) أطيعوا الله ووحدوه (ما لكم من إله غيره) وهو اسم ما وما قبله الخبر ومن زائدة (أفلا تتقون) تخافون عقوبته بعبادتكم غيره
197-وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ [المؤمنون 78]
(وهو الذي أنشأ) خلق (لكم السمع) بمعنى الأسماع (والأبصار والأفئدة) القلوب (قليلا ما) تأكيد للقلة (تشكرون)
198-وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [المؤمنون 79]
(وهو الذي ذرأكم) خلقكم (في الأرض وإليه تحشرون) تبعثون
199-وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ [المؤمنون 80]
(وهو الذي يحيي) بنفخ الروح في المضغة (ويميت وله اختلاف الليل والنهار) بالسواد والبياض والزيادة والنقصان (أفلا تعقلون) صنعه تعالى فتعتبروا
200-قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ [المؤمنون 84]
(قل) لهم (لمن الأرض ومن فيها) من الخلق (إن كنتم تعلمون) خالقها ومالكها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الأسطورة

عضو نشيط  عضو نشيط
الأسطورة


الجنس : ذكر
العمر : 34
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 31/01/2012
عدد المساهمات : 65

وحدانية رب العباد من آيات الكتاب Empty
مُساهمةموضوع: رد: وحدانية رب العباد من آيات الكتاب   وحدانية رب العباد من آيات الكتاب Icon_minitimeالجمعة 09 مارس 2012, 7:25 am



201-سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ [المؤمنون 85]
(سيقولون لله قل) لهم (أفلا تذكرون) بإدغام التاء الثانية في الذال تتعظون فتعلموا أن القادر على الخلق ابتداء قادر على الإحياء بعد الموت
202-قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ [المؤمنون 86]
(قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم) الكرسي
203-سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ [المؤمنون 87]
(سيقولون لله قل أفلا تتقون) تحذرون عبادة غيره
204-قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ [المؤمنون 88]
(قل من بيده ملكوت) ملك (كل شيء) والتاء للمبالغة (وهو يجير ولا يجار عليه) يحمي ولا يحمى عليه (إن كنتم تعلمون)
205-سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ [المؤمنون 89]
(سيقولون لله) وفي قراءة لله بلام الجر في الموضعين نظرا إلى أن المعنى من له ما ذكر (قل فأنى تسحرون) تخدعون وتصرفون عن الحق عبادة الله وحده أي كيف تخيل لكم أنه باطل
206-بَلْ أَتَيْنَاهُم بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ [المؤمنون 90]
(بل أتيناهم بالحق) بالصدق (وإنهم لكاذبون) في نفيه وهو
207-مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ [المؤمنون 91]
(ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا) لو كان معه إله (لذهب كل إله بما خلق) انفرد به ومنع الآخر من الاستيلاء عليه (ولعلا بعضهم على بعض) مغالبة كفعل ملوك الدنيا (سبحان الله) تنزيها له (عما يصفون) به مما ذكر
208-عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [المؤمنون 92]
(عالم الغيب والشهادة) ما غاب وما شوهد بالجر صفة والرفع خبر هو مقدرا (فتعالى) تعظم (عما يشركون) معه
209-أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ [النور 41]
(ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض) ومن التسبيح صلاة (والطير) جمع طائر بين السماء والأرض (صافات) حال باسطات أجنحتهن (كل قد علم) الله (صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون) فيه تغليب العاقل
210-وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ [النور 42]
(ولله ملك السماوات والأرض) خزائن المطر والرزق والنبات (وإلى الله المصير) المرجع
211-أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ [النور 43]
(ألم تر أن الله يزجي سحابا) يسوقه برفق (ثم يؤلف بينه) يضم بعضه إلى بعض فيجعل القطع المتفرقة قطعة واحدة (ثم يجعله ركاما) بعضه فوق بعض (فترى الودق) المطر (يخرج من خلاله) مخارجه (وينزل من السماء من) صلة (جبال فيها) في السماء بدل باعادة الجار (من برد) أي بعضه (فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء) يقرب (يكاد سنا) لمعانه (برقه يذهب) الناظرة له أي يخطفها
212-يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ [النور 44]
(يقلب الله الليل والنهار) أي يأتي بكل منهما بدل الآخر (إن في ذلك) التقليب (لعبرة) دلالة (لأولي الأبصار) لأصحاب البصائر على قدرة الله تعالى
213-وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [النور 45]
(والله خلق كل دابة) حيوان (من ماء) نطفة (فمنهم من يمشي على بطنه) كالحيات والهوام (ومنهم من يمشي على رجلين) كالإنسان والطير (ومنهم من يمشي على أربع) كالبهائم والأنعام (يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير)
214-تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً [الفرقان 1]
(تبارك) تعالى (الذي نزل الفرقان) القرآن لأنه فرق بين الحق والباطل (على عبده) محمد (ليكون للعالمين) الإنس والجن دون الملائكة (نذيرا) مخوفا من عذاب الله
215-الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً [الفرقان 2]
(الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء) من شأنه أن يخلق (فقدره تقديرا) سواه تسوية
216-وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرّاً وَلَا نَفْعاً وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُوراً [الفرقان 3]
(واتخذوا) أي الكفار (من دونه) الله أي غيره (آلهة) هي الأصنام (لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا) أي دفعه (ولا نفعا) أي جره (ولا يملكون موتا ولا حياة) أي إماتة لأحد وإحياء لأحد (ولا نشورا) بعثا للأموات
217-أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً [الفرقان 45]
(ألم تر) تنظر (إلى) فعل (ربك كيف مد الظل) من وقت الإسفار إلى وقت طلوع الشمس (ولو شاء) ربك (لجعله ساكنا) مقيما لا يزول بطلوع الشمس (ثم جعلنا الشمس عليه) أي الظل (دليلا) فلولا الشمس ما عرف الظل
218-ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً [الفرقان 46]
(ثم قبضناه) أي الظل الممدود (إلينا قبضا يسيرا) خفيا بطلوع الشمس
219-وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً [الفرقان 47]
(وهو الذي جعل لكم الليل لباسا) ساترا كاللباس (والنوم سباتا) راحة للأبدان بقطع الأعمال (وجعل النهار نشورا) منشورا فيه لابتغاء الرزق
220-وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً [الفرقان 48]
(وهو الذي أرسل الرياح) وفي قراءة الريح (بشرا بين يدي رحمته) متفرقة قدام المطر وفي قراءة بسكون الشين تخفيفا وفي أخرى بسكونها ونون مفتوحة مصدر وفي أخرى بسكونها وضم الموحدة بدل النون أي مبشرات ومفرد الأولى نشور كرسول والأخيرة بشير (وأنزلنا من السماء ماء طهورا) مطهرا
221-لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً [الفرقان 49]
(لنحيي به بلدة ميتا) بالتخفيف يستوي فيه المذكر والمؤنث ذكره باعتبار المكان (ونسقيه) أي الماء (مما خلقنا أنعاما) إبلا وبقرا وغنما (وأناسي كثيرا) جمع إنسان وأصله اناسين فابدلت النون ياء وادغمت فيها الياء أو جمع أنسي
222-وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً [الفرقان 50]
(ولقد صرفناه) أي الماء (بينهم ليذكروا) أصله يتذكروا أدغمت التاء في الدال وفي قراءة ليذكروا بسكون الذال وضم الكاف أي نعمة الله به (فأبى أكثر الناس إلا كفورا) جحودا للنعمة حيث قالوا مطرنا بنوء كذا
223-وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً [الفرقان 53]
(وهو الذي مرج البحرين) أرسلهما متجاورين (هذا عذب فرات) شديد العذوبة (وهذا ملح أجاج) شديد الملوحة (وجعل بينهما برزخا) حاجزا لا يختلط أحدهما بالآخر (وحجرا محجورا) سترا ممنوعا به اختلاطهما
224-وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً [الفرقان 54]
(وهو الذي خلق من الماء بشرا) من المني إنسانا (فجعله نسبا) ذا نسب (وصهرا) ذا صهر بأن يتزوج ذكرا كان أو أنثى طلبا للتناسل (وكان ربك قديرا) قادرا على ما يشاء
225-الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً [الفرقان 59]
هو (الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام) من أيام الدنيا أي قدرها لأنه لم يكن ثم شمس ولو شاء لخلقهن في لمحة والعدول عنه لتعليم خلقه التثبت (ثم استوى على العرش) هو في اللغة سرير الملك (الرحمن) بدل من ضمير استوى أي استواء يليق به (فاسأل) أيها الإنسان (به) بالرحمن (خبيرا) يخبرك بصفاته
226-تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً [الفرقان 61]
(تبارك) تعاظم (الذي جعل في السماء بروجا) إثني عشر الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت وهي منازل الكواكب السبعة السيارة المريخ وله الحمل والعقرب والزهرة ولها الثور والميزان وعطارد وله الجوزاء والسنبلة والقمر وله السرطان والشمس ولها الأسد والمشتري وله القوس والحوت وزحل وله الجدي والدلو (وجعل فيها) أيضا (سراجا) هو الشمس (وقمرا منيرا) وفي قراءة سرجا بالجمع أي نيرات وخص القمر منها بالذكر لنوع فضيلته
227-أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ [الشعراء 7]
(أولم يروا إلى) ينظروا (الأرض كم أنبتنا فيها من) أي كثيرا (كل زوج كريم إن) نوع حسن
228-إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ [الشعراء 8]
(إن في ذلك لآية) دلالة على كمال قدرته تعالى (وما كان أكثرهم مؤمنين) في علم الله وكان قال سيبويه زائدة
229-وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ [الشعراء 9]
(وإن ربك لهو العزيز) ذو العزة ينتقم من الكافرين (الرحيم) يرحم المؤمنين
230-أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ [النمل 25]
(ألا يسجدوا لله) أي أن يسجدوا له فزيدت لا وادغم فيها نون أن كما في قوله تعالى لئلا يعلم أهل الكتاب والجملة في محل مفعول يهتدون بإسقاط إلى (الذي يخرج الخبء) مصدر بمعنى المخبوء من المطر والنبات (في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون) في قلوبهم (وما تعلنون) بألسنتهم
231-اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ [النمل 26]
(الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم) استئناف جملة ثناء مشتمل على عرش الرحمن في مقابلة عرش بلقيس وبينهما بون عظيم
232-قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ [النمل 59]
(قل) يا محمد (الحمد لله) على هلاك الكفار من الأمم الخالية (وسلام على عباده الذين اصطفى) هم (آلله) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه (خير) لمن يعبده (أما يشركون) بالتاء والياء أي أهل مكة به الآلهة خير لعابديها
233-أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ [النمل 60]
(أم من خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا) فيه التفات من الغيبة إلى التكلم (به حدائق) جمع حديقة وهو البستان المحوط (ذات بهجة) حسن (ما كان لكم أن تنبتوا شجرها) لعدم قدرتكم عليه (أإله) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين في مواضعه السبعة (مع الله) أعانه على ذلك أي ليس معه إله (بل هم قوم يعدلون) يشركون بالله غيره
234-أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ [النمل 61]
(أم من جعل الأرض قرارا) لا تميد بأهلها (وجعل خلالها) فيما بينها (أنهارا وجعل لها رواسي) جبالا أثبت بها الأرض (وجعل بين البحرين حاجزا) بين العذب والملح لا يختلط أحدهما بالآخر (أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون) توحيده
235-أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ [النمل 62]
(أم من يجيب المضطر) المكروب الذي مسه الضر (إذا دعاه ويكشف السوء) عنه وعن غيره (ويجعلكم خلفاء الأرض) الإضافة بمعنى في أي يخلف كن قرن القرن الذي قبله (أإله مع الله قليلا ما تذكرون) تتعظون بالفوقانية والتحتانية وفيه إدغام التاء في الذال وما زائدة لتقليل القليل
236-أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ [النمل 63]
(أم من يهديكم) يرشدكم إلى مقاصدكم (في ظلمات البر والبحر) بالنجوم ليلا وبعلامات الأرض نهارا (ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته) قدام المطر (أإله مع الله تعالى الله عما يشركون) به غيره
237-أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [النمل 64]
(أم من يبدأ الخلق) في الأرحام من نطفة (ثم يعيده) بعد الموت وإن لم تعترفوا بالإعادة لقيام البراهين عليها (ومن يرزقكم من السماء) بالمطر (والأرض) بالنبات (أإله مع الله) أي لا يفعل شيئا مما ذكر إلا الله ولا إله معه (قل) يا محمد (هاتوا برهانكم) حجتكم (إن كنتم صادقين) أن معي إلها فعل شيئا مما ذكر وسألوه عن وقت قيام الساعة فنزل
238-قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ [النمل 65]
(قل لا يعلم من في السماوات والأرض) من الملائكة والناس (الغيب) ما غاب عنهم (إلا) لكن (الله) يعلمه (وما يشعرون) كفار مكة كغيرهم (أيان) وقت (يبعثون)
239-أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [النمل 86]
(ألم يروا أنا جعلنا) خلقنا (الليل ليسكنوا فيه) كغيرهم (والنهار مبصرا) بمعنى يبصر فيه ليتصرفوا فيه (إن في ذلك لآيات) دلالات على قدرته تعالى (لقوم يؤمنون) خصوا بالذكر لانتفاعهم بها في الإيمان بخلاف الكافرين
240-وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ [النمل 88]
(وترى الجبال) تبصرها وقت النفخة (تحسبها) تظنها (جامدة) واقفة مكانها لعظمها (وهي تمر مر السحاب) المطر إذا ضربته الريح تسير سيره حتى تقع على الأرض فتستوي بها مبثوثة ثم تصير كالعهن ثم تصير هباء منثورا (صنع الله) مصدر مؤكد لمضمون الجملة قبله أضيف إلى فاعله بعد حذف عامله صنع الله ذلك صنعا (الذي أتقن) أحكم (كل شيء) صنعه (إنه خبير بما تفعلون) بالياء والتاء أي أعداؤه من المعصية وأولياؤه من الطاعة
241-وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [النمل 93]
(وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها) فأراهم الله يوم بدر القتل والسبي وضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم وعجلهم الله إلى النار (وما ربك بغافل عما تعملون) بالياء والتاء وإنما يمهلهم لوقتهم
242-وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ [القصص 62]
واذكر (ويوم يناديهم) الله (فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون) هم شركائي
243-قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاء الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ [القصص 63]
(قال الذين حق عليهم القول) بدخول النار وهم رؤساء الضلالة (ربنا هؤلاء الذين أغوينا) هم مبتدأ وصفة (أغويناهم) خبره فغووا (كما غوينا) لم نكرههم على الغي (تبرأنا إليك) منهم (ما كانوا إيانا يعبدون) ما نافية
244-وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ [القصص 64]
(وقيل ادعوا شركاءكم) أي الأصنام الذين تزعمون أنهم شركاء الله (فدعوهم فلم يستجيبوا لهم) دعاءهم (ورأوا) هم (العذاب) أبصروه (لو أنهم كانوا يهتدون) في الدنيا لما رأوه في الآخرة
245-وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ [القصص 65]
واذكر (ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين) إليكم
246-فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنبَاء يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءلُونَ [القصص 66]
(فعميت عليهم الأنباء) الأخبار المنجية في الجواب (يومئذ) لم يجدوا خبرا لهم فيه نجاة (فهم لا يتساءلون) عنه فيسكتون
247-فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَعَسَى أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ [القصص 67]
(فأما من تاب) من الشرك (وآمن) صدق بتوحيد الله (وعمل صالحا) أدى الفرائض (فعسى أن يكون من المفلحين) الناجحين بوعد الله
248-وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [القصص 68]
(وربك يخلق ما يشاء ويختار) ما يشاء (ما كان لهم) للمشركين (الخيرة) الاختيار في شيء (سبحان الله وتعالى عما يشركون) عن إشراكهم
249-وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ [القصص 69]
(وربك يعلم ما تكن صدورهم) تسر قلوبهم من الكفر وغيره (وما يعلنون) بألسنتهم من ذلك
250-وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [القصص 70]
(وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى) الدنيا (والآخرة) الجنة (وله الحكم) القضاء النافذ في كل شيء (وإليه ترجعون) بالنشور
251-قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ [القصص 71]
(قل) لأهل مكة (أرأيتم) أي أخبروني (إن جعل الله عليكم الليل سرمدا) دائما (إلى يوم القيامة من إله غير الله) بزعمكم (يأتيكم بضياء) نهار تطلبون فيه المعيشة (أفلا تسمعون) ذلك سماع تفهم فترجعوا عن الإشراك
252-قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ [القصص 72]
(قل) لهم (أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله) بزعمكم (يأتيكم بليل تسكنون) تستريحون (فيه) من التعب (أفلا تبصرون) ما أنتم عليه من الخطأ في الاشراك فترجعوا عنه
253-وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [القصص 73]
(ومن رحمته) تعالى (جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه) في الليل (ولتبتغوا من فضله) في النهار للكسب (ولعلكم تشكرون) النعمة فيهما
254-وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ [القصص 74]
واذكر (ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون) ذكر ثانيا ليبنى عليه
255-وَنَزَعْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ [القصص 75]
(ونزعنا) أخرجنا (من كل أمة شهيدا) وهو نبيهم يشهد عليهم بما قالوا (فقلنا) لهم (هاتوا برهانكم) على ما قلتم من الاشراك (فعلموا أن الحق) في الالاهية (لله) لا يشاركه فيه أحد (وضل) غاب (عنهم ما كانوا يفترون) في الدنيا من أن معه شريكا تعالى عن ذلك
256-أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [العنكبوت 19]
(أولم يروا كيف) بالياء والتاء ينظروا (يبديء الله الخلق ثم) هو بضم أوله وقرىء بفتحه من بدأ وأبدا بمعنى أي يخلقهم ابتداء (يعيده) هو (إن) الخلق كما بدأهم (ذلك على) المذكور من الخلق الأول والثاني (الله يسير قل) فكيف ينكرون الثاني
257-وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ [العنكبوت 31]
(ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى) بإسحاق ويعقوب بعده (قالوا إنا مهلكوا أهل هذه القرية) قرية لوط (إن أهلها كانوا ظالمين) كافرين
258-أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ [الروم 8]
(أولم يتفكروا في أنفسهم ما) ليرجعوا عن غفلتهم (خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى وإن) تفنى عند انتهائه وبعده البعث (كثيرا من الناس بلقاء) كفار مكة (ربهم لكافرون أولم) لا يؤمنون بالبعث بعد الموت
259-أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [الروم 9]
(أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا) من الأمم وهي إهلاكهم بتكذيبهم رسلهم (أشد منهم قوة وأثاروا) كعاد وثمود (الأرض وعمروها) حرثوها وقلبوها للزرع والغرس (أكثر مما عمروها وجاءتهم) أي كفار مكة (رسلهم بالبينات فما) بالحجج الظاهرات (كان الله ليظلمهم ولكن) بإهلاكهم بغير جرم (كانوا أنفسهم يظلمون ثم) بتكذيبهم رسلهم
260-ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُون [الروم 10]
(ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوأى) تأنيث الأسوأ الأقبح خبر كان على رفع عاقبة واسم كان على نصب عاقبة والمراد بها جهنم وإساءتهم (أن) أي بأن (كذبوا بآيات الله) القرآن (وكانوا بها يستهزئون)
261-اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [الروم 11]
(الله يبدأ الخلق) أي ينشئ خلق الناس (ثم يعيده) خلقهم بعد موتهم (ثم إليه ترجعون) بالياء والتاء
262-اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [الروم 40]
(الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم) ممن أشركتم بالله (من يفعل من ذلكم من شيء) لا (سبحانه وتعالى عما يشركون) به
263-اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ [الروم 48]
(الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا) تزعجه (فيبسطه في السماء كيف يشاء) من قلة وكثرة (ويجعله كسفا) بفتح السين وسكونها قطعا متفرقة (فترى الودق) المطر (يخرج من خلاله) وسطه (فإذا أصاب به) بالودق (من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون) يفرحون بالمطر
264-وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ [الروم 49]
(وإن) وقد (كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله) تأكيد (لمبلسين) آيسين من إنزاله
