خصائص ومواصفات المدرب الناجح
إن التدريب هو فن بحد ذاته وموهبة عند البعض، يحتاج الى دراسة وصقل وممارسة، وفن التدريب يحتاج أيضاً الى المدرب المؤهل والمثقف برياضته والرياضات الأخرى ويكون لديه الخبرة العملية الكافية لتعليم رياضة الكيك بوكسينغ بإختلاف أساليبها؛ السمي، اللايت، الفل كونتاكت، اللو كيكس ..الخ.
ومعرفة قوانينها التحكيمية وأنظمتها، ويكون قادراً على إيصال المعلومات الى الرياضيين بالطريقة العلمية الصحيحة والمبسطة حسب درجاتهم ومدة تدريباتهم التي قضوها، لينتقل بهم من مرحلة الى أخرى حسب الأولويات التي يحتاجونها في التدريب وإعطائهم المعلومات الضرورية والأساسية لرفع مستواهم الفني وإيصالهم الى طريق البطولة، وهي منزلة لا يمكن الوصول اليها إلا بالكفاح والمثابرة، فلا يمكن لهذه المنزلة أن تشترى أو تؤخذ بالقوة أو تقدم كهدية، والمدرب هو المرآة الحقيقية للرياضة، وهو الشريك الأكثر عطاء وتفانياً على حساب الذات والحياة الخاصة.
والمدرب المثالي يجب أن يكون عادلاً إنسانياُ ومتسامحاً ورغم تشدده بالقوانين والخطط ، يكون حساساً ومرهفاً إزاء أدق التفاصيل، ومتواصلاً مع الصغير قبل الكبير يكتشف ويرعى المواهب؛ يحدد نقاط الضعف ويعالجها مثقفاً ومتواضعاً، ولديه كامل الأجوبة. وهو قائد يقود سفينته المميزة مواجهاً جميع التحديات والمعوقات البشرية، المادية والعامة نحو تحقيق أكثر من هدف في وقت واحد .
أولاً : خصائص المدرب الناجح :
للمدرب الناجح مواصفات ثقافية، إنسانية ونفسية كثيرة تعكس حساسية دوره في أداء رسالته . أبرز هذه الخصائص هي :
1-الموهبة الطبيعية ؛ ليس كل رياضي مميز، أو حتى نجم بإستطاعته أن يكون مدرباً ناجحاً، فالتدريب يولد بالفطرة، وهو موهبة ثم علم وخبرة . أن ننجح كمدربين، هو تحد كبي، لأننا نتعامل مع الإنسان بكل تناقضاته وإنفعالاته، لأننا نواجه تحديات المشاعر الإنسانية (الأمل، اليأس، الخوف، الفرح، الثقة الزائدة بالنفس أو عدمها ،،،الخ).
2- رغبة التعليم ؛ رغبة العطاء بلا حدود، وبذل كل ما أوتي من معرفة وخبرة في الرياضة، الإدارة وحتى الحياة.
3- رغبة التعلم ؛ التعلم ليس فقط من الخبراء، بل أحياناً كثيرة من الرياضيين أنفسهم، وإمكانياتهم وتفاعلهم مع التدريب. الإبتكار والبحث عن طرق جديدة لكسر روتين التدريب ؛ حيث يتحول إلى هاجس قائم وتحد مستمر .
4- المعرفة الرياضية العميقة ؛ الإلمام العميق بأبعاد الرياضة من حيث تاريخها ( الدولي والمحلي ) تركيبتها التنظيمية ( الإتحاد، اللجان، التراتبية الإدارية، الواجبات والحقوق ) القوانين والأنظمة، التقنيات ،،الخ .
5- الثقافة الرياضية ؛ وهي القدرة على إعطاء الأجوبة الدقيقة لجميع أنواع الأسئلة في الرياضة ( الإصابات، الغذاء، المنشطات وأخطارها، الرياضات الأخرى المساعدة، نظريات التدريب ،،الخ ) .
6- الإنفتاح ؛ الإنفتاح على كل جديد، وتقبل التطور مهما بلغ مستوى المدرب ونجاحه، بعيداً عن الإنغلاق .
7- الخبرة الشخصية ؛ فلا يمكن للمدرب النجاح في أداء رسالته ما لم يكن له خبرة شخصية كمتبار تجعله يلم إلماماً عميقاً بكل المراحل التي يمر بها المتباري، بكل إنفعالاته، مشاعره وهواجسه . بحيث يستطيع أن يرسم له سلفاً بعض معطيات وأجواء الحلبة، واللحظات التي يمر بها ، وهذه الخبرة أيضاً طرورية لمعرفة قدرات المتبارين وإمكاناتهم، الحدود القصوى التي يجب بلوغها، وعدم تجاوزها.
8- الحساسية نحو الحاجات الفردية ؛ لإكتشاف الصفات الجيدة في كل متبار وإستعمالها وتطويرها، فالمدرب الناجح هو من لديه خطة عامة لعمله، بجانب خطط فرعية لكل رياضي وفقاً لمزاياه وإمكاناته الطبيعية . وأحياناً كثيرة يستطيع المدرب إستناداً لخبرته وحدسه فهم قدرات الرياضيين أكثر من فهمهم لأنفسهم.
9- موهبة حل المشاكل ؛ حل جميع أنواع المشاكل التي تعترض خطة الإعداد التي يتبعها، ومن أبرز المشاكل هي :
# المشاكل الجسدية : كمشاكل البنية الجسدية ، الليونة ، قدرة التحمل ،،الخ .
# المشاكل النفسية : مواجهة الضغوطات الخارجية ؛ عدم التركيز، أثار المتاعب الفردية، الثقة الضعيفة بالنفس أو المفرطة ،،الخ .
# المشاكل التقنية : كسوء الدفاع ، مشكلة المسافة، الإيقاع ، الخطوات ،،الخ . تدريب الناشئين وإيصال الرسالة إليهم مع الفرح لضمان المتابعة.
10- كسب الإحترام والثقة : غالباً ما يقدم الرياضيون أقصى ما لديهم تعبيراً عن إحترامهم وتقديرهم لعمل مدربهم أو مدربيهم، وهذا غالباً ما يكون أحد أبرز الدوافع للفوز. فإذا آمن الرياضي بمدربه ، وقدرته على تطويره نحو الأفضل ، يكون قد تم البناء على أساس صلب ومتين.
11- الإنضباط : إنطلاقاً من ذاته، ثم الرياضيين وفرض السيطرة على مجريات التدريب.
عادلاً : عادل بإستعمال سلطته وعادل في خياراته.
12- يتقن العمل تحت الضغط : يتقن العمل تحت الضغوطات سواء كانت شخصية، داخل الفريق أو خارجه، ومهما إشتدت الضغوط لا يجب أن تحول بتاتاً بينه وبين قناعته وإيمانه ؛ الذين هما أيضاً ممارسة وليسا مثلاً فقط .ويحسن إتخاذ القرارات المناسبة في الأوقات الحرجة.
13-أن يكون متفهم : تفهمه للرياضي يجب أن يكون نابعاً من العمق الإنساني، والتجربة الغنية. فهو يرعى الرياضي كقيمة إنسانية وليس أداة ، أو إحتمالاً للفوز، أو جسراً لتحقيق أهداف ما . وهذه الرعاية تأخذ غالباً المنحى الأبوي ؛ وتستمر خارج دوام التدريب، والوقت المحدد والرسمي . وتفهم الرياضي يقف خلف أدائه ورفع معنوياته في حال الخسارة ، مع دراسة الأسباب الموجبة .
ثانياً: مواصفات المدرب الجيد والناجح :
*- أن يكون قادرا على تقديم النصيحة لتلاميذه .
*- أن يقوم بتحضيرهم معنويا وجسمانيا للمشاركة في البطولات .
*- يجب عليه التقليل من اصابات لاعبيه قدر الإمكان أثناء التدريب ويعلم بأسس التغذية .
*- أن يكون ملما بطرق الاسعافات الأولية للاصابات الشائعة وكيفية علاجها والوقاية منها .
*- أن يعلم تلاميذه النواحي الأخلاقية قبل الفنية وكيفية الإلتزام بالقوانين والأنظمة والاحترام للآخرين ومن هم أعلى منهم درجة والمعنى الصحيح للروح والأخلاق الرياضية
*- أن يكون تدريبه ضمن منهاج علمي وليس عشوائيا وباستطاعته تطبيق الأساسيات والمهارات الفنية بطريقة صحيحة .
*- أن يكون ملما بمقومات القتال وطرق التدريب عليها وتطويرها بأسس علمية صحيحة ويتابع التطور في فن التدريب .
*- عليه أن يعرف كيف يبتدئ بتدريب لاعبيه والانتقال بهم من مرحلة الى أخرى، وما هي احتياجاتهم من التدريبات ومراقبتهم أثنا التدريبات والنزالات ومعرفة نقاط ضعفهم وتقويتها بالتدريبات التي يحتاجونها لتطوير قدراتهم القتالية .
*- أن يكون ملماً بقوانين التحكيم لأساليب الكيك بوكسينغ ليطلعها على تلاميذه لتجنب الأخطاء التي قد تحدث أثناء النزال والتي قد تؤدي الى خسارتهم المباراة .
*- يجب عليه عدم الصراخ أثناء مباراة لاعبه وتوجيهه بصوت عال وانما يعطي تعليماته أثناء فترات الاستراحة .
*- يجب عليه عدم الاعتراض العشوائي الذي قد يعطي عنه الانطباع السيئ كمدرب .
*- أن يكون على اطلاع دائم على أحدث الأفلام التدريبية والبطولات العالمية التي قد تساعده في تطوير امكانياته التدريبية وزيادة خبرته في هذا المجال .
هذه بعض خصائص ومواصفات المدرب الناجح مع بعض التوجيهات البسيطة لمدربي رياضات الكيك بوكسينغ باختلاف أساليبهم لتذكيرهم وارشادهم الى بعض الأمور التي تتعلق بالتدريب والتي يفتقدها البعض، ولوضعهم بطرق التدريب الصحيح الذي يؤهلهم أن يكونوا مدربون ناجحون في عملهم لرفع مستوى لاعبيهم وتطويرهم، ويبقى على المدرب أن يطور من نفسه حسب خبرته التي اكتسبها من خلال ممارسته لهذه الرياضات القتالية وفلسفته واستراتجيته الخاصة به، ويترك له حرية الابداع والابتكار لتطوير نفسه ولاعبيه معا ووفقا للمنهاج التدريبي الذي وضعناه لمساعدة المدربين كخطوة أولى في أصول ومقومات التدريب والقتال .