بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ورد في الصحيحين من حديث انس بن مالك قال: قدم رهط من غرينه وعُكل على النبي صلى الله عليه وسلم فاجتووُا المدينة فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "لو خرجتم إلى ابل الصدقة فشربتم من أبوابها وألبانها ففعلوا فلما صحوا عمدوا إلى الرُعاة فقتلوهم واستاقوا الإبل وحاربوا الله ورسوله فبعث رسول لله صلى الله عليه وسلم في آثارهم فأُخذُوا فقطع أيديهم وأرجلهم وسُمل أعينهم وألقاهم في الشمس حتى ماتوا" رواه البخاري ومسلم. وورد للمسلم في صحيحه قوله انهم قالوا إنا اجتوينا المدينة فعظمت بطوننا وارتهشت أعضاؤنا وذكر الحديث وهذا دليل على انه مرض الاستسقاء.
واليوم وبعد قرون عديدة وبعد 14 قرن من وصية الرسول صلى الله عليه وسلم للعرنيين بالتداوي بأبوال الإبل وألبانها نجد القبائل التي تربي وترعى الغنم في مختلف الدول العربية تستعمل بول الإبل لعلاج كثير من الأمراض الباطنية فضلاً عن استخدامها موضعياً لمداواة الجروح والأمراض الجلدية والشعر.
والغريب أن أبوال الإبل دون اللبن قد أجريت عليه أبحاث علمية ومخبرية في كلية الزراعة جامعة الكويت بالتعاون مع مكتب الطب الإسلامي في الكويت عام 1988م تلخصت هذه التجربة في حقن نباتات مسرطنة بتراكيز مختلفة من بول الإبل بغرض إمكانية تثبيط نمو الخلايا السرطانية ببول الإبل والدراسة استندت إلى أن البدو في الكويت والصحراء العربية يعالجون السرطان ببول الإبل وقد خلصت الدراسة إلى أن بول الإبل قد أوقف نمو الخلايا السرطانية بعد عدة أسابيع من استعماله وانه يمكن أن يفيد في علاج سرطان الجهاز الهضمي وسرطان الدم.
وأجريت تجربة أخرى في السودان في جامعة الأحفاد 1989م تقول أنها وجد أن اكثر النساء البدو في المغرب العربي يغسلن شعورهم بأبوال الإبل وذلك لإزالة القشرة ولمنع التساقط ويعتقدون انه يطيل الشعر وبعد دراسة كبيرة وجد أن أبوال الإبل تحتوي على قدر عالي من مركبات الكبريت والثيوسلفيت وهي من أهم مكونات الشامبو ومنظفات الشعر.
الأمراض التي يعالجها ألبان وأبوال الإبل:
تساعد على علاج السرطانات بشكل كبير – الاستسقاء – أمراض البطن – أكل كبدة الإبل يمنع تجمع الماء في العين – الحمى والملاريا – كشامبو للشعر وتساقط الشعر – لتسوس الأسنان – مضمضة – ويقوي النظر والقدرة الجنسية وشحومها مفيدة للبواسير.
أما الألبان بشكل خاص :
فألبان الإبل تحتوي على نسبة عالية من الماء توفرها لصغار الإبل ولإنسان الصحراء الذي قد يعيش أيام على ألبان الإبل وهي غذاء كامل وتستعمل ألبان الإبل لمرضى السكر وتعمل كمدر للبول ومفيدة لمعظم أمراض البطن ومسهل جيد لعفونة المعدة كذلك تستخدم كعلاج قاطع للاستسقاء واليرقان والطحال وفقر الدم وأمراض الكبد وقد أثبتت الأبحاث العلمية أن لبن الإبل يحتوي على مواد فعاله مقاومة للبكتريا إذ لا يمكن أن يتلف بطول البقاء في درجة حرارة الغرفة كما يستعمل للشعر وأمراض البطن والأمراض الجلدية ويداوي الجروح.
وصدق الله العظيم الذي قال: "أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ"
وسبحان الله الذي لفت نظر الأعرابي البدوي الذي في الصحراء إلى ملكوت وعظمة بديع خلق الله وقدرته بالتفكير في خلق الإبل لالتصاقها بحياتهم وكثرة تعاملهم معه فهي مع ضخامة جسمها إلا أنها مسخرة لمنفعة الإنسان فسبحان الله العظيم.