1-يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة 21]
(يا أيها الناس) أي أهل مكة (اعبدوا) وحدوا (ربكم الذي خلقكم) أنشأكم ولم تكونوا شيئا (و) خلق (الذين من قبلكم لعلكم تتقون) بعبادته عقابا ، ولعل في الأصل للترجي ، وفي كلامه تعالى للتحقيق
2-أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [البقرة 258]
(ألم تر إلى الذي حاجَّ) جادل (إبراهيم في ربه) لـ (أن آتاه الله الملك) أي حمله بطره بنعمة الله على ذلك وهو نمرود (إذ) بدل من حاجَّ (قال إبراهيم) لما قال له من ربك الذي تدعونا إليه ، (ربيَّ الذي يحيي ويميت) أي يخلق الحياة والموت في الأجساد (قال) هو (أنا أحيي وأميت) بالقتل والعفو عنه ودعا برجلين فقتل أحدهما وترك الآخر ، فلما رآه غبياً (قال إبراهيم) منتقلا إلى حجة أوضح منها (فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها) أنت (من المغرب فبهت الذي كفر) تحير ودهش (والله لا يهدي القوم الظالمين) بالكفر إلى محجة الاحتجاج
3-إِنَّ اللّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَـذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ [أل عمران 51]
(إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا) الذي آمركم به (صراط) طريق (مستقيم) فكذبوه ولم يؤمنوا به
4-يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [النساء 1]
(يا أيها الناس) أي أهل مكة (اتقوا ربكم) أي عقابه بأن تطيعوه (الذي خلقكم من نفس واحدة) آدم (وخلق منها زوجها) حواء بالمد من ضلع من أضلاعه اليسرى (وبث) فرق ونشر (منهما) من آدم وحواء (رجالاً كثيراً ونساء) كثيرة (واتقوا الله الذي تَسَّاءلون) فيه إدغام التاء في الأصل في السين ، وفي قراءة بالتخفيف بحذفها أي تتساءلون (به) فيما بينكم حيث يقول بعضكم لبعض: أسألك بالله وأنشدك بالله (و) اتقوا (الأرحام) أن تقطعوها ، وفي قراءة بالجر عطفا على الضمير في به وكانوا يتناشدون بالرحم (إن الله كان عليكم رقيبا) حافظا لأعمالكم فيجازيكم بها ، أي لم يزل متصفا بذلك
5-لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة 72]
(لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) سبق مثله (وقال) لهم (المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم) فإني عبد ولست بإله (إنه من يشرك بالله) في العبادة غيره (فقد حرم الله عليه الجنة) منعه أن يدخلها (ومأواه النار وما للظالمين من أنصار) يمنعوهم من عذاب الله
6-مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [المائدة 117]
(ما قلت لهم إلا ما أمرتني به) وهو (أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا) رقيبا أمنعهم مما يقولون (ما دمت فيهم فلما توفيتني) قبضتني بالرفع إلى السماء (كنت أنت الرقيب عليهم) الحفيظ لأعمالهم (وأنت على كل شيء) من قولي لهم وقولهم بعدي وغير ذلك (شهيد) مطلع عالم به
7-وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [الانعام 54]
(وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل) لهم (سلام عليكم كتب) قضى (ربكم على نفسه الرحمة أنه) أي الشأن ، وفي قراءة بالفتح بدل من الرحمة (من عمل منكم سوءاً بجهالة) منه حيث ارتكبه (ثم تاب) رجع (من بعده) بعد عمله منه (وأصلح) عمله (فإنه) أي الله (غفور) له (رحيم) به وفي قراءة بالفتح أي فالمغفرة له
8-قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [الانعام 71]
(قل أندعو) أنعبد (من دون الله ما لا ينفعنا) بعبادته (ولا يضرنا) بتركها وهو الأصنام (ونرد على أعقابنا) نرجع مشركين (بعد إذ هدانا الله) إلى الإسلام (كالذي استهوته) أضلته (الشياطين في الأرض حيران) متحيرا لا يدري أين يذهب حال من الهاء (له أصحاب) رفقة (يدعونه إلى الهدى) أي ليهدوه الطريق يقولون له (ائتنا) فلا يجيبهم فيهلك والاستفهام للإنكار وجملة التشبيه حال من ضمير نرد (قل إن هدى الله) الذي هو الإسلام (هو الهدى) وما عداه ضلال (وأمرنا لنسلم) أي بأن نسلم (لرب العالمين)
9-وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ [الانعام 80]
(وحاجَّه قومه) جادلوه في دينه وهددوه بالأصنام أن تصيبه بسوء إن تركها (قال أتحاجُّونِّي) بتشديد النون وتخفيفها بحذف إحدى النونين وهي نون الرفع عند النجاة ونون الوقاية عند القراء أتجادلونني (في) وحدانية (الله وقد هدان) تعالى إليها (ولا أخاف ما تشركونـ) ـه (به) من الأصنام أن تصيبني بسوء لعدم قدرتها على شيء (إلا) لكن (أن يشاء ربي شيئا) من المكروه يصيبني فيكون (وسع ربي كل شيء علما) أي وسع علمه كل شيء (أفلا تتذكرون) هذا فتؤمنوا
10-وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ [الانعام 83]
(وتلك) مبتدأ ويبدل منه (حجتنا) التي احتج بها إبراهيم على وحدانية الله من أُفول الكوكب وما بعده والخبر (آتيناها إبراهيم) أرشدناه لها حجة (على قومه نرفع درجات من نشاء) بالإضافة والتنوين في العلم والحكمة (إن ربك حكيم) في صنعه (عليم) بخلقه
11-ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ [الانعام 102]
(ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه) وحدوه (وهو على كل شيء وكيل) حفيظ
12-اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ [الانعام 106]
(اتبع ما أوحي إليك من ربك) أي القرآن (لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين)
13-وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ [الانعام 133]
(وربك الغني) عن خلقه وعبادتهم (ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم) يا أهل مكة بالإهلاك (ويستخلف من بعدكم ما يشاء) من الخلق (كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين) أذهبهم ولكنه أبقاكم رحمة لكم
14-فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ [الانعام 147]
(فإن كذبوك) فيما جئت به (فقل) لهم (ربكم ذو رحمة واسعة) حيث لم يعاجلكم بالعقوبة وفيه تلطف بدعائهم إلى الإيمان (ولا يرد بأسه) عذابه إذا جاء (عن القوم المجرمين)
15-قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الانعام 162]
(قل إن صلاتي ونسكي) عبادتي من حج وغيره (ومحياي) حياتي (ومماتي) موتي (لله رب العالمين)
16-قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ [الانعام 164]
(قل أغير الله أبغي ربا) إلها أي لا أطلب غيره (وهو رب) مالك (كل شيء ولا تكسب كل نفس) ذنبا (إلا عليها ولا تزر) تحمل نفس (وازرة) آثمة (وزر) نفس (أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون)
17-وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ [الأعراف 44]
(ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار) تقريرا أو تبكيتا (أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا) من الثواب (حقا فهل وجدتم ما وعد) كم (ربكم) من العذاب (حقاً ؟ قالوا نعم فأذن مؤذن) نادى مناد (بينهم) بين الفريقين أسمعهم (أن لعنة الله على الظالمين)
18-إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف 54]
(إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام) من أيام الدنيا أي في قدرها لأنه لم يكن ثم شمس ولو شاء خلقهن في لمحة والعدول عنه لتعليم خلقه التثبت (ثم استوى على العرش) هو في اللغة سرير الملك ، استواءً يليق به (يغشي الليل النهار) مخففاً ومشدداً أي يغطي كلا منهما بالآخر (يطلبه) يطلب كل منهما الآخر طلباً (حثيثاً) سريعاً (والشمس والقمر والنجوم) بالنصب عطفاً على السماوات والرفع مبتدأ خبره (مسخرات) مذللات (بأمره) بقدرته (ألا له الخلق) جميعا (والأمر) كله (تبارك) تعاظم (الله رب) مالك (العالمين)
19-قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ [الأعراف 121]
(قالوا آمنا برب العالمين)
20-رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ [الأعراف 122]
(رب موسى وهارون) لعلمهم بأن ما شاهدوه من العصا لا يتأتى بالسحر
21-وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ [الأعراف 172]
(و) اذكر (إذ) حين (أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم) بدل اشتمال مما قبله بإعادة الجار (ذريتهم) بأن أخرج بعضهم من صلب بعض من صلب آدم نسلاً بعد نسلٍ كنحو ما يتوالدون كالذرِّ بنعمان يوم عرفة ونصب لهم دلائل على ربوبيته وركب فيهم عقلا (وأشهدهم على أنفسهم) قال (ألست بربكم قالوا بلى) أنت ربنا (شهدنا) بذلك والإشهاد لـ (أن) لا (يقولوا) بالياء والتاء في الموضعين ، أي الكفار (يوم القيامة إنا كنا عن هذا) التوحيد (غافلين) لا نعرفه
22-أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ [الأعراف 173]
(أو يقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل) أي قبلنا (وكنا ذرية من بعدهم) فاقتدينا بهم (أفتهلكنا) تعذبنا (بما فعل المبطلون) من آبائنا بتأسيس الشرك ، المعنى لا يمكنهم الاحتجاج بذلك مع إشهادهم على أنفسهم بالتوحيد والتذكير به على لسان صاحب المعجزة قائم مقام ذكره في النفوس
23-فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ [التوبة 129]
(فإن تولوا) عن الإيمان بك (فقل حسبي) كافيّ (الله لا إله إلا هو عليه توكلت) به وثقت لا بغيره (وهو رب العرش) الكرسي (العظيم) خصه بالذكر لأنه أعظم المخلوقات ، وروى الحاكم في المستدرك عن أبي بن كعب قال : آخر آية نزلت {لقد جاءكم رسول} إلى آخر السورة
24-إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ [يونس 3]
(إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام) من الدنيا ، أي في قدرها لأنه لم يكن ثم شمس ولا قمر ولو شاء لخلقهن في لمحة ، والعدول عنه لتعليم خلقه التثبت (ثم استوى على العرش) استواء يليق به (يدبر الأمر) بين الخلائق (ما من) صلة (شفيع) يشفع لأحد (إلا من بعد إذنه) رد لقولهم إن الأصنام تشفع لكم (ذلكم) الخالق المدبر (الله ربكم فاعبدوه) وحدوه (أفلا تذَّكَّرون) بإدغام التاء في الأصل في الذال
25-فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ [يونس 32]
(فذلكم) الفاعل لهذه الأشياء (الله ربكم الحق) الثابت (فماذا بعد الحق إلا الضلال) استفهام تقرير ، أي ليس بعده غيره فمن أخطأ الحق وهو عبادة الله وقع في الضلال (فأنى) كيف (تصرفون) عن الإيمان مع قيام البرهان
26-وَمِنهُم مَّن يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُم مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ [يونس 40]
(ومنهم) أي أهل مكة (من يؤمن به) لعلم الله ذلك منهم (ومنهم من لا يؤمن به) أبداً (وربك أعلم بالمفسدين) تهديد لهم
27-إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُواْ إِلَى رَبِّهِمْ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [هود 23]
(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا) سكنوا واطمأنوا وأنابوا (إلى ربهم أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون)
28-إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [هود 56]
(إني توكلت على الله ربي وربكم ما من) زائدة (دابة) نسمة تدب على الأرض (إلا هو آخذ بناصيتها) أي مالكها وقاهرها فلا نفع ولا ضرر إلا بإذنه وخص الناصية بالذكر لأن من أخذ بناصيته يكون في غاية الذل (إن ربي على صراط مستقيم) أي طريق الحق والعدل
29-فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقَدْ أَبْلَغْتُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّونَهُ شَيْئاً إِنَّ رَبِّي عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ [هود 57]
(فإن تولوا) فيه حذف إحدى التاءين أي تعرضوا (فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوماً غيركم ولا تضرونه شيئاً) بإشراككم (إن ربي على كل شيء حفيظ) رقيب
30-وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ [هود 61]
(و) أرسلنا (إلى ثمود أخاهم) من القبيلة (صالحاً قال يا قوم اعبدوا الله) وحِّدوه (ما لكم من إله غيره هو أنشأكم) ابتدأ خلقكم (من الأرض) بخلق أبيكم آدم منها (واستعمركم فيها) جعلكم عماراً تسكنون بها (فاستغفروه) من الشرك (ثم توبوا) ارجعوا (إليه) بالطاعة (إن ربي قريب) من خلقه بعلمه (مجيب) لمن سأله
31-وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ [هود 90]
(واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم) بالمؤمنين (ودود) محب لهم
32-خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ [هود 107]
(خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض) أي مدة دوامهما في الدنيا (إلا) غير (ما شاء ربك) من الزيادة على مدتهما مما لا منتهى له والمعنى خالدين فيها أبداً (إن ربك فعال لما يريد)
33-وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [يوسف 6]
(وكذلك) كما رأيت (يجتبيك) يختارك (ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث) تعبير الرؤيا (ويتم نعمته عليك) بالنبوة (وعلى آل يعقوب) أولاده (كما أتمها) بالنبوة (على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم) بخلقه (حكيم) في صنعه بهم
34-يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [يوسف 39]
(يا صاحبي) ساكني (السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار) خير ؟ استفهام تقرير
35-وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ [يوسف 53]
(وما أبرئ نفسي) من الزلل (إن النفس) الجنس (لأمارة) كثيرة الأمر (بالسوء إلا ما) بمعنى من (رحم ربي) فعصمه (إن ربي غفور رحيم)
36-وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ [يوسف 100]
(ورفع أبويه) أجلسهما معه (على العرش) السرير (وخروا) أي أبواه وإخوته (له سجدَّاً) سجود انحناء لا وضع جبهة ، وكان تحيتهم في ذلك الزمان (وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقاً وقد أحسن بي) إلي (إذ أخرجني من السجن) لم يقل من الجب تكرماً لئلا يخجل إخوته (وجاء بكم من البدو) البادية (من بعد أن نزغ) أفسد (الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم) بخلقه (الحكيم) في صنعه ، وأقام عنده أبواه أربعا وعشرين سنة أو سبع عشرة سنة وكانت مدة فراقه ثماني عشرة أو أربعين أو ثمانين سنة وحضره الموت فوصى يوسف أن يحمله ويدفنه عند أبيه فمضى بنفسه ودفنه ثمة ، ثم عاد إلى مصر وأقام بعده ثلاثا وعشرين سنة ولما تم أمره وعلم أنه لا يدوم تاقت نفسه إلى الملك الدائم فقال
37-وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلاَتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ [الرعد 6]
ونزل في استعجالهم العذاب استهزاء (ويستعجلونك بالسيئة) العذاب (قبل الحسنة) الرحمة (وقد خلت من قبلهم المثلات) جمع المَثُلة بوزن السمرة أي عقوبات أمثالهم من المكذبين أفلا يعتبرون بها ؟ (وإن ربك لذو مغفرة للناس على) مع (ظلمهم) وإلا لم يترك على ظهرها دابة (وإن ربك لشديد العقاب) لمن عصاه
38-قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [الرعد 16]
(قل) يا محمد لقومك (من رب السماوات والأرض قل الله) إن لم يقولوه لا جواب غيره (قل) لهم (أفاتخذتم من دونه) أي غيره (أولياء) أصناماً تعبدونها (لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً) وتركتم مالِكَهما ؟ استفهام توبيخ (قل هل يستوي الأعمى والبصير) الكافر والمؤمن (أم هل تستوي الظلمات) الكفر (والنور) الإيمان لا (أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق) أي خلق الشركاء بخلق الله (عليهم) فاعتقدوا استحقاق عبادتهم بخلقه استفهام إنكار أي ليس الأمر كذلك ولا يستحق العبادة إلا الخالق (قل الله خالق كل شيء) لا شريك له فيه فلا شريك له في العبادة (وهو الواحد القهار) لعباده
39-كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِيَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَـنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ [الرعد 30]
(كذلك) كما أرسلنا الأنبياء قبلك (أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلوَ) تقرأ (عليهم الذي أوحينا إليك) أي القرآن (وهم يكفرون بالرحمن) حيث قالوا لما أمروا بالسجود له وما الرحمن ؟ (قل) لهم يا محمد (هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب)
40-الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء [ابراهيم 39]
(الحمد لله الذي وهب لي) أعطاني (على) مع (الكبر إسماعيل) ولد وله تسع وتسعون سنة (وإسحاق) ولد وله مائة واثنتا عشرة سنة (إن ربي لسميع الدعاء)
41-وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ [الحجر 25]
(وإن ربك هو يحشرهم إنه حكيم) في صنعه (عليم) بخلقه
42-إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ [الحجر 86]
(إن ربك هو الخلاق) لكل شيء (العليم) بكل شيء
43-وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ [النحل 7]
(وتحمل أثقالكم) أحماالكم (إلى بلد لم تكونوا بالغيه) واصلين إليه على غير الإبل (إلا بشق الأنفس) بجهدها (إن ربكم لرؤوف رحيم) بكم حيث خلقها لكم
44-أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرؤُوفٌ رَّحِيمٌ [النحل 47]
(أو يأخذهم على تخوف) تنقص شيئا فشيئا حتى يهلك الجميع حال من الفاعل أو المفعول (فإن ربكم لرؤوف رحيم) حيث لم يعاجلهم بالعقوبة
45-ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [النحل 125]
(ادع) الناس يا محمد (إلى سبيل ربك) دينه (بالحكمة) بالقرآن (والموعظة الحسنة) مواعظه أو القول الرقيق (وجادلهم بالتي) أي المجادلة التي (هي أحسن) الدعاء إلى الله بآياته والدعاء إلى حججه (إن ربك هو أعلم) أي عالم (بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) فيجازيهم وهذا قبل الأمر بالقتال ونزل لما قتل حمزة ومثل به فقال صلى الله عليه وسلم وقد رآه لأمثلن بسبعين منهم مكانك
46-وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً [الإسراء 23]
(وقضى) أمر (ربك) أن أي بأن (ألا تعبدوا إلا إياه) أن تحسنوا (وبالوالدين إحسانا) بأن تبروهما (إما يبلغن عندك الكبر أحدهما) فاعل (أو كلاهما) وفي قراءة يبلغان فأحدهما بدل من ألفه (فلا تقل لهما أف) بفتح الفاء وكسرها منونا وغير منون مصدر بمعنى تبا وقبحا (ولا تنهرهما) تزجرهما (وقل لهما قولا كريما) جميلا لينا
47-رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً [الإسراء 25]
(ربكم أعلم بما في نفوسكم) من إضمار البر والعقوق (إن تكونوا صالحين) طائعين لله (فإنه كان للأوابين) الرجاعين إلى طاعته (غفورا) لما صدر منهم في حق الوالدين من بادرة وهم لا يضمرون عقوقا
48-إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً [الإسراء 30]
(إن ربك يبسط الرزق) يوسعه (لمن يشاء ويقدر) يضيقه لمن يشاء (إنه كان بعباده خبيرا بصيرا) عالما ببواطنهم وظواهرهم فيرزقهم على حسب مصالحهم
49-رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً [الإسراء 54]
(ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم) بالتوبة والإيمان (أو إن يشأ) تعذيبكم (يعذبكم) بالموت على الكفر (وما أرسلناك عليهم وكيلا) فتجبرهم على الإيمان وهذا قبل الأمر بالقتال
50-وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً [الإسراء 55]
(وربك أعلم بمن في السماوات والأرض) فيخصهم بما شاء على قدر أحوالهم (ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض) بتخصيص كل منهم بفضيلة كموسى بالكلام وإبراهيم بالخلة ومحمد بالإسراء (وآتينا داود زبورا)
51-إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً [الإسراء 65]
(إن عبادي) المؤمنين (ليس لك عليهم سلطان) تسلط وقوة (وكفى بربك وكيلا) حافظا لهم منك
52-رَّبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً [الإسراء 66]
(ربكم الذي يزجي) يجري (لكم الفلك) السفن (في البحر لتبتغوا) تطلبوا (من فضله) تعالى بالتجارة (إنه كان بكم رحيما) في تسخيرها لكم
53-قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً [الإسراء 84]
(قل كل) منا ومنكم (يعمل على شاكلته) طريقته (فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا) طريقا فيثيبه
54-وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً [الإسراء 108]
(ويقولون سبحان ربنا) تنزيها له عن خلف الوعد (إن) مخففة (كان وعد ربنا) بنزوله وبعث النبي صلى الله عليه وسلم (لمفعولا)
55-وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً [الكهف 14]
(وربطنا على قلوبهم) قويناهم على قول الحق (إذ قاموا) بين يدي يملكهم وقد أمرهم بالسجود للأصنام (فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعوا من دونه) أي غيره (إلها لقد قلنا إذا شططا) أي قولا ذا شطط أي إفراط في الكفر إن دعونا إلها غير الله فرضا
56-وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّاً لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِداً [الكهف 48]
(وعرضوا على ربك صفا) حال أي مصطفين كل امة صف ويقال لهم (لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة) أي فرادى حفاة عراة عزلا ويقال لمنكري البعث (بل زعمتم) أن مخففة من الثقيلة أي أنه (ألن نجعل لكم موعدا) للبعث
57-وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلاً [الكهف 58]
(وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم) في الدنيا (بما كسبوا لعجل لهم العذاب) فيها (بل لهم موعد) وهو يوم القيامة (لن يجدوا من دونه موئلا) ملجأ
58-قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً [الكهف 109]
(قل لو كان البحر) أي ماؤه (مدادا) هو ما يكتب به (لكلمات ربي) الدالة على حكمه وعجائبه بأن تكتب به (لنفد البحر) في كتابتها (قبل أن تنفد) بالتاء والياء تفرغ (كلمات ربي ولو جئنا بمثله) أي البحر (مددا) زيادة فيه لنفد ولم تفرغ هي ونصبه على التمييز
59-قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً [الكهف 110]
(قل إنما أنا بشر) آدمي (مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد) أن المكفوفة بما باقية على مصدريتها والمعنى يوحى إلي وحدانية الإله (فمن كان يرجوا) يأمل (لقاء ربه) بالبعث والجزاء (فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه) أي فيها بأن يرائي (أحدا)
60-وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ [مريم 36]
(وإن الله ربي وربكم فاعبدوه) بفتح أن بتقدير اذكر وبكسرها بتقدير قل بدليل ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم (هذا) المذكور (صراط) طريق (مستقيم) مؤد إلى الجنة
61-رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً [مريم 65]
هو (رب) مالك (السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته) أي اصبر عليها (هل تعلم له سميا) أي مسمى بذلك لا
62-فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى [طه 70]
(فألقي السحرة سجدا) خروا ساجدين لله تعالى (قالوا آمنا برب هارون وموسى)
63-قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [الأنبياء 4]
(قال) لهم (ربي يعلم القول) كائنا (في السماء والأرض وهو السميع) لما أسروه (العليم) به
64-لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ [الأنبياء 22]
(لو كان فيهما) أي السموات والأرض (آلهة إلا الله) أي غيره (لفسدتا) خرجتا عن نظامهما المشاهد لوجود التمانع بينهم على وفق العادة عند تعدد الحاكم من التمانع في الشيء وعدم الاتفاق عليه (فسبحان) تنزيه (الله رب) خالق (العرش) الكرسي (عما يصفون) الكفار الله به من الشريك له وغيره
65-قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ [الأنبياء 56]
(قال بل ربكم) المستحق للعبادة (رب) مالك (السماوات والأرض الذي فطرهن) خلقهن على غير مثال سبق (وأنا على ذلكم) الذي قلته (من الشاهدين) به
66-إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ [الأنبياء 92]
(إن هذه) أي ملة الإسلام (أمتكم) دينكم أيها المخاطبون أي يجب أن تكونوا عليها (أمة واحدة) حال لازمة (وأنا ربكم فاعبدون) وحدون
67-وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ [المؤمنون 52]
واعلموا (وإن هذه) ملة الإسلام (أمتكم) دينكم أيها المخاطبون يجب أن تكونوا عليها (أمة واحدة) حال لازمة وفي قراءة بتخفيف النون وفي أخرى بكسرها مشددة استئنافا (وأنا ربكم فاتقون) فاحذرون
68-قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ [المؤمنون 86]
(قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم) الكرسي
69-فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ [المؤمنون 116]
(فتعالى الله) عن العبث وغيره مما لا يليق به (الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم) الكرسي الحسن
70-وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً [الفرقان 31]
(وكذلك) كما جعلنا عدوا من مشركي قومك (جعلنا لكل نبي) قبلك (عدوا من المجرمين) المشركين فاصبر كما صبروا (وكفى بربك هاديا) لك (ونصيرا) ناصرا لك على أعدائك
71-أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً [الفرقان 45]
(ألم تر) تنظر (إلى) فعل (ربك كيف مد الظل) من وقت الإسفار إلى وقت طلوع الشمس (ولو شاء) ربك (لجعله ساكنا) مقيما لا يزول بطلوع الشمس (ثم جعلنا الشمس عليه) أي الظل (دليلا) فلولا الشمس ما عرف الظل
72-وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً [الفرقان 54]
(وهو الذي خلق من الماء بشرا) من المني إنسانا (فجعله نسبا) ذا نسب (وصهرا) ذا صهر بأن يتزوج ذكرا كان أو أنثى طلبا للتناسل (وكان ربك قديرا) قادرا على ما يشاء
73-وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ [الشعراء 9]
(وإن ربك لهو العزيز) ذو العزة ينتقم من الكافرين (الرحيم) يرحم المؤمنين
74-قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ [الشعراء 24]
(قال رب السماوات والأرض وما بينهما) أي خالق ذلك (إن كنتم موقنين) بأنه تعالى خلقه فآمنوا به وحده
75-قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ [الشعراء 26]
(قال) موسى (ربكم ورب آبائكم الأولين) وهذا وإن كان داخلا فيما قبله يغيظ فرعون ولذلك
76-قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ [الشعراء 28]
(قال) موسى (رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون) أنه كذلك فآمنوا به وحده
77-قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ [الشعراء 47]
(قالوا آمنا برب العالمين)
78-رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ [الشعراء 48]
(رب موسى وهارون) لعلمهم بأن ما شاهدوه من العصا لا يتأتى بالسحر
79-وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ [الشعراء 68]
(وإن ربك لهو العزيز) فانتقم من الكافرين بإغراقهم (الرحيم) بالمؤمنين فأنجاهم من الغرق
80-وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ [الشعراء 104]
(وإن ربك لهو العزيز الرحيم)
81-وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ [الشعراء 122]
(وإن ربك لهو العزيز الرحيم)
82-وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ [الشعراء 140]
(وإن ربك لهو العزيز الرحيم)
83-وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ [الشعراء 159]
(وإن ربك لهو العزيز الرحيم)
84-وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ [الشعراء 175]
(وإن ربك لهو العزيز الرحيم)
85-وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ [الشعراء 191]
(وإن ربك لهو العزيز الرحيم)
86-اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ [النمل 26]
(الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم) استئناف جملة ثناء مشتمل على عرش الرحمن في مقابلة عرش بلقيس وبينهما بون عظيم
87-وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ [النمل 73]
(وإن ربك لذو فضل على الناس) ومنه تأخير العذاب عن الكفار (ولكن أكثرهم لا يشكرون) فالكفار لا يشكرون تأخير العذاب لانكارهم وقوعه
88-وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ [النمل 74]
(وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم) تخفيه (وما يعلنون) بألسنتهم
89-إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ [النمل 78]
(إن ربك يقضي بينهم) كغيرهم يوم القيامة (بحكمه) أي عدله (وهو العزيز) الغالب (العليم) بما يحكم به فلا يمكن أحدا مخالفته كما خالف الكفار في الدنيا أنبياءه
90-إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ [النمل 91]
(إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة) مكة (الذي حرمها) جعلها حرما آمنا لا يسفك فيها دم الإنسان ولا يظلم فيها أحد ولا يصادد صيدها ولا يختلى خلاها وذلك من النعم على قريش أهلها في رفع الله عن بلدهم العذاب والفتن الشائعة في جميع بلاد العرب (وله) تعالى (كل شيء) فهو ربه وخالقه ومالكه (وأمرت أن أكون من المسلمين) لله بتوحيده
91-وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [النمل 93]
(وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها) فأراهم الله يوم بدر القتل والسبي وضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم وعجلهم الله إلى النار (وما ربك بغافل عما تعملون) بالياء والتاء وإنما يمهلهم لوقتهم
92-فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [القصص 30]
(فلما أتاها نودي من شاطيء) جانب (الواد الأيمن) لموسى (في البقعة المباركة) لموسى لسماعه كلام الله فيها (من الشجرة) بدل من شاطيء بإعادة الجار لنباتها فيه وهي شجرة عناب أو عليق أو عوسج (أن) مفسرة لا مخففة (يا موسى إني أنا الله رب العالمين)
93-وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَن جَاء بِالْهُدَى مِنْ عِندِهِ وَمَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ [القصص 37]
(وقال) بواو وبدونها (موسى ربي أعلم) عالم (بمن جاء بالهدى من عنده) الضمير للرب (ومن) عطف على من قبلها (تكون) بالفوقانية والتحتانية (له عاقبة الدار) العاقبة المحمودة في الدار الآخرة أي وهو أنا في الشقين فأنا محق فيما جئت به (إنه لا يفلح الظالمون) الكافرون
94-وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [القصص 68]
(وربك يخلق ما يشاء ويختار) ما يشاء (ما كان لهم) للمشركين (الخيرة) الاختيار في شيء (سبحان الله وتعالى عما يشركون) عن إشراكهم
95-وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ [القصص 69]
(وربك يعلم ما تكن صدورهم) تسر قلوبهم من الكفر وغيره (وما يعلنون) بألسنتهم من ذلك
96-إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاء بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ [القصص 85]
(إن الذي فرض عليك القرآن) أنزله (لرادك إلى معاد) إلى مكة وكان قد اشتاقها (قل ربي أعلم) بـ (من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين) نزل جوابا لقول كفار مكة إنك في ضلال أي فهو الجائي بالهدى وهم في ضلال وأعلم بمعنى عالم
97-إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ [العنكبوت 34]
(إنا منزلون) بالتخفيف والتشديد (على أهل هذه القرية رجزا) عذابا (من السماء بما) بالفعل الذي (كانوا يفسقون) به أي بسبب فسقهم
98-وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ [العنكبوت 36]
أرسلنا (وإلى مدين أخاهم شعيبا فقال يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر) اخشوه هو يوم القيامة (ولا تعثوا في الأرض مفسدين) حال مؤكدة لعاملها من عثي بكسر المثلثة أفسد
99-وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءهُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ [العنكبوت 39]
أهلكنا (وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم) من قبل (موسى بالبينات) الحجج الظاهرات (فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين) فائتين عذابنا
100-وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ [العنكبوت 48]
(وما كنت تتلوا من قبله) القرآن (من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا) أي لو كنت قارئا كاتبا (لارتاب) شك (المبطلون) اليهود فيك وقالوا الذي في التوراة إنه امي لا يقرأ ولا يكتب
101-إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ [السجدة 25]
(إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) من أمر الدين
102-وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ [سبأ 21]
(وما كان له عليهم من سلطان) تسليط (إلا لنعلم) علم ظهور (من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك) فنجازي كلا منهما (وربك على كل شيء حفيظ) رقيب
103-يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ [فاطر 13]
(يولج) يدخل الله (الليل في النهار) فيزيد (ويولج النهار) يدخله (في الليل) فيزيد (وسخر الشمس والقمر كل) منهما (يجري) في فلكه (لأجل مسمى) يوم القيامة (ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون) تعبدون (من دونه) غيره وهم الأصنام (ما يملكون من قطمير) لفافة النوى
104-رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ [الصافات 5]
(رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق) أي والمغارب للشمس لها كل يوم مشرق ومغرب
105-اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ [الصافات 126]
(الله ربكم ورب آبائكم الأولين) برفع الثلاثة على إضمار هو وبنصبها على البدل من أحسن
106-سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ [الصافات 180]
(سبحان ربك رب العزة) الغلبة (عما يصفون) بأن له ولدا
107-وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ [ص 16]
(وقالوا) لما نزل فأما من اوتي كتابه بيمينه الخ (ربنا عجل لنا قطنا) كتاب أعمالنا (قبل يوم الحساب) قالوا ذلك استهزاء
108-رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ [ص 66]
(رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز) الغالب على أمره (الغفار) لأوليائه
109-خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ [الزمر 6]
(خلقكم من نفس واحدة) أي آدم (ثم جعل منها زوجها) حواء (وأنزل لكم من الأنعام) الإبل والبقر والغنم والضأن والمعز (ثمانية أزواج) من كل زوجين ذكرا وأنثى كما بين في سورة الأنعام (يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق) أي نطفا ثم علقا ثم مضغا (في ظلمات ثلاث) هي ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة (ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون) عن عبادته إلى عبادة غيره
110-وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ [الزمر 69]
(وأشرقت الأرض) أضاءت (بنور ربها) حين يتجلى الله لفصل القضاء (ووضع الكتاب) كتاب الأعمال للحساب (وجيء بالنبيين والشهداء) أي بمحمد صلى الله عليه وسلم وأمته يشهدون للرسل بالبلاغ (وقضي بينهم بالحق) أي العدل (وهم لا يظلمون) شيئا
111-ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَّا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ [غافر 62]
(ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون) فكيف تصرفون عن الإيمان مع قيام البرهان
112-اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [غافر 64]
(الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء) سقفا (وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين)
113-قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [غافر 66]
(قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون) تعبدون (من دون الله لما جاءني البينات) دلائل التوحيد (من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين)
114-قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ [فصلت 9]
(قل أئنكم) بتحقيق الهمزة الثانية وتسهيلها وإدخال ألف بينها بوجهيها وبين الأولى (لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين) الأحد والاثنين (وتجعلون له أندادا) شركاء (ذلك رب) مالك (العالمين) جمع عالم وهو ما سوى الله وجمع لاختلاف أنواعه بالياء والنون تغليبا للعقلاء
115-مَا يُقَالُ لَك