265-فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الروم 50]
(فانظر إلى آثار) وفي قراءة آثار (رحمة الله) نعمته بالمطر (كيف يحيي الأرض بعد موتها) يبسها بأن تنبت (إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير)
266-اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ [الروم 54]
(الله الذي خلقكم من ضعف) ماء مهين (ثم جعل من بعد ضعف) آخر وهو ضعف الطفولية (قوة) قوة الشباب (ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة) ضعف الكبر وشيب الهرم والضعف في الثلاثة بضم أوله وفتحه (يخلق ما يشاء) من الضعف والقوة والشباب والشيبة (وهو العليم) بتدبير خلقه (القدير) على ما يشاء
267-خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ [لقمان 10]
(خلق السماوات بغير عمد ترونها) العمد جمع عماد وهو الأسطوانة وهو صادق بأن لاعمد أصلا (وألقى في الأرض رواسي) جبالا مرتفعة لـ (أن) لا (تميد) تتحرك (بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا) فيه التفات عن الغيبة (من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم) صنف حسن
268-هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ [لقمان 11]
(هذا خلق الله) مخلوقه (فأروني) أخبروني يا أهل مكة (ماذا خلق الذين من دونه) غيره أي آلهتهم حتى أشركتموها به تعالى وما استفهام إنكار مبتدأ وذا بمعنى الذي بصلته خبره وأروني معلق عن العمل وما بعده سد مسد المفعولين (بل) للانتقال (الظالمون في ضلال مبين) بين بإشراكهم وأنتم منهم
269-وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ [لقمان 25]
(ولئن) لام قسم (سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله) حذف منه نون الرفع لتوالي الأمثال وواو الضمير لالتقاء الساكنين (قل الحمد لله) على ظهور الحجة عليهم بالتوحيد (بل أكثرهم لا يعلمون) وجوبه عليهم
270-لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ [لقمان 26]
(لله ما في السماوات والأرض) ملكا وخلقا وعبيدا فلا يستحق العبادة فيهما غيره (إن الله هو الغني) عن خلقه (الحميد) المحمود في صنعه
271-أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [لقمان 29]
(ألم تر) تعلم يا مخاطب (أن الله يولج) يدخل (الليل في النهار ويولج النهار) يدخله (في الليل) فيزيد كل منهما بما نقص من الآخر (وسخر الشمس والقمر كل) منهما (يجري) في فلكه (إلى أجل مسمى) هو يوم القيامة (وأن الله بما تعملون خبير)
272-ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ [لقمان 30]
(ذلك) المذكور (بأن الله هو الحق) الثابت (وأن ما يدعون) بالياء والتاء يعبدون (من دونه الباطل) الزائل (وأن الله هو العلي) على خلقه بالقهر (الكبير) العظيم
273-ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ [السجدة 6]
(ذلك) الخالق المدبر (عالم الغيب والشهادة) أي ما غاب عن الخلق وما حضر (العزيز) المنيع في ملكه (الرحيم) بأهل طاعته
274-الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ [السجدة 7]
(الذي أحسن كل شيء خلقه) بفتح اللام فعلا ماضيا صفة وبسكونها بدل اشتمال (وبدأ خلق الإنسان) آدم (من طين)
275-ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ [السجدة 8]
(ثم جعل نسله) ذريته (من سلالة) علقة (من ماء مهين) ضعيف هو النطفة
276-ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ [السجدة 9]
(ثم سواه) خلق آدم (ونفخ فيه من روحه) جعله حيا حساسا بعد أن كان جمادا (وجعل لكم) لذريته (السمع والأبصار والأفئدة) القلوب (قليلا ما تشكرون) ما زائدة مؤكدة للقلة
277-أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاء إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ [السجدة 27]
(أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج) اليابسة التي لا نبات فيها (به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون ويقولون) هذا فيعلموا أنا نقدر على إعادتهم
278-يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ [فاطر 3]
(يا أيها الناس) أهل مكة (اذكروا نعمة الله عليكم) بإسكانكم الحرم ومنع الغارات عنكم (هل من خالق) من زائدة وخالق مبتدأ (غير الله) بالرفع والجر نعت لخالق لفظا ومحلا وخبر المبتدأ (يرزقكم من السماء) المطر ومن (والأرض) النبات والاستفهام للتقرير أي لا خالق رازق غيره (لا إله إلا هو فأنى تؤفكون) من أين تصرفون عن توحيده مع إقراركم بأنه الخالق الرازق
279-وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ [فاطر 9]
(والله الذي أرسل الرياح) وفي قراءة الريح (فتثير سحابا) المضارع لحكاية الحال الماضية أي تزعجه (فسقناه) فيه التفات عن الغيبة (إلى بلد ميت) بالتشديد والتخفيف لا نبات بها (فأحيينا به الأرض) من البلد (بعد موتها) يبسها أنبتنا به الزرع والكلأ (كذلك النشور) البعث والاحياء
280-وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [فاطر 11]
(والله خلقكم من تراب) بخلق أبيكم آدم منه (ثم من نطفة) مني بخلق ذريته منها (ثم جعلكم أزواجا) ذكورا وإناثا (وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه) حال أي معلومة له (وما يعمر من معمر) أي ما يزاد في عمر طويل العمر (ولا ينقص من عمره) أي ذلك المعمر أو معمر آخر (إلا في كتاب) هو اللوح المحفوظ (إن ذلك على الله يسير) هين
281-وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [فاطر 12]
(وما يستوي البحران هذا عذب فرات) شديد العذوبة (سائغ شرابه) شربه (وهذا ملح أجاج) شديد الملوحة (ومن كل) منهما (تأكلون لحما طريا) هو السمك (وتستخرجون) من الملح وقيل منهما (حلية تلبسونها) هي اللؤلؤ والمرجان (وترى) تبصر (الفلك) السفن (فيه) في كل منهما (مواخر) تمخر الماء أي تشقه بجريها مقبلة ومدبرة بريح واحدة (لتبتغوا) تطلبوا (من فضله) تعالى بالتجارة (ولعلكم تشكرون) الله على ذلك
282-يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ [فاطر 13]
(يولج) يدخل الله (الليل في النهار) فيزيد (ويولج النهار) يدخله (في الليل) فيزيد (وسخر الشمس والقمر كل) منهما (يجري) في فلكه (لأجل مسمى) يوم القيامة (ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون) تعبدون (من دونه) غيره وهم الأصنام (ما يملكون من قطمير) لفافة النوى
283-أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ [فاطر 27]
(ألم تر) تعلم (أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا) فيه التفات عن الغيبة (به ثمرات مختلفا ألوانها) كأخضر وأحمر وأصفر وغيرها (ومن الجبال جدد) جمع جدة طريق في الجبل وغيره (بيض وحمر) وصفر (مختلف ألوانها) بالشدة والضعف (وغرابيب سود) عطف على جدد أي صخور شديدة السواد يقال كثيرا أسود غربيب وقليلا غربيب أسود
284-وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ [فاطر 28]
(ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك) كاختلاف الثمار والجبال (إنما يخشى الله من عباده العلماء) بخلاف الجبال ككفار مكة (إن الله عزيز) في ملكه (غفور) لذنوب عباده المؤمنين
285-إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً [فاطر 41]
(إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا) يمنعهما من الزوال (ولئن) لام قسم (زالتا إن) ما (أمسكهما) يمسكهما (من أحد من بعده) سواه (إنه كان حليما غفورا) في تأخير عقاب الكفار
286-إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ [يس 12]
(إنا نحن نحيي الموتى) للبعث (ونكتب) في اللوح المحفوظ (ما قدموا) في حياتهم من خير وشر ليجاوزوا عليه (وآثارهم) ما استن به بعدهم (وكل شيء) نصبه بفعل يفسر (أحصيناه) ضبطناه (في إمام مبين) كتاب بين هو اللوح المحفوظ
287-أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ [يس 71]
(أولم يروا أنا) يعلموا والاستفهام للتقرير والواو الداخلة عليها للعطف (خلقنا لهم مما) في جملة الناس (عملت أيدينا أنعاما) عملناه بلا شريك ولا معين (فهم) هي الإبل والبقر والغنم (لها مالكون وذللناها) ضابطون
288-وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ [يس 72]
(وذللناها) سخرناها (لهم فمنها ركوبهم) ركوبهم (ومنها يأكلون)
289-وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ [يس 73]
(ولهم فيها منافع) كأصوافها وأوبارها وأشعارها (ومشارب) من لبنها جمع مشرب أو موضعه (أفلا يشكرون) المنعم عليهم بها فيؤمنوا أي ما فعلوا ذلك
290-أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ [يس 77]
(أولم ير الإنسان أنا) يعلم وهو العاصي ابن وائل (خلقناه من نطفة فإذا) مني إلى أن صيرناه شديدا قويا (هو خصيم مبين) شديد الخصومة لنا (وضرب) بينها في نفي البعث
291-وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ [يس 78]
(وضرب لنا مثلا) في ذلك (ونسي خلقه) من المني وهو أغرب من مثله (قال من يحيي العظام وهي رميم) أي بالية ولم يقل رميمة بالتاء لأنه اسم لا صفة وروي أنه أخذ عظما رميما ففتته وقال للنبي صلى الله عليه وسلم أترى بحيي الله هذا بعد ما بلي ورم فقال صلى الله عليه وسلم نعم ويدخلك النار
292-قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ [يس 79]
(قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق) مخلوق (عليم) مجملا ومفصلا قبل خلقه وبعد خلقه
293-الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ [يس 80]
(الذي جعل لكم) في جملة الناس (من الشجر الأخضر) المرخ والعفار أو كل شجر إلا العناب (نارا فإذا أنتم منه توقدون) تقدحون وهذا دال على القدرة على البعث فإنه جمع فيه بين الماء والنار والخشب فلا الماء يطفيء النار ولا النار تحرق الخشب
294-أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ [يس 81]
(أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر) مع عظمها (على أن يخلق مثلهم بلى) أي الأناسي في الصغر (وهو) أي هو قادر على ذلك أجاب نفسه (الخلاق العليم) الكثير الخلق (إنما) بكل شيء
295-إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [يس 82]
(إنما أمره) شأنه (إذا أراد شيئا) خلق شيء (أن يقول له كن فيكون) أي فهو يكون وفي قراءة بالنصب عطفا على يقول
296-فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [يس 83]
(فسبحان الذي بيده ملكوت) ملك زيدت الواو والتاء للمبالغة أي القدرة على (كل شيء وإليه ترجعون) تردون في الآخرة
297-إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ [الصافات 4]
