حقوق الإنسان في القرن العشرين
مقدمة
شهد القرن العشرون اهتماما بحقوق الإنسان بوضع مجموعة من المواثيق وحث الدول على احترامها،ووضع آليات من أجل تحقيق ذلك،ويواجه احترام حقوق الإنسان مجموعة معيقات وصعوبات .
عرف الإقرار بحقوق الإنسان مراحل وتربط المواثيق بمرجعيات غربية ، تم الإقرار بعدة مواثيق لحقوق الإنسان منذ 1948.
مواثيق حقوق الإنسان: تتمثل في
•ميثاق الأمم المتحدة الصادر يوم26 جوان 1945وتضمن مبادئ عامة حول احترام حقوق الإنسان. •وتم في نفس الإطار تأسيس لجنة أممية لحقوق الإنسان سنة 1946، كان من بين مهامها إعداد مشروع معاهدة دولية لحقوق الإنسان .
• وفي10دجنبر1948تم إصدار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
•وفي14 دجنبر1960تم إقرار المنتظم الدولي للإعلان الخاص بمنح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة.
•وإذا كان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يحدد القواعد العامة،فإن المنتظم الدولي أعد مواثيق أكثر دقة تتمثل في العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية صدرا سنة1951،وتم إقرارهما في16دجنبر1966، وتعتبر ملزمة للدول المصادقة عليهما.
•والبروتوكول الاختياري الملحق بالعهد الخاص بالحقوق المدنية والسياسية وشرع في العمل به سنة1976.
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان:يتضمن هذا الإعلان ديباجة و30مادة،تتناول الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية:
•تنص المواد(1إلى3)على الحق في الحرية والمساواة والحياة دون تمييز.
•تنص المواد(3إلى21)على مجموعة حقوق مدنية(حرية التفكير والرأي)وسياسية(حرية الاشتراك في الجمعيات).
•تشمل المواد(22 إلى27)الحقوق الاقتصادية والاجتماعية(الحق في العمل،في الضمانة الاجتماعية،في التعلم)والثقافية(الحق في حماية المصالح الأدبية).
•وتقر المواد(29إلى30)واجبات الفرد تجاه المجتمع وضرورة حماية هذه الحقوق .
ترتكز حقوق الإنسان على مرجعيات ترتبط بتطور الفكر الحديث
- كونية حقوق الإنسان:وتعني تمتع الناس كافة بهذه الحقوق،ويعتبر الحق في الحرية والمساواة أساس باقي الحقوق وهي حقوق طبيعية،وكان لفلاسفة القرن الثامن عشر(عصر الأنوار)دور في إبراز هذه الحقوق كحقوق طبيعية للإنسان. - الخصوصية والكونية:ورغم الإقرار بكونية هذه الحقوق،وضرورة تمتع جميع الناس بها،وارتباط صدورها في صيغتها الحالية بتطور الفكر السياسي الغربي،فإنها كمفاهيم عامة نجدها منصوص عليها في شريعتنا الإسلامية،ولو أنه تطرح الخصوصية الثقافية للعالم الإسلامي،وأسبقية الثقافة الإسلامية في وضع هذه الحقوق،ولذلك ظهرت مجموعة إعلانات إسلامية لحقوق الإنسان منها:البيان الإسلامي العالمي لحقوق الإنسان الذي صدر بباريس في يناير1981 .
وضعت عدة آليات لضمان احترام حقوق الإنسان ويواجه ذلك عدة معيقات
وضعت آليات على المستوى الدولي والإقليمي والوطني لإقرار حقوق الإنسان
- على المستوى الدولي والإقليمي:نجد تفاوتا في إحداث مؤسسات وآليات حماية حقوق الإنسان بين المجتمعات التي راكمت الممارسات الديمقراطية وباقي الدول.ونجد الاتفاقية الأوربية لحقوق الإنسان مثلا وضعت آليات لضمان احترام حقوق الإنسان منها اللجنة الأوربية لحقوق الإنسان والمحكمة الأوربية لحقوق الإنسان،وهي تتلقى الشكاوي من طرف الأفراد والمنظمات.وتوجد أيضا منظمات المجتمع المدني كالفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة العفو الدولية. - على المستوى الوطني:توجد بالمغرب منظمات غير حكومية كالجمعية المغربية لحقوق الإنسان والعصبة المغربية لحقوق الإنسان والمنظمة المغربية لحقوق الإنسان،وتعتبر منظمات فاعلة في نشر وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان، والكشف عن انتهاكات حقوق الإنسان .
يواجه تطبيق وحماية حقوق الإنسان عدة صعوبات
- الصعوبات الفنية: ترتبط ببعض المفاهيم العامة والغامضة الواردة في المواثيق، وكذلك التي يختلف في تأويلها.
- الصعوبات السياسية:يؤدي اختلاف الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية إلى صعوبة توحيد التشريعات الخاصة بحقوق الإنسان،واعتبار بعض الدول أن الحديث عن حقوق الإنسان هو تدخل في شؤونها الداخلية.
- مظاهر انتهاك حقوق الإنسان:تتعدد انتهاكات حقوق الإنسان على المستوى العالمي،ومن مظاهر ذلك:
•إعلان حالة الطوارئ وتعطيل الدستور.
•تزوير الانتخابات.
•ممارسة التعذيب.
•الرقابة على الصحف.
•جرائم ضد البشرية.
•الميز العرقي والديني .
شهد المغرب تطورا في إعمال حقوق الإنسان
- بعد الاستقلال :
• انضم المغرب للأمم المتحدة في يوليو1957.
•إصدار قانون الحريات العامة في15نونبر1958.
•إصدار القانون الأساسي للمملكة في2 جوان 1961، وأول دستور سنة1962 .
- بعد التسعينات:بسبب التطورات السياسية التي عرفها المغرب والدور الذي لعبته منظمات حقوق الإنسان الوطنية والدولية،تم:
•تصدير دستور1992ودستور1996بالتزام المغرب وتشبته بحقوق الإنسان كما هي متعارف عليها عالميا.
•تعديل قانون المسطرة الجنائية .
• إقرار تعليم اللهجات.
•إلغاء ظهير1935.
•إصدار العفو الملكي الشامل.
•مصادقة المغرب على عدة اتفاقيات دولية متعلقة بحقوق الإنسان والطفل(اتفاقية مناهضة التعذيب،اتفاقية حقوق الطفل،اتفاقية إلغاء كل أنواع التمييز تجاه المرأة..).
•تأسيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان سنة1990.
•تشكيل الوزارة المكلفة بحقوق الإنسان في1991 .
خاتمة
عرف الإقرار بحقوق الإنسان على المستوى العالمي تطورا، غير أن إعمال هذه الحقوق يصادف صعوبات ويصعب على الأمم المتحدة التدخل لضعف آليات التنفيذ من أجل فرض احترام حقوق الإنسان .