تدريب الصقر
هناك خطوتين مهمتين في موضوع الصقاره أو في الصيد بالصقر
أولاً إعداد الصقر إعداداً كاملا للطاعة والإمتثال لأوامر الصقار
ثانياً إعداد الصقر إعداداً كاملاً للتعامل مع أي فريسة يريدها الصقار
ولكن هاتين الخطوتين تدخل ضمنهما سلسلة من الخطوات الصغيرة والتي تشكل كيان عملية الصقار، وسناتي عليها جميعها بتسلسل تام ولكن قبل ذلك لابد من حديث عام يعتبر هو المقدمة أو المدخل للتدريب فقبل أن نتكلم عن الصقر وتدريبه يجب أن نتكلم عن الصقر نفسه فهناك فرق بين الصقور وقد سبق وأن تكلمنا عن الصقور في السعوديه وكيف تاتي ومن اين تاتي وماهي انواعها ولكننا لم نتكلم عن شخصيته اي مزاجه ونفسيته وماذا يحب وماذا يكره وما هو عالمه الذي تعود عليه والذي يهتم به وكيف اعرف إن كان وفياً أم أنه يريد الخلاص أسئلة وأسئلة يجب ان يجيب عليها الصقار قبل الدخول في كيفية تدريبه
ويشمل هذا المدخل للتدريب أيضاً المعرفة بمن هو الصقار أو ماهي الأمور التي يجب على الصقار اتخاذها إذاً أمرين لابد أن نهتم بهما هذين الأمرين هما الصقر والصقار وقبل أن تدرب الصقر يجب أن تتدرب على أن تكون صقاراً
فنحن نعلم أن كل إنسان يستطيع أن يتعلم ولكن ليس كل إنسان يستطيع أن يصبح معلماً
يذهب بعض المنظرين الى تخصيص مواصفات جسمانية للصقار فيقول مثلاً يجب ان لا يكون الصقار ممعناً في الطول ولا ممعناً في القصر وأن لا يكون نحيل الجسم ولا بالغ السمن هذا الشئ لا يوجد في عرف الصقارين السعودين
ولكن من المتعارف عليه ان الصقارين بناءاً على قطعهم مسافات شاسعة خلف الصقور لإصطيادها أو خلف الطيور في موسم الصيد بالصقور يتعرضون للكثير من العناء والمشقة مما يجعلهم أقوياء أشداء أجسامهم تميل للبنية الرياضية
ولكن يجب ان يكون الصقار صبوراً نافذ البصر قوي السمع صافي الصوت ولديه معرفة جيده بأخلاق الصقور وطبائعها ومميزاتها من يقظة وذكاء
هناك من يقول أن الصقر يستطيع تمييز عطر الصقار الذي يدربه، الصقار يجب ان يكون ملماً بعالم الصقر الذي يهتم به ويعرف طبائع الطيور والثديات التي يصطادها الصقر كذلك يجب ان يكون الصقار ملماً بتركيب الصقر الجسماني وان يعرف كل التطورات التي تحدث في ريشه وعيونه ومنقاره ومخالبه التي يجب أن يراقبها الصقار جيداً من الخطأ محاولة خداع الصقر فإن الصقر إن احس بالغدر غدر، ومثل ذلك الا يدربه على طعم فارغ من اللحم،الملواح،وهو ما سنأتي على ذكره لاحقاً
كذلك على الصقار أن لا يسمح لأي مخلوق كان أن يأتي الصقر من الخلف وهو غير مبرقع وعلى الصقار متابعة صقره بالعناية التامة والاهتمام بنظافة مخالبه بعد كل طعام حتى لا تتعرض لمرض أو عدوى كما يجب عليه تسريح ريشه أما بمسحه باستمرار بأصابعه أو باستخدام ريشه يمررها على صدر الصقر وأجنحته لتسريح ريش الصقر كما يجب عليه تنظيف الريش والجناحين من العوالق والأوساخ ويحاول الصقار معرفة ما إذا كان هناك ريشه مكسوره، فإذا كان ذلك فعليه أن يصلحها وإصلاح الريش المكسور يسمى لدى الصقارين التوسير والصقار الناجح دائماً يقوم بجمع الريش الذي يتساقط أثناء القرنسة أو غيره حتى إذا وجد ريشه مكسوره فإنه سينزع الجزء العلوي من هذه الريشه المكسوره ويترك الجزء الذي يلي جسم الصقر ويقوم بإدخال إبره في الجزء الباقي في جسم الصقر بحيث يكون نصف الإبره داخل الريشه والنصف الآخر خارجها ويقوم بقياس الجزء المنزوع وإستبداله بجزء آخر سليم من الريش الذي يدأب الصقار على جمعه ويتم تلحيم الجزئين في بعضهما
كذلك يجب على الصقار مناداة الصقر دائماً والصياح له وقال الكثير من الصقارين ان الصقور صياح ونهم الصياح معروف وهو المناداة بصوت عال للفت الإنتباه أما نهم فمعناها هنا الحث والإستجداء
الصقار لا يجب أن يدع أحد غيره يقدم الطعام للصقر حتى يدرك الصقر أنه ولي نعمته ولو إني وجدت بعض الصقارين يترك إطعام الصقور لأحد أبناءه وعلل ذلك بعدم تفرغه، بعد ان يتناول الصقر وجبته يقذف الريش والأوساخ والزوائد من معدته وهذه الزوائد تناولها مع طعامه وتدعى الروباجه فعلى الصقار مراقبتها فإن راى فيها رطوبة فهذا دليل على ان الهضم لديه ليس طبيعياً وعليه أن يخفف من وجبته الطعام المقبلة حتى أن يجد الروباجه التي يقذفها الصقر جافة وغير رطبة جداً
ومن صفات الصقر التناصر مع أبناء جنسه فهو يحميهم ويدافع عنهم ومن صفاته أيضاً أنه قابل للتعلم ذكي ويقال أيضاً أنه حنون على والديه فيرعاهما ويعطف عليهما، الصقر صاحب مزاج صعب وعلى الصقار ان يعرف مزاجه بعد التدريب ويجب ان تعرفه اذا تعكر مزاجه وان تعرفه إذا كانت في نيته الصيد أم لا وتعرف ذلك مما تعودت عليه من خلال تدريبك له وأكثر العلامات دلاله على ذلك هو أن تري الصقر يتلفت حوله بكثره اذا رفعت برقعه ويهم بالطيران ثم يتراجع تعرف أنه لن يصيد وأغلب هذه العلامات تظهر في مواسم التزاوج السنوي بالنسبة للصقور فتجده يحن للبرية وللحياة الفطرية فيشغله هذا الحنين عن الصيد أو أي شئ آخر
الصقار الحقيقي هو الذي يستطيع وزن نفس الصقر فلا يشعره بالملل أو التعب ولا يجهده ولا يريحه تماماً، والصقور تختلف فهناك صقر يتعلم بسرعة وهناك صقور بطيئة التعليم وبعضها لا يحتاج لتعليم لكونه مطيعاً وراغباً في الصيد
الصقار يجب أن يتعامل مع الصقر بهدوء وسياسة وأغلب الصقارين يقولون الصقر حيلة وتجويع كل هذه الأمور يجب أن تكون في ذهن الصقار قبل أن يبدأ في تدريب
أي صقر وهذا ما يسميه الصقارين بالاستعداد الكامل للصقاره
بعد هذه المقدمة او المدخل الحافل بالنقاط المهمة نبدأ في شرح كيف يتم التدريب
أن يحس الصقر بانه مطوق بالناس وانه وسط مجتمع الناس وهذا بحمله على الكف دائما ويحمل الصقر على اليد اليسرى باستمرار أطول مدة ممكنة خلال الليل والنهار ، الخطوة التي تلي ذلك هي عدم إطعام الصقر لمدة معينة من يومين الى ثلاثة او اكثر والصقر إذا كان جائعاً سيبحث عن الطعام ويتلفت وينظر بين قدميه بمجرد أن ترفع الغطاء عن عينيه عندما يكون الصقر جائعاً وعلى إستعداد لأكل ما سيقدمه الصقار له عندئذ يقدم له الصقار الأكل وبعد ذلك سيقوم الصقار باختيار اسم له
ويلي ذلك إعطاء الصقر فرصة أولى لرؤية البيئة للحظات وذلك برفع برقعه ثواني محدودة ثم إعادته،
وبعد ذلك تلي الخطوة التالية وهي القفز ليد الصقار لياكل الطعام وان لم يقفز اعاد برقعه ليوم ثاني
وبعد ذلك مناداته من مكان قريب وهو ثابت للقفز ليد الصقار
وبعد ذلك مناداته من مكان ابعد وهو ثابت للقفز ليد الصقار
وبعد ذلك إطلاقه ومناداته عل جناح حباري محنط ويسمى ملواح
وهاكذا حتي يربط الريش المحنط في ذهنه
وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم