اثبتت الدراسات العلمية والواقع العملي بان الأجهزة المعنية بمكافحة الجريمة ليست سوى حلقات متكاملة وبقدر ما تكون العلاقة قائمة ومتينة بين هذه الأجهزة بقدر ما يتحقق النجاح.
وأجهزة الإعلام هي احدى تلك الأجهزة الرئيسة العاملة في هذا الميدان بصورة غير مباشرة ويتزايد دورها في حياة الشعوب والأمم يوما بعد يوم.
وانطلاقا من الحملة الإعلامية للتوعية الأمنية والمرورية التي سيقوم بها الأمن العام مع بداية العام الدراسي القادم فإنه من الضرورة اشراك الأجهزة الإعلامية في توجيه وصياغة رسالة التوعية الأمنية والمرورية لأن رجال الإعلام لديهم القدرة على التأثير والاقناع والتنوع والابتكار وكذلك المبادرة والتوقع والاستمرارية وكل فنون الإعلام لإيصال الرسالة الإعلامية.
كما آمل ان تكون الأهداف المتوخاة من الحملة الإعلامية للتوعية الأمنية والمرورية أكثر عمقا بحيث تضيق الفجوة بين المؤسسات الأمنية وأفراد المجتمع وتسهم في تكوين حس أمني واع لدى المواطنين يمنحهم القدرة على توقع الأحداث الاجرامية والظواهر السلبية وتنمية مقدراتهم ومهاراتهم للتصدي لها وان تقدم تلك الحملة التوعوية تعريفا متكاملا بالقوانين والأنظمة وبطريقة مبسطة للجميع ليدركوا ما هو ممنوع وما هو مسموح وما هي حقوقهم وما هي واجباتهم ومسؤولياتهم وفي هذا الإطار ان يكون من بين أهداف الحملة الإعلامية تبصير أفراد المجتمع بخطورة الجريمة وتعميق استنكارهم لها واحاطتهم بطرق ووسائل ارتكابها حتى لا يقعوا ضحية لها وتعريفهم ايضا بطرق الوقاية من الحوادث التي قد تقع نتيجة الإهمال والتهاون, ويفترض ان تكون من بين الأهداف تهيئة المجتمع لتقبل الاشخاص الذين اضطرتهم الظروف للانحراف وارتكبوا الجريمة وامضوا فترة العقوبة لينخرطوا في المجتمع بشكل طبيعي بهدف عدم انعزالهم او عودتهم للجريمة مرة اخرى، كذلك عدم الاكتفاء بنشر أخبار الجرائم ذات الأثر السلبي على المجتمع بل شرح الدوافع المؤدية الى اتيان ذلك السلوك والتعليق عليه واثره على مستقبل الفرد والأسرة والوطن.
ولعل من الأهمية بمكان التذكير ان أجهزة الأمن مطالبة بأن تلعب دورا أكبر على الساحة الاجتماعية حتى تقترب من عقل ووجدان المواطن وتقوي العلاقة بينهما وان يكون تعامل منسوبيها اثناء تأديتهم لأعمالهم وحتى أثناء حياتهم العادية قدوة للآخرين لان سلوكهم سيؤثر في كيفية قبول المواطن لهم ولأعمالهم.
دعواتي الصادقة لهم بالتوفيق,, والنجاح وان تحقق الحملة الإعلامية أهدافها والتي سينعكس اثرها على الجميع.
* مدير ادارة الشؤون الإعلامية بأكاديمية نايف