❁❀✿❁❀✿❁❀✿
☜♥☞ الأسرة المثالية ☜♥☞
❁❀✿❁❀✿❁❀✿
تعد الأسرة نظاما اجتماعيا وهي من أهم الجماعات التي يتكون منها المجتمع خاصة وقد أجمعت تجارب العلماء على أهمية الأسرة في رسم شخصية أطفال الغد.
فالأسرة هي الخلية الحية في كيان المجتمع البشري يحيط بها تيارات مختلفة من فساد وانحلال وانهيار وهذا يهدد المجتمع كله، وهي تتكون من الأب والأم والأولاد أو الزوج والزوجة فقط. وكل فرد في الأسرة له دور فعال في كيان الأسرة حيث يؤثر فيها ويتأثر بها.
اتسمت الأسرة قديما بالقيام بكل الوظائف المرتبطة بالحياة، واتسمت بتحقيق وظائفها بالشكل الذي يلائم العصر الذي تنتمي إليه، حيث اختلفت وتطورت وظائف الأسرة نتيجة تطور العصور التي أثرت في طبيعة تلك الوظائف وكيفية ووسائل قيام الأسرة بها، ولكن لم يختلف الهدف من تلك الوظائف بالرغم من تعرضها للتطور والذي يتمثل في تكوين الشخصية المتزنة انفعاليا القادرة على التكيف مع متطلبات الحياة الاجتماعية.
فإن الفرد نواة الأسرة، والأسرة خلية اجتماعية، تهيئ لمجتمع الأفراد الصالحين، الجديرين بحمل أعباء الرسالة وتكاليف الحياة على هدى من الله واستقامة على طريق الخير والفضيلة.
وعندما تكون علاقات الأفراد في الأسرة الواحدة قائمة على الاحترام المتبادل، والكلمة الطيبة والقدوة الحسنة ويكون الإسلام هو الرائد والموجه تكون النتائج طيبة والثمار يانعة والخير حاصلا إن شاء الله تعالى، وكذلك الأسرة التي تساير نمو الفرد فتعامله في طفولته على أنه طفل وتهيئ له الفرصة لكي ينمو ويستمتع بكل مرحلة يمر بها في حياته، والأسرة المستقرة الثابتة المطمئنة تعكس هذه الثقة وذلك الاطمئنان على حياة المراهق وتهيئ له مناخا صحيا لنموه.. فهذه الأسرة تسمى بالأسرة المثالية.
ولكي نبني الأسرة المثالية لا بد أن يلتزم الوالدان ما يلي:
• أن يحافظا على الأخلاق الإسلامية بين الأفراد وفي الأسرة، فإن الأخلاق إما أن تكون فطرية قال تعالى: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ﴾ (سورة الروم آية: 30).
• وإما أن تكون الأخلاق بين الطبع والتصنع، وهناك فرق كبير بين صاحب الخلق الكريم تربية وأصالة وقناعة وطبعا، والمتصنع للخلق الكريم، فالفرق بينهما كالفرق بين الصدق والكذب.
• ومن السلف من اعتبر الدين هو الخلق الكريم..... وخير ما نتأسى به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد قال الله تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ (سورة القلم آية: 4).
العدل في كل شيء فإن العدل يُكَوِّنُ أسرة مثالية... مثال: (العدل بين الأولاد، والعدل بين الزوجات، والعدل في كل شيء في الحياة الأسرية).
فهناك أسس لبناء الأسرة المثالية:
• أن تتأسس هذه الأسرة على تقوى الله في السر والعلن وأن يكون الهدف الأساسي الذي يسعى الجميع لتحقيقه هو رضا الله سبحانه وتعالى.
• أن تبنى هذه الأسرة على الحب والإيثار إذ فقدان ذلك بين الوالدين يؤثر بصورة كبيرة على سلوكيات الأبناء ونفسياتهم.
• أن تكون الأسرة دافئة بمعنى أن يجد الأبناء في الأسرة القدوة الصالحة فإن لم يكن الأبوان قدوة لأبنائهم نشأت نفسيات مضطربة.
• اهتمام الأسرة بالأبناء حتى في اختيار الأصدقاء ومساعدة الأبناء على حسن الاختيار، وإقامة الحوار معهم حالة الرفض لإقناعهم.
• إبعاد الأسرة وسائل الفساد والتي تؤدي بالأبناء إلى الانحراف، والحرص على الرقابة والمتابعة الدقيقة.
غرس مفهوم أن المرجع الأساسي دائما للأبناء هم الوالدان وذلك من خلال الإجابة على كل الأسئلة التي يوجهها الأبناء بصورة علمية صحيحة.
إذًا الأسرة المثالية هي التي تعين أفرادها على إنجاز وظائفها المتعددة بصفة خاصة: الزواج السعيد، والإنجاب، وتحقيق المطالب المادية الضرورية لحياة أفرادها من غذاء وكساء ومأوى ورعاية صحية، وبالمثل إرضاء الحاجات النفسية لأفرادها صغارا وراشدين، وإعدادهم لما يجابههم على طريق الحياة من مآسٍ أو أزمات بسيطة أو شديدة وللاستمتاع بمباهج الحياة ومسراتها بأساليب مشروعة ولتكوين العلاقات الحسنة مع الآخرين.
فلقد بذل كثير من الباحثين عددا كبيرا من المحاولات لدراسة العوامل التي تؤدي إلى التوافق الأسري بين الأفراد الذي هو أساس الأسرة المثالية.
ومن عوامل التوافق الأسري:
• أن يكون هناك استقرار في العلاقات الأسرية والتفاهم والحب المتبادل بين أفراد الأسرة.
• وجود أهداف مشتركة للأسرة وقدرة على الإسهام في خدمة المجتمع والنهوض به والارتباط بأخلاقيات هذا المجتمع وقيمه الاجتماعية السليمة.
• التفاهم والاتفاق بين الوالدين حول علاقتهما مع الأبناء والاهتمام بتوفير الرعاية والاهتمام لهم دون التفرقة بينهم.
والأسرة المثالية ينبغي أن تبنى على أساس من التوافق، فالزوجان وهما يعيشان معا في بيت واحد، وفي حياة مشتركة طول العمر ينبغي أن يكون التوافق بينهما تاما. وهذا التوافق يكون في فهم الدين، والفكر وفي المبادئ والتقاليد، وفي طريقة الحياة، وكذلك توافق في الطباع أيضا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
❁❀✿❁❀✿❁❀✿