مكة.. ووظيفة الإعلام الحديث
كلمة الإعلام نفسها لم تعد صالحة للتعبير الحقيقي عما أصبح عليه ما لا نزال نصطلح على وصفه بالإعلام، فما بدأ بجريدة تُطبع وتحمل الأخبار دون الآراء غالبا، وتوزّع بعد فترة زمنية ما، أصبح نقلا مصوّرا حيّا شاملا ومباشرا للحدث .
والفصلُ الذي كان قائما بين مهمّة الإعلام بمعنى نقل الخبر، وبين الكتاب، والصورة، والمؤتمر، والتربية، وغير ذلك من ميادين تكوين الإنسان، لم يعد له وجود في الإعلام الحديث المعاصر.
والسؤال اليوم عن مكة المكرّمة في الإعلام، ما يزال مطروحا في الدرجة الأولى في نطاق الصيغة التقليدية القديمة للإعلام، بشيء من التطوير، كأنّ يرد ذكر مكة المكرّمة وتاريخها ومكانتها العقدية والعبادية في المنتجات الإعلامية الحديثة. ومع الإقرار بأنّ هذا غير متحقق إلا بنسبة محدودة، ينبغي لفت النظر إلى أمرين:
أوّلهما أن مكة المكرمة موجودة على نطاق أوسع نسبيا فيما بات يلحق بوسائل الإعلام غير المباشر كالصور واللوحات والمجسّمات، وغيرها ممّا له تأثير على الإنسان وتصوّراته وأفكاره وأذواقه، بأساليب متطابقة مع الأساليب الإعلامية.
الأمر الثاني أنّ المهمة الأجلّ والأعمق، مهمّة الوصول بنموذج مكة المكرّمة إلى مختلف وسائل الإعلام الحديث، والتي كان طرح بعض معالمها هو الغاية من هذا الموضوع، أي الانطلاق من مكة المكرومة نموذجا لتكوين الإنسان المعاصر القادر على تحقيق هدف النهوض الإنساني في عالمنا المعاصر، هذه المهمة غائبة غيابا شبه كامل عن الإعلام الحديث، ويمكن أن تبقى غائبة عن أشكاله المستقبلية المحتملة، ما لم يبدأ العمل الآن على ملء هذه الثغرة الحيوية فيما يُرجى لجيل المستقبل أن يحققه من الأهداف.
موضوع: {}▒◄ مكة.. ووظيفة الإعلام الحديث ►▒{} 
الأربعاء 28 ديسمبر 2011, 3:56 am