الحرم .. مهوى الأفئدة ، و موطن "اللا-جنسية" ، و وطن الكرام حين يمرون فقط عبر التقوى ، و على مدار التاريخ مقر الاستحقاق الأمني لذوي الكبائر ! قبل الطائفين و العاكفين .
لعله البقعة الوحيدة على كوكبنا والتي لم تخلو طرفة عين من اعتراف لفظي و حركي وقلبي بوجوده و وحدانيته سبحانه و تعالى .
كم له من قدسية ،
و مناسك مخصوصة بما حفلت من حكم و معان أدركناها أو لم ندركها ، كم تتزكى معها النفس و تسمو الروح .
في كل عمرة أو حجة هل تتوارد مثل هذه المعاني ، و هل تشعر في كل مرة بتغيير في حياتك؟
يؤجر الإنسان حينما ينظر إلى الكعبة المشرفة
وهذا إن دل على شيء إنما يدل على عظمة بيت الله الحرام
( اللهم زد بيتك هذا تكريما وتعظيما وتشريفا ومهابة وأمنا )
الهيبة والمهابة ، هذا ما أشعر به وأنا أدخل بيت الله الحرام !
قد لا تختلف الأمكنة كثيراً عن بعضها البعض ، فالتراب نفسه تراب ، والحجارة هي الحجارة ، والشجر ، والجبال ، والوديان .
لكن التكريم هو الذي يضفي الفرق ، وعندما يكون التكريم مقترن بالله رب كل مكان وزمان هنا نتوقف ونمعن النظر ، ونقدح زناد الفكر ...
حرم محمي منذ دعا له الخليل عليه السلام ، وأفئدة تهوي إليه من كل بقاع الأرض ، وخشوع يلبسنا عند الذكر بعيدين كنا أم قريبين .
مكان ضيق ، وأرض جرداء ، وجبال صخرها صلد ، ولكن نور الله يحيط بالمكان والعباد فتتجلى الأنفس ليتسع بها المكان ، وتطيب الأرض ، وتلين الجبال من رحمة الله .
اللهم أكرمنا عام بعد عام بالطواف حول كعبتك المشرفة ، والتلذذ بطيب بيتك الحرام.