【۞】◄ التَّكبُّر على العباد►【۞】
التَّكبُّر على العباد من معاصي القلب. سببه ناشىء من القلب، وإن كانت مظاهره من أعمال الجوارح.لأن القلب لَما يشعر بالتكبر, الآثار تظهر على الجوارح. ينظر بعين الاحتقار إلى الفقير, أو يُعرِض عنه ترفّعا.
فالتكبر على عباد الله هو: ردّ الحق على قائله مع العلم بأن الصواب مع القائل لنحو كون القائل صغير السن, فيستعظم أن يرجع الى الحق من أجل أن قائله صغير السن.
كذلك الذي يتكبر في مشيته، يمشي مشية المتكبر. هذا ذنبه كبير.
وقد ورد في الحديث: "إن المتكبرين يحشرون يوم القيامة كأمثال الذرّ (أي النمل الأحمر الصغير), يطؤهم الناس بأقدامهم."
قال تعالى في سورة المدّثر: "فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ( 8 ) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ(9) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ(10) ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا(11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُودًا(12) وَبَنِينَ شُهُودًا(13) وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا(14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15)
كَلاَّ إِنَّهُ كَانَ لآيَاتِنَا عَنِيدًا (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ(18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21)
ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ(22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24)
فعليك أخي بالتواضع.
والرسول صلى الله عليه وسلم لما قال: "إنكم لتغفُلون عن أفضل العبادة التواضع."
كان يخاطب جمعًا من الصحابة, هذا ليس للكل.كبارهم مثل أبي بكر وعمر, هؤلاء متواضعون جدا.
كان سيدنا عمر شديد التواضع. كان خرج مرة للجمعة, ولبس اللباس الذي يلبسه المسلم للجمعة.
وهو في طريقه, نزل عليه من ميزاب دار العباس دم فرختين ذبحا مع ماء.فذهب وغسل ما نزل عليه ثم ,
قال:" يزال هذا الميزاب،"
فقال العباس:" هذا الرسول نصبه."
وقال للعباس:" تطلع على ظهري،" وعزم عليه.
فوقف عمر, وهو أمير المؤمنين, وطلع على ظهره العباس, وأعاده.
التواضع نتيجته: سلامة من الفخر والبغي( أي الاعتداء على الناس).
التواضع نتيجته: سلامة من الفخر. الله تعالى لا يحب الفخرفي الثياب, وفي الأثاث, وفي المسكن, وما أشبه ذلك.
لا يحب الذي يعمل للفخر, يلبس الثوب الجميل, ويتخذ الأثاث الجميل للفخر. هذا ذنبه كبير, حتى إذا كان لبس ثوباً فاخرًا ليراه الناس ويقولوا ما أجمل ثوب فلان. فهذا معصية كبيرة.
الرسول صلى الله عليه وسلم حدّثنا أن رجلا ممن كان قبل هذه الأمّة( أمّة محمّد), كان يمشي متبخترا, ينظر في جانبيه.
أعجبه ثوبه وشعره، تهيئة شعره وحسن شعره. بينما هو يمشي متبخترا,أمر الله تبارك وتعالى به الأرض فبلعته, فهو يتجلجل إلى يوم القيامة.
والتجلجل معناه, السؤوخ( أي النّزول) في الأرض, والتحرك,والتضعضع.
اللهمَّ اجعلنا من عبادك المتواضعين الزاهدين الصالحين العابدين الناسكين الوالهين بمحبتك,
يا أرحم الرّاحمين .