«غار حراء».. الوصول إلى مُتعبَّد نبي الأمة عبر مخالب الموت
عندما تتمازج الغاية في زيارة مُتعبَّد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في غار حراء القابع في أعلى قمة جبل النور في مكة المكرمة, وروح المغامر في مراوغة مخالب الموت التي تنتظر من يتجرأ ويتسلق هذا الجبل العتيد الشاهق بطوله, تتجلى سيناريوهات ومشاهد قد تنتهي بسلام والظفر بزيارة الغار, أو بناقلة إسعاف تضمد جراحا تسبب فيها سقوط عنيف من سفح الجبل
ومنحدرات خطرة, وصخور تنتظر من يمر بأسفلها لتنقض عليه, تقابلها عيون ترصد المكان وتختار الطريق الأقل خطورة من غيره, يتقاطر الزوار من جنسيات مختلفة خلفه ليوصلهم إلى الغار, لا تتوافر في رحلتهم أي أدوات سلامة أو اشتراطات الأمن, إضافة إلى إصرار ذوي الأعمار الكبيرة على الصعود على الرغم من صعوبة هذا الأمر.
مختصون في علم الآثار والدراسات التاريخية, طالبوا أن تضع الجهات ذات العلاقة حلولا جذرية لمنع تساقط زوار غار حراء من سفح جبل النور, الذي لا يخلو موسم من المواسم إلا وتتكرر عمليات السقوط, ومن تلك الحلول ما اقترحه فواز الدهاس الأستاذ المشارك في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية المشرف على متاحف جامعة أم القرى، في إنشاء ''تلفريك'' ينقل الزائر إلى الغار (غار حراء) وجبل ثور, مشيرا إلى أن فكرته هذه كان قد أعلن عنها منذ عدة سنوات لحفظ أرواح الكثير من البشر من المعتمرين والحجاج وحتى الزائرين. البعض الآخر طالب بتعبيد الطريق على أقل تقدير, وذلك برصفه، وتثبيت الصخور الآيلة للسقوط فقط, مع وضع أكشاش صغيرة تزود الزوار بالماء والعصيرات لتعينهم في رحلة الصعود. الدفاع المدني في العاصمة المقدسة, طالب مرارا وتكرارا على لسان مديره العميد جميل أربعين, بضرورة إغلاق الموقعين الأثريين غار حراء, وجبل ثور, إلى أن يتم تأمين متطلبات السلامة في الطرق المؤدية إلى قمة الجبلين. فالطرق المؤدية إلى قمتي الجبلين تخلو من أي طرق تعبدية, بل إن الزائر عندما يهم بالصعود، فإنه يتسلق صخورا قد تكون خطرة, خصوصا إذا لم تكن ثابتة, وبالتالي فقد يتعرض للسقوط, وهذا ما حدث كثيرا من خلال مباشرة فرق الدفاع المدني لكثير من حالات السقوط التي تحدث في الجبلين.