أصناف الحب الاثنا عشر
تختلف حوائجنا العاطفية التي نحتاجها، ومعظم حاجاتنا العاطفية معقدة ولكن يمكن تلخيصها في أننا نحتاج إلى الحب وأن لدى كل من الرجال والنساء ست حاجات حب فريدة كلها مهمة بقدر متساوٍ.
ولمعرفة ماذا يحتاج كل من الرجال والنساء سأسردها على شكل نقاط مع شرح بسيط للعبارة حتى تصل الفكرة ليسهل فهمها والعمل بها.
من المؤكد أن كل رجل وامرأة يحتاج بصورة جوهرية إلى كل أصناف الحب الاثني عشر. والتسليم بأصناف الحب الستة التي تحتاج إليها النساء في المقام الأول لا يعني أن الرجال لا يحتاجون إلى هذه الأصناف من الحب. فالرجال أيضا يحتاجون إلى إشباع الحاجات الأولية، ويقصد بـ"الحاجات الأولية" أن إشباع حاجة أولية يكون مطلبا من الفرد قبل أن يتمكن من تلقي أصناف الحب الأخرى، ويصبح الرجل متقبلا ومقدرا تماما لأصناف الحب الستة التي تحتاج إليها المرأة في المقام الأول (الرعاية، التفهم، الاحترام، الإخلاص، التصديق، التطمين) وعندما تكون حاجاته الأولية مشبعة أولا وبطريقة مشابهة تحتاج المرأة إلى (الثقة، التقبل، التقدير، الإعجاب، الاستحسان، التشجيع).
ولكن قبل أن نعرف حقيقة وقيمة هذه الأصناف ونقدرها حق قدرها، يجب أن تُشبع الحاجات الأولية أولا. وتُفهم أصناف الحب الأولية التي يحتاج إليها كل شريك فذلك يعتبر سرا عظيما لتحسين العلاقات على وجه الأرض.
* المرأة تحتاج إلى الرعاية والرجل يحتاج إلى الثقة:
عندما يبدي الرجل عناية بمشاعر المرأة واهتماما من القلب بها تشعر بأنها محبوبة وتلقى الرعاية، فعندما يجعلها تشعر بأنها عزيزة بأسلوب الرعاية هذا، ينجح هو في إشباع حاجتها الأولية الأولى وتبدو هي طبيعيا تثق به أكثر، وعندما تثق به تصبح أكثر انفتاحا وتقبلا، والثقة بالرجل تعني الاعتقاد بأنه يبذل أقصى الجهد وأنه يريد الخير لشريكته، وعندما يكتشف رد فعل المرأة اعتقادا إيجابيا تجاه قدرات زوجها ونياته تكون حاجات الحب الأولية قد أشبعت.
* المرأة تحتاج التفهم والرجل يحتاج التقبل:
حين ينصت الرجل للمرأة وهي تعبر عن مشاعرها دون إصدار حكم ولكن بتعاطف وتواصل، تشعر بأنها مسموعة مفهومة، وموقف التفهم لا يفترض معرفة مسبقة بأفكار ومشاعر الشخص، بل بدلا من ذلك يستنتج معنى مما يسمع، وينتقل إلى تصديق ما يُبَلّغ. وكلما كان من السهل عليها أن تعطي الرجل التقبل الذي يحتاج إليه، كان ذلك داعيا إلى أن يتفهمها، عندما تتلقى المرأة الرجل بحب دون أن تحاول تغييره، يشعر بأنه مـُتقـبّـل، وعندما يشعر الرجل بأنه متقبّـل يكون من السهل عليه جدا أن ينصت وأن يمنحها التفهم الذي تحتاج إليه وتستحقه.
* المرأة تحتاج إلى الاحترام والرجل يحتاج إلى التقدير:
عندما يستجيب الرجل للمرأة بطريقة تعترف وتعطي أفضلية لحقوقها ورغبتها وحاجاتها تشعر بأنها محترمة، وعندما يتصرف آخذا بعين الاعتبار أفكارها ومشاعرها ستشعر بكل تأكيد بأنها محترمة، وتعبيرات الاحترام الملموسة والمادية تعتبر أمورا جوهرية لإشباع ثالث حاجة حب أولية لدى المرأة، وعندما تشعر المرأة بأنها محترمة يكون من السهل عليها كثيرا أن تعطي الرجل التقدير الذي يستحقه. وحين تعترف المرأة بالحصول على منفعة وقيمة شخصية من جهود وتصرفات الرجل يشعر بأنه مُـقدّر حق قدره، وحين يُقدّر الرجل يشعر بأن جهده لم يذهب سدى وبالتالي يكون متشجعا لأن يعطي أكثر، وعندما يُقدّر الرجل يكون متمكنا بصورة آلية ومُحفزا إلى احترام شريكته أكثر.
* المرأة تحتاج إلى الإخلاص والرجل يحتاج إلى الإعجاب:
عندما يعطي الرجل أفضلية لحاجات المرأة ويتعهد بفخر دعمها وإشباعها تكون رابع حاجات الحب الأولية لديها قد أشبعت، وتزدهر المرأة عندما تشعر بأنها مُولَع بها وأثيرة، والرجل يشبع حاجاتها إلى الحب بهذه الطريقة عندما يجعل مشاعرها وحاجاتها أكثر أهمية من اهتماماته الأخرى -مثل العمل والدراسة والتسلية- فحين تشعر المرأة بأنها تحتل المرتبة الأولى في حياته عندئذ وبسهولة كبيرة تُعجب به.
ومثلما تحتاج المرأة إلى أن تشعر بتفاني الرجل، فالرجل لديه حاجة أولية إلى أن يشعر بإعجاب المرأة، والإعجاب بالرجل هو أن تنظر إليه بإكبار وابتهاج ، واستحسان سار. والرجل يشعر بأنها معجبة به عندما تكون مذهولة بسرور من خصائصه الفريدة أو مواهبه والتي يمكن أن تتضمن الفكاهة، والقوة، والإصرار، والاستقامة، والأمانة، والغرام، واللطف، والحب، والتفهم، وغيرها مما يطلق عليها فضائل عتيقة، وحين يشعر الرجل بأنها معجبة به يشعر بالأمن إلى درجة تجعله ينذر نفسه لامرأته ويهيم بها.
* المرأة تحتاج إلى التصديق والرجل يحتاج إلى الاستحسان:
حين لا يعترض الرجل على مشاعر المرأة ورغباتها أو يجادل فيها وبدلا من ذلك يتقبلها ويؤكد صحتها، يؤدي ذلك إلى أن تشعر المرأة حقيقة بأنها محبوبة لأن خامس حاجاتها الأولية تم إشباعها، وموقف الرجل التصديقي يؤكد حق المرأة في أن تشعر بالذي تشعر به حين يتعلم الرجل كيف يجعل المرأة تعرف بأن لديه هذا الموقف التصديقي، فإنه بالتأكيد سيحصل على الاستحسان الذي يحتاج إليه بصورة رئيسة، وكل رجل يريد في أعماقه أن يكون بطل امرأته أو فارسها في درعٍ لامع، ودلالة أنه نجح في اختباراتها هو استحسانها، وموقف المرأة الاستحساني يعترف أو يركز على الأسباب الخيّرة وراء ما يقوم به، وحين يتلقى الاستحسان الذي يحتاج إليه يكون من السهل عليه أن يصادق على مشاعرها.
* المرأة تحتاج إلى الطمأنة والرجل يحتاج إلى التشجيع:
عندما يظهر الرجل باستمرار بأنه يهتم، ويتفهم، ويحترم، ويصادق على مشاعر شريكته، ويخلص لها، تكون حاجتها الأولية إلى الطمأنة قد أشبعت، الموقف التطميني يخبر المرأة بأنها دائما محبوبة.
الرجل عادة يخطئ حين يعتقد بأنه ما دام قد أشبع كل حاجات المرأة الأولية وهي تشعر بالسعادة والأمن فإنها يجب أن تدرك حينئذ بأنها محبوبة ؛ لكن الأمر ليس كذلك، فمن أجل إشباع حاجاتها الست الأولية يجب عليه أن يتذكر أن يطمئنها باستمرار، وبطريقة مشابهة، يحتاج الرجل أساسا إلى أن يُشجع من قِبل المرأة، وموقف المرأة التشجيعي بالتعبير عن الثقة بقدراته وشخصيته يعطي الأمل والشجاعة للرجل، فعندما يعبر موقف المرأة عن ثقة، وتقبل، وتقدير، وإعجاب، واستحسان فهو يشجع الرجل على أن يظهر كل إمكانياته، والشعور بأنه يلقى التشجيع يحفزه إلى أن يقدم اطمئنانا لطيفا هي بحاجة إليه.
الكثير يطالب بالمساواة بين المرأة والرجل، ولكن الحقيقة أن الرجل غير المرأة ولو عرفنا طبيعة الرجل وأفكاره عرفنا كيف نتعامل معه، ونتفادى الخلاف والمشاكل بقدر فهمنا لشخصيته ولمطالبه، ويتضح ذلك جليا في المطالب السابقة لكل من الرجل والمرأة.
ومع الاختلاف بين الرجل والمرأة في الطبيعة والخِلقة والنفسية إلا أنهم مشتركون في الأجر والثواب والله -جل وعلا- بيّن أنه إذا أدى الإنسان رسالته التي خُلِق لأجلها، والتزم بما شرع الله له فإنه –سبحانه- لا يضيع أجر عمله سواء كان ذكرا أو أنثى، وهذا هو المعنى العام، يقول الله –تعالى-: ﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ﴾ (سورة آل عمران آية: 195) ، وقوله: ﴿ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ﴾ له معان محصلها أن الرجال والنساء مشتركون في الأجر والثواب.