حقوق الزوجة وواجباتها
قال تعالى: ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ﴾ (سورة البقرة آية: 228).
للزوجة حقوق ومنها:
• حق السكن: الزوج مسئول عن إسكان زوجته بيتا مستقلا عن ذويه ولكن إذا ارتضت الزوجة أن تعيش مع أهله وبخاصة إذا كانت قريبة لهم فهي قد تنازلت في الوقت الحاضر عن حقها، وبخاصة إذا كانت الحالة المادية للزوج ليست مزدهرة وحينئذ توافق على السكن مع أهله أو أهلها.
فالزوج مسئول عن توفير بيت مستقل لزوجته وذلك كي ينعما بالعيش الهادئ الهنيء بعيدا عن المنغصات أو الشكاوى أو الصعوبات التي يسببها السكن المشترك.
• حق النفقة: عن معاوية بن حيدة -رضي الله عنه- قال: ) قلت: يا رسول الله، ما حق الزوجة؟ قال: أن تطعمها إذا طعمت وأن تكسوها إذا اكتسيت (.
فالزوج مسئول عن الإنفاق على زوجته سواء من حيث طعامها أو كسائها أو احتياجاتها الإنسانية والنسائية الأخرى، وحق النفقة مقرر بالعقود الإلهية كما في قوله تعالى: ﴿ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ (سورة البقرة آية: 233).
• حق الاحترام: على الزوج واجب تجاه زوجته يتمثل في صون كرامتها بشكل كامل وبصورة لا لبس فيها ولا غموض، أي حقها في وجوب احترام بعلها لإنسانيتها وشخصيتها وخصوصيتها، فلا يسمعها كلاما هابطا أو يؤنبها بألفاظ سوقية رخيصة ولا يطلب منها تعاطي أفعال مهينة لكرامتها وماسة بكبريائها، والزوج الذي يهين زوجته قولا أو فعلا إنما هو غير جدير بالاحترام بل إن كرامته محل شك، فمن يعتز بكرامته يجب عليه أن يصون كرامة الآخرين كي ينطلق في علاقاته معهم من المنطلق الصحيح والسليم.
• إدارة أثاث البيت: البيت جنة الزوجة فهي حريصة على تأثيثه ضمن الموارد المالية المتاحة تأثيثا ملائما فيجب أن يدعها الزوج تغير في هيئة ديكور البيت أو إعادة تأثيثه أو تجديد ما هو قديم فيه، وذلك كلما تطلبت الضرورة أو الحاجة ذلك وسمحت الموازنة الشهرية بذلك وبعض الأزواج للأسف الشديد لا يحب التغيير بينما يضفي التغيير على الحياة الزوجية بهجة جديدة كحياة دائبة التغيير.
والمرأة كما هو معلوم هي عالمة بشئون البيت، وهي التي تعرف احتياجاته، وهي القادرة على تنظيمه وفق وجهة نظرها، ويمكن أن يتم كل ذلك من خلال الحوار الثنائي الهادئ.
واجبات الزوجة تجاه زوجها:
المرأة المسلمة الصالحة هي التي تحسن معاشرة زوجها وتطيعه بعد طاعة ربها وقد أثنى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على هذه المرأة وجعلها المرأة المثالية التي ينبغي على الرجل أن يظفر بها فعندما سئل -صلى الله عليه وسلم-: ) أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ قَالَ: الَّتِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ وَلَا تُخَالِفُهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهَا بِمَا يَكْرَهُ (.
ولما نزل قول الله -عز وجل-: ﴿ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ ﴾ (سورة التوبة آية: 34) انطلق عمر، وتبعه ثوبان -رضي الله عنهما- فأتى عمر النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا نبي الله، إنه قد كبر على أصحابك هذه الآية! فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ) ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء: المرأة الصالحة؛ التي إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته (.
وقد قرن رسول الله دخول المرأة الجنة برضا زوجها فعن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ) أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة (.
ومن أبرز واجباتها:
• الحياء: حياء المرأة يتحقق بكلامها فلا يكون فاحشا، وبلباسها فلا يكون فاضحا، وتصرفاتها فلا تكون إلا وقورة.
والحياء مطلوب من الزوجة حتى تجاه زوجها ولا يعني الحياء معه إقامة سور من العزلة فلا تمازحه أو تلاطفه وإنما يعني الالتزام بتحاشي إسقاط مظاهر الحياء وجوهره.
• واجب الطبخ: على المرأة أن تتقن فن طبخ الطعام كي تغزو قلب الرجل بواسطة معدته، فكلما أتقنت المرأة فنون الطبخ وأشكاله وأنواعه كانت أقرب إلى قلب الرجل.
• واجب النظافة: يجب أن تكون الزوجة نظيفة سواء هي نفسها أو بيتها أو ملابس أفراد الأسرة وأدواتهم وجميع مرافق البيت.
• واجب توفير أسباب الراحة: يحتاج الزوج إلى الراحة في بيته كما يحتاج الأولاد إلى الهدوء لغرض الدراسة .. وعلى الزوجة أن تجعل مناخ البيت هادئا.
فإذا التزم الزوج بحقوق الزوجة والتزمت الزوجة بواجبات الزوج تحققت السعادة الزوجية ويعيش كلا الزوجين في العش الزوجي من غير مشاكل.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.