(إن إلهكم) يا أهل مكة (لواحد)
298-رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ [الصافات 5]
(رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق) أي والمغارب للشمس لها كل يوم مشرق ومغرب
299-إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ [الصافات 6]
(إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب) بضوئها أو بها والإضافة للبيان كقراءة تنوين زينة المبينة بالكواكب
300-وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ [الصافات 7]
(وحفظا) منصوب بفعل مقدر أي حفظناها بالشهب (من كل) متعلق بالمقدر (شيطان مارد) عات خارج عن الطاعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الأسطورة

عضو نشيط  عضو نشيط
الأسطورة


الجنس : ذكر
العمر : 34
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 31/01/2012
عدد المساهمات : 65

وحدانية رب العباد من آيات الكتاب Empty
مُساهمةموضوع: رد: وحدانية رب العباد من آيات الكتاب   وحدانية رب العباد من آيات الكتاب Icon_minitimeالجمعة 09 مارس 2012, 7:31 am


301-لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ [الصافات 8]
(لا يسمعون) أي الشياطين مستأنف وسماعهم هو في المعنى المحفوظ عنه (إلى الملأ الأعلى) الملائكة في السماء وعدي السماع بإلى لتضمنه معنى الإصغاء وفي قراءة بتشديد الميم والسين أصله يتسمعون ادغمت التاء في السين (ويقذفون) الشياطين بالشهب (من كل جانب) من آفاق السماء
302-دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ [الصافات 9]
(دحورا) مصدر دحره أي طرده وأبعده وهو مفعول له (ولهم) في الآخرة (عذاب واصب) دائم
303-إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ [الصافات 10]
(إلا من خطف الخطفة) مصدر أي المرة والاستثناء من ضمير يسمعون أي لا يسمع إلا الشيطان الذي سمع الكلمة من الملائكة فأخذها بسرعة (فأتبعه شهاب) كوكب مضيء (ثاقب) يثقبه أو يحرقه أو يخبله
304-فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ [الصافات 11]
(فاستفتهم) استخبر كفار مكة تقريرا أو توبيخا (أهم أشد خلقا أم من خلقنا) من الملائكة والسموات والأرضين وما فيهما وفب الإتيان بمن تغليب العقلاء (إنا خلقناهم) أي اصلهم آدم (من طين لازب) لازم يلصق باليد المعنى أن خلقهم ضعيف فلا يتكبروا بإنكار النبي والقرآن المؤدي إلى هلاكهم اليسير
305-فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ [الصافات 149]
(فاستفتهم) استخبر كفار مكة توبيخا لهم (ألربك البنات) بزعمهم أن الملائكة بنات الله (ولهم البنون) فيختصبون بالأسنى
306-أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثاً وَهُمْ شَاهِدُونَ [الصافات 150]
(أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون) خلقنا فيقولون ذلك
307-أَلَا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ [الصافات 151]
(ألا إنهم من إفكهم) كذبهم (ليقولون)
308-وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ [الصافات 152]
(ولد الله) بقولهم الملائكة بنات الله (وإنهم لكاذبون) فيه
309-أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ [الصافات 153]
(أصطفى) بفتح الهمزة للاستفهام واستغني بها عن همزة الوصل فحذفت أي اختار (البنات على البنين)
310-مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ [الصافات 154]
(ما لكم كيف تحكمون) هذا الحكم الفاسد
311-أَفَلَا تَذَكَّرُونَ [الصافات 155]
(أفلا تذكرون) بإدغام التاء في الذال أنه سبحانه وتعالى منزه عن الولد
312-أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ [الصافات 156]
(أم لكم سلطان مبين) حجة واضحة أن لله ولدا
313-فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [الصافات 157]
(فأتوا بكتابكم) التوراة فأروني ذلك فيه (إن كنتم صادقين) في قولكم ذلك
314-وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ [الصافات 158]
(وجعلوا) أي المشركون (بينه) تعالى (وبين الجنة) أي الملائكة لاجنتابهم عن الأبصار (نسبا) بقولهم إنها بنات الله (ولقد علمت الجنة إنهم) أي قائلي ذلك (لمحضرون) للنار يعذبون فيها
315-سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ [الصافات 159]
(سبحان الله) تنزيها له (عما يصفون) بأن لله ولدا
316-قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [ص 65]
(قل) يا محمد لكفار مكة (إنما أنا منذر) مخوف بالنار (وما من إله إلا الله الواحد القهار) لخلقه
317-رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ [ص 66]
(رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز) الغالب على أمره (الغفار) لأوليائه
318-لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [الزمر 4]
(لو أراد الله أن يتخذ ولدا) كما قالوا اتخذ الرحمن ولدا (لاصطفى مما يخلق ما يشاء) واتخذه ولدا غير من قالوا إن الملائكة بنات الله وعزيز ابن الله والمسيح ابن الله (سبحانه) تنزيها له عن اتخاذ الولد (هو الله الواحد القهار) لخلقه
319-خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ [الزمر 5]
(خلق السماوات والأرض بالحق) متعلق بخلق (يكور) يدخل (الليل على النهار) فيزيد (ويكور النهار) يدخله (على الليل) فيزيد (وسخر الشمس والقمر كل يجري) في فلكه (لأجل مسمى) ليوم القيامة (ألا هو العزيز) الغالب على أمره المنتقم من أعدائه (الغفار) لأوليائه
320-خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ [الزمر 6]
(خلقكم من نفس واحدة) أي آدم (ثم جعل منها زوجها) حواء (وأنزل لكم من الأنعام) الإبل والبقر والغنم والضأن والمعز (ثمانية أزواج) من كل زوجين ذكرا وأنثى كما بين في سورة الأنعام (يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق) أي نطفا ثم علقا ثم مضغا (في ظلمات ثلاث) هي ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة (ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون) عن عبادته إلى عبادة غيره
321-وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ [الزمر 8]
(وإذا مس الإنسان) الكافر (ضر دعا ربه) تضرع (منيبا) راجعا (إليه ثم إذا خوله نعمة) أعطاه إنعاما (منه نسي) ترك (ما كان يدعو) يتضرع (إليه من قبل) وهو الله فما في موضع من (وجعل لله أندادا) شركاء (ليضل) بفتح الياء وضمها (عن سبيله) دين الإسلام (قل تمتع بكفرك قليلا) بقية أجلك (إنك من أصحاب النار)
322-أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ [الزمر 21]
(ألم تر) تعلم (أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع) أدخله أمكنة نبع (في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج) ييبس (فتراه) بعد الخضرة مثلا (مصفرا ثم يجعله حطاما) فتاتا (إن في ذلك لذكرى) تذكيرا (لأولي الألباب) يتذكرون به للدلالة على وحدانية الله تعالى وقدرته
323-ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ [الزمر 29]
(ضرب الله) للمشرك والموحد (مثلا رجلا) بدل من مثل (فيه شركاء متشاكسون) متنازعون سيئة أخلاقهم (ورجلا سلما) خالصا (لرجل هل يستويان مثلا) تمييز أي لا يستوي العبد لجماعة والعبد لواحد فإن الأول إذا طلب منه كل من مالكيه خدمته في وقت واحد تحير فيمن يخدمه منهم وهذا مثل للمشرك والثاني مثل للموحد (الحمد لله) وحده (بل أكثرهم) أهل مكة (لا يعلمون) ما يصيرون إليه من العذاب فيشركون
324-اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الزمر 42]
(الله يتوفى الأنفس حين موتها) يتوفى (والتي لم تمت في منامها) يتوفاها وقت النوم (فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى) وقت موتها والمرسلة نفس التمييز تبقى بدونها نفس الحياة بخلاف العكس (إن في ذلك) المذكور (لآيات) دلالات (لقوم يتفكرون) فيعلمون أن القادر على ذلك قادر على البعث وقريش لم يتفكروا في ذلك
325-أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلَا يَعْقِلُونَ [الزمر 43]
(أم) بل (اتخذوا من دون الله) أي الأصنام آلهة (شفعاء) عند الله بزعمهم (قل) لهم (أولو كانوا لا يملكون شيئا) من الشفاعة وغيرها (ولا يعقلون) أنكم تعبدونهم ولا غير ذلك لا
326-قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ [الزمر 46]
(قل اللهم) بمعنى يا الله (فاطر السماوات والأرض) مبدعها (عالم الغيب والشهادة) ما غاب وما شوهد (أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون) من أمر الدين اهدني لما اختلفوا فيه من الحق
327-اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ [الزمر 62]
(الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل) متصرف فيه كيف يشاء
328-لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ [الزمر 63]
(له مقاليد السماوات والأرض) مفاتيح خزائنها من المطر والنبات وغيرهما (والذين كفروا بآيات الله) القرآن (أولئك هم الخاسرون) متصل بقوله وينجي الله الذين اتقوا الخ وما بينهما اعتراض
329-قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ [الزمر 64]
(قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون) غير منصوب بأعبد المعمول لتأمروني بتقدير أن بنون واحدة وبنونين بإدغام وفك
330-وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الزمر 65]
(ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك) والله (لئن أشركت) يا محمد فرضا (ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين)
331-بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ [الزمر 66]
(بل الله) وحده (فاعبد وكن من الشاكرين) إنعامه عليك
332-وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [الزمر 67]
(وما قدروا الله حق قدره) ما عرفوه حق معرفته أو ما عظموه حق عظمته حين أشركوا به غيره (والأرض جميعا) حال أي السبع (قبضته) أي مقبوضة له في ملكه وتصرفه (يوم القيامة والسماوات مطويات) مجموعات (بيمينه) بقدرته (سبحانه وتعالى عما يشركون) معه
333-غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ [غافر 3]
(غافر الذنب) للمؤمنين (وقابل التوب) لهم مصدر (شديد العقاب) للكافرين مشددة (ذي الطول) الإنعام الواسع وهو موصوف على الدوام بكل هذه الصفات فاضافة المشتق منها للتعريف كالاخيرة (لا إله إلا هو إليه المصير) المرجع
334-هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ رِزْقاً وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ [غافر 13]
(هو الذي يريكم آياته) دلائل توحيده (وينزل لكم من السماء رزقا) بالمطر (وما يتذكر) يتعظ (إلا من ينيب) يرجع عن الشرك
335-رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ [غافر 15]
(رفيع الدرجات) أي الله عظيم الصفات أو رافع درجات المؤمنين في الجنة (ذو العرش) خالقه (يلقي الروح) الوحي (من أمره) أي قوله (على من يشاء من عباده لينذر) يخوف الملقى عليه الناس (يوم التلاق) بحذف الياء وإثباتها يوم القيامة لتلاقي لأهل السماء والأرض والعابد والمعبود والظالم والمظلوم فيه
336-لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [غافر 57]
(لخلق السماوات والأرض) ابتداء (أكبر من خلق الناس) مرة ثانية وهي الإعادة (ولكن أكثر الناس) كفار مكة (لا يعلمون) ذلك فهو كالأعمى ومن يعلمه كالبصير
337-اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ [غافر 61]
(الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا) إسناد الابصار اليه مجازي لأنه يبصر فيه (إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون) الله فلا يؤمنون
338-ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَّا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ [غافر 62]
(ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون) فكيف تصرفون عن الإيمان مع قيام البرهان
339-كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ [غافر 63]
(كذلك يؤفك) أي مثل إفك هؤلاء إفك (الذين كانوا بآيات الله) معجزاته (يجحدون)
340-اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [غافر 64]
(الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء) سقفا (وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين)
341-هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [غافر 65]
(هو الحي لا إله إلا هو فادعوه) اعبدوه (مخلصين له الدين) من الشرك (الحمد لله رب العالمين)
342-هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [غافر 67]
(هو الذي خلقكم من تراب) بخلق أبيكم آدم منه (ثم من نطفة) مني (ثم من علقة) دم غليظ (ثم يخرجكم طفلا) بمعنى أطفالا (ثم) يبقيكم (لتبلغوا أشدكم) تكامل قوتكم من الثلاثين سنة إلى الأربعين (ثم لتكونوا شيوخا) بضم الشين وكسرها (ومنكم من يتوفى من قبل) قبل الأشد والشيخوخة فعل ذلك بكم لتعيشوا (ولتبلغوا أجلا مسمى) وقتا محدودا (ولعلكم تعقلون) دلائل التوحيد فتؤمنوا
343-هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ [غافر 68]
(هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمرا) أراد ايجاد شيء (فإنما يقول له كن فيكون) بضم النون وفتحها بتقدير أن أي يوجد عقب الإرادة التي هي معنى القول المذكور
344-أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ [غافر 69]
(ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله) القرآن (أنى) كيف (يصرفون) عن الإيمان
345-اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ [غافر 79]
(الله الذي جعل لكم الأنعام) قيل الإبل خاصة هنا والظاهر البقر والغنم (لتركبوا منها ومنها تأكلون)
346-وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ [غافر 80]
(ولكم فيها منافع) من الدر والنسل والوبر والصوف (ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم) هي حمل الأثقال إلى البلاد (وعليها) في البر (وعلى الفلك) السفن في البحر (تحملون)
347-وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ [غافر 81]
(ويريكم آياته فأي آيات الله) الدالة على وحدانيته (تنكرون) استفهام توبيخ وتذكير أي أشهر من تأنيثه
348-أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ [غافر 82]
(أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الأرض) من مصانع وقصور (فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون)
349-فَلَمَّا جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون [غافر 83]
(فلما جاءتهم رسلهم بالبينات) المعجزات الظاهرات (فرحوا) أي الكفار (بما عندهم) أي الرسل (من العلم) فرح استهزاء وضحك متنكرين له (وحاق) نزل (بهم ما كانوا به يستهزئون) أي العذاب
350-فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ [غافر 84]
(فلما رأوا بأسنا) شدة عذابنا (قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين)
351-قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ [فصلت 6]
(قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه) بالإيمان والطاعة (واستغفروه وويل) كلمة عذاب (للمشركين)
352-قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ [فصلت 9]
(قل أئنكم) بتحقيق الهمزة الثانية وتسهيلها وإدخال ألف بينها بوجهيها وبين الأولى (لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين) الأحد والاثنين (وتجعلون له أندادا) شركاء (ذلك رب) مالك (العالمين) جمع عالم وهو ما سوى الله وجمع لاختلاف أنواعه بالياء والنون تغليبا للعقلاء
353-وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ [فصلت 10]
(وجعل) مستأنف ولا يجوز عطفه على صلة الذي للفاصل الأجنبي (فيها رواسي) جبالا ثوابت (من فوقها وبارك فيها) بكثرة المياه والزروع والضروع (وقدر) قسم (فيها أقواتها) للناس والبهائم (في) تمام (أربعة أيام) أي الجعل وما ذكر معه في يوم الثلاثاء والأربعاء (سواء) منصوب على المصدر أي استوت الأربعة استواء لا تزيد ولا تنقص (للسائلين) عم خلق الأرض بما فيها
354-ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ [فصلت 11]
(ثم استوى) قصد (إلى السماء وهي دخان) بخار مرتفع (فقال لها وللأرض ائتيا) إلى مرادي منكما (طوعا أو كرها) في موضع الحال أي طائعتين أو مكرهتين (قالتا أتينا) بمن فينا (طائعين) فيه تغليب المذكر العاقل أو نزلتا لخطابهما منزلته
355-فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ [فصلت 12]
(فقضاهن) الضمير يرجع إلى السماء لأنها في معنى الجمع الآيلة إليه أي صيرها (سبع سماوات في يومين) الخميس والجمعة فرغ منها في آخر ساعة منه وفيها خلق آدم ولذلك لم يقل هنا سواء ووافق ما هنا آيات خلق السموات والأرض في ستة أيام (وأوحى في كل سماء أمرها) الذي أمر به من فيها من الطاعة والعبادة (وزينا السماء الدنيا بمصابيح) بنجوم (وحفظا) منصوب بفعله المقدر أي حفظناها من استراق الشياطين السمع بالشهب (ذلك تقدير العزيز) في ملكه (العليم) بخلقه
356-وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [فصلت 37]
(ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن) أي الآيات الأربع (إن كنتم إياه تعبدون)
357-فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ [فصلت 38]
(فإن استكبروا) عن السجود لله وحده (فالذين عند ربك) الملائكة (يسبحون) يصلون (له بالليل والنهار وهم لا يسأمون) لا يملون
358-وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [فصلت 39]
(ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة) يابسة لا نبات فيها (فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت) تحركت (وربت) انتفخت وعلت (إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير)
359-سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت 53]
(سنريهم آياتنا في الآفاق) أقطار السموات والأرض من النيرات والنبات والأشجار (وفي أنفسهم) من لطيف الصنعة وبديع الحكمة (حتى يتبين لهم أنه) القرآن (الحق) المنزل من الله بالبعث والحساب والعقاب فيعاقبون على كفرهم به وبالجائي به (أولم يكف بربك أنه) فاعل يكف (على كل شيء شهيد ألا) بدل منه أي أو لم يكفهم في صدقك أن ربك لا يغيب عنه شيء ما
360-أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَاء رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ [فصلت 54]
(ألا إنهم في مرية) شك (من لقاء ربهم) لانكارهم البعث (ألا إنه) تعالى (بكل شيء محيط) علما وقدرة فيجازيهم بكفرهم
361-لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [الشورى 4]
(له ما في السماوات وما في الأرض) ملكا وخلقا وعبيدا (وهو العلي) على خلقه (العظيم) الكبير
362-تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الشورى 5]
(تكاد) بالتاء والياء (السماوات يتفطرن) بالنون وفي قراءة بالتاء والتشديد (من فوقهن) تنشق كل واحدة فوق التي تليها من عظمة الله تعالى (والملائكة يسبحون بحمد ربهم) ملابسين للحمد (ويستغفرون لمن في الأرض) من المؤمنين (ألا إن الله هو الغفور) لأوليائه (الرحيم) بهم
363-أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الشورى 9]
(أم اتخذوا من دونه) الأصنام (أولياء) أم منقطعة بمعنى بل التي للانتقال والهمزة للانكار أي ليس المتخذون اولياء (فالله هو الولي) أي الناصر للمؤمنين والفاء لمجرد العطف (وهو يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير)
364-فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى 11]
(فاطر السماوات والأرض) مبدعهما (جعل لكم من أنفسكم أزواجا) حيث خلق حواء من ضلع آدم (ومن الأنعام أزواجا) ذكورا وإناثا (يذرؤكم) بالمعجمة يخلقكم (فيه) في الجعل المذكور أي يكثركم بسببه بالتوالد والضمير للأناسي والأنعام بالتغليب (ليس كمثله شيء) الكاف زائدة لأنه تعالى لا مثل له (وهو السميع) لما يقال (البصير) لما يفعل
365-لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [الشورى 12]
(له مقاليد السماوات والأرض) مفاتيح خزائنها من المطر والنبات وغيرهما (يبسط الرزق) يوسعه (لمن يشاء) امتحانا (ويقدر) يضيقه لمن يشاء ابتلاء (إنه بكل شيء عليم)
366-وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ [الشورى 28]
(وهو الذي ينزل الغيث) المطر (من بعد ما قنطوا) يئسوا من نزوله (وينشر رحمته) يبسط مطره (وهو الولي) المحسن للمؤمنين (الحميد) المحمود عندهم
367-وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ [الشورى 29]
(ومن آياته خلق السماوات والأرض) خلق (وما بث) فرق ونشر (فيهما من دابة) هي ما يدب على الأرض من الناس وغيرهم (وهو على جمعهم) للحشر (إذا يشاء قدير) في الضمير تغليب العاقل على غيره
368-وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ [الشورى 32]
(ومن آياته الجوار) السفن (في البحر كالأعلام) كالجبال في العظم
369-إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ [الشورى 33]
(إن يشأ يسكن الريح فيظللن) يصرن (رواكد) ثوابت لا تجري (على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور) هو المؤمن يصبر في الشدة ويشكر في الرخاء
370-أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ [الشورى 34]
(أو يوبقهن) عطف على يسكن أي يغرقهن بعصف الريح بأهلهن (بما كسبوا) أي أهلهن من الذنوب (ويعف عن كثير) منها فلا يغرق أهله
371-وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ [الشورى 35]
(ويعلم) بالرفع مستأنف وبالتصب معطوف على تعليل مقدر أي يغرقهم لينتقم منهم ويعلم (الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص) مهرب من العذاب وجملة النفي سدت مسد مفعولي يعلم والنفي معلق عن العمل
372-لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ [الشورى 49]
(لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء) من الأولاد (إناثا ويهب لمن يشاء الذكور)
373-أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ [الشورى 50]
(أو يزوجهم) يجعلهم (ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما) فلا يلد ولا يولد له (إنه عليم) بما يخلق (قدير) على ما يشاء
374-وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ [الزخرف 9]
(ولئن) لام قسم (سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن) حذف منه نون الرفع لتوالي النونات وواو الضمير لالتقاء الساكنين (خلقهن العزيز العليم) آخر جوابهم الله ذو العزة والعلم
375-الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [الزخرف 10]
(الذي جعل لكم الأرض مهدا) فرشا كالمهد للصبي (وجعل لكم فيها سبلا) طرقا (لعلكم تهتدون) إلى مقاصدكم في أسفاركم
376-وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ [الزخرف 11]
(والذي نزل من السماء ماء بقدر) بقدر حاجتكم إليه ولم ينزله طوفانا (فأنشرنا) أحيينا (به بلدة ميتا كذلك) مثل هذا الاحياء (تخرجون) من قبوركم أحياء
377-وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ [الزخرف 12]
(والذي خلق الأزواج) الأصناف (كلها وجعل لكم من الفلك) السفن (والأنعام) كالإبل (ما تركبون) حذف العائد اختصارا وهو مجرور في الأول أي فيه منصوب في الثاني
378-لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ [الزخرف 13]
(لتستووا) لتستقروا (على ظهوره) ذكر الضمير وجمع الظهر نظرا للفظ ما ومعناها (ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين) مطيقين
379-وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ [الزخرف 14]
(وإنا إلى ربنا لمنقلبون) لمنصرفون
380-وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءاً إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ [الزخرف 15]
(وجعلوا له من عباده جزء) حيث قالوا الملائكة بنات الله لأن الولد جزء من الوالد والملائكة من عباد الله تعالى (إن الإنسان) لقائل ما تقدم (لكفور مبين) بين ظاهر الكفر
381-أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُم بِالْبَنِينَ [الزخرف 16]
(أم) بمعنى همزة الانكار والقول مقدر أي أتقولون (اتخذ مما يخلق بنات) لنفسه (وأصفاكم) خصكم (بالبنين) اللازم من قولكم السابق فهو من جملة المنكر
382-قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ [الزخرف 81]
(قل إن كان للرحمن ولد) فرضا (فأنا أول العابدين) للولد لكن ثبت أن لا ولد له تعالى فانتفت عبادته
383-سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ [الزخرف 82]
(سبحان رب السماوات والأرض رب العرش) الكرسي (عما يصفون) يقولون من الكذب بنسبة الولد إليه
384-فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ [الزخرف 83]
(فذرهم يخوضوا) في باطلهم (ويلعبوا) في دنياهم (حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون) فيه العذاب وهو يوم القيامة
385-وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ [الزخرف 84]
(وهو الذي) هو (في السماء إله) بتحقيق الهمزتين وإسقاط الأولى وتسهيلها كالياء أي معبود (وفي الأرض إله) وكل من الظرفين متعلق بما بعده (وهو الحكيم) في تدبير خلقه (العليم) بمصالحهم
386-وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [الزخرف 85]
(وتبارك) تعظم (الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة) متى تقوم (وإليه ترجعون) بالباء والتاء
387-وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [الزخرف 86]
(ولا يملك الذين يدعون) يعبدون أي الكفار (من دونه) أي من دون الله (الشفاعة) لأحد (إلا من شهد بالحق) قال لا إله إلا الله (وهم يعلمون) بقلوبهم ما شهدوا به بألسنتهم وهم عيسى وعزيز والملائكة فإنهم يشفعون للمؤمنين
388-وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ [الزخرف 87]
(ولئن) لام قسم (سألتهم من خلقهم ليقولن الله) حذف منه نون الرفع وواو الضمير (فأنى يؤفكون) يصرفون عن عبادة الله
389-رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [الدخان 6]
(رحمة) رأفة بالمرسل إليهم (من ربك إنه هو السميع) لأقوالهم (العليم) بأفعالهم
390-رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ [الدخان 7]
(رب السماوات والأرض وما بينهما) برفع رب خبر ثالث وبحره بدل من ربك (إن كنتم) يا أهل مكة (موقنين) بأنه تعالى رب السموات والأرض فأيقنوا بأن محمد رسوله
391-لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ [الدخان 8]
(لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين)
392-اللَّهُ الَّذِي سخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [الجاثية 12]
(الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك) السفن (فيه بأمره) بإذنه (ولتبتغوا) تطلبوا بالتجارة (من فضله ولعلكم تشكرون)
393-وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الجاثية 13]
(وسخر لكم ما في السماوات) من شمس وقمر ونجوم وماء وغيره (وما في الأرض) من دابة وشجر ونبات وأنهار وغيرها أي خلق ذلك لمنافعكم (جميعا) تأكيد (منه) حال أي سخرها كائنة منه تعالى (إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) فيها فيؤمنون
394-وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ [الأحقاف 5]
(ومن) استفهام بمعنى النفي أي لا أحد (أضل ممن يدعو) يعبد (من دون الله) أي غيره (من لا يستجيب له إلى يوم القيامة) وهم الأصنام لا يجيبون عابديهم إلى شيء يسألونه أبدا (وهم عن دعائهم) عبادتهم (غافلون) لأنهم جماد لا يعقلون
395-وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ [الأحقاف 6]
(وإذا حشر الناس كانوا) أي الأصنام (لهم) لعابديهم (أعداء وكانوا بعبادتهم) بعبادة عابديهم (كافرين) جاحدين
396-فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ [محمد 19]
(فاعلم أنه لا إله إلا الله) أي دم يا محمد على علمك بذلك النافع في القيامة (واستغفر لذنبك) لأجله قيل له ذلك مع عصمته لتستن به أمته وقد فعله قال صلى الله عليه وسلم إني لأستغفر الله في كل يوم مائة مرة (وللمؤمنين والمؤمنات) فيه إكرام لهم بأمر نبيهم بالاستغفار لهم (والله يعلم متقلبكم) متصرفكم لأشغالكم في النهار (ومثواكم) مأواكم إلى مضاجعكم بالليل أي هو عالم بجميع أحوالكم لا يخفى عليه شيء منها فاحذروه والخطاب للمؤمنين وغيرهم
397-هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً [الفتح 4]
(هو الذي أنزل السكينة) الطمأنينة (في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم) بشرائع الدين كلما نزل واحدة منها آمنوا بها ومنها الجهاد (ولله جنود السماوات والأرض) فلو أراد نصر دينه بغيركم لفعل (وكان الله عليما) بخلقه (حكيما) في صنعه أي لم يزل متصفا بذلك
398-لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً [الفتح 5]
(ليدخل) متعلق بمحذوف أي أمر الجهاد (المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما)
399-وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً [الفتح 6]
(ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء) بفتح السين وضمها في المواضع الثلاثة ظنوا أنه لا ينصر محمدا صلى الله عليه وسلم والمؤمنين (عليهم دائرة السوء) بالذل والعذاب (وغضب الله عليهم ولعنهم) أبعدهم (وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا) مرجعا
400-وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً [الفتح 7]
(ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا) في ملكه (حكيما) في صنعه أي لم يزل متصفا بذلك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الأسطورة

عضو نشيط  عضو نشيط
الأسطورة


الجنس : ذكر
العمر : 34
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 31/01/2012
عدد المساهمات : 65

وحدانية رب العباد من آيات الكتاب Empty
مُساهمةموضوع: رد: وحدانية رب العباد من آيات الكتاب   وحدانية رب العباد من آيات الكتاب Icon_minitimeالجمعة 09 مارس 2012, 7:32 am



401-وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ [ق 38]
(ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام) أولها الأحد وآخرها الجمعة (وما مسنا من لغوب) تعب نزل ردا على اليهود في قولهم إن الله استراح يوم السبت وانتفاء التعب عنه بتنزهه تعالى عن صفات المخلوقين ولعدم المماسة بينه وبين غيره إتما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون
402-وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ [الذاريات 20]
(وفي الأرض) من الجبال والأرض والبحار والاشجار والنبات وغيرها (آيات) دلالات على قدرة االله سبحانه وتعالى ووحدانيته (للموقنين)
403-وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ [الذاريات 21]
(وفي أنفسكم) آيات أيضا من مبدأ خلقكم إلى منتهاه وما في تركيب خلقكم من العجائب (أفلا تبصرون) ذلك فتستدلوا به على صانعه وقدرته
404-وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ [الذاريات 22]
(وفي السماء رزقكم) المطر المسبب عنه النبات الذي هو رزق (وما توعدون) من المآب والثواب والعقاب أي مكتوب ذلك في السماء
405-فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ [الذاريات 23]
(فورب السماء والأرض إنه) ما توعدون (لحق مثل ما أنكم تنطقون) برفع مثل صفة وما مزيدة وبفتح اللام مركبة مع ما المعنى مثل نطقكم في حقيقته أي معلوميته عندكم ضرورة صدوره عنكم
406-وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ [الذاريات 47]
(والسماء بنيناها بأيد) بقوة (وإنا لموسعون) قادرون يقال آد الرجل يئيد قوي وأوسع الرجل صار ذا سعة وقوة
407-وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ [الذاريات 48]
(والأرض فرشناها) مهدناها (فنعم الماهدون) نحن
408-وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [الذاريات 49]
(ومن كل شيء) متعلق بقوله خلقنا (خلقنا زوجين) صنفين كالذكر والأنثى والسماء والأرض والشمس والقمر والسهل والجبل والصيف والشتاء والحلو والحامض والنور والظلمة (لعلكم تذكرون) بحذف إحدى التاءين في الأصل فتعلموا أن خالق الأزواج فرد فتعبدوه
409-فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ [الذاريات 50]
(ففروا إلى الله) أي إلى ثوابه من عقابه بأن تطيعوه ولا تعصوه (إني لكم منه نذير مبين) بين الانذار
410-وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ [الذاريات 51]
(ولا تجعلوا مع الله إلها آخر إني لكم منه نذير مبين) يقدر قبل ففروا قل لهم
411-وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى [النجم 42]
(وأن) بالفتح عطفا وقرىء بالكسر استئنافا وكذا ما بعدها فلا يكون مضمون الجمل في الصحف على االثاني (إلى ربك المنتهى) المرجع والمصير بعد الموت فيجازيهم
412-وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى [النجم 43]
(وأنه هو أضحك) من شاء أفرحه (وأبكى) من شاء أحزنه
413-وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا [النجم 44]
(وأنه هو أمات) في الدنيا (وأحيا) للبعث
414-وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى [النجم 45]
(وأنه خلق الزوجين) الصنفين (الذكر والأنثى)
415-مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى [النجم 46]
(من نطفة) مني (إذا تمنى) تصب في الرحم
416-وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى [النجم 47]
(وأن عليه النشأة) بالمد والقصر (الأخرى) الخلقة الأخرى للبعث بعد الخلقة الأولى
417-وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى [النجم 48]
(وأنه هو أغنى) الناس بالكفاية بالأموال (وأقنى) أعطى المتخذ قنية
418-وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى [النجم 49]
(وأنه هو رب الشعرى) هو كوكب خلف الجوزاء كانت تعبد في الجاهلية
419-وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الْأُولَى [النجم 50]
(وأنه أهلك عادا الأولى) وفي قراءة بإدغام التنوين في اللام وضمها بلا همزة وهي قوم عاد والأخرى قوم صالح
420-وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى [النجم 51]
(وثمود) بالصرف اسم للأب وبلا صرف للقبيلة وهو معطوف على عادا (فما أبقى) منهم أحد
421-وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى [النجم 52]
(وقوم نوح من قبل) أي قبل عاد وثمود أهلكناهم (إنهم كانوا هم أظلم وأطغى) من عاد وثمود لطول لبث نوح فيهم فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما وهم مع عدم إيمانهم به يؤذونه ويضربونه
422-وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى [النجم 53]
(والمؤتفكة) وهي قرى قوم لوط (أهوى) أسقطها بعد رفعها إلى السماء مقلوبة إلى الأرض بأمره جبريل بذلك
423-فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى [النجم 54]
(فغشاها) من الحجارة بعد ذلك (ما غشى) ابهم تهويلا وفي هود فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل
424-فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكَ تَتَمَارَى [النجم 55]
(فبأي آلاء ربك) أنعمه الدالة على وحدانيته وقدرته (تتمارى) تتشكك أيها الإنسان أو تكذب
425-الرَّحْمَنُ [الرحمن 1]
(الرحمن) الله تعالى
426-عَلَّمَ الْقُرْآنَ [الرحمن 2]
(علم) من شاء (القرآن)
427-خَلَقَ الْإِنسَانَ [الرحمن 3]
(خلق الإنسان) أي الجنس
428-عَلَّمَهُ الْبَيَانَ [الرحمن 4]
(علمه البيان) النطق
429-الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ [الرحمن 5]
(الشمس والقمر بحسبان) يجريان
430-وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ [الرحمن 6]
(والنجم) ما لا ساق له من النبات (والشجر) ما له ساق (يسجدان) يخضعان لما يراد منهما
431-وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ [الرحمن 7]
(والسماء رفعها ووضع الميزان) أثبت العدل
432-أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ [الرحمن 8]
(ألا تطغوا) أي لأجل أن لا تجوروا (في الميزان) ما يوزن به
433-وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ [الرحمن 9]
(وأقيموا الوزن بالقسط) بالعدل (ولا تخسروا الميزان) تنقصوا الموزون
434-وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ [الرحمن 10]
(والأرض وضعها) أثبتها (للأنام) للخلق الإنس والجان وغيرهم
435-فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ [الرحمن 11]
(فيها فاكهة والنخل) المعهود (ذات الأكمام) أوعية طلعها
436-وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ [الرحمن 12]
(والحب) كالحنطة والشعير (ذو العصف) التبن (والريحان) الورق المشموم
437-فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن 13]
(فبأي آلاء) نعم (ربكما) أيها الإنس والجن (تكذبان) ذكرت إحدى وثلاثين مرة والاستفهام فيها للتقرير لما روى الحاكم عن جابر قال قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الرحمن حتى ختمها ثم قال مالي أراكم سكوتا للجن كانوا أحسن منكم ردا ما قرأت عليهم هذه الآية من مرة فبأي آلاء ربكما تكذبان إلا قالوا ولابشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد
438-خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ [الرحمن 14]
(خلق الإنسان) آدم (من صلصال) طين يابس يسمع له صلصلة أي صوت إذا نفر (كالفخار) وهو ما طبخ من طين
439-وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ [الرحمن 15]
(وخلق الجان) أبا الجن وهو إبليس (من مارج من نار) هو لهبها الخالص من الدخان
440-فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن 16]
(فبأي آلاء ربكما تكذبان)
441-رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ [الرحمن 17]
(رب المشرقين) مشرق الشتاء ومشرق الصيف (ورب المغربين) كذلك
442-فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن 18]
(فبأي آلاء ربكما تكذبان)
443-مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ [الرحمن 19]
(مرج) ارسل (البحرين) العذب والملح (يلتقيان) في رأي العين
444-بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ [الرحمن 20]
(بينهما برزخ) حاجز من قدرته تعالى (لا يبغيان) لا يبغي واحد منهما على الآخر فيختلط به
445-فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن 21]
(فبأي آلاء ربكما تكذبان)
446-يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ [الرحمن 22]
(يخرج) بالبناء للمفعول والفاعل (منهما) من مجموعهما الصادق بأحدهما وهو الملح (اللؤلؤ والمرجان) خرز أحمر أو صغار اللؤلؤ
447-فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن 23]
(فبأي آلاء ربكما تكذبان)
448-وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ [الرحمن 24]
(وله الجوار) السفن (المنشآت) المحدثات (في البحر كالأعلام) كالجبال عظما وارتفاعا
449-فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن 25]
(فبأي آلاء ربكما تكذبان)
450-كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ [الرحمن 26]
(كل من عليها) الأرض من الحيوان (فان) هالك وعبر بمن تغليبا للعقلاء
451-وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ [الرحمن 27]
(ويبقى وجه ربك) ذاته (ذو الجلال) العظمة (والإكرام) للمؤمنين بأنعمه عليهم
452-فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن 28]
(فبأي آلاء ربكما تكذبان)
453-لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الحديد 2]
(له ملك السماوات والأرض يحيي) بالإنشاء (ويميت) بعده (وهو على كل شيء قدير)
454-هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [الحديد 3]
(هو الأول) قبل كل شيء بلا بداية (والآخر) بعد كل شيء بلا نهاية (والظاهر) بالأدلة عليه (والباطن) عن إدراك الحواس (وهو بكل شيء عليم)
455-هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [الحديد 4]
(هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام) من الدنيا أولها الأحد وآخرها الجمعة (ثم استوى على العرش) الكرسي استواء يليق به (يعلم ما يلج) يدخل (في الأرض) كالمطر والأموات (وما يخرج منها) كالنبات والمعادن (وما ينزل من السماء) كالرحمة والعذاب (وما يعرج) يصعد (فيها) كالأعمال الصالحة والسيئة (وهو معكم) بعلمه (أين ما كنتم والله بما تعملون بصير)
456-لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ [الحديد 5]
(له ملك السماوات والأرض وإلى الله ترجع الأمور) الموجودات جميعها
457-يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [الحديد 6]
(يولج الليل) يدخله (في النهار) فيزيد وينقص الليل (ويولج النهار في الليل) فيزيد وينقص النهار (وهو عليم بذات الصدور) بما فيها من الأسرار والمعتقدات
458-اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [الحديد 17]
(اعلموا) خطاب للمؤمنين المذكورين (أن الله يحيي الأرض بعد موتها) بالنبات فكذلك يفعل بقلوبكم يردها إلى الخشوع (قد بينا لكم الآيات) الدالة على قدرتنا بهذا وغيره (لعلكم تعقلون)
459-هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [الحشر 22]
(هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة) السر والعلانية (هو الرحمن الرحيم)
460-هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ [الحشر 23]
(هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس) الطاهر عما لا يليق به (السلام) ذو السلامة من النقائص (المؤمن) المصدق رسله بخلق المعجزة لهم (المهيمن) من هيمن يهيمن إذا كان رقيبا على الشيء أي الشهيد على عباده بأعمالهم (العزيز) القوي (الجبار) جبر خلقه على ما أرادد (المتكبر) عما لا يليق به (سبحان الله) نزه نفسه (عما يشركون) به
461-هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [الحشر 24]
(هو الله الخالق الباريء) المنشيء من العدم (المصور له الأسماء الحسنى) التسعة والتسعون الوارد بها الحديث الحسنى مؤنث الأحسن (يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم) تقدم أولها
462-هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ [المنافقون 7]
(هم الذين يقولون) لأصحابهم من الأنصار (لا تنفقوا على من عند رسول الله) من المهاجرين (حتى ينفضوا) يتفرقوا عنه (ولله خزائن السماوات والأرض) بالرزق فهو الرزاق للمهاجرين وغيرهم (ولكن المنافقين لا يفقهون)
463-عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [التغابن 18]
(عالم الغيب) السر (والشهادة) العلانية (العزيز) في ملكه (الحكيم) في صنعه
464-اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً [الطلاق 12]
(الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن) يعني سبع أرضين (يتنزل الأمر) الوحي (بينهن) بين السموات والأرض ينزل به جبريل من السماء السابعة إلى الأرض السابعة (لتعلموا) متعلق بمحذوف أي أعلمكم بذلك الخلق والتنزيل (أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما)
465-تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الملك 1]
(تبارك) تنزه عن صفات المحدثين (الذي بيده) في تصرفه (الملك) السلطان والقدرة (وهو على كل شيء قدير)
466-الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ [الملك 2]
(الذي خلق الموت) في الدنيا (والحياة) في الآخرة أوهما في الدنيا فالنطفة تعرض لها الحياة وهي ما به الاحساس والموت ضدها أو عدمها قولان والخلق على الثاني بمعنى التقدير (ليبلوكم) ليختبركم في الحياة (أيكم أحسن عملا) أطوع لله (وهو العزيز) في انتقامه ممن عصاه (الغفور) لمن تاب إليه
467-الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ [الملك 3]
(الذي خلق سبع سماوات طباقا) بعضها فوق بعض من غير مماسة (ما ترى في خلق الرحمن) لهن أو لغيرهن (من تفاوت) تباين وعدم تناسب (فارجع البصر) أعده إلى السماء (هل ترى) فيها (من فطور) صدوع وشقوق
468-ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ [الملك 4]
(ثم ارجع البصر كرتين) كرة بعد كرة (ينقلب إليك البصر خاسئا) ذليلا لعدم إدراك الخلل (وهو حسير) منقطع عن روية خلل
469-وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ [الملك 5]
(ولقد زينا السماء الدنيا) القربى إلى الأرض (بمصابيح) بنجوم (وجعلناها رجوما) مراجم (للشياطين) إذا استرقوا السمع بأن بنفصل شهاب عن الكواكب كالقبس يؤخذ من النار فيقتل الجني أو يخبله لا أن الكواكب يزول عن مكانه (وأعتدنا لهم عذاب السعير) النار الموقدة
470-هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ [الملك 15]
(هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا) سهلة للمشي فيها (فامشوا في مناكبها) جوانبها (وكلوا من رزقه) المخلوق لأجلكم (وإليه النشور) من القبور للجزاء
471-أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ [الملك 16]
(أأمنتم) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما وبين الأخرى وتركه وإبدالها ألفا (من في السماء) سلطانه وقدرته (أن يخسف) بدل من من (بكم الأرض فإذا هي تمور) تتحرك بكم وترتفع فوقكم
472-أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ [الملك 17]
(أم أمنتم من في السماء أن يرسل) بدل من من (عليكم حاصبا) ريحا ترميكم بالحصباء (فستعلمون) عند معاينة العذاب (كيف نذير) إنذاري بالعذاب أنه حق
473-قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ [الملك 23]
(قل هو الذي أنشأكم) خلقكم (وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة) القلوب (قليلا ما تشكرون) ما مزيدة والجملة مستأنفة مخبرة بقلة شكرهم جدا على هذه النعم
474-قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [الملك 24]
(قل هو الذي ذرأكم) خلقكم (في الأرض وإليه تحشرون) للحساب
475-مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً [نوح 13]
(ما لكم لا ترجون لله وقارا) أي تأملون وقارا لله إياكم بأن تؤمنوا
476-وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً [نوح 14]
(وقد خلقكم أطوارا) جمع طور وهو الحال فطورا نطفة وطورا علقة إلى تمام خلق الإنسان والنظر في خلقه يوجب الإيمان بخالقه
477-أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً [نوح 15]
(ألم تروا) تنظروا (كيف خلق الله سبع سماوات طباقا) بعضها فوق بعض
478-وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً [نوح 16]
(وجعل القمر فيهن) أي في مجموعهن الصادق بالسماء الدنيا (نورا وجعل الشمس سراجا) مصباحا مضيئا وهو أقوى من نور القمر
479-وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً [نوح 17]
(والله أنبتكم) خلقكم (من الأرض) إذ خلق أباكم آدم منها (نباتا)
480-ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً [نوح 18]
(ثم يعيدكم فيها) مقبورين (ويخرجكم) للبعث (إخراجا)
481-وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطاً [نوح 19]
(والله جعل لكم الأرض بساطا) مبسوطة
482-لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً [نوح 20]
(لتسلكوا منها سبلا) طرقا (فجاجا) واسعة
483-وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً [الجن 3]
(وأنه) الضمير للشأن فيه وفي الموضعين بعده (تعالى جد ربنا) تنزه جلاله وعظمته عما نسب إليه (ما اتخذ صاحبة) زوجة (ولا ولدا)
484-رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً [المزمل 9]
(رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا) موكلا له أمورك
485-هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً [الإنسان 1]
(هل) قد (أتى على الإنسان) آدم (حين من الدهر) أربعون سنة (لم يكن) فيه (شيئا مذكورا) كان فيه مصورا من طين لا يذكر أو المراد بالإنسان الجنس وبالحين مدة الحمل
486-إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً [الإنسان 2]
(إنا خلقنا الإنسان) الجنس (من نطفة أمشاج) اخلاط أي من ماء الرجل وماء المرأة المختلطين الممتزجين (نبتليه) نختبره بالتكليف والجملة مستأنفة أو حال مقدرة أي مريدين ابتلاءه حين تأهله (فجعلناه) بسبب ذلك (سميعا بصيرا)
487-إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً [الإنسان 3]
(إنا هديناه السبيل) بينا له طريق الهدى ببعث الرسل (إما شاكرا) أي مؤمنا (وإما كفورا) حالان من المفعول أي بينا له في حال شكره أو كفره المقدرة وإما لتفصيل الأحوال
488-نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً [الإنسان 28]
(نحن خلقناهم وشددنا) قوينا (أسرهم) أعضاءهم ومفاصلهم (وإذا شئنا بدلنا) جعلنا (أمثالهم) في الخلقة بدلا منهم بأن نهلكهم (تبديلا) تأكيد ووقعت إذا موقع إن نحو إن يشأ يذهبكم لأنه تعالى لم يشأ ذلك وإذا لما يقع
489-إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً [الإنسان 29]
(إن هذه) السورة (تذكرة) عظة للخلق (فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا) طريقا بالطاعة
490-أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ [المرسلات 20]
(ألم نخلقكم من ماء مهين) ضعيف وهو المني
491-فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ [المرسلات 21]
(فجعلناه في قرار مكين) حريز وهو الرحم
492-إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ [المرسلات 22]
(إلى قدر معلوم) وهو وقت الولادة
493-فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ [المرسلات 23]
(فقدرنا) على ذلك (فنعم القادرون) نحن
494-وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ [المرسلات 24]
(ويل يومئذ للمكذبين)
495-أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتاً [المرسلات 25]
(ألم نجعل الأرض كفاتا) مصدر كفت بمعنى ضم أي ضامة
496-أَحْيَاء وَأَمْوَاتاً [المرسلات 26]
(أحياء) على ظهرها (وأمواتا) في بطنها
497-رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً [النبأ 37]
(رب السماوات والأرض) بالجر والرفع (وما بينهما الرحمن) كذلك وبرفعه مع جر رب (لا يملكون) أي الخلق (منه) تعالى (خطابا) أي لا يقدر أحد أن يخاطبه خوفا منه
498-مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ [عبس 32]
(متاعا) متعة أو تمتيعا كما تقدم في السورة قبلها (لكم ولأنعامكم) تقدم فيها أيضا
499-يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ [الإنفطار 6]
(يا أيها الإنسان) الكافر (ما غرك بربك الكريم) حتى عصيته
500-الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ [الإنفطار 7]
(الذي خلقك) بعد أن لم تكن (فسواك) جعلك مستوي الخلقة سالم الأعضاء (فعدلك) بالتخفيف والتشديد جعلك معتدل الخلق متناسب الأعضاء ليست يد أو رجل أطول من الأخرى
501-فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ [الإنفطار 8]
(في أي صورة ما) صلة (شاء ركبك)
502-أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ [الغاشية 17]
(أفلا ينظرون) أي كفار مكة نظر اعتبار (إلى الإبل كيف خلقت)
503-وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ [الغاشية 18]
(وإلى السماء كيف رفعت)
504-وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ [الغاشية 19]
(وإلى الجبال كيف نصبت)
505-وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ [الغاشية 20]
(وإلى الأرض كيف سطحت) أي بسطت فيستدلوا بها على قدرة الله تعالى ووحدانيته وصدرت بالإبل لأنهم أشد ملابسة لها من غيرها
506-قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص 1]
(قل هو الله أحد) فالله خبر هو وأحد بدل منه أو خبر ثان
507-اللَّهُ الصَّمَدُ [الإخلاص 2]
(الله الصمد) مبتدأ وخبر أي المقصود في الحوائج على الدوام
508-لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ [الإخلاص 3]
(لم يلد) لانتفاء مجانسته (ولم يولد) لانتفاء الحدوث عنه
509-وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ [الإخلاص 4]
(ولم يكن له كفوا أحد) أي مكافئا ومماثلا وله متعلق بكفواً وقدم عليه لأنه محط القصد بالنفي وأخر أحد وهو اسم يكن عن خبرها رعاية للفاصلة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وحدانية رب العباد من آيات الكتاب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ►[◙]◄ سعادة العباد في إتباع هدي خير العباد ►[◙]◄
»  【۞】◄ التَّكبُّر على العباد►【۞】
» المنظور القرآني لدعوة العباد إلى الإسلام
» أدلة الكتاب على الظلم
» ♥[◙]♥ خُذ الكتاب بقوة ♥[◙]♥

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۞ منتديات كنوز الإبداع ۞ :: ۞ المنتديات الإسلامية ۞ ::  ۩ القرآن الكريم ۩-
انتقل الى: