الجنس : العمر : 38 المدينة المنورة التسجيل : 31/01/2012عدد المساهمات : 27
موضوع: [♦❀♦] أهمية ترك الفضول في حياة المسلم [♦❀♦] الأربعاء 29 فبراير 2012, 1:11 am
[♦❀♦] أهمية ترك الفضول في حياة المسلم [♦❀♦]
ترك الفضول صفة وحميدة نحب أن تشيع بين المسلمين ، فكلُّ واحد منا يحبُّ أن يحسن إسلامه ويرقى حاله ويزيد قرباً من سيده ومولاه ، فتأتى له بشرى الحبيب الطبيب تقول له{ مِنْ حُسْنِ إسْلاَمِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ }.
وحتى يحسن إسلام المرء فلابد للسان ألا يتحرك إلا على الهدى المستقيم فلا يدخل فيما لا يعنيه فصاحب فضول ليس له نصيب فى الوصول إلا إذا اجتث من نفسه ومن قلبه كل آلات الفضول ولا يبقى له فضول إلا فى أحوال الصالحين وفى رؤية سيد الأولين والآخرين وفى المعانى العلية المبثوثة فى كتاب ربِّ العالمين لكن الفضول فيما فى أيدى الخلق أو ما على أجساد الخلق أو فيما يسكنه الخلق فلا شئ ينفعك من ذلك .
ومن الأسباب التي تورث شرح الصدر واتساعه ترك الفضول: فضول الأكل والشرب والنوم والكلام ومخالطة الناس والاهتمام، وكل ما لا يعنيه ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : " ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه. بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه " .
ولذات السبب نهانا ربنا عن الإسراف : " وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ " .
قال ابن القيم رحمه الله : ( ومنها : ترك فضول النظر، والكلام والاستماع والمخالطة، الأكل والنوم، فإن هذه الفضول تستحيل آلاماً وغموماً، وهموماً في القلب، تحصره وتحبسه وتضيقه، ويتعذب بها، بل غالب عذاب الدنيا والآخرة منها، فلا إله إلا الله ما أضيق صدر من ضرب في كل آفة من هذه الآفات بسهم، وما أنكد عيشه، وما أسوأ حاله، وما أشد حصر قلبه، ولا إله إلا الله ما أنعم عيش من ضرب في كل خصلة من تلك الخصال المحمودة بسهم )
خبرونى بالله عليكم ما نفع أن تعرف ما دار بين أخيك وزوجه ؟ إذا لم يطلعك هو بنفسه أو ما قال فلان لآخر؟
سيشغل إبليس قلبك بهواك فتضل وتزل وتنشغل جوارحك الظاهرة والباطنة بأسرار لا تنفع بل وستصبح مثل بالونة مليئة بعورات الناس وأخبارهم وتريد أن تتقيأها فى كل مكان تذهب إليه فتصير عند الناس قتاتا وممقوتاً ويغلق الله دونك أبواب القبول والوصول وكلُّ خيرٍ مأمول ولا يلبث الخلق أن يغلقوا أبوابهم بوجهك ولذلك روى سيدنا أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ { تُوفِّيَ رَجُلٌ فَقَالَ رَجُلٌ آخَرُ ورَسُولُ اللَّهِ يَسْمَعُ : أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : أَوَ لاَ تَدْرِي ؟ فَلَعَلَّهُ تَكَلَّمَ فِيمَا لاَ يَعْنِيهِ أَوْ بَخِلَ بِمَا لاَ يَنْقُصُهُ} لأنه قد قال لهم محذراً ومنبهاً مراراً وتكراراً { إنَّ اللّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاَثاً: قِيلَ وَقَالَ وَإضَاعَةَ الْمَالِ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ }
وقيل فى مدح ترك الفضول : قطعتُ مطامعي واعتضتُ عنها عزيزاً بالقَناعَةِ والخُمولِ ورمتُ الزهدَ في الدنيا لأنّي رأيتُ الفضل في ترك الفضول وقال أحد الحكماء فى ترك الفضول أبيات ظريفة لأبنائه نذكرها : هذا وربِّ السماء أعـجـب مـن حمار وحشٍ في البر منـتـعـل أخاطبه يا عاقل كـي أسـائلـه مالك وما للخلق من شغل فقال يخشى فـوات حـاجـتـه أو ليس هذا من أفضل العمل فقلت لم يفت للمرء شأن الرب قدره بل قد يفوت بذنب الجسِّ والحيل فاترك شئون الخلق للرب خالقها إن الأذى كله من تلكم الـسبل فصد عني تغـافـلاً ومـضـى يعجب من عقلـه ومن خـلـلـي وصاح مـن خـلـفـه رويدك إنَ الفضول سرُّ النصر من قـبـل قلت إرجع إلـى قول الرسول تفز إن الفضول حبلٌ بالنار متصل أجب إذا ما سئلت مـقـتـصـداً في القول واسكت إن أنت لم تسل أنت بترك الفـضـول أجـدر لـو سلمت من خـفةً ومـن خـطـل
أما بشرى ترك الفضول التى يفهمها الصالحون فلا تقتصر على ما مضى ولكن اسمع للعارفين إذ دأبوا على الحثِّ على ترك الفضول والبعد عن أخلاق الفضوليين الذميمة فيقول الشيخ ابْنَ الأَعْرَابِيِّ { الْمَعْرِفَةُ كُلُّهَا الاعْتِرَافُ بِالْجَهْلِ وَتَرْكُ الْفُضُولِ }
طلب رجل إلى عبد الله بن المبارك أن ينصحه فقال له : اترك فضول النظر توفق للخشوع ، وأترك فضول الكلام توفق للحكمة ، واترك فضول الطعام توفق للعبادة ، واترك عيوب الناس توفق لمعرفة عيوب نفسك·
ولذلك فإن من أعلى وأجمل ما قال العارفون فى ترك الفضول ما قاله أحد الحكماء فى بيان معنى ترك الفضول عند الصالحين إذ يوضح أن كل ما لا يسوق المرء لتهذيب النفس للوصول إلى الله هو من الفضول الممقوت والذى يجب تجنبه واستمتع بمعانى كلامه الراقى إذ يقول: هذب النفس إن رمت الوصول غير هذا عندنا عين الفضول حصل العلم بعزم صادق لا تكن في العلم كسلانا ملول علم النفس توحيد العلي من بيان الآي عن فرد قئوول حصل الأحكام بالقدر الذي يقتضيه الوقت لا قال يقول حسن النيات وانهج نهج ما صح بالإسناد تحظى بالقبول صاحبن أهل التقى والزمنهم واتبع نور الهدى فعل الرسول وادخلن حصن الشريعة واهجرن كل مفتون ومغرور جهول واصطف الرؤوف الرحيم اسع إلى من يزكي النفس عنه لا تحول رتل القرآن وافقه آية وافهمن سر الإشارة والفضول آثر الأخرى على الدنيا عسى يقبل الله فتحظى بالوصول وازهدن فيما يزول مسارعا للذى يبقى بأحوال الفحول أخلصن لله قلبا قالبا واسألنه الفضل منه والقبول بر أصليك القريبين ارحمن كل فرد منهما عند المحول
فإذا صرت من أهل تلك الأخلاق العالية والآداب الراقية تزكو نفسك ويصير الشغل بذكر الله هو الأحب لقلبك فإذا شغلت نفسك بذكر الله وحب حبيبه ومصطفاه والرغبة فى معرفة أسرار التنزلات الرحمانية فى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية فإن هذا بالطبع لن يستقيم لك إلا بدوام يقظة القلب و الإصرار على ترك الإشتغال بالخلق ولديها فتصير آلات استقبالك كلها موجهة للمصادر الربانية والفضائيات الإلهية السماوية وقنوات البث المحمدية العلوية لا للأوساخ الدنية والأخبار الدنيوية من القيل والقال أوكثرة السؤال عما لا يعنيك من الأحوال فهؤلاء الذين أكرموا هم مقتصدون حتى فى حديثهم فى كلام الواحد المتعال أو فى حديث الحبيب الأعظم أو سيرة الآل فكيف يستبيحون وقتهم فى الفضول أو اللهو فضلاً عن باطل أو قيل وقال بأى حال
مظاهر الفضول { أمثلة }
- الكلام في أسرار الناس و خصوصياتهم. - { وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ } الهمزة 1 - التصنت على أحاديث الناس بالتجسس عليهم. { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا } السراء 36 - تتبع عورات الناس بالإطلاع على عيوبهم. - سؤال الناس في أمور لا تعنيه. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } المائدة 101 - التدخل في شؤون الغير و التصرف في أمتعتهم بدون إذن.
أضرار الفضول
الوقوع في الإثم و المعصية. تضييع الوقت فيما لا ينفع. إيذاء الآخرين. انتشار العداوة و البغضاء بين الناس. نفور الناس من الفضول و كراهيتهم له.
ثمرات اجتناب الفضول
الفوز برضى الله. كمال الدين و صفاؤه. راحة الضمير و طمأنينة البال. اكتساب محبة الناس و احترامهم. سلامة المجتمع من العداوات و الأحقاد.
علاج ظاهرة الفضول
استحضار خشية الله قبل فعل الفضول. الإكثار من ذكر الله [ قراءة القرآن-الدعاء-الذكر-الاستغفار-....] ممارسة الفضول المحمود { طلب العلم – الإصلاح بين الناس – إماطة الأذى عن الطريق – التطوع في الأعمال الخيرية – المساهمة في حملات التوعية و النظافة و التشجير – البحث و الثقافة – الرياضة – الحضور إلى ندوات أو محاضرات - تقديم نصيحة – تقديم مساعدة للضعفاء و الشيوخ...}