ιl.ιlιlι.lι أقسام السنة ιl.ιlιlι.lι
من التعريف السابق للسنة يمكننا القول بأن السنة تنقسم بحسب ذاتها إلى :
1 - سنة قولية .
2 - سنة فعلية .
3 - سنة تقريرية
أولا : السنة القولية :
هي أقواله صلى الله عليه وسلم وخطبه في المناسبات والأغراض المختلفة ؛ كقوله صلى الله عليه وسلم : ( ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة يتزوجها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) ) .
وقوله صلى الله عليه وسلم في البحر : ( ( هو الطهور ماؤه الحل ميته ) ) .
وقوله صلى الله عليه وسلم في زكاة الزروع : ( ( فيما سقت السماء والعيون أو كان عثريا : العشر ، وما سقي بالنضح : نصف العشر ) ) .
ثانيا : السنة الفعلية :
هي أفعاله صلى الله عليه وسلم التي نقلها عنه صحابته ؛ كأفعاله في الوضوء ، والصلاة ، والحج ، وما إلى ذلك . . . ، غير أن أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم ليست كلها سنة يجب اتباعها والاقتداء بها ؛ ولهذا انقسمت أفعاله صلى الله عليه وسلم إلى ثلاثة أقسام ، على النحو الآتي :
أولا : ما صدر عنه صلى الله عليه وسلم من أفعال خاصة به
وهذه ليس لغيره من الأمة اتباعها ، وذلك كوصاله الصيام في شهر رمضان ، فقد كان صلى الله عليه وسلم يصوم اليومين وأكثر من غير أن يأكل بينهما ، وهو في نفس الوقت ينهى أصحابه عن ذلك ؛ لاختلاف حاله صلى الله عليه وسلم عن غيره من الأمة ، وكتزوجه بأكثر من أربع نساء ، وكتهجده بالليل ، حيث كان التهجد بالنسبة إليه صلى الله عليه وسلم يعد فرضا ، كما يدل على ذلك قوله تعالى : } يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلا * نصفه أو انقص منه قليلا * أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا * إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا { ( المزمل 1 : 5 ) .
ثانيا : ما صدر عن الرسول صلى الله عليه وسلم بحكم بشريته
كالأكل والشرب والنوم ، وما إلى ذلك . . . فهذا النوع من الأفعال ، وإن كان لا يعد تشريعا ولا يجب التأسي به ، إلا أنه وجد من الصحابة من كان يقتفي أثره صلى الله عليه وسلم في ذلك ؛ محبة فيه ، وحرصا على اتباعه ، كعبد الله بن عمر - رضي الله عنهما .
كذلك يأخذ حكم هذه الأفعال ما صدر عنه صلى الله عليه وسلم بناء على خبرته وتجاربه في شئون الحياة ؛ كالنواحي الزراعية ، والتجارية ، والتدابير الحربية ، وما إلى ذلك . . . مما لا يجب فيه الاقتداء شرعا .
ثالثا : ما صدر عنه صلى الله عليه وسلم وقصد به التشريع والاتباع ، وهو نوعان :
1 - أفعال وردت بيانا لمجمل ما جاء في القرآن الكريم ، فما صدر عنه صلى الله عليه وسلم من أفعال خاصة بالصلاة كانت بيانا لمجمل قوله تعالى : } وأقيموا الصلاة { ( المزمل : 20 ) .
وما صدر عنه من أفعال خاصة بمناسك الحج كانت بيانا لقوله تعالى : } ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا
{ ( آل عمران : 97 ) .
2 - أفعال فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم ابتداء ، فعلى الأمة متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيها ، والتأسي به ؛ لقوله تعالى : } لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة { ( الأحزاب : 21 ) ، وهذا إذا علمت صفته الشرعية .
مثال ذلك قول عمر حينما كان يقبل الحجر الأسود في طوافه : إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك .
ثالثا : السنة التقريرية :
وهي أن يصدر من أحد الصحابة قول أو فعل ويعلم به النبي صلى الله عليه وسلم ولا ينكره ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم بعث لبيان الشريعة ، وإبطال كل ما يخالفها ، فلو أن ما صدر من الصحابي مخالف للشريعة لما سكت عنه صلى الله عليه وسلم ، ولما ارتضاه ، أما وقد سكت عن إنكاره فإن ذلك يعتبر تقريرا منه لهذا الفعل أو القول .
ومن أمثلة السنة التقريرية
ما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أنه : خرج رجلان في سفر وليس معهما ماء ، فحضرت الصلاة فتيمما صعيدا طيبا ، فصليا ، ثم وجدا الماء في الوقت ، فأعاد أحدهما الصلاة والوضوء ، ولم يعد الآخر ، ثم أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له ، فقال للذي لم يعد : ( ( أصبت السنة ) ) ، وقال للآخر : ( ( لك الأجر مرتين ) ) .
ومنه إقراره لطريقة معاذ بن جبل في القضاء ، حينما بعثه إلى اليمن قاضيا ؛ إذ قال له : ( ( كيف تصنع إن عرض لك قضاء ؟ ) ) ، قال : أقضي بما في كتاب الله ، قال : ( ( فإن لم يكن في كتاب الله ؟ ) ) ، قال : فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : ( ( فإن لم يكن في سنة رسول الله ؟ ) ) قال : أجتهد رأيي لا آلو ، قال : فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدري ، ثم قال : ( ( الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله ) ) .
ومما ينبغي ملاحظته هو أن السنة قولية كانت أو فعلية أو تقريرية في مستوى واحد من حيث حجيتها ووجوب العمل بها .