{}▒◄{« مقومات أساسية للمجتمع فى العالم الإسلامى »}►▒{}
كاتب الموضوع
رسالة
الإمبراطور
عضو مبدع
الجنس : العمر : 54 إمبراطوريتي الخاصة التسجيل : 18/10/2011عدد المساهمات : 178
موضوع: {}▒◄{« مقومات أساسية للمجتمع فى العالم الإسلامى »}►▒{} الأحد 04 ديسمبر 2011, 6:40 pm
مقومات أساسية للمجتمع فى العالم الإسلامى
المجتمع هو غاية وجود هذا الكون الهائل بكافة خيراته وجميع وسائله، وأكدت عليه الآيات العديدة من القرآن الكريم:
( ألم تر أن الله سخر لكم ما فى الأرض 000) (1).
( ألم تروا أن الله سخر لكم ما فى السموات وما فى الأرض ) (2).
( وسخر لكم ما فى السموات وما فى الأرض جميعاً منه ) (3).
لذلك اهتم الإسلام بتكوين مجتمع مثالى صالح، فشيد صرحه على دعائم متينة وقواعد محكمة، وقرر له أصولاً وضوابط، وأحكمه بقوانين ونظم، وزينه بأخلاقيات وفضائل، وحصنه من عوامل التفكك والانحلال، فجاء هذا المجتمع كصرح شامخ متين، ذى استقرار وإحكام، لا تضعضع فيه ولا انحلال، يسوده التواد والتراحم والإخاء، ولا يشوبه ما يكدر صفوه، تلك هى
مقومات أساسية للمجتمع.
نظام الأسرة فى الإسلام:
يتكون المجتمع من الأسر، وتتكون الأسر من الوحدات الأسرية، وكل وحدة تتشكل بادئ الأمر من الزواج، فالزواج الذى يقترن به رجل وامرأة بينهما يأتى كلبنة أولى فى تشكيل المجتمع، وكلما كانت البداية صالحة ومحكمة واللبنة الأولى متينة تتصف الأسرة بالاستقرار والإحكام وتتميز بالسعادة والهناء، ومن ثم أولى الإسلام عنايته الفائقة بأمر الزواج وسنَّ له تشريعات تناسب فطرة الإنسان وحاجياته فى غاية من الاتزان والاعتدال.
نظام الزواج فى الإسلام يراعى كل الأدوات التى من شأنها تحقيق السعادة فى الحياة الزوجية وبث الاستقرار والطمأنينة فيها، فأوجب الإسلام حقوقاً وفرائض على كل من الزوجين، يقول الله تعالى: ( ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف) (4)، وقال النبى e ( إنما النساء شقائق الرجال ) (5).
ومنح لكل منهما حرية فى التمتع بشخصيته المستقلة والاستحقاق بالتملك والتمليك ومباشرة العقود والاتصاف بالعلم ولعب دوره فى خدمة الإنسانية، وجعل الرجل قواماً فى البيت مع تكليفه إياه بالإنفاق على زوجته وأولاده، وحضَّ المرأة على بذل أكبر عنايتها بأمور الحياة الزوجية وتربية الأطفال فى ظل حنو أبويهم.
لم يترك الإسلام حبل الرجل على غاربه بشأن غريزته البشرية يحققها كيفما شاء شأن عهد الجاهلية، فمنع من اتخاذ الأخدان والسفاح والزنا والمتعة ومن الزواج بأكثر من أربعة معاً، ولم يمنعها منعاً باتاً شأن الرهبانية، فجعل الاشتغال بالنكاح أفضل من الاشتغال بالنوافل، ثم حرم الزواج من بعض الأقارب، كما تبين الآية القرآنية: ( حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم ) (6).
وبعد انحلال العقدة الزوجية لم يغفل الإسلام عن مشكلات المرأة وشئون تربية الأطفال، فأوجب نفقة المرأة خلال العدة ونفقة الأطفال عليه، يقول الله تعالى: ( وعلى المولود له رزقهن وكسرتهن بالمعروف ) (7).
ويقول الله تعالى ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره ) (.
وراعى فى حق حضانة الأولاد كلا من الزوجين، فجعل نفقة الصبى على أبيه حتى يبلغ ونفقة الصبية عليه حتى تتزوج وأعطى حق حضانة الصبى للأم إلى أن يستقل بنفسه ثم لأبيه، وحضانة الصبية إلى البلوغ وأوجب أجرة الحاضنة على أبيه.
هذه وغيرها من التشريعات التى سنها الإسلام فى غاية من الدقة والشمولية إنما هى لأجل أن لا تبقى فى نظام الأسرة أية فجوة يتطرق منها إليه خلل أو فساد يزعزع بناء الأسرة ويفسد تربية الأطفال، لأن الأسرة هى التى إذا صلحت صلح المجتمع، وإذا فسدت تسرب الفساد إلى المجتمع، ومن هذه الوجهة كان للأسرة أهمية كبيرة جداً.
دور المرأة فى المجتمع:
ظلت قضية المرأة شائكة فى الأوساط البحثية، والفضل فى ذلك يرجع إلى اتجاهات الإفراط والتفريط بشأنها والحياد عن المحجة البيضاء التى مازالت ليلها كنهارها سواء منذ قدوم الإسلام، ولما نعلم أن الإنسان مجبول على الخطأ ومركب من النسيان، وربما تشوبه شوائب غير نقية تجنح به إلى الميل صوب هواه، فكان لزاماً من جهة المعقول أن نستسلم أمام من هو نزيه من هذه الشوائب، ألا وهو الشارع الحكيم الخلاق العليم اللطيف الخبير، كيف؟
( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) (9).
دور المرأة فى المجتمع مهم وضرورى وخطير، إنها نصف المجتمع، بل ترجح كفتها، إنها شاهد علنى على بدائع الخلاق وقدرته الجبارة، إن المرأة مزيج من المرونة والشدة، مرنة أنعم من الحرير وشديدة أقسى من الحديد، إنها أحلى من العسل وأمر من الحنظل معاً، هذه الميزات التى لا ينفك عنها الرجل أيضاً فى بعض أحواله، هى التى تجعل الإنسان حيران مشدوهاً يتخبط بشأنها عشوائياً يستمد من علمه القليل وتجربته الضئيلة فيغلبه هواه ويقود (5) إلى غير الاعتدال.
هذه هى خلاصة التجارب الطويلة للنظم التى صنعتها يد البشر بمعزل عن نور الوحى السماوى، وهى كذلك وراء النعرات المتكررة والهتافات المتصاعدة لتحرير المرأة التى سمعتها أذن القرن العشرين، وبدأ الزمان يجنى حنظلها فى صورة الجرائم الفظيعة البشعة التى تقشعر لها الجلود تجاه المرأة الغافلة والبريئة أحياناً.
العالم والمجتمع والأسرة والبيت كل منها يحتاج إلى دور المرأة بشدة لا غنى عنها، بدءاً من البنت فالأخت فالزوجة فالأم وفى كل طور من هذه الأطوار لها دور فى جوانب عديدة، ودورها لا يستطيع الرجل كيفما أراد أن يلعب به، دورها يختص بها لميزات وخصائص أودعت فيها وحدها دون الرجل.
مجالات أدوار المرأة فى التاريخ:
لعبت المرأة أدواراً حاسمة وقدمت أمثلة رائعة ونماذج عملية حفظها التاريخ فى بطونه، وكانت لها مساهمات ومشاركات فى شتى ميادين الحياة، يمكن تصنيفها وفقاً لمجالاتها الرئيسية على النحو التالى:
1- مشاركة المرأة فى الدعوة إلى الله.
2- مشاركة المرأة فى التعليم والتعلم.
3- مشاركة المرأة فى الشئون الحربية.
4- مشاركة المرأة فى الطب.
5- مشاركة المرأة فى الفعاليات السياسية..
6- مشاركة المرأة فى الخدمات الاجتماعية.
7- مشاركة المرأة فى الصناعات المنزلية.
8- مشاركة المرأة فى الزراعة.
9- مشاركة المرأة فى الرعى.
10- مشاركة المرأة فى إدارة الشئون المنزلية.
11- مشاركة المرأة فى تربية الأطفال.
دور المرأة المرتقب فى العصر الراهن:
قبل الخوض فى بيان المجالات التى تحسن المرأة فيها لعب دورها فى هذا العصر، لابد من الملاحظة بأن الإسلام الذى منح المرأة حقوقها والذى لم يمنعها من تقديم مساهماتها فى بناء المجتمع بل ربما طالبها بذلك وقرر آداباً وضوابط وشروطاً يجب الالتزام بها ومراعاتها أثناء سعيها لبناء المجتمع، وهى كما يلى:
- آداب وضوابط إسلامية لعمل المرأة:
ا- الالتزام باللباس والحجاب الشرعى:
فلا يبيح الإسلام السفور وكشف العورة، يقول الله تبارك وتعالى: ( يدنين عليهن من جلابيبهن) (10)، ويقول الله تعالى: ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن) (11).
2- الوقار فى الحركة:
يقول الله عز وجل ولا يضربن بأرجلهن لُيعلم ما يخفين من زينتهن) (12).
2- اجتناب التزين والتعطر من الأجانب:
فقد ورد عن النبىr: ( إذا استعطرت المرأة فمرت على القوم يجدوا ريحها فهى كذا وكذا، قال قولاً شديدا) (13).
4- الجدية فى التخاطب:
يقول الله تبارك وتعالى: ( فـلا تـخضعـن بـالقـول فـيطمـع الــذى فـى قـلبـه مــرض وقـلن قـولا مـعروفـا) (14).
وخلاصة القول إن الإسلام يترك للمرأة مجالا واسعا لمزاولة الأنشطة المنوعة ومباشرة العمل بشرطين رئيسيين، هما:
1-أن تحافظ المرأة على دينها وأخلاقها بالالتزام بآداب إسلامية سبق ذكرها.
2- أن تحافظ المرأة على وظيفتها الأولى التى خلقها الله من أجلها وهى العناية بالبيت وتنشئة الأجيال، فتلك هى وظيفتها الأساسية والطبيعية التى لا تستقيم الحياة بدونها ولا تقوم مدنية بغيرها، ولذلك على المرأة أن تتخلى عن أى وظيفة أو عمل إذا تعارض مع واجبات الزوجية أو الأمومة.
دور المرأة أم وظيفة المرأة:
بخصوص دور المرأة فى المجتمع ينبغى أن لا يغيب الفرق عن بالنا بين مساهمة المرأة بدورها فى بناء المجتمع الصالح، وبين عمل المرأة وتوظيفها لغايات أخرى، أما الأول: لا يسمح لها أداء دورها فى مجتمعها فحسب بل تفرض بعض المجالات والأعمال وبعض الظروف عليها القيام ببعض الأعمال المخصوصة مراعاة الضوابط والآداب الإسلامية وبدون إغفال مهمتها الأساسية نحو البيت والأولاد، والتاريخ الإسلامى بطولـه وشموله يجمع فى بطونه أمثلة رائعة لمثل هذا الدور البناء الفعال على كافة مجالات الحياة.
أما وظيفة المرأة وعملها. فالشريعة الإسلامية تنطلق بهذا الخصوص من فلسفة الإسلام بأن البنت والمرأة بوجه عام لا يصح أن تكلف بالعمل لتنفق على نفسها، بل على أبيها أو أخيها مثلا أن يقوم بالإنفاق عليها حتى تتزوج، ومن ثم يقوم زوجها بالإنفاق عليها للتفرغ لحياة الزوجية والأمومة.
يقول الله جل وعلا (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم) (15)، ويقول: ( وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف) (16).
ولكن إذا لم تجد المرأة من يعولها من زوج أو أقرباء ولم يقم بيت المال بواجبه نحوها، فإنه يجوز لها أن تعمل لتكتسب قوتها.
مجالات دور المرأة فى العصر الراهن:
مع رعاية الآداب والضوابط التى سبق ذكرها بالإضافة إلى المهمة الأساسية للمرأة التى مر بيانها يرتقب من المرأة المسلمة الواعية المتعلمة أن تلعب دوراً قويا بارزا فى بناء المجتمع ونهضته، مثلا:
المجال التعليمى:
يحتاج المجتمع فيه إلى خدمات النسوة ودورهن على أربعة مستويات:
- مستوى تربية الأبناء والعناية الفائقة بتعليمهم داخل البيت.
- مستوى تعليم الأطفال الصغار: فتستطيع المرأة أن تقوم بتعليم الأطفال فى رياض الأطفال ومدارس البنات الأساسية.
- مستوى تعليم النسوة: داخل بيوت الأسر المسلمة تستطيع المرأة أن تنشر العلم والثقافة الإسلامية والوعى الدينى بين النسوة المسلمات.
- مستوى المشروع الإصلاحى بين النسوة: اعتبارا بأن البيت نواة الأسرة، وكلما نبتت هذه النواة صالحة تأتى شجرتها كدوحة ناضرة الأغصان زاهية الألوان معطارة فى كل زمان ومكان.
فى المجال الاجتماعى:
تستطيع المرأة القيام بالنشاطات الاجتماعية وفق الضوابط الإسلامية مثل القيام بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وتقديم الصدقات والتبرعات فى وجوه الخير وإعانة المنكوبين ورعاية الأيتام وتقديم خدمات للجيران ومساعدة النسوة.
فى المجال الاقتصادى:
إن المرأة- إذا احتاجت- تستطيع أن تمارس النشاط الاقتصادى تأهلا لكفالة أولادها أو مساعدة زوجها أو للإنفاق فى سبيل الخير والبر.
فى المجال الطبى:
نظرا لخصائص المرأة فإنها تستطيع أن تقدم خدماتها فى المستشفيات بأقسامها الخاصة بالنساء أو الأطفال، وتلك هى حاجة كبيرة فى الوقت الراهن بغية مداواة النسوة المسلمات وفق الآداب الإسلامية والتعاليم الشرعية.
{}▒◄{« مقومات أساسية للمجتمع فى العالم الإسلامى »}►▒